وفد قضائي وطني رفيع يزور جماعة الطاح بطرفاية تخليداً للذكرى الخمسين للمسيرة الخضراء واستحضاراً للموقع التاريخي للملك الراحل الحسن الثاني    مؤسسة طنجة الكبرى: معرض الطوابع البريدية يؤرخ لملحمة المسيرة الخضراء    هنا المغرب    ألعاب التضامن الإسلامي (الرياض 2025).. المنتخب المغربي لكرة القدم داخل القاعة إلى النهائي بعد تجاوز المنتخب السعودي في نصف النهاية    لقاء الجيش و"الماص" ينتهي بالبياض    تراجع عجز السيولة البنكية إلى 142,1 مليار درهم    تتويج المغربي بنعيسى اليحياوي بجائزة في زيورخ تقديرا لالتزامه بتعزيز الحوار بين الثقافات    نبيل باها: عزيمة اللاعبين كانت مفتاح الفوز الكبير أمام كاليدونيا الجديدة    بنكيران: "البيجيدي" هو سبب خروج احتجاجات "جيل زد" ودعم الشباب للانتخابات كمستقلين "ريع ورشوة"    الأقاليم الجنوبية، نموذج مُلهم للتنمية المستدامة في إفريقيا (محلل سياسي سنغالي)    "أونسا" ترد على الإشاعات وتؤكد سلامة زيت الزيتون العائدة من بلجيكا    ست ورشات مسرحية تبهج عشرات التلاميذ بمدارس عمالة المضيق وتصالحهم مع أبو الفنون    الدار البيضاء تحتفي بالإبداع الرقمي الفرنسي في الدورة 31 للمهرجان الدولي لفن الفيديو    كرة القدم ..المباراة الودية بين المنتخب المغربي ونظيره الموزمبيقى تجرى بشبابيك مغلقة (اللجنة المنظمة )    نصف نهائي العاب التضامن الإسلامي.. تشكيلة المنتخب الوطني لكرة القدم داخل القاعة أمام السعودية    المنتخب المغربي الرديف ..توجيه الدعوة ل29 لاعبا للدخول في تجمع مغلق استعدادا لنهائيات كأس العرب (قطر 2025)    حماس تدعو الوسطاء لإيجاد حل لمقاتليها العالقين في رفح وتؤكد أنهم "لن يستسلموا لإسرائيل"    أيت بودلال يعوض أكرد في المنتخب    أسيدون يوارى الثرى بالمقبرة اليهودية.. والعلم الفلسطيني يرافقه إلى القبر    بعد فراره… مطالب حقوقية بالتحقيق مع راهب متهم بالاعتداء الجنسي على قاصرين لاجئين بالدار البيضاء    وفاة زغلول النجار الباحث المصري في الإعجاز العلمي بالقرآن عن عمر 92 عاما    توقيف مسؤول بمجلس جهة فاس مكناس للتحقيق في قضية الاتجار الدولي بالمخدرات    بأعلام فلسطين والكوفيات.. عشرات النشطاء الحقوقيين والمناهضين للتطبيع يشيعون جنازة المناضل سيون أسيدون    بين ليلة وضحاها.. المغرب يوجه لأعدائه الضربة القاضية بلغة السلام    حصيلة ضحايا غزة تبلغ 69176 قتيلا    عمر هلال: اعتراف ترامب غيّر مسار قضية الصحراء، والمغرب يمد يده لمصالحة صادقة مع الجزائر    توقعات أحوال الطقس ليوم غد الإثنين    مديرة مكتب التكوين المهني تشتكي عرقلة وزارة التشغيل لمشاريع مدن المهن والكفاءات التي أطلقها الملك محمد السادس    الكلمة التحليلية في زمن التوتر والاحتقان    الرئيس السوري أحمد الشرع يبدأ زيارة رسمية غير مسبوقة إلى الولايات المتحدة    شباب مرتيل يحتفون بالمسيرة الخضراء في نشاط وطني متميز    مقتل ثلاثة أشخاص وجرح آخرين في غارات إسرائيلية على جنوب لبنان    "حماس" تعلن العثور على جثة غولدين    دراسة أمريكية: المعرفة عبر الذكاء الاصطناعي أقل عمقًا وأضعف تأثيرًا    إنفانتينو: أداء المنتخبات الوطنية المغربية هو ثمرة عمل استثنائي    النفق البحري المغربي الإسباني.. مشروع القرن يقترب من الواقع للربط بين إفريقيا وأوروبا    درك سيدي علال التازي ينجح في حجز سيارة محملة بالمخدرات    لفتيت يشرف على تنصيب امحمد العطفاوي واليا لجهة الشرق    الأمواج العاتية تودي بحياة ثلاثة أشخاص في جزيرة تينيريفي الإسبانية    فرنسا.. فتح تحقيق في تهديد إرهابي يشمل أحد المشاركين في هجمات باريس الدامية للعام 2015    الطالبي العلمي يكشف حصيلة السنة التشريعية    ميزانية مجلس النواب لسنة 2026: كلفة النائب تتجاوز 1.59 مليون درهم سنوياً    الدار البيضاء: لقاء تواصلي لفائدة أطفال الهيموفيليا وأولياء أمورهم    "أونسا" يؤكد سلامة زيت الزيتون    "يونيسيف" ضيفا للشرف.. بنسعيد يفتتح المعرض الدولي لكتاب الطفل والشباب    بيليم.. بنعلي تقدم النسخة الثالثة للمساهمة المحددة وطنيا وتدعو إلى ميثاق جديد للثقة المناخية    تعليق الرحلات الجوية بمطار الشريف الإدريسي بالحسيمة بسبب تدريبات عسكرية    مخاوف برلمانية من شيخوخة سكانية بعد تراجع معدل الخصوبة بالمغرب    الداخلة ترسي دعائم قطب نموذجي في الصناعة التقليدية والاقتصاد الاجتماعي    مهرجان الدوحة السينمائي يعرض إبداعات المواهب المحلية في برنامج "صُنع في قطر" من خلال عشر قصص آسرة    وفاة "رائد أبحاث الحمض النووي" عن 97 عاما    سبتة تبدأ حملة تلقيح جديدة ضد فيروس "كورونا"    دراسة: المشي يعزز قدرة الدماغ على معالجة الأصوات    الوجبات السائلة .. عناصر غذائية وعيوب حاضرة    بينهم مغاربة.. منصة "نسك" تخدم 40 مليون مستخدم ومبادرة "طريق مكة" تسهّل رحلة أكثر من 300 ألف من الحجاج    وضع نص فتوى المجلس العلمي الأعلى حول الزكاة رهن إشارة العموم    حِينَ تُخْتَبَرُ الْفِكْرَةُ فِي مِحْرَابِ السُّلْطَةِ    أمير المؤمنين يأذن بوضع نص فتوى الزكاة رهن إشارة العموم    







شكرا على الإبلاغ!
سيتم حجب هذه الصورة تلقائيا عندما يتم الإبلاغ عنها من طرف عدة أشخاص.



فوزي بنعلال : ‮‬التحالفات‮ ‬السياسية‮ ‬تخضع‮ ‬لمنطق‮ ‬توفر‮ ‬المصلحة‮ ‬المشتركة‮ ‬بين‮ ‬الأحزاب‮ ‬المتحالفة‮.‬
نشر في زابريس يوم 27 - 10 - 2009

على عكس ما روجه البعض بخصوص انفراط عقد الأغلبية المشكلة لحكومة عباس الفاسي على خلفية انتخاب محمد الشيخ بيد الله رئيسا لمجلس المستشارين وهو الأمين العام لحزب يتموقع في المعارضة، بمساندة واضحة من الأغلبية.... وعن حسابات المسلسل الانتخابي التي أربكت المتابعين للمشهد السياسي بعد احتلال الحزب الجديد للرتبة الأولى في سلم النتائج، وحول موقع حزب الاستقلال في الخريطة السياسية التي أفرزتها تلك النتائج، يكشف محمد فوزي بنعلال القيادي الاستقلالي الذي ارتقى من منصب الخليفة الثاني لرئيس مجلس المستشارين خلال الولاية السابقة (2006 2009) إلى منصب الخليفة الأول للرئيس الحالي بيد الله، عن جملة من الحقائق المتعلقة بذلك، مضيفا إليها توضيحات حول إقحامه المزعوم في حادث سقوط خشبة وصفها بالصغيرة من سقف قاعة الجلسات العامة أثناء جلسة مخصصة للأسئلة الشفوية كان يرأسها، والادعاء بأنه تحمل مسؤولية عقد صفقات مشروع البناية الجديدة للمجلس خلال السنوات الماضية، بينما يشهد الجميع بأن الرجل لم يمض على تحمله للمسؤولية في مكتب المجلس سوى ثلاث سنوات، مع الإشارة إلى كون الثلاث سنوات التي سبقتها لم يتحمل أثناءها أية مسؤولية على مستوى المكتب، بل كان‮ ‬مستشارا‮ ‬برلمانيا‮ ‬يمارس‮ ‬مهامه‮ ‬التمثيلية‮ ‬كسائر‮ ‬زملائه‮ ‬البرلمانيين،‮ ‬ويعني‮ ‬ذلك‮ ‬أن‮ ‬دخوله‮ ‬المجلس‮ ‬لأول‮ ‬مرة‮ ‬كان‮ ‬سنة‮ ‬2003،‮ ‬فأين‮ ‬هي‮ ‬العشر‮ ‬سنوات‮ ‬التي‮ ‬نسجها‮ ‬خيال‮ ‬من‮ ‬ادعاها‮.‬ حول‮ ‬هذه‮ ‬المواضيع‮ ‬وغيرها‮ ‬دار‮ ‬حديثنا‮ ‬مع‮ ‬السيد‮ ‬محمد‮ ‬فوزي‮ ‬بنعلال‮.‬
- ما وقع في مجلس المستشارين مؤخرا أصبح حديث الخاص والعام، فالأغلبية على ما يبدو تفككت أوصالها بفعل تصويت بعض مكوناتها على محمد الشيخ بيد الله رئيسا جديدا للمجلس وهو زعيم حزب معارض، فأين التضامن الذي يجب أن يطبع مواقف الأغلبية؟
خلافا لذلك، فالأغلبية لم تتفكك أوصالها، وهي ما زالت متضامنة، ولم ولن تتأثر بما وقع، فانتخاب الرئيس الجديد يعتبر أمرا روتينيا عاديا وينبغي أن ننظر إليه عبر تقييم موضوعي للظروف المحيطة به، وليس عبر اعتباره سابقة أو تحصيل حاصل لوضع ديمقراطي غير سليم، فالديمقراطية‮ ‬المغربية‮ ‬تشق‮ ‬طريقها‮ ‬نحو‮ ‬الأمام‮ ‬بإتاحتها‮ ‬الفرصة‮ ‬لكل‮ ‬الفرقاء‮ ‬السياسيين،‮ ‬سواء ‬كانوا‮ ‬في‮ ‬صف‮ ‬الأغلبية‮ ‬أو‮ ‬في‮ ‬خانة‮ ‬المعارضة‮.‬
‮- ‬ترى ‬ما‮ ‬هي‮ ‬هذه‮ ‬الظروف‮ ‬التي‮ ‬أشرتم‮ ‬إليها‮ ‬والتقييم‮ ‬الموضوعي‮ ‬لها؟
أولا، الدكتور بيد الله ليس غريبا عن المؤسسة التشريعية، فدخوله إليها كان سنة 1977، وقد راكم تجربة طويلة من خلال تقلده لعدد من المسؤوليات، وربط علاقات شخصية وثيقة مع مختلف ألوان الطيف السياسي، وموقعه من بين الرواد المكافحين من أجل تثبيت الوحدة الترابية معروف، ثم إنه زعيم حزب احتل الرتبة الأولى في نتائج الاستحقاقات الانتخابية التي جرت أثناء هذه السنة، وهو أستاذ جامعي مرموق... كل تلك الاعتبارات لعبت لصالحه، خصوصا وأنه يحظى بتقدير وتعاطف المستشارين الصحراويين الذين صوت عليه أغلبهم متجاوزين بذلك انتماءهم للأغلبية‮ ‬أو‮ ‬المعارضة‮.‬ وفي‮ ‬مقابل‮ ‬ذلك،‮ ‬فالسيد‮ ‬المعطي‮ ‬بنقدور‮ ‬لا‮ ‬يملك‮ ‬نفس‮ ‬الرصيد‮ ‬من‮ ‬العلاقات‮ ‬كما‮ ‬وكيفا،‮ ‬وخاصة‮ ‬على ‬مستوى ‬المعارضة‮ ‬التي‮ ‬يبدو‮ ‬أنه‮ ‬لم‮ ‬يستطع‮ ‬اختراقها،‮ ‬وهذا‮ ‬ثابت‮ ‬ضوء ‬المعطيات‮ ‬الرقمية‮ ‬عند‮ ‬التصويت‮.‬
‮- ‬يقال‮ ‬إن‮ ‬الفريق‮ ‬الاستقلالي‮ ‬وأنتم‮ ‬بالذات،‮ ‬مثلتم‮ ‬رأس‮ ‬الحربة‮ ‬في‮ ‬مساندة‮ ‬بيد‮ ‬الله،‮ ‬فما‮ ‬مدى ‬صحة‮ ‬ذلك؟
نحن في الفريق الاستقلالي متمسكون بما قر عليه موقف الأغلبية، والمعروف عنا الانضباط والوعد بما اتفقنا عليه، وقد صوتنا بالفعل لفائدة مرشح الأغلبية، وأنفي نفيا قاطعا أن نكون قد اخترنا السير في الاتجاه المعاكس، وأضيف إلى ذلك أن الأطراف الأخرى في الأغلبية لم تتأخر على الأرجح عن هذا الاختيار، ولا أدل على ذلك من تصويت 111 مستشارا لفائدة بنقدور في الدور الأول بينما فريقه لا يتوفر سوى على 36 مستشارا، وليس بنعلال سوى عضو يلتزم بما يقرره الفريق من مواقف ولم يسبق له أن كان رأس حربة في مناورات من هذا النوع.
ماذا تعني لكم هذه الخرجة القوية والسريعة لحزب الهمة الذي أخذ يصول ويجول لدرجة أنه بعد فترة وجيزة نسبيا من تأسيسه تصدر نتائج جميع الانتخابات وفاز برئاسة مجلس المستشارين، أليس في ذلك خلخلة غير محسوبة العواقب للمشهد السياسي ومزاحمة قاسية لحزب الاستقلال؟
كيفما سارت الظروف والأحوال، فحزب الاستقلال حافظ على الرتبة الثانية في نتائج الانتخابات وخرج بذلك مرفوع الرأس، وهذا ما يعني أنه الحزب الأقوى والأكثر تنظيما واكتساحا لرقعة التراب الوطني من طنجة إلى الكويرة، وله الحضور الفاعل في الساحة الوطنية وعلى كل المستويات،‮ ‬وهو‮ ‬الأجدر‮ ‬بتحمل‮ ‬المسؤولية‮ ‬في‮ ‬أي‮ ‬موقع‮ ‬كانت،‮ ‬ولا‮ ‬خوف‮ ‬عليه‮ ‬عند‮ ‬الدخول‮ ‬في‮ ‬أية‮ ‬منافسة‮ ‬شريفة‮ ‬مع‮ ‬أي‮ ‬كان‮.‬ وبخصوص حزب الأصالة والمعاصرة فهو كما تروج قيادته جاء ليملأ الفراغ وليجمع شمل كشكول من الأحزاب الصغيرة وليؤطر اللامنتمين، ولذلك، فهو من الطبيعي أن يحتل رتبة متقدمة ويطمح للريادة، وحزب الاستقلال يرحب كعادته بكل من يريد أن يدلو بدلوه في المشهد السياسي ويساهم في‮ ‬إثراء ‬الديمقراطية‮ ‬التي‮ ‬تقتضي‮ ‬احترام‮ ‬التعددية،‮ ‬ليس‮ ‬لدينا‮ ‬خطوط‮ ‬حمراء ‬على ‬أي‮ ‬حزب‮ ‬قديم‮ ‬أو‮ ‬جديد،‮ ‬ولسنا‮ ‬مع‮ ‬الإقصاء ‬وقطع‮ ‬الطريق‮ ‬على ‬أي‮ ‬مخالف‮ ‬لرأينا‮.‬
في ضوء التحالفات الغريبة التي شهدتها الساحة الانتخابية هذه السنة، هل وضعتم معايير محددة لتحالفاتكم المستقبلية؟ ماذا عن رؤيتكم لخلق أقطاب سياسية قوية بديلة لسياسة تفريخ الأحزاب وإخراجها من صلب الإدارة؟
أنا شخصيا أؤمن بإمكانية إبرام التحالف بين طرفين أو عدة أطراف إذا توفرت المصلحة المشتركة بين المتحالفين، وكان الهدف واضحا من وراء هذا التحالف ويصب في المصالح الوطنية العليا، وبعبارة أدق فأي حزب يمكن أن يتحالف مع حزب نقيض له فكريا وإيديولوجيا إذا وجد الحزبان مصلحتهما في ذلك، وإذا كان حزب الأصالة والمعاصرة ينطوي على النية في تقليص عدد الأحزاب وخلق أقطاب سياسية قوية ويروم تخليق الحياة السياسية وتطهيرها من كل الاختلالات التي تشكو منها، فأنا لا أستغرب من أي تحالف معه، وفي هذا الإطار فأنا مع خلق أقطاب سياسية قوية‮ ‬تنبني‮ ‬على ‬التجانس‮ ‬وتقريب‮ ‬الرؤى‮ ‬وترسيخ‮ ‬القناعة‮ ‬بالدور‮ ‬الذي‮ ‬أناطه‮ ‬الدستور‮ ‬بالأحزاب‮ ‬حتى ‬تنهض‮ ‬بتوعية‮ ‬المواطنين‮ ‬وتأطيرهم،‮ ‬بدلا‮ ‬من‮ ‬سياسة‮ ‬تفريخ‮ ‬الأحزاب‮ ‬وتوليدها‮ ‬على ‬طريقة‮ ‬العملية‮ ‬القيصرية‮.‬
‮- ‬هل‮ ‬بهذه‮ ‬الروح‮ ‬وهذه‮ ‬الإرادة‮ ‬ستتعاونون‮ ‬من‮ ‬موقعكم‮ ‬كخليفة‮ ‬أول‮ ‬مع‮ ‬السيد‮ ‬بيد‮ ‬الله‮ ‬الرئيس‮ ‬الجديد؟
لا شك في ذلك، فالآن وقد طوينا صفحة الانتخابات وتداعياتها وحساباتها الظرفية، فالمجال مفتوح أمامنا للعمل البناء المشترك في ظل التعايش والتكامل والتفاهم، وذلك لخدمة مؤسسة مجلس المستشارين والارتقاء بها وتطوير آلياتها، وأنا متفائل لذلك، فما أعرفه عن الدكتور بيد‮ ‬الله‮ ‬أنه‮ ‬ذو‮ ‬تجربة‮ ‬وحنكة‮ ‬ولا‮ ‬جدال‮ ‬في‮ ‬نزاهته‮ ‬وتقبله‮ ‬للآخر‮.‬
- يتردد مؤخرا أن التعديل الحكومي على الأبواب، وأن الحكومة في حاجة إلى دماء جديدة تعيد لها آصرة التفاهم بين أعضائها، فضلا عن أصوات تعالت وسط الاتحاد الاشتراكي والتجمع مثلا تطالب بالانسحاب من الحكومة فما مقدار الصحة في ذلك؟
الحكومة أسمى من أن تصبح مطية لرأب الصدع داخل الحزب أو ذاك، إذ من الملاحظ أنه كلما ازدادت الصراعات والخلافات داخل حزب ما، إلا وطالب أعضاء في صفوفه - لم يحظوا قبلا بالاستوزار - بضرورة إجراء تعديل حكومي، أملا منهم في أن تتاح لهم فرصة الدخول إلى الحكومة، في اعتقادي أن الطموح لدى من يتعاطى السياسة أمر وارد ومشروع، ولكنه يجب أن يسلك الطريق التي يستسيغها المنطق، وليس طريق الركوب على الأحداث والبحث عن الذرائع الواهية للتحامل على الحكومة والمطالبة بتغييرها أو تعديلها.
‮- ‬هل‮ ‬تقصدون‮ ‬بذلك‮ ‬أحزاب‮ ‬المعارضة؟
بصراحة، لا أقصد أحزاب المعارضة، فهذه أحزاب من الطبيعي أن تنتقد الحكومة وتنتقص من أدائها وتطالب بتغييرها أو تعديلها، وهذا يحدث في كل الدول الديمقراطية، ولكنني أقصد دون تحديد من يشارك في الحكومة ويحاول اللعب على الحبلين وكأنما أصيب بانفصام الشخصية إنها‮ ‬ظاهرة‮ ‬مؤسفة‮.‬
- وماذا عن (المادرية) التي سقطت من سقف قاعة الجلسات وأنتم ترأسون الجلسة، وما نشرته إحدى اليوميات عن كونكم تحملتم مسؤولية إبرام جميع صفقات مشروع إنجاز بناية مجلس المستشارين بما فيها صفقة السقف وغيرها من الصفقات التي كلفت الملايير؟
ما نشرته تلك اليومية يفتقد إلى المعلومات الصحيحة التي نحن على استعداد لمدها بها لو كانت طلبتها، معززين ذلك بالملفات والوثائق، فأنا لدي ست سنوات في المجلس وليس عشر سنوات، إذ تم انتخابي مستشارا برلمانيا لأول مرة سنة 2003، وظللت طيلة الثلاث سنوات الأولى أمارس‮ ‬مهامي‮ ‬التمثيلية‮ ‬كسائر‮ ‬زملائي‮ ‬البرلمانيين‮ ‬دون‮ ‬أن‮ ‬أدخل‮ ‬المكتب‮ ‬أو‮ ‬أتحمل‮ ‬أية‮ ‬مسؤولية‮ ‬في‮ ‬تسيير‮ ‬شؤونه‮.‬ وعند مستهل سنة 2006 دخلت المكتب خليفة ثانيا للرئيس المرحوم مصطفى عكاشة، وكلفت بالإشراف على استكمال إنجاز البناية الجديدة الذي كان يعاني من التعثر والبطء كانت مهمتي تتركز على تسريع تنفيذ ما كان قد تم إبرام الصفقات بشأنه في السنوات الست التي سبقت ذلك، وعليه فأنا‮ ‬لم‮ ‬أتعاقد‮ ‬مع‮ ‬أحد‮ ‬ولم‮ ‬أجر‮ ‬مناقصات‮ ‬ولا‮ ‬صفقات‮.‬
‮- ‬ولكن‮ ‬فترة‮ ‬الإنجاز‮ ‬كانت‮ ‬طويلة،‮ ‬كيف‮ ‬تفسرون‮ ‬ذلك،‮ ‬وهل‮ ‬كان‮ ‬من‮ ‬ضمن‮ ‬مهمتكم‮ ‬مراجعة‮ ‬الصفقات‮ ‬ومقارنة‮ ‬الإنجاز‮ ‬بما‮ ‬هو‮ ‬منصوص‮ ‬عليه‮ ‬في‮ ‬دفاتر‮ ‬التحملات؟أعتقد أن الصفقات تمت بطريقة قانونية، ولم تكن هناك خروقات، بل كان هناك بطء في الإنجاز، ويعود ذلك إلى التردد الذي شاب عملية هدم فيلا الضيافة التي كانت تعترض المدخل الرئيسي للبناية الجديدة، والمراجعات في التصميم بين الفينة والأخرى، وانتظار رأي الجهات العليا في التغيير الطارئ على الواجهة الخارجية، بالإضافة إلى المسطرة المعقدة في أداء مستحقات المقاولات والافتقاد إلى مركز قار ومحدد يتولى التحكم في المتابعة واتخاذ القرار. وقد أدى ذلك إلى عدم احترام بعض المقاولات لالتزاماتها بالإنجاز في الآجال المحددة. ومن جانبي، في المادية سهرت شخصيا على تذليل كل تلك الصعوبات وكيفما كان الأمر فالخشبة التي يتحدثون عنها، ليست سوى خشبة طولها 30 سنتمترا على الأكثر، وعرضها لا يتجاوز 5 سنتيمترات، والوزيرة السيدة لطيفة العابدة لم تنتبه إليها ولم تشعر بأي خطر هددها من جراء ذلك السقوط‮ ‬المباغت،‮ ‬فلماذا‮ ‬كل‮ ‬هذا‮ ‬التضخيم‮ ‬ولم‮ ‬كل‮ ‬هذه‮ ‬الادعاءات‮.‬ ويضيف السيد بنعلال قائلا : تصوروا معي تفاهة ما حدث، وكيف تم تصوير ذلك للرأي العام بأسلوب درامي لا تخفى غاياته المبيتة، فعن أية مصداقية نتحدث ونحن لا ننقل الخبر بأمانة، ثم إن سقف القاعة من صنع البشر فهل يوجد بشر يمكن أن ننزهه عن السقوط في الخطإ حتى ولو كان بسيطا، ورغم ذلك تظل قاعة الجلسات بالبناية الجديدة لمجلس المستشارين من أحسن ما أنجز من قاعات في المغرب، وتظل تلك البناية معلمة بارزة تشهد بقدرة الصانع المغربي على الخلق والإبداع، وهي مدعاة للإعجاب بما تتوفر عليه من هندسة فنية راقية وتناسق معماري بديع.


انقر هنا لقراءة الخبر من مصدره.