تداولت بعض مواقع التواصل الاجتماعي خلال الأيام القليلة الماضية أشرطة فيديو، يشارك فيها أشخاص في تحدي صندوق الثلج، وبعدها تبين أن الأمر ليس مجرد فيديو يتحدى فيه الشخص زميلا آخر يسميه فحسب، إنما هو حملة لزيادة التوعية عن اضطراب عصبي ليس قديما ولكنه نادر الحدوث، يسمى بالتصلب الجانبي الضموري Amyotrophic lateral sclerosis الذي يصيب الذكور أكثر من الإناث. ويقوم المتحدي بسكب وعاء من الماء المثلج فوق رأسه ويتبرع ب 10 دولار لصالح حملة تهدف إلى نشر الوعي حول مرض التصلب العضلي الجانبي وجمع التبرعات لمكافحته. وتهدف المبادرة إلى جمع الأموال والتوعية حول مرض التصلب العضلي الجانبي، الذي يصيب الجهاز العصبي بالضمور، ويسبب نسبة وفيات عالية بين مصابيه، وانضمت العديد من الشخصيات العامة للتحدي. ومن بين هذه الشخصيات، مؤسس شركة مايكروسوفت بيل غيتس، ومؤسس موقع فايسبوك، والرئيس الأميركي السابق جورج بوش، والفنان جاستن تيمبرليك، و حاكم ولاية نيو جيرسي كريس كريستي، ووفقاً لتقارير وسائل الإعلام فإن الناس قد قاموا بمشاركة أكثر من 1.2 مليون مقطع فيديو، تظهر التحدي على موقع التواصل الاجتماعي الفيسبوك في الفترة ما بين 1 يوليوز و 13 غشت، أما موقع التواصل الاجتماعي تويتر فقد قُدر النقاش في مسألة التحدي في أكثر من 2.2 مليون تغريدة، والتحق الرئيس الأمريكي باراك أوباما بالتجربة متحديا الرئيس السوري بشار الأسد. تحدي دلو الثلج أو"The Ice Bucket Challenge" أنشأ العام الماضي مع لاعبي الغولف المحترفين، الذين يسعون إلى دعم جمعياتهم الخيرية المفضلة، ووقع اختيارهم على جمعية لعلاج مرض تصلب العضلات الجانبي بالصدفة، و قد فاجأ هذا الأمر جمعية هذا المرض و الجمعيات الخيرية الأخرى. و مرض التصلب الجانبي الضموري هو شكل من أشكال أمراض الأعصاب الحركية و هو سريع الانتشار وقاتل، و يسبب ضمور الجهاز العصبي بسبب ضمور الأعصاب الحركية والخلايا العصبية في الجهاز العصبي المركزي التي تتحكم في حركة العضلات الإرادية. أما أبرز أعراض الإصابة بالمرض فهي صعوبة القيام بأبسط المهام كالكتابة أو غلق أزرار القميص، وسبل العلاج تقتصر على تخفيف الأعراض والحد من تطور المرض، أما أحدث ما توصلت إليه الأبحاث فهو تطوير العلاج بالخلايا الجذعية. ويعد عالم الفيزياء ستيفن هوكينغ الأكثر شهرة بين المصابين بهذا المرض، والذي ما يزال على قيد الحياة، وأثار هذا المرض انتباه الرأي العام، بفضل تحدي دلو الثلج. انتقل هذا التحدي من القارة الأمريكية إلى باقي القارات، ووصل للدول العربية، وكانت الفنانة نجوى كرم أول عربية تشارك في التحدي، وتم إسقاط التجربة على المغرب إذ خرج فنانون في تحدي لدعم مراكز تحاقن الدم، والتبرع بالدم، وتحدى مغني الراب الشهير البيغ كل من عبد الإله بنكيران، رئيس الحكومة، ومحمد أوزين، وزير الشباب والرياضية. ولقي هذه التجربة ردود فعل متباينة، بعدما وافق مجموعة من الشخصيات التحدي، رفضت ثانية المشاركة، وعبر البطل العالمي المغربي، بدر هاري الخميس الماضي عن رفده خوض تحدي "دلو الثلج"، وقال في تدوينة على صفحته الرسمية، بمواقع التواصل الاجتماعي "الفايسبوك"، اليوم " لن أشارك في تحدي "دلو الثلج"، والذي هو عبارة عن هراء تجاري لا غير" مضيفا "الجميع أغلق عينيه عندما تعلق الأمر بالعدوان الإسرائيلي على قطاع غزة، وأنا بدوري سأغلق عيني عن تحدي الثلج". وسجلت الفنانة المغربية أسماء المنور هي الأخرى اعتذارها عن التحدي، مشيرة إلى وجود أمور أهم من القيام بهذا التحدي، وكتبت على صفحتها الرسمية بالفايسبوك، معلقة على التحدي بالقول " لكل الفنانين اللي تحدوني شكرًا، لكن أعتذر أعتقد أن أمتنا لديها تحديات أكبر مع الجوع والفقر وأمراض عديدة والتحدي الأكبر هو الظلم والاحتلال وقتل الأجيال".