قال مسؤولون كبار من إسرائيل ولبنان اليوم الأربعاء إن الجانبين سيرسلان ممثلين جددا إلى لجنة عسكرية لمراقبة الهدنة بينهما، وذلك في خطوة من المقرر أن توسع نطاق المحادثات بين الخصمين منذ فترة طويلة. ويمثل الاجتماع خطوة نحو مطلب أمريكي قائم منذ أشهر بتوسيع نطاق المحادثات بين البلدين إلى ما هو أبعد من مراقبة وقف إطلاق النار المبرم في 2024، بما يتماشى مع جدول أعمال الرئيس الأمريكي دونالد ترامب الأوسع نطاقا لاتفاقات السلام في الشرق الأوسط. ولا تزال بيروت رسميا في حالة حرب مع إسرائيل، ويُجرّم لبنان أي تواصل مع رعايا إسرائيل. وظلت اللقاءات بين المسؤولين المدنيين في الجانبين نادرة على امتداد مسار العلاقات المتوتر بينهما. لكن الرئيس اللبناني جوزاف عون يقول منذ شهور إنه منفتح على المفاوضات من أجل التوصل إلى هدنة أكثر تماسكا، وأرسل مبعوثا مدنيا اليوم الأربعاء للمرة الأولى. وقالت إسرائيل إنها سترسل ممثلا لها في محاولة لإقامة علاقة وتعاون اقتصادي مع لبنان. إشارة إيجابية من المقرر أن تجتمع اللجنة في وقت لاحق اليوم على الخط الأزرق الذي يمثل الحدود بين لبنان وإسرائيل. ومنذ تشكيل اللجنة لمراقبة هدنة عام 2024، اقتصرت المشاركة فيها على مسؤولين عسكريين من إسرائيل ولبنانوالولاياتالمتحدة وفرنسا، إلى جانب قوات حفظ السلام التابعة للأمم المتحدة. وقال مكتب عون إنه عيّن سيمون كرم، السفير السابق لدى الولاياتالمتحدة، لرئاسة وفد لبنان وذلك بعدما أبلغت واشنطنبيروت بأن إسرائيل وافقت على إضافة عضو مدني إلى وفدها في الاجتماعات. وقال مصدر لبناني مطلع على تعيين كرم إن عون عبر مرارا خلال الشهور الماضية عن استعداده للانخراط في مفاوضات مع إسرائيل لكنه لم يتلق أي رد. وأضاف المصدر أنه عندما أبلغت الولاياتالمتحدة بأن الجانب الإسرائيلي بصدد تعيين شخصية مدنية ضمن الآلية، رأى لبنان أن ذلك إشارة إيجابية وعيّن ممثلا مدنيا أيضا. ووجه رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو جيل رايش، القائم بأعمال مدير مجلس الأمن القومي، وهي هيئة حكومية مدنية، بإرسال ممثل له. وجاء في بيان صادر عن مكتب نتنياهو أن "هذه محاولة أولية لإرساء أساس لعلاقة وتعاون اقتصادي بين إسرائيل ولبنان". واكتفى مسؤول أمني لبناني مطلع على الاجتماع بالقول إنه إيجابي، ورفض الإفصاح عما إذا كان جدول الأعمال، الذي عادة ما يغطي فقط تنفيذ وقف إطلاق النار، تم توسيعه ليشمل أي قضايا سياسية أو اقتصادية. مخاوف من التصعيد لم يرد المكتب الإعلامي لجماعة حزب الله اللبنانية حتى الآن على أسئلة من رويترز حول توسيع إطار المحادثات. ورفضت الجماعة المتحالفة مع إيران مرارا الدخول في أي مفاوضات مع إسرائيل. وأبرمت إسرائيل ولبنان اتفاقا لوقف إطلاق النار بوساطة أمريكية في العام الماضي أنهى قتالا استمر أكثر من عام بين إسرائيل وجماعة حزب الله اللبنانية. ويتبادل الجانبان منذ ذلك الحين الاتهامات بانتهاك الاتفاق. وتواصل إسرائيل غاراتها الجوية على ما تقول إنها جهود حزب الله لإعادة بناء قدراته العسكرية في خرق للهدنة. ويقول لبنان إن قصف إسرائيل واحتلالها لمواقع على قمم التلال في جنوبلبنان يشكلان خرقا للهدنة. وتأتي التعيينات المعلنة اليوم بالتزامن مع وصول الممثلة الأمريكية الخاصة للبنان، مورجان أورتاجوس، إلى بيروت برفقة ممثلين عن الدول الأعضاء في مجلس الأمن التابع للأمم المتحدة، وعددها 15. وقالت مصادر مطلعة على جدول زيارتها إن أورتاجوس قادمة من إسرائيل، ومن المقرر أن تحضر اجتماع اليوم على الخط الأزرق. وتصاعدت في لبنان المخاوف من أن تحول إسرائيل غاراتها إلى حملة عسكرية أوسع. وعبرت إسرائيل في وقت سابق عن استيائها من بطء الإجراءات اللبنانية الهادفة إلى مصادرة أسلحة حزب الله في مختلف أنحاء البلاد. وقال مسؤولان أمنيان إسرائيليان إن نتنياهو ناقش في 27 نوفمبر تشرين الثاني خططا عملياتية إضافية مع مسؤولين في المؤسسة الأمنية الإسرائيلية بهدف منع حزب الله من إعادة التسلح.