المشاركون في مؤتمر التحالف من أجل الحكم الذاتي في الصحراء يقومون بزيارة لميناء الداخلة الأطلسي    عبد النباوي: العقوبات البديلة علامة فارقة في مسار السياسة الجنائية بالمغرب    نجاح باهر للنسخة الثامنة من كأس الغولف للصحافيين الرياضيين الاستمرارية عنوان الثقة والمصداقية لتظاهرة تراهن على التكوين والتعريف بالمؤهلات الرياضية والسياحية لمدينة أكادير    الاستيلاء على سيارة شرطي وسرقة سلاحه الوظيفي على يد مخمورين يستنفر الأجهزة الأمنية    كأس أمم إفريقيا لأقل من 20 سنة.. وهبي: "أشبال الأطلس" يطموحون للذهاب بعيدا في هذا العرس الكروي    مأسسة الحوار وزيادة الأجور .. مطالب تجمع النقابات عشية "عيد الشغل"    تجار السمك بالجملة بميناء الحسيمة ينددون بالتهميش ويطالبون بالتحقيق في تدبير عقارات الميناء    موتسيبي: اختيار لقجع قناعة راسخة    سلطات سوريا تلتزم بحماية الدروز    القصر الكبير.. شرطي متقاعد يضع حداً لحياته داخل منزله    بورصة الدار البيضاء تنهي تداولاتها على وقع الأخضر    نشرة إنذارية: زخات رعدية قوية ورياح عاتية مرتقبة بعدد من مناطق المملكة    المغرب يتلقّى دعوة لحضور القمة العربية في العراق    الدولي المغربي طارق تيسودالي ضمن المرشحين لنيل جائزة أفضل لاعب في الدوري الاماراتي لشهر أبريل    تأخيرات الرحلات الجوية.. قيوح يعزو 88% من الحالات لعوامل مرتبطة بمطارات المصدر    الإنتاج في الصناعات التحويلية.. ارتفاع طفيف في الأسعار خلال مارس الماضي    المغرب يواجه حالة جوية مضطربة.. زخات رعدية وهبات رياح قوية    مُدان بسنتين نافذتين.. استئنافية طنجة تؤجل محاكمة مناهض التطبيع رضوان القسطيط    الشخصية التاريخية: رمزية نظام    فلسفة جاك مونو بين صدفة الحرية والضرورة الطبيعية    هذه كتبي .. هذه اعترافاتي    وزارة الأوقاف تحذر من الإعلانات المضللة بشأن تأشيرات الحج    العراق ولا شيء آخر على الإطلاق    المغرب ينخرط في تحالف استراتيجي لمواجهة التغيرات المناخية    إلباييس.. المغرب زود إسبانيا ب 5 في المائة من حاجياتها في أزمة الكهرباء    مسؤول أممي: غزة في أخطر مراحل أزمتها الإنسانية والمجاعة قرار إسرائيلي    تجديد المكتب المحلي للحزب بمدينة عين العودة    الصين تعزز مكانتها في التجارة العالمية: حجم التبادل التجاري يتجاوز 43 تريليون يوان في عام 2024    انطلاق حملة تحرير الملك العام وسط المدينة استعدادا لصيف سياحي منظم وآمن    الحكومة تلتزم برفع متوسط أجور موظفي القطاع العام إلى 10.100 درهم بحلول سنة 2026    العلاقة الإسبانية المغربية: تاريخ مشترك وتطلعات للمستقبل    الإمارات تحبط تمرير أسلحة للسودان    كيم جونغ يأمر بتسريع التسلح النووي    ندوة وطنية … الصين بعيون مغربية قراءات في نصوص رحلية مغربية معاصرة إلى الصين    رحلة فنية بين طنجة وغرناطة .. "كرسي الأندلس" يستعيد تجربة فورتوني    السجن النافذ لمسؤول جمعية رياضية تحرش بقاصر في الجديدة    ابن يحيى : التوجيهات السامية لجلالة الملك تضع الأسرة في قلب الإصلاحات الوطنية    فيلم "البوز".. عمل فني ينتقد الشهرة الزائفة على "السوشل ميديا"    المغرب يروّج لفرص الاستثمار في الأقاليم الجنوبية خلال معرض "إنوفيشن زيرو" بلندن    تقرير: 17% فقط من الموظفين المغاربة منخرطون فعليا في أعمالهم.. و68% يبحثون عن وظائف جديدة    مارك كارني يتعهد الانتصار على واشنطن بعد فوزه في الانتخابات الكندية    مهرجان هوا بياو السينمائي يحتفي بروائع الشاشة الصينية ويكرّم ألمع النجوم    إيقاف روديغر ست مباريات وفاسكيز مباراتين وإلغاء البطاقة الحمراء لبيلينغهام    جسور النجاح: احتفاءً بقصص نجاح المغاربة الأمريكيين وإحياءً لمرور 247 عاماً على الصداقة المغربية الأمريكية    دوري أبطال أوروبا (ذهاب نصف النهاية): باريس سان جرمان يعود بفوز ثمين من ميدان أرسنال    الأهلي يقصي الهلال ويتأهل إلى نهائي كأس دوري أبطال آسيا للنخبة    مؤسسة شعيب الصديقي الدكالي تمنح جائزة عبد الرحمن الصديقي الدكالي للقدس    نجاح اشغال المؤتمر الاول للاعلام الرياضي بمراكش. .تكريم بدرالدين الإدريسي وعبد الرحمن الضريس    حقن العين بجزيئات الذهب النانوية قد ينقذ الملايين من فقدان البصر    اختبار بسيط للعين يكشف احتمالات الإصابة بانفصام الشخصية    دراسة: المضادات الحيوية تزيد مخاطر الحساسية والربو لدى الأطفال    دراسة: متلازمة التمثيل الغذائي ترفع خطر الإصابة بالخرف المبكر    اختيار نوع الولادة: حرية قرار أم ضغوط مخفية؟    التدين المزيف: حين يتحول الإيمان إلى سلعة    مصل يقتل ب40 طعنة على يد آخر قبيل صلاة الجمعة بفرنسا    كردية أشجع من دول عربية 3من3    وداعًا الأستاذ محمد الأشرافي إلى الأبد    قصة الخطاب القرآني    







شكرا على الإبلاغ!
سيتم حجب هذه الصورة تلقائيا عندما يتم الإبلاغ عنها من طرف عدة أشخاص.



المعهد الملكي للثقافة الامازيغية يحتفي باليوم العالمي للغة الأم بأربع لغات

المعهد الملكي للثقافة الامازيغية يحتفي باليوم العالمي للغة الأم بأربع لغات
عزيز باكوش
يعتبر يوم الحادي والعشرين فبراير من كل سنة مناسبة للاحتفاء باللغة الأم على المستوى الدولي. وتكتسي التظاهرة بالنسبة للمعهد الملكي للثقافة الأمازيغية أهمية قصوى في ظل المكتسبات الجديدة التي حصل عليها في المغرب بوجود دستور جديد سنة 2011 والذي جعل اللغة الأمازيغية أيضا لغة رسمية إلى جانب اللغة العربية مما يدل على المكانة التي تحتلها اللغة الأم في أذهان صانعي القرار السياسي في البلاد . والمعهد إذ يخلد الحدث ، فهو يحتفل باللغة الأمازيغية كرمز من رموز الشخصية والثقافية اللغوية الوطنية ، في ذات السياق ، أكدت منظمة الأمم المتحدة للتربية والثقافة والعلوم على أن أكثر من نصف سبعة آلاف لغة متداولة على المستوى العالمي تتعرض للانقراض، مما يستدعي حشد الهمم واستنهاضها للعمل على صون وحفظ ما تبقى من هذه اللغات، والاعتراف بأهميتها دعما للتعدد والتنوع اللغوي الذي يعتبر إحدى المصادر الغنية للمعرفة ولتشكيل مختلف رؤى العالم.
في هذا الأفق ، و تحت شعار” ترسيم اللغة الأمازيغية دعم للوحدة في التنوع بالمغرب ” نظم المعهد الملكي للثقافة الأمازيغية يوم 21 فبراير 2012 ندوة علمية بمقره ابتداء من الساعة التاسعة صباحا. وشكلت الندوة فرصة للمناقشة وتبادل الرأي بين مختلف الفاعلين والمهتمين.
فبالإضافة إلى كلمة الافتتاح التي ألقاها السيد عميد المعهد حيث شكر المنظمين والمساهمين وكذا الأساتذة الذين يعملون كل ما في وسعهم للنهوض باللغة والثقافة الأمازيغية ، وقال بوكوس إن حضور اللغة الأمازيغية حضور قوي جدا ولكن لابد من مأسسة هذا الحضور والاعتراف بحقوق اللغة الأم ، هذه هي الإرسالية التي نريد توجيها اليوم وأضاف العميد بالقياس مع ما كانت عليه اللغة الأمازيغية قبل إدراجها في المنظومة الوطنية للتربية والتكوين وقبل إدراج اللغة الأمازيغية في المشهد السمعي البصري أسماها ب “وضعية مزرية ” مسجلا أن الأمور تغيرت الآن جذريا وبالتالي فإن الأوضاع الحالية للأمازيغية هي أحسن بكثير مما كانت عليه قبل سنة 2001 سنة إحداث المعهد2003 سنة الإدراج في التعليم و 2004 سنة الإدراج في المشهد السمعي البصري والآتي أفضل . لذلك يوضح بوكوس أن مكتسبات مهمة قد تحققت و لابد من تحسيس الرأي العام بأهمية اللغة الأم . مضيفا أنه كثيرا ما ينظر إلى اللغة الأم نظرة تبخيسية لأنها ليست بلغة مكتوبة ليست بلغة مدرسة وليست بوسيلة إبداع ما يسمى بالثقافة العالمة ، و هو الرأي السائد حسب العميد لكن المعهد الملكي للثقافة الأمازيغية أراد ان يسير في الاتجاه المعاكس ويوضح أن اللغة الأم تلعب دورا أساسيا في هيكلة البنيات الأساسية لشخصية الطفل وبالتالي شخصية الراشد والمواطن واللغة الأم سواء الدارجة المغربية او الأمازيغية هي أداة التواصل اليومي الأكثر انتشارا.
تدخل كل من السيد المدير العام لليونسكو والسيدة الكاتبة العامة للجنة الوطنية المغربية لليونسكو، اللذان أشادا بالشراكة العلمية بين المنظمة والمعهد ، وأثنت ثريا ماجدولين ممثلة اليونيسكو على العميد وعلى عمله الدؤوب من أجل إعطاء الامازيغية المكانة التي تليق بها ، مشيرة إلى أن اللغة ليس أداة للتواصل فحسب ،وإنما هي ذاكرة حضارية تؤرخ للإنسان ولوجوده على مر العصور كما تسجل تطوره التاريخي وتحافظ على تراثه الانساني من الضياع . ولأجل كل ذلك تضيف ماجدولين جاءت فكرة الاحتفاء بهذا اليوم من طرف اليونسكو الذي لا يحتفي باللغة في حد ذاتها ، وإنما لما تبلوره كلغة أساسية للتعبير عن الثقافات المتنوعة في العالم ولكونها أيضا أداة للحفاظ على التنوع البشري من خلال الحفاظ على ما تحتضنه اللغة من تراث وعادات وتقاليد وتفرزه من اختلاف على مستوى الثقافات الانسانية الواسعة .
فإذا كان الحق في استعمال اللغة الأم في الأمور الحياتية المختلفة وفي تدبير المعيش اليومي هو حق مشروع باعتبار اللغة جزء من الهوية ، فإن صون هذا الحق والعمل على تأهيله يتطلب من الجميع تظافر الجهود والتفكير الجماعي المشترك في سبيل صون الهوية المغربية بكافة مكوناتها .
وتضمن برنامج الندوة أربع مداخلات عرفت في مجملها بالمجهودات المبذولة من قبل المعهد وشركائه للحفاظ على اللغة الأمازيغية والنهوض بها في مجالات التهيئة اللغوية وتأهيلها لولوج مختلف مسارات التربية والتكوين.
في هذا الإطار، قدم ذ خالد لعنسر ” اللغة الام والمعيرة : المكتسبات والتحديات حيث تطرق إلى اللغة الأم تعريفها وبعض خصائصها وضرورة تهيئة اللغة الأم ثم تجربة معيرة اللغة الأمازيغية بالمعهد وكذا تقويم التجربة وتحديات المستقبل، وتناول بالشرح والتحليل بعض خصائص اللغة معتبرا اللغة الأم جزء لا يتجزأ من الهوية الشخصية والاجتماعية والثقافية للفرد و القناة التي يتعلم الطفل من خلالها الأنماط الاجتماعية الناجحة للسلوك والكلام مشيرا إلى أن تعلم اللغة الأم يتم عبر طرق واعية وغير واعية بحيث لا يتأتى وضوح عمليتي التفكير والتعبير إلا إذا كان الفرد يتوفر على كفاءة في لغته الأم التي تحتاج إلى تهيئة حسب رأيه . وارتباطا بالموضوع تفيد منظمة اليونيسكو من خلال الأبحاث التي قامت بها أن الغنى والتنوع اللغوي الذي يعرفه التراث اللغوي العالمي سيعرف ضمورا بسبب موت اللغات الضعيفة حيث كشف لعنسر أن 50 % من لغات العالم في وضع خطير. وأن كل أسبوع تختفي لغة من أصل 6809 لغة موجودة في العالم. وشدد خالد العنسر الذي كان يتحدث بالإنجليزية أنه إذا لم تتخذ إجراءات لحماية وتهيئة اللغة الأمازيغية، ستعرف هاته اللغة نفس المصير. وخلص المحاضر إلى أن مكتسبات اللغة الأم بعد التهيئة ستعزز ضمان استمراريتها من جيل إلى جيل.مضيفا أن حصولها على الشرعية من خلال استعمالها في التعليم والإعلام والمؤسسات وكذا استفادتها من التكنولوجيا المعلوماتية والإعلامية ومساهمة اللغة الأم المهيأة في تطوير وإغناء الأوجه اللغوية الجهوية فضلا عن اكتسابها لوظائف واستعمالات جديدة وتسهيل عملية التواصل وتقوية الإحساس بالهوية عند متكلميها من شأن كل ذلك مساعدة متكلميها في الاندماج بسهولة في المدرسة والجامعة.
كما استعرض خالد لعنسر تجربة المعهد في مجال معيرة اللغة الأمازيغية المستوى الخطي والإملائي الصرفي والنحوي المستوى المعجمي مشددا على ضرورة (مراعاة معايير البساطة وسهولة القراءة والتاريخية والاقتصاد) مشيرا إلى اعتراف المنظمة العالمية للمعيرة بحرف تيفيناغ . وتساءل فيما إذا كان ترسيم اللغة الأمازيغية يؤهلها للتماشي مع متطلبات الترسيم (من إدراج للغة في التعليم والإعلام ومختلف المؤسسات والإدارات والحياة العامة) مؤكدا بالإيجاب ، لكن مع مراعاة الشروط والملاحظات المقدمة من طرف المتخصصين مذكرا بقيام مركز التهيئة اللغوية بدراسة العديد من الظواهر النحوية والتركيبية دراسة ممعيرة إلى أنه مازالت بعض الظواهر تستدعي دراسة أعمق. وأضاف أن الظرفية الراهنة تستدعي تأليف منجد عام وشامل وقد شرع باحثو مركز التهيئة اللغوية في تأليفه. وخلص إلى وجوب مراعاة القوانين الإجرائية التي تهم عملية إدراج الأمازيغية في المؤسسات طبيعة اللغة الأمازيغية (حداثة التجربة وضرورة التدرج) مع توفير موارد بشرية كافية للاشتغال على الأمازيغية المعيار وللقيام بعملية إدراج اللغة في المؤسسات والحياة العامة كما أنه من شأن الاستعانة أكثر بالجانب المعلوماتي يعزز فرص إدماج ونشر وترسيخ اللغة الأمازيغية إلى جانب إشراك الفاعلين السياسيين والجمعويين والأساتذة الجامعيين والباحثين والمخططين ومختلف المسؤولين في تهيئة ودعم وتأهيل وإدراج اللغة الأمازيغية في كل جوانب الحياة الإدارية والحياة العامة.
من جهته استعرض ذ محمد البغدادي عن المعهد الملكي للثقافة الامازيغية من خلال مداخلته ” تدريس اللغة الأمازيغية بين المكتسبات والتحديات معتبرا أن المناسبة تقتضي التذكيربالأثر الإيجابي لتوظيف اللغة الأم في التعلمات حيث أكدت أبحاث اليونسيف 1999 إلى جانب عدد من الدراسات أن التلاميذ يتعلمون بسرعة القراءة و المعارف عندما يتلقون تعليمهم الأول بلغتهم الأم“المتخصصون ( Collier, 1997) كما توصلوا كذلك إلى أن ” التلاميذ الذين تلقوا تعليمهم باللغة الأم في مراحل متقدمة يحصلون على نتائج متفوقة في الامتحانات الوطنية الممعيرة في مرحلة التعليم الثانوي“.على اعتبار أن التعدد اللغوي له أثار إيجابية على النمو العقلي المسار الأكاديمي،على مستوى الاندماج المهني،على المستوى الثقافي و العاطفي،
البغدادي تساءل عماذا تحقق في مجال تدريس اللغة الأمازيغية كلغة أم وكلغة وطنية لجميع المغاربة؟ مذكرا في إجابته بانطلاق تدريس اللغة الأمازيغية في المنظومة التربوية ابتدءا من الموسم الدراسي 2003-2004 ؛ و ذلك بتعاون بين وزارة التربية الوطنية والمعهد الملكي للثقافة الأمازيغية بناء على اتفاقية الشراكة وبعد ثمان سنوات ستصبح رسمية في الدستور الجديد وعلى الرغم من تحقيق عدة مكتسبات إلا أن تدريسها يواجه عددا من التحديات. لعل أهمها تكريس الحق الدستوري في تعميم تدريس اللغة الأمازيغية لكل المغاربة،،تعميم الاعتراف الثقافي بعد الاعتراف السياسي باللغة الأمازيغية، ضرورة وضع مخطط: تعميم تدريس اللغة الأمازيغية حق دستوري (البند الخامس“ تعد اللغة الأمازيغية أيضا لغة رسمية للدولة باعتبارها رصيدا مشتركا لجميع المغاربة“)،إعداد خطة محددة في الزمن لتحقيق التعميم العمودي والأفقي على المستويين الوطني والجهوي والمحلي،ضمن هذه الخطة حل إشكالية الموارد المالية والموارد البشرية
ليخلص إلى أن إدراج تدريس اللغة الأمازيغية يشكل تقدما هاما لمنظومة الوطنية للتربية والتكوين، رغم الإكراهات والصعوبات المرصودة ميدانيا، كما يشكل تعميم تدريسها دعما للأمازيغية كاللغة الأم وكلغة وطنية لجميع المغاربة، ويساهم تدريسها ليس فقط في تقوية التلاحم الاجتماعي، ولكن أيضا في تكافئ الفرص وضمان حظوظ النجاح الدراسي كما تؤكد كل الدراسات، لذلك يتعين توفير الظروف الملائمة انسجاما مع الدستور الجديد لضمان نجاح هذا الورش الوطني الطموح.
وتطرق ذ عبد الله قاسي إلى : دور اللغة الأم في بناء شخصية المتعلم : تدريس الامازيغية نموذجا ، وانتقل المتدخل الى ميدان الفعل التربوي وتساءل عماذا يجري داخل الأقسام التي اعتبرها من العلب السوداء التي يجب فك شفراتها وأن عملية البناء هي استثمار في المادة واستثمار في الزمان واعتبر الشخصية تنطلق من ثلاث ركائز اساسية البعد المعنوي والبعد الوجداني النفسي والبعد الحركي .
عبد الله قاسي قد م ملاحظات قصد الاستثمار بخصوص تدريس الأمازيغية خلال العشرية الأخيرة منها انتقال اللغة الأمازيغية من لغة شفوية الى لغة مكتوبة وهو انتقال استكشافي له تداعياته وآثاره ، وأوضح أن هناك تمكنا ملموسا للغة الأمازيغية من طرف الاساتذة معتبرا اللغة الامازيغية لغة مدرسة وليست لغة للتدريس ، كما كذلك تطرق الى شخصية المتعلم في جانبها التواصلي العلائقي متسائلا عن أي دور للأمازيغية في هذا الاتجاه ليخلص أنه وبعد سنوات من تدريس الأمازيغية هناك انفتاحا ملحوظا وعلاقات ذات طابع حميمي أحيانا بين المدرسة والبيت .ودعا مكونات المجتمع إلى تظافر الجهود من أجل إحلال اللغة الأم مكانتها الطبيعية في الحياة والمجتمع بكل تجنيساته وتجاذباته.
أما ذ فؤاد ساعة من جامعة سيدي محمد بن عبد الله بفاس فقد استشرف آفاق التكوين الجامعي في اللغة الامازيغية حيث اعتبر الأمازيغية من بين اللغات الأم التي لم ترق إلى مستوى اللغات المتداولة في المؤسسات العامة رغم أن نسبة هامة من المغاربة يتداولونها في حياتهم اليومية. وفي هذا الخضم من التحولات جاء فتح التكوينات في الأمازيغية بالجامعة المغربية ليواكب ويستجيب لمتطلعات طالما نادت الأجيال المتعاقبة وناضلت من أجل تكريسها. فواد ساعة قدم معطيات حول تدريس الأمازيغية بالجامعة حيث شرع تدريس اللغة الأمازيغية بالجامعة المغربية، ضمن السياسة الجديدة للبلاد، في إطار خطة الإصلاح الجامعي الذي يخول فتح مسالك في تخصصات جديدة. وفي سياق هذا التحول من الصحوة والاهتمام الخاص الذي تشهده الثقافة الأمازيغية فُتِح وكما هو معلوم سنة 2007 مسلكان للدراسات الأمازيغية بكل من جامعة ابن زهر بأكادير وجامعة محمد الأول بوجدة، وفي سنة 2009 تم فتح مسلك بجامعة سيدي محمد بن عبد الله بفاس. وقد تلا هذه المبادرات فتح ماستر للدراسات الأمازيغية بأكادير وبالرباط مؤخرا كسيرورة طبيعية للاستجابة لحاجة اجتماعية ملحة، وللنهوض بالدراسات الأمازيغية في مختلف المستويات التكوينية، وبغية تحقيق الأهداف المتوسطة والبعيدة المدى لبناء مجتمع عادل ومتماسك.
وتهدف هذه التكوينات بالأساس تكوين المواطن المغربي المعتز بوطنيته ومقومات هويته للمشاركة بفعالية في بناء الصرح الثقافي الوطني والكوني. وأوضح المتدخل أن إدراج المكون الأمازيغي في المؤسسات العامة أصبح مطلبا وطنيا لا يستهان به حيث يقبل على هذه التكوينات العشرات إن لم نقل المئات من الطلبة الراغبين في الانخراط في هذه السيرورة. فالأعداد المتزايدة للمسجلين بهذه المسالك الدراسية، سنة بعد سنة، يستحق ولا شك وقفة تأمل. فعلى سبيل المثال تضاعف عدد المسجلين بفاس وأكادير بشكل فاق كل التوقعات، بل فاق الأعداد المسجلة في بعض المسالك الأخرى. وهذا دليل على مكانة اللغة الأم لذا فئات عريضة من المجتمع، وعلى الأمل الذي يغذي الأجيال الصاعدة للعطاء في هذا المجال.. وفيما يلي بعض الإحصائيات.
إن الأعداد المسجلة بمسالك الدراسات الأمازيغية يقول ذ الجامعي يقتضي من طرف الجهات المعنية التفكير في سبل استقطابها عند التخرج والاستفادة من تكويناتها وجعلها في خدمة السياسة اللغوية والثقافية الجديدة للبلاد. ذلك لأن هذه المسالك إنما ستحيى وتتغذى من هذه الأفواج المتعاقبة عليها وسترتبط بها في علاقة جدلية من الأخذ والعطاء. أما دون ذلك فسيكون مصير اللغة الأم وكل حامل أو حالم بها مثار سخرية وازدراء.
وخلص الاستاذ الجامعي بفاس إلى إجماع الأدبيات والتجارب التي تناولت أهمية اللغة الأم في الدراسة والتدريس على فعاليتها التربوية في تعزيز قدرات المتعلم وتطوير شخصيته (باكر 2000، كومينس 2000 الخ) كما أن الأوراش الكبرى التي يشهدها المغرب في ظل التغيرات السياسية خلال هذه العشرية الأخيرة والوضع القانوني للأمازيغية الذي سيعرف تقدما مهما بعد دسترتها تبعث على التفاؤل فيما يخص مستقبل اللغة والثقافة الأمازيغيتين ببلادنا. ولا شك أن الجامعة المغربية ستضطلع بدور هام في تحقيق الأهداف المتوخاة من تدريس الأمازيغية باعتبارها لغة الأم.
بقيت الإشارة إلى أن المعهد الملكي للثقافة الامازيغية نظم معرضا لمنشورات المعهد الملكي للثقافة الأمازيغية على هامش أشغال هذه الندوة التي اختتمت فعالياتها بمقطوعات موسيقية للأستاذ كريم المرسي والفنان سيمو باعزاوي
وتميز الاحتفال باليوم العالمي للغة الأمازيغية بتوقيع اتفاقية شراكة بين نيابة التعليم بصفرو والمعهد الملكي للثقافة الأمازيغية وقعه كل من السيدة نائبة وزارة التربية الوطنية بإقليم صفرو والسيد أحمد بوكوس عميد المعهد وقد ألقت السيدة فائزة السباعي كلمة بالمناسبة تطرقت من خلالها إلى الوضعية المتقدمة للغة الأمازيغية بالمنطقة كما قدمت اقتراحات ناجعة لتطويرها والدفع بها قدما نحو آفاق أكثر رحابة .
هذا وسيعمل المعهد الملكي بموجب ذلك على دعم وتوفير توزيع الكتب الثقافية تنظيم دورات تكوينية لفائدة المفتشين والساعدة على ادماج اللغة الأمازيغية في الدرس التربوي كما دأب على ذلك مع عدد من النيابات التابعة لوزارة التربية الوطنية كما تم احداث لجنة مشتركة للمواكبة والتتبع.


انقر هنا لقراءة الخبر من مصدره.