طنجة.. توقيف المتورط الرئيسي في سرقة قبعة "كوتشي" بحي بئر الشعيري    "كان فوتسال السيدات" يفرح السايح    عادل الفقير    محمد وهبي: كأس أمم إفريقيا لأقل من 20 سنة (مصر – 2025).. "أشبال الأطلس" يطموحون للذهاب بعيدا في هذا العرس الكروي    حكومة أخنوش تُطلق أكبر مراجعة للأجور والحماية الاجتماعية    الملك يهنئ أعضاء المنتخب الوطني لكرة القدم داخل القاعة للسيدات بمناسبة فوزه بكأس إفريقيا للأمم 2025    نواب بريطانيون عن الصحراء المغربية: مخطط الحكم الذاتي محفّز حقيقي للتنمية والاستقرار في المنطقة بأكملها    سيدات القاعة يفلتن من فخ تنزانيا في ليلة التتويج بلقب كأس إفريقيا    افتتاح فندق فاخر يعزز العرض السياحي بمدينة طنجة    ترامب يستقبل رئيس الوزراء الكندي    انطلاقة أشغال المركز الفيدرالي لتكوين لاعبي كرة القدم بالقصر الكبير    منتخب المغرب لأقل من 20 سنة يدخل غمار كاس افريقيا للأمم غدا بمصر    بهدف قاتل.. منتخب السيدات للفوتسال يتوج بلقب الكان في أول نسخة    زخات رعدية مصحوبة بتساقط البرد وهبات رياح قوية مرتقبة بعدد من أقاليم المملكة    جهة طنجة-تطوان-الحسيمة تتصدر تعيينات الأطباء المتخصصين لسنة 2025 ب97 منصباً جديداً    طنجة .. كرنفال مدرسي يضفي على الشوارع جمالية بديعة وألوانا بهيجة    عبد النباوي: العقوبات البديلة علامة فارقة في مسار السياسة الجنائية بالمغرب    الاستيلاء على سيارة شرطي وسرقة سلاحه الوظيفي على يد مخمورين يستنفر الأجهزة الأمنية    خبير صيني يحذر: مساعي الولايات المتحدة لإعادة الصناعات التحويلية إلى أراضيها قد تُفضي إلى نتائج عكسية    تجار السمك بالجملة بميناء الحسيمة ينددون بالتهميش ويطالبون بالتحقيق في تدبير عقارات الميناء    سلطات سوريا تلتزم بحماية الدروز    مأسسة الحوار وزيادة الأجور .. مطالب تجمع النقابات عشية "عيد الشغل"    القصر الكبير.. شرطي متقاعد يضع حداً لحياته داخل منزله    موتسيبي: اختيار لقجع قناعة راسخة    بورصة الدار البيضاء تنهي تداولاتها على وقع الأخضر    إدريس لشكر …لا ندين بالولاء إلا للمغرب    المغرب يتلقّى دعوة لحضور القمة العربية في العراق    المغرب يواجه حالة جوية مضطربة.. زخات رعدية وهبات رياح قوية    مُدان بسنتين نافذتين.. استئنافية طنجة تؤجل محاكمة مناهض التطبيع رضوان القسطيط    الإنتاج في الصناعات التحويلية.. ارتفاع طفيف في الأسعار خلال مارس الماضي    الشخصية التاريخية: رمزية نظام    فلسفة جاك مونو بين صدفة الحرية والضرورة الطبيعية    دراسة.. الأوروبيون مستعدون للتخلي عن المنتجات الأميركية    وزارة الأوقاف تحذر من الإعلانات المضللة بشأن تأشيرات الحج    العراق ولا شيء آخر على الإطلاق    إلباييس.. المغرب زود إسبانيا ب 5 في المائة من حاجياتها في أزمة الكهرباء    مسؤول أممي: غزة في أخطر مراحل أزمتها الإنسانية والمجاعة قرار إسرائيلي    انطلاق حملة تحرير الملك العام وسط المدينة استعدادا لصيف سياحي منظم وآمن    العلاقة الإسبانية المغربية: تاريخ مشترك وتطلعات للمستقبل    الإمارات تحبط تمرير أسلحة للسودان    ندوة وطنية … الصين بعيون مغربية قراءات في نصوص رحلية مغربية معاصرة إلى الصين    رحلة فنية بين طنجة وغرناطة .. "كرسي الأندلس" يستعيد تجربة فورتوني    ابن يحيى : التوجيهات السامية لجلالة الملك تضع الأسرة في قلب الإصلاحات الوطنية    فيلم "البوز".. عمل فني ينتقد الشهرة الزائفة على "السوشل ميديا"    المغرب يروّج لفرص الاستثمار في الأقاليم الجنوبية خلال معرض "إنوفيشن زيرو" بلندن    مهرجان هوا بياو السينمائي يحتفي بروائع الشاشة الصينية ويكرّم ألمع النجوم    جسور النجاح: احتفاءً بقصص نجاح المغاربة الأمريكيين وإحياءً لمرور 247 عاماً على الصداقة المغربية الأمريكية    مؤسسة شعيب الصديقي الدكالي تمنح جائزة عبد الرحمن الصديقي الدكالي للقدس    حقن العين بجزيئات الذهب النانوية قد ينقذ الملايين من فقدان البصر    اختبار بسيط للعين يكشف احتمالات الإصابة بانفصام الشخصية    دراسة: المضادات الحيوية تزيد مخاطر الحساسية والربو لدى الأطفال    دراسة: متلازمة التمثيل الغذائي ترفع خطر الإصابة بالخرف المبكر    اختيار نوع الولادة: حرية قرار أم ضغوط مخفية؟    التدين المزيف: حين يتحول الإيمان إلى سلعة    مصل يقتل ب40 طعنة على يد آخر قبيل صلاة الجمعة بفرنسا    كردية أشجع من دول عربية 3من3    وداعًا الأستاذ محمد الأشرافي إلى الأبد    قصة الخطاب القرآني    







شكرا على الإبلاغ!
سيتم حجب هذه الصورة تلقائيا عندما يتم الإبلاغ عنها من طرف عدة أشخاص.



مسرحية.....
في انتظار...هاملت


توطئة
من اشلاء الرجاء المنغمسة في وحل التيه....
ومن ابعد بقعة ضوء جادت بها الشمس ....
كانت تلك الاصوات المبحوحة .....تصرخ:
ايه..ايها الامل المبعوث بالدخان ...
الم يكن غير هذا الالم من نافذة لل.....
يا ايها الالم......
لم كل ذلك الجدب ......؟
وللانتظار....رائحة تفوح من حبات الرمل المدجج بالهجير
ايه ايها الانتظار .....
اي مفاتيح للصبر ....تلك التي تلوح بها منذ ولادتك الاولى .....
وكم من هاملت يستطيع ان يفتح مغاليق الحقيقة
واي غيمة تلك التي ستدر علينا مطرا ........؟
الممثل/ (يقوم بتمثيل احد مشاهد هاملت
TO BE OR NOT TO BE
(ثم يتجه ليفتش في المكان )
ترى أين أنت ...يامن لم تعرف الراحة يوما....أية عدالة هذه
وأي عبء ذلك الذي وضع على كاهلك ...
أنا لا استطيع تحمل هذه الأعباء ولست قادرا حتى على
تصورها ....لقد حملت حملا ثقيلا أحنى ظهرك حتى لم تكد
تقف بطولك .
أيها الأمير الجميل المدلل...من ذا الذي يجرؤ على كسر قلبك
الرقيق وتشويش رأسك وأنت لا تستحق كل هذا .
يا ألهي ....جرم مأساوي كبير وشخصية نبيلة نقيةتنقصها قوة
العصب الضرورية لتحمل المصائب الكبيرة.....إنها مقارنة
غير متساوية ...فكيف لك تحمل ذلك وإصلاح اضطراب
الزمن...صدقني حتى لو لم تكن بهذه الصفات وكانت لك من
الشدة والغلاظةما يميز شخصيتك لكنا قد تعاطفنا معك.
فهذه مسؤولية عظيمة لو تعرض لها أي واحد منا لقضت
عليه...
لذلك لا ادري كيف سأقوم بأداء هذا الدور ورسم هذه المشاعر
والأحاسيس....إني لا أقوى على ذلك ...ولكني في الوقت نفسه
أريد أن امثل دوره فلطالما أحببته ولطالما حلمت بهذه الفرصة
الكبيرة منذ سنين .
( يدخل الشبح فجأة )
الشبح/ ( من ذلك الذي يقبل صاغرا سياط الزمن ومهانا ته ..ويرضخ
لظلم المستبد ويسكت عن زراية المتغطرس.....؟)
هذا ما جئت به...وتلك هي الرسالة التي يجب أن تصل إليه .....
إنها اكبر من قضية عرش ..رغم إنهم سلبوه منه ..وأنا ما جئت
من اجل ذلك...ثم إن العرش لم يكن همه الأول ..رغم انه الوريث
الشرعي له .
أنا اعرف بأنه لايستحق هذا العناء ..ولكن أيضا ليس هناك من
يقوم بهذا الدور سواه ...نعم ليس هناك سواه ..فالعدالة لا توهب
بل يسعى إليها .. ..يالتعاسته ...أني أواسيه وأتألم من اجله لاني
سوف لن ادعه يبني عشا للطيور أو يسقي شجرة بماء عذب
وإنما سأكون سدا منيعا أمام مملكة أحلامه...
الممثل/(مخاطبا الشبح)
ماذا يمكن للإنسان أن يفعل إزاء ما يشاهد من جرائم قتل وسلب
حقوق وخيانات عظمى
الشبح/ اعتقد بان عليه مواجهة قدره وتحمل أعبائه....فهذا هو حال
الإنسان في كل العصور....وإلا.....!
الممثل/ وإلا ماذا.....؟
الشبح/ وإلا.. امتلأت الأرض بالمجرمين والسراق والقتلة ...هناك
مسارات يجب على الإنسان أن يعدلها
الممثل/ ولكنها مهمة كبيرة وواجب ثقيل على الإنسان
الشبح/( العدل في السماء والسلام على الأرض)
الممثل/ ولكن الزمن يسير.......؟
الشبح/ ولا ينتظر ...ومن يتخلف عليه اللحاق به
الممثل/ ماذا تفعل هنا
الشبح/ أنا على موعد
الممثل / وأنا كذلك
(يتفحص المكان )
نعم انه نفس الزمان والمكان
الشبح/ تنتظر من ....؟

الممثل/ ( بعد برهة)
أنا انتظر هاملت .....! فلقد رأيته البارحة في المنام وطلبت منه
أن أراه وكان الموعد..وأنت تنتظر من ....؟
الشبح/ أنا أيضا انتظر هاملت ...فأنا اعرف انه سيأتي إلى هنا
الممثل/ لا بد لي من أن انتظره ..كي التقي به ..وإلا سوف لن استطيع
أداء دوره الصعب ...نعم انه صعب جدا ...حتى بعد أن تعرف كل
أبعاد الشخصية ...ثم إني أريد أن اسأله ...فلدي أسئلة كثيرة تحتاج
إلى أجوبة واعتقد أن ليس هناك سواه من يستطيع الإجابة عليها
الشبح/ انه شخص وديع ....وديع جدا
الممثل/ ومن أين تعرفه....؟
الشبح/ إني اعرفه جيدا ..حتى يمكن أكثر مما يعرف هو نفسه ...أنا من
رباه على ذلك......!
الممثل/ ولكن كيف .......!؟
الشبح/ اسمع ياولدي ...إن في كل زمان يجب ان يكون هناك هاملت
مادام هناك للجريمة حواضن لها ترسم وتخطط وتدير ثم تنفذ.
الممثل/ وهل لكل خطيئة تحدث ..يجب أن يكون هناك هاملت لإصلاحها
أي كلام هذا .....ثم لماذا أنت هنا ..ولماذا تنتظره أنت أيضا....؟
الشبح/ علي أن أدله على الطريق الصحيح.....!

الممثل/ (يضحك)
اي انتظار هذا واي منتظر..... وهل أنت مجرد خيال ..ومن أي
جيب من الجحيم اتيت ....؟
الشبح/ أنا لم آتي من الجحيم ..ولم أكن شيطانا ..ثم إني لست بدمية تحرك
فكيها ....أنا روح إنسان
الممثل/ إذن أنت .....!
الشبح/ نعم أنا.....!
الممثل/ ( يرقص فرحا )
إذن سوف يأتي ....وسألتقي به... ولكن لا ادري هل سابلع
لساني في حضرته ام انني سوف استطيع ان اسأله كل الاسئلة
(يحدثه وكأنه في حضرته )
سيدي الامير....كيف........؟
( ينتبه ويخاطب الشبح )
ولكن قل لي ...من أي زمان وأي مكان أتيت
الشبح/ أنا من كل الازمنة التي تتوالد وتكرر نفسها وما من حل
الممثل/ ومتى سيكون الحل
الشبح/ عندما لا نحتاج إلى هاملت ....وعندما يكون كل واحد منا هو
الممثل/ ولكننا ألان بحاجته
الشبح/ لأننا نعيش في هذا العالم ........!
الممثل/ وفي أي عالم سوف لن نحتاجه
الشبح/ في العالم الذي يكون فيه الإنسان إنسانا.........!
الممثل/ ومتى يكون هذا العالم .....؟
الشبح/ في يوم ما ستحين ساعته ......!
(يدخل شخص ومعه طفل )
الممثل/ هيه ...انظر أظن انه هاملت
الشبح/ وأين هو .....؟
الممثل/ هذا هو ...
(يخاطب الشخص )
هيه هل أنت هاملت ......؟
الشخص/ (يضحك بهستيريا)
وهل أن مثلي يصلح أن يكون هاملتا ...أنا بالكاد أصلح أن أكون
عطيل مثلا ...هذا إذا ما وجدنا دزدمونه ترضى بهكذا عطيل
الشبح/ ومن تكون .....؟
الشخص/ أنا والد هذا الطفل
الشبح/ ومن يكون الطفل.....؟
الشخص / انه ابني .......!
( يضحك )
إنها متوالية تبدأ من حيث تنتهي .....أليس كذلك....؟
ما أكثر الدوائر التي ندور فيها ولا نعرف متى وأين سنقف
( يخاطب الاثنين )
اسمعوا إنها تشبه كثيرا قصة البيضة والدجاجة ...ومن كانت أولا
البيضة أم الدجاجة .
هل سمعتم بها ........؟
( يوجه كلامه للممثل )
هيه من كانت أولا ...البيضة أم الدجاجة
الممثل/( لايجاوبه )
الشخص/ ( يوجه سؤاله للشبح )
وأنت.... من كان أولا البيضة أم الدجاجة
الشبح/ ( لايجاوبه )
الطفل / اعتقد إنها كانت الدجاجة ....يا أبي
الممثل / ولماذا لم تكن البيضة ....؟
الطفل/ لو لم تكن الدجاجة ... فمن أين أتت البيضة ...ثم من الذي رقد
على البيضة حتى فقست ....ها...؟
الشبح/ نعم... هو الواحد الذي لايخلق الأشياء إلا متكاملة
الشخص/ وهي الأجوبة التي تفسر الأشياء وتعطيها معانيها
الممثل/ ولكنها لاتكون في متناول اليد في كثير من الأحيان
الشبح/ وما فضلك أمام الأجوبة الجاهزة التي تأتيك دون عناء
الممثل/ وهل ولد الإنسان ليتحمل معاناة البحث المضني
الشبح/وما فائدته إن لم يجد صور الحقيقة المبهمة
الممثل/ ولكن هناك حقيقة مرة مع كل فعل يستلب من الإنسان حقه
الشبح/وهذه هي النتيجة ...أن تأخذ الإنسانية معناها الحقيقي
الشخص/( بحدة)
وأين كانت الإنسانية من أولئك الذين جعلوا ابني هذا لا يستطيع
أن يذهب وحده إلى المدرسة .
الطفل/ أبي ..إني اسمع جرس المدرسة يرن...اعتقد إن الدرس الأول قد
ابتدأ....هيا نلحق قبل دخول المعلم إلى الصف
( يسمع صوت انفجار )
الشخص/ إنها مفخخة أخرى ..........!
الممثل/ وهي أرواح أخرى قد أزهقت بدون حق
الشخص/ ما معنى أن تصبغ الدماء أرصفة الشوارع وتعبدهااشلاء
الأجساد المتناثرة ....اعتقد إن الانفجار حدث قريبا من المدرسة
وهذا يعني إن الضحايا أكثرهم من الأطفال....يا الهي كان من
الممكن ان يكون ولدي هذا احدهم ...انها العناية الالهية وليست
المصادفة التي اختارت ان يكون ولدي ليس من ضمن الذين
سقطوا في هذا الانفجار
الممثل/ ولكنه قد يكون احد الضحايا في تفجير اخر ...نعم فهو موت
مؤجل الى حين
الشبح/ بل انه القدر الذي على الانسان ان يتقبله ......!
الطفل/ انظر يا ابي .....انظر الى تلك الشجرة التي احترقت من جراء
الانفجار......ما كان ذنبها.....؟
الشخص/ انه سؤال صعب ياولدي ...اعتقد بان حتى اولئك الذين نفذوا
الانفجار لا يعلمون ما ذنب كل اولئك الضحايا......!
الطفل/ ومن الذي يعرف يا ابي .....؟
الشخص/ وهذا السؤال اصعب من الاول
الممثل/ بل هو اسهل الاسئلة ......!
الشخص/ هذا بالنسبة لمعطيات تفرضها انت وتثبتها
الشخص/ بل هي حقائق واضحة وجلية
الطفل/ ومتى اذهب الى المدرسة يا ابي ...؟
الشخص/ سوف لن تذهب ياولدي
الشبح/ (بشدة )
بل سيذهب ....فما هي الا اقل من ساعة حتى يقوموا بتجميع
الاشلاء
( يقوم بتمثيل عملية التجميع )
وقد يركبوا رأسا على غير جسد ....وقد يضعوا أيدي في غير
محلها وعندما ينتهون من ذلك سوف يعود كل شيء الى حاله
وتبدأ الحياة من جديد .....هكذا هي ال .........!
الممثل/ في الانفجار الذي حدث البارحة وبعد ان قمنا بتجميع الاشلاء
بقيت لدينا جثة تنقصها رجل واحدة ولا ندري اين ذهبت ....!
الشخص/ لا تستغرب فربما هذه الجثة تعود لشخص كان قد فقد رجله
في انفجار سابق ......!
(ينتبه )
اسمعوا انا لحد الان لم اعرف من انتما ....ولماذا انتم هنا
الشبح/ وهل يفيدك هذا بشيء .....؟
الشخص/ ربما .....!
الممثل/ نحن ننتظر شخصا سيأتي الينا
الشخص/ وان لم يأتي .....؟
الشبح/ بل سيأتي
الشخص/ وما حاجتكم به
الشبح/ لكل منا غرض وحاجة
الشخص/ اذن استودعكم الله فلا حاجة لي مع صاحبكم ....
(يحاول ان يخرج ويهم بذلك ...ولكن رجلاه لا تقويا على ذلك
ويجرب عدة مرات بدون جدوى حيث يبدو وكأن رجلاه قد
تسمرتا بالارض )
يبدو انني سانضم الى قافلة المنتظرين ........!
الطفل/ ( ينظر جانبا )
اني ارى الشمس وقد شابها الشحوب ....اكان ذلك بفعل دخان
الانفجار
الشبح/ ما اسمك ايها الصغير ....؟
الطفل/ اسمي ..ها....
الممثل/( يخاطب الشبح بفرح غامر )
يقول ان اسمه ها....
الشبح/ نعم ...نعم
(يخاطب الطفل )
ما اسمك ياولدي ........؟
الطفل / اسمي ...ها...هاني
الممثل/ ( بخيبة )
هاني......؟
الطفل / نعم هاني
الشبح/ وفي اي مرحلة دراسية انت
الطفل/ انا في المرحلة الابتدائية
الممثل / وهل تعرف هاملت ....؟
الطفل/ ومن هو هاملت ...؟
الشبح/ لايهم ...لا يهم ياولدي ....هل لديك اصدقاء.....؟
الطفل /( يجاوب في الفراغ )
ان امي ميتة.....!
الشبح/ هل لديك اصدقاء.....؟
الطفل/ لقد رأيتها بعيني عندما سحقتها سرفة الدبابة ....!
الشبح/ هل لديك اصدقاء ....؟
الطفل/وقد اخذ الدم يتناثر من جسدها وكأنه يخرج من خرطوم مياه..!
الشبح/ هل لديك اصدقاء ...؟
الطفل / لم تغمض عينيها التي كانت تنظر بهما الي ...وانا لا املك شيئا..!
الشبح/ هل لديك اصدقاء .....؟
الطفل/ كان ذلك وانا لم ادخل المدرسة بعد ...
(بحرقة )
لماذا يموت الناس ....ها ........؟
الشبح/ ان هذه هي النهاية المنطقية للانسان
الطفل/ ان هي كذلك فلماذا نطلب بثأره ....؟
الشبح/ (يستغرب )
ومن اين عرفت انني هنا كي اطلب بثأر .....؟
الطفل/ لا اعرف انك هنا لتطلب بثأر ...ولكني اعرف ان كل من يقتل
يطلب بثأره
الشبح/ لأن من قرر ان ينهي حياته شخص اخر مثله ......لذلك كان على
شخص ثالث ان يقرر نهاية هذا الثاني
الطفل / ولكننا بذلك سنخسر ثلاثة.....!
الممثل/ ربما تنتهي اللعبة على هذا الحال ...وربما تستمر الى اجل غير
مسمى
الشخص/ هيه .....سوف تفسدوا عقل ابني ....متى ياتي صاحبكما .....؟
الشبح/ عندما تستطيع الذهاب من هنا
الشخص/ ومتى استطيع الذهاب من هنا ......؟
الممثل/ عندما تهدأ مشكلة الانفجار هناك ...وترجع الحياة الى طبيعتها
الشخص/ ولكن قد يكون هناك انفجار اخر
الشبح/ اذن عليك ان تبقى معنا
الشخص/ وهل ان الذي تنتظرونه يمتلك حلولا لما نحن فيه ....؟
الشبح/ نعم ....!
الممثل/ ربما.....!
الشخص/ وهل يمكن ان نعيش على امل ال...ربما ...ياللتعاسة
(يخرج هو وابنه بعد صراع حيث يستل جسده هو وابنه
بصعوبة )
الشبح/ كيف لك ان تشكك في قدراته ....؟
الممثل / وما الذي يجعلك متأكدا من قدرته على التغيير
الشبح/ لاني اراه لا كما تراه انت.... انا اعرفه جيدا
الممثل/ وذلك يحتم عليك ان تدلني عليه ..حتى وان لم ياتي
الشبح/ لابد وانه سياتي .....!
المثل/ وهل انت متاكد من انه سوف ياتي .....؟
الشبح / لا يمكن ان يتركنا على هذا الحال ....انه واجبه الذي عليه تاديته
سياتي وسيصرخ بصوته المدوي لا عنا زمن الاخطاء
الممثل/ ولكننا ننتظر منذ زمن .....؟
الشبح/ وهذا لانه لم نفعل شيئا ..لابد وان يكون انتظارنا مقرونا بعمل ما
الممثل/ وماذا نعمل ونحن ازاء ازمات لا قبل لنا بها
الشبح/ عليك اولا ان تكون مؤمنا به وبقدراته
الممثل/ لماذا لم تبقى نائما قريرا في قبرك ...الم يكن ذلك افضل حالا من
الذي انت فيه .....؟
الشبح/ ومن الذي يقبل ان تبنى مملكته على اعمدة الفجور والخيانة
والخطيئة ...الم يكن هذا سببا في توقك لتمثيل دوره...بالمناسبة
انه يحب التمثيل وكثيرا ما جعل منه منبرا لكشف الحقائق التي
يخفيها البعض
(تحدث ضوضاء وارتباك كبير يهتز له كل شيء وكان زلزالا قد
ضرب المكان )
هيه اسمع ...انها نذر قدوم هاملت...
( ينظر الى الاعلى )
اخيرا قد اتى ......لقد نجونا ...هيه اين انت ياهاملت....؟
(يبحث عنه في كل مكان )
الممثل/ لم يكن هو ابدا ....يبدو انه انفجار جديد
(تسمع اصوات ضجيج عالية تاتي من الخارج )
يبدو ان هذه هي علامات وصوله ..اسمع ..اسمع
( تبدا الاصوات بالاقتراب )
انه هو .....لا يمكن الا ان يكون هو
(تقترب الاصوات اكثر ..ثم تبدا بالتلاشي )
الشبح/ يبدو انه رتل عسكري
( بخيبة )
انها اصوات سرف الدبابات والتي لا يمكن ان تحمل معها هاملت
الممثل/ يالهي .....ما العمل هل سنبقى مستسلمين هكذا ...لقد وفيت
بوعدي ولكنه لم ياتي
(صوت قطار ينقطع وهو في شدته دون ان يتلاشى )
الشبح/ ولكنه لا يمكن ان ينقض وعده
الممثل/ولكن متى ...؟
الشبح/ ربما قد اتى وذهب وربما اتى ولم يذهب
الممثل/ وماذا تعني
الشبح/ (بتاكيد )
لايمكن الانتظار اكثر من ذلك
الممثل/ نعم ...احسه قريب مني
الشبح/ لا يمكن للوقت ان يستطيل اكثر من ذلك
الممثل/ نعم ....اني اشم رائحته في كل مكان
الشبح/لا يمكن للماساة ان تتسع اكثر من ذلك
الممثل/ نعم...انه يملاني من راسي حتى اخمص قدمي
الشبح/ لا يمكن ...والا سيحدث انفجار رهيب
الممثل/ نعم....نعم...نعم
الشبح/ (يتنحى جانبا )
انا اكثر شخص يعرف باني ليس هو ...فانا محض روح
الممثل/ (يعود الى حاله الاول..حيث يمثل مشهد الكينونة)
TO BE OR NOT TO BE THAT IS THE QUESTION


انقر هنا لقراءة الخبر من مصدره.