شنت أمينة ماء العينين، القيادية في حزب العدالة والتنمية، هجوما عنيفا على قيادات في الصف الأول للحزب لم تمسهم، واتهمتهم بالإصرار على استكمال ما سمتها "مهمة خنق ما تبقى من أنفاس حزب يعاني من الاختناق بأيديهم حتى لا تقوم له قائمة". وقالت ماء العينين في تدوينة نشرتها في صفحتها بموقع التواصل الاجتماعي فيسبوك، "كل أولئك الذين تكفلوا بإضعاف الحزب من داخله، وكل أولئك الذين أدوا مهمة تصفية تركة نضالية كبيرة، سيخرجون من الباب الصغير مهما كانت منافعهم الشخصية التي حققوها "على ظهر" نضال البسطاء في الجهات والأقاليم".
وتساءلت ماء العينين قائلة: "أين أولئك الذين صالوا وجالوا يوم كان الحزب يمنحهم المواقع والامتيازات فسارعوا بالانسحاب والاختفاء ومقاطعة مؤسسات الحزب وهيئاته بعد النتائج الكارثية التي تسببوا فيها؟ بعضهم يستقيل، وبعضهم هاجر إلى أحزاب أخرى وبعضهم ينتظر ما ينتظره، وبعضهم يبشر بإنشاء جمعيات وكيانات جديدة تمهيدا لتأسيس حزب أو أحزاب جديدة بمنطق الانشقاق".
واستدركت القيادية المثيرة للجدل "لا مشكل في كل ذلك، لكن الكثيرين يصرون على إحراق السفن قبل المغادرة وهو أمر مستنكر ويستبطن الكثير من الأنانية وقلة "الرجلة" في وقت يحتاج فيه حزب "يحتضر" إلى كل ذوي النوايا الحسنة من بناته وأبنائه المخلصين"، وذلك في انتقاد غير مسبوق لقيادة الحزب الحالية.
وزادت ماء العينين مهاجمة "هل يُقبل عقلا وأخلاقا أن "ترهن" قيادة مستقيلة اعترفت بمسؤوليتها عن خراب الحزب، منظورَ قيادةٍ لم تنتخب بعد لتدبير المرحلة المقبلة؟ وإذا كانت القيادة المستقيلة تمتلك كل تلك الرؤية والحماس الذي عبرت عنه في المجلس الوطني، فلماذا لم "تكمل أجرها" وتعد لمؤتمر عادي؟ ولماذا رُفض مقترح تكوين لجنة تحضيرية مستقلة ومتوازنة تتكفل بالإعداد لمؤتمر عادي في ظرف زمني قصير في وقت تستمر فيه القيادة الحالية في تصريف الأعمال الضرورية دون مباشرة للأدوار السياسية؟ ثم ما معنى "استقالة" قيادة لازالت تدبر بكل ثقلها بل وتضغط لفرض منظورها لتدبير المرحلة المقبلة؟".
واعتبرت ماء العينين أن المؤتمر الاستثنائي المرتقب قد يكون "آخر فرصة لحزب العدالة والتنمية إما لمباشرة محاولة الإنقاذ وتجميع شتات المناضلات والمناضلين، وإما لدفن حزب حقيقي كان يسمى "حزب العدالة والتنمية. وفي كل الحالات، لم تعد نتائج 8 شتنبر فقط من يجب نعتها بغير المفهومة، وإنما هناك أمور تجري في الحزب صار واضحا أنها غير مفهومة"، وفق تعبيرها.
يذكر أن تدوينة ماء العينين جاءت يعد ساعات قليلة من إعلان عبد الإله بن كيران موقفه الرافض لموافقة المجلس الوطني للحزب على مقترح الأمانة العامة الذي حددت فيه مدة سنة لعقد المؤتمر الوطني العادي، مؤكدا أن المؤتمر الاستثنائي إذا وافق على الأمر فإنه غير معني بترشيحه للأمانة العامة.