يتوقع اتحاد النقابات الدولي أن يصل عدد ضحايا العمل في أوراش المونديال القطري إلى 4 آلاف قبل انطلاق مبارياته في 2022، وهي تقديرات يصفها الكثيرون بالمتفائلة، كونها بنت تقديراتها على معلومات من سفارتي الهند ونيبال قبل استكمال 50 في المئة من المشاريع الإنشائية، لكن تقارير أخرى اعتمدت على بيانات أشمل تضمنت مختلف جنسيات العمال قدرت الوفيات المتوقعة إذا استمر استغلال العمال في قطر بنحو 7 آلاف وفاة، ما دفع العديد من الجهات لرفع مطلب سحب التنظيم من الدوحة. بيانات قطرية رسمية تشير إلى أن العديد من الشركات لا تتقيد بحظر العمل خلال ذروة اليوم (من الساعة 11:30 صباحا إلى الثالثة بعد الظهر) من منتصف يونيو إلى 31 غشت، حيث تتعامد شمس الخليج الحارقة، بينما يواصل العمال مجبرين في هذا الطقس الحار، وهو ما يعرض حياتهم للخطر. مديرة قسم الشرق الأوسط بمنظمة هيومن رايتس ووتش، لمى فقيه، أكدت أن العمال الوافدين إلى قطر يخضعون لنظام عمل استغلالي يعرضهم لخطر العمل الجبري، إذ يحاصرهم في ظروف عمل تهدد حقوقهم في الأجور العادلة والأجر الإضافي والسكن اللائق وحرية التنقل والقدرة على اللجوء إلى العدالة... إضافة إلى أن قطر تتبع نظام الكفالة الذي يربط تأشيرات العمال الوافدين بأصحاب عملهم ويقيّد كثيرا قدرتهم على تغيير صاحب العمل، ينضاف إلى ما سبق المصادرات الشائعة لجوازات سفر العمال من قبل أصحاب العمل، والديون المترتبة على العمال الوافدين جراء سداد رسوم استقدامهم، وحظر انضمام العمال الوافدين إلى النقابات ما يعرّضهم لخطر الانتهاكات... أرقام وفيات دورة قطر ستكون مرعبة بل وغير مسبوقة خصوصا إذا علمنا أن عدد العمال، الذين توفوا في الأعمال الإنشائية في كأس العالم الأخير في روسيا العام الماضي بلغ 60 حالة وفاة، رقم اعتبر كبيرا جدا حينها مقارنة ب8 حالات فقط خلال الاستعداد لكأس العالم في البرازيل عام 2014، وحالتي وفاة فقط في أوراش بناء الملاعب في كأس العالم بجنوب أفريقيا عام 2010. فهل سيقف العالم مكتوف الأيدي أمام هاته الفاجعة الإنسانية أم أن لغة المال التي تتكلمها قطر تعلو ولا يعلى عليها؟ .
