أصبحت الدبلوماسية المغربية أكثر اندفاعا نحو كسب مواقف رسمية شبيهة بإعلان دونالد ترامب بشأن سيادة المملكة على كامل تراب صحرائها، وباتت تطلب من الدول التي تشترك معها في مصالح الاقتصاد والسياسة أن تكون أكثر وضوحا في مواقفها ودعهما لمقترح الحكم الذاتي. ناصر بوريطة وزير الشؤون الخارجية والتعاون الإفريقي والمغاربة المقيمين بالخارج، استغل فرصة اجتماع 40 بلدا في مؤتمر لدعم مقترح الحكم الذاتي ودعا أوروبا إلى الانخراط في الدينامية الدولية التي أطلقها الدعم الواسع لمبادرة المغرب، وقال إن "أوروبا يجب أن تخرج من منطقة الراحة بالقول إن هناك مسلسلا، ونحن ندعم هذا المسلسل، حتى لو كان هذا المسلسل سيستمر لعقود"، ثم أشار إلى أن "الموقف الأمريكي يجب أن يسائل أوروبا حول درجة انخراطها، بحيث أن هذا الاتجاه الذي يسير فيه المجتمع الدولي، وقوامه حل في إطار الحكم الذاتي تحت السيادة المغربية، يكون أيضا محط إجماع أوروبي". وعن ارتدادات الموقف الأمريكي على قضية الصحراء في الساحة الدولية، يقول الباحث السياسي كريم عايش في تصريح ل"الأيام24″ إن "إعلان ترامب وتشييد قنصلية في الداخلة شكّل ضربة قاضية لمحور الجزائرجنوب افريقيا، هنا أجمع كل المحللين على صحوة الدبلوماسية المغربية وتمكّنها من كسب مسافات شاسعة تحشر البوليساريو في الزاوية وتضيق الخناق على أعداء الوحدة الترابية الذين راهنوا على مواقف غير بناءة من طرف القوى العظمى، وهو الأمر الذي دفع بالدول الاوروبية الى الانتباه إلى هذا المعطى الجديد وقرب حسم المعركة". ثم يضيف المتحدث ذاته: "إن كانت الدبلوماسية الفرنسية حليفا تقليديا لمواقف المغرب، فلا شك ان المملكة المتحدة هي أيضا ممن يوجدون على عتبات خطوة مماثلة بسبب العلاقات الممتازة بينها والمغرب مما يكسب المغرب ثلاث اصوات داخل مجلس الامن دون احتساب حياد الصين وروسيا التي ربما بمعاكستها التيار قد تربح ربما الجزائر وتخسر شمال افريقيا ودول الساحل وجنوب الصحراء و تخلق لها متاعب لالاحصر لها في مرحلة تحتاج فيها إلى توافقات تغنيها عن حرب باردة جديدة على الاراضي الافريقية". ويرى عايش في حديثه ل"الأيام24″ أنه "هنا يمكن ان نستشف قرب حسم معركة الاتحاد الافريقي بطرد البوليساريو، وحسم المعركة على الأرض بتحويل الأقاليم الجنوبية حاضنة للرساميل والشراكات تمكن أوروبا من التغلغل اكثر في اقتصاديات دول نامية ذات نسب نمو مستقرة، مما يقرها اكثر للموقف المغربي اكثر من اي وقت مضى طالما الحلف المغربي الامريكي حول المغرب لمحور استراتيجي لا يقل اهمية عن محور الشرق الاوسط طالما صار المغرب همزة وصل بين الغرب الاسلامي والشرق الاوسط، وقد تابعنا سحب سؤال لحزب الخضر واليسار حول تطورات الاوضاع بالصحراء المغربية بما يشير إلى تجنب نقاشات عقيمة وغير ذات جدوى". وأوضح كريم عايش أن "المغرب بفضل شركائه المتعددين سواء بالولايات المتحدة، الشرق الاوسط أو الخليج، قادر على الضغط على أوروبا لانتزاع مساندة دبلوماسية لجهوده، فبالرغم من قوى الممانعة هناك والمتمثلة في أحزاب يسارية وجمعيات غير حكومية فضلت الاصطفاف إلى جانب الوهم والبهتان، إلا أن الحقيقة صارت ماثلة أمام العيان وصار الجميع يدرك أي فخ وقعوا فيه بمساندة جماعة تتبنى الفكر الإجرامي باستعمال اساليب قطاع الطرق اللصوص، لكن لا ننسى أن ازدواجية الموقف الاسباني قد تتبدد مع الوقت خاصة بعد ان ينتقل جوزيف بايدن في أجندته إلى ملفات الشرق الاوسط وشمال افريقيا لتدرك أنها ملزمة بالتخلي عن فكرها الاستعماري وأنها مجبرة على تحديث عقيدتها الدبلوماسية بتقبل حنكة المغرب الدبلوماسية وطموحاته المشروعة طالما هناك حوار وتفهم بضرورة العمل المشترك لتحقيق الآمال التنموية والاقتصادية والحفاظ على حسن الجوار والتعاون لما فيه مصلحة الدولتين".