في تصريح له محمل بكثير من الواقعية، عبر مدرب المنتخب السعودي، الفرنسي هيرفي رونارد عن إعجابه الكبير بالمستوى الذي بلغه المنتخب المغربي الرديف خلال كأس العرب المقامة حاليا بالدوحة القطرية، وأكد رونارد أن المغرب لم يعد ذاك المنتخب البسيط الذي ينظر إليه كمنافس عادي، بل أصبح قوة قارية وعالمية قادرة على إرباك كبار الكرة بالعالم والفوز عليهم بسهولة، ولو تعلق الأمر بمنتخبات أسطورية مثل البرازيل وفرنسا والأرجنتين.. وقال رونارد: "عشت في المغرب سنوات طويلة، وأعرف المغاربة جيدا... إنهم يلعبون كرة قدم رائعة. وأصبحوا من المنتخبات التي ترتعد لها فرق مثل البرازيل عندما تسمع اسمهم، أتمنى لهم التوفيق، وأن يرفعوا كأس أمم إفريقيا عاليا هذه المرة لأنهم يستحقونها"
تصريح المدرب رونارد جاء عقب فوز المنتخب المغربي الرديف على نظيره السعودي واحتلاله صدارة المجموعة بدون هزيمة، في أداء أعاد للأذهان الصلابة والانضباط والجرأة التي عرفها المغاربة خلال حقب مختلفة.
ورغم أن رونارد أطلق تصريحه بذكاء، في محاولة لتحويل الضغط عن المنتخب السعودي الذي يقوده فنيا، فإن كلماته حملت بصمة الرجل الذي أدرك دهاليز الكرة المغربية، وعاش نجاحاتها من الداخل، وصنع جزءا من تاريخها الحديث، ليظل رونار بمثابة بصمة لن تمحى في سجل الكرة المغربية خصوصا وان مروره بالمغرب بين 2016 و2019 كان نقطة تحول بارزة في مسار المنتخب الوطني.
العالم المدرب الفرنسي رونارد قاد «الأسود» لنهائيات كأس العالم 2018 بروسيا بعد غياب دام 20 سنة، ونجح في بناء جيل تنافسي أعاد الروح إلى المنتخب وأعاد الثقة للجمهور المغربي، وخلال تلك الفترة، أصبح المنتخب المغربي رقما صعبا بفضل فلسفة رونار القائمة على الانضباط التكتيكي، والروح القتالية التي أعاد ترميمها داخل المجموعة.