أخيرا تنفست العناصر العسكرية الصعداء وتمكنت من طرد النحس الذي لازمها طيلة الدورات الماضية واستطاعت معانقة الفوز من جديد على حساب فريق الوداد والبيضاوي في ديربي العاصمة الذي احتضن أطواره أول أمس السبت مجمع الأمير مولاي عبد الله بالرباط بحضور جماهيري فاق 12 ألف متفرج زينه التيفو الذي أطلقته الجماهير العسكرية. الجيش الملكي دخل هذه المواجهة محروما من خدمات كل من محمد مديحي وطارق مرزوق ونورالدين قاسمي ومراد فلاح في حين غاب عن صفوف الوداد محمد أرمومن وايت العريف والطلحاوي. مع انطلاق المباراة التي قادها طاقم تحكيم حازم بقيادة عبد الله الضحيك أشر الفريق العسكري عن رغبته في إرسال أول إنذار حقيقي في الدققة (10) عن طريق تسديدة اللاعب جواد وادوش إلا أن الكرة جانبت بعض الشيء مرمى الحارس كريم فكروش بعد ذلك توالى ضغط العناصر العسكرية في محاولة منها للبحث عن هدف السبق الذي لم يتأخر طويلا حيث في حدود الدقيقة 13 وعلى إثر زاوية نفذها الزئبق عصام الراقي وبرأسية جميلة يتمكن القناص محمد جواد من افتتاح التسجيل هذا الهدف ألهب حماس الجماهير العسكرية التي جاءت لمساندة فريقها، بعد ذلك كثف زملاء هشام اللويسي من هجوماتهم على شباك خالد العسكري بغية تعديل الكفة وخلقوا مجموعة من الفرص السانحة للتسجيل، أخطرها كانت في الدقيقة (22) بواسطة اللاعب مويتيس لكن رأسيته أخرجها الحارس العسكري بصعوبة للزاوية، تلتها تسديدة بيضوضان إلا أنها ذهبت فوق المرمى، رد فعل الجيش الملكي كان قويا وعنيفا خصوصا في الدقيقة 42 عندما قذف وادوش بقوة إلا أنه كرته تصدى لها الحارس الودادي. ما تبقى من دقائق هذا الشوط اتسم بسيطرة شبه مطلقة للفريق الزائر دون فعالية لأنه جل هجوماته كانت تصطدم بجدار دفاعي مستميت للجيش واستيقاظة كبيرة للحارس خالد العسكري الذي كان عريس هذه المواجهة بامتياز ليسدل الستار على هذه الجولة بتقدم أصدقاء عصام العراقي بهدف للاشيء. وفي الشوط الثاني تحركت آلة الوداديين باعتمادهم على الممرين الأيمن والأيسر مع صعود كل من السقاط وأحمد أجدو لمساعدة كل من مويتيس وبيضوضان وهكذا فرض الفريق الزائر ضغطه على مجريات اللعب وخلق مجموعة من الفرص أبرزها كانت في الدقيقة 49 بواسطة رأسية اللاعب باسكال أخرجها الحارس العسكري الى الزاوية ثم تسديدة السقاط التي كاد على إثرها أن يعدل الكفة لولا أن الكرة ذهبت بعض الشيء فوق المرمى، لتتوالى هجومات الفريق الأحمر خصوصا بواسطة الزئبق مويتيس الذي خلق متاعب كثيرة لدفاع الجيش، وفي حدود الدقيقة 67 كادت رأسية نفس اللاعب أن تأتي بالهدف إلا أن الحارس خالد العسكري حولها بصعوبة إلى الزاوية ليتواصل ضغط الفريق الأحمر وتعددت محاولاته للتسجيل مع تحكمه في معظم أطوار اللعب دون استطاعة عناصر تجاوز الدفاع العسكري الذي كان منظما ومتماسكا بل حاول اللاعب جواد وادوش أن يهز الشباك بعد توغله داخل منطقة الجزاء لكن تسديدته تصدى الحارس كريم فكروش. ورغم التغييرات التي أحدثها المدرب بادو الزاكي وسيطرة الوداد على المباراة فإن جل محاولات لاعبيه لم تغير النتيجة لينتهي اللقاد بفوز مستحق للجيش الملكي . ومباشرة بعد نهاية المباراة عبر والترماوس مدرب الجيش الملكي عن سعادته الكبيرة بهذا الانتصار وقال في تصريح خص به العلم »أعتقد أن هذا الفوز كنا في أمس الحاجة إليه والأكيد أنه سيعيد الثقة للاعبين وأظن أن العمل الذي قمنا به خلال الحصص التدريبية أعطى أكله كما أن طريقة لعب الوداد واندفاع لاعبيه الى الهجوم فسح لنا المجال للقيام بمرتدات هجومية في الشوط الثاني كدنا نسجل على إثرها أهداف أخرى لولا سود الحظ، على العموم أشكر الجماهير العسكرية التي أبانت عن حبها الكبير لفريقها من خلال مؤازرته طيلة أطوار اللقاء وأتمنى أن تستمر في دعمها لنا في باقي المباريات بنفس الحماس والتشجيع. ومن جهته أكد مصطفى بيضوضان لاعب فريق الوداد البيضاوي بأن فريقه لم يكن يستحق الهزيمة بل على الأقل نتيجة التعادل لكن قال هذه هي كرة القدم ففريق الجيش كان في حاجة ماسة للفوز ونحن لن نقف هنا ومازالت البطولة طويلة نتمنى أن لا تؤثر هذه الهزيمة على الفريق، لدينا لاعبون محترفون بإمكانهم تجاوز هذه المرحلة كما أن فريق الجيش الملكي لم يظهر بوجه جيد حيث ركن الى الدفاع ومن خلال فرصة واحدة استطاع تسجيل هدف الفوز، ربما تخوف من الهزيمة لأن حتى التعادل لم يكن يخدم مصالحه وكذا رغبته في المصالحة مع جماهيره. صراحة ليس من قيمة الجيش أن يضيع الوقت من خلال سقوط لاعبيه، هذا حق مشروع لكن كرة القدم الحديثة بعيدة كل البعد عن هذه الأشياء. لللإشارة فقد غادر بادو الزاكي مدرب الوداد البيضاوي الملعب مباشرة بعد نهاية المباراة حيث شوهد وهو يستقل سيارته في محاولة للهروب من أسئلة الصحفيين. ومن جهة أخرى وزعت إدارة الجيش الملكي بادجات على أعضاء من جمعية جمهور العاصمة لمساعدتها على التنظيم، وقد كانت في الموعد حيث سهرت وبطريقة حضارية تنم على احترافيتها على دخول الجماهير العسكرية الى الملعب وخروجها بنظام وانتظام. وقد اكتسى مجمع الأمير مولاي عبد الله حلة جديدة بإطلاق تيفو كبير لأول مرة هذا الموسم يحمل كلمة الزعيم في إشارة قوية للفريق العسكري، أعدته جمعية أولترا عسكرية بمساهمة من جمعية جمهور العاصمة وبعض المحبين كما تم ترديد لوحات تشجيعية فنية تمجد انجازات الجيش في البطولة وكأس العرش مما أضفى على المواجهة جمالية واحتفالية كبيرة.