Anadolu via Getty Images اتّهمت منظمة العفو الدولية إسرائيل باتّباع سياسة تجويع "متعمّدة" في غزة، فيما حذرت الأممالمتحدة ومنظمات غير حكومية من أن القطاع الفلسطيني بات على شفير مجاعة وشيكة. وأوردت منظمة العفو الدولية في تقرير، بعد إجراء مقابلات مع 19 نازحاً فلسطينياً وعنصرين من الطواقم الطبية التي تعالج أطفالاً يعانون من نقص الغذاء، أن "إسرائيل تنفّذ حملة تجويع متعمّدة في قطاع غزة، إذ تدمّر بشكل ممنهج الصحة والسلامة والنسيج الاجتماعي لحياة الفلسطينيين". ولم يعلق الجيش الإسرائيلي ووزارة الخارجية على تقرير منظمة العفو على الفور. "معظم شاحنات المساعدات تعرضت للسرقة" وأفاد المكتب الإعلامي الحكومي في غزة، الاثنين، ب "دخول 266 شاحنة مساعدات فقط إلى غزة خلال الأيام الثلاثة الماضية من أصل 1800 شاحنة متوقعة". واتهم المكتب في بيان، إسرائيل ب "تسهيل سرقة" هذه الشاحنات، قائلا: "تعرّض معظمها للنهب والسطو في ظل فوضى أمنية متعمدة، يصنعها الاحتلال ضمن سياسة هندسة التجويع والفوضى الرامية لضرب صمود شعبنا الفلسطيني". وبلغ إجمالي عدد الشَّاحنات التي دخلت القطاع على مدار 22 يوماً 1,937 شاحنة مساعدات فقط من أصل العدد المفترض والبالغ 13,200 شاحنة مساعدات، أي أن ما دخل أقل من 15 في المئة من الاحتياجات الفعلية"، فيما أشار المكتب إلى أن إلى أن حاجة القطاع أكثر من 600 شاحنة يومياً ل "تلبية الحد الأدنى من احتياجات 2.4 مليون إنسان". كما اتهم إسرائيل ب "منع إدخال شاحنات المساعدات بكميات كافية، وتواصل منع تأمين ما يدخل من شاحنات، وتواصل إغلاق المعابر وتقويض عمل المؤسسات الإنسانية". في غضون ذلك، يعقد رئيس الوزراء الفلسطيني، محمد مصطفى، مؤتمراً صحفياً اليوم، مع وزير الخارجية المصري بدر عبد العاطي، على الجانب المصري من معبر رفح. ومن المقرر أن يزور مصطفى مرافق المعبر والمستودعات المخصصة لتخزين المساعدات الإنسانية والإغاثية لقطاع غزة، إضافة إلى المستشفى الميداني القائم في المنطقة. وكان مصطفى قد التقى الأحد، نظيره المصري مصطفى مدبولي في مدينة العلمين، حيث بحثا مستجدات الأوضاع السياسية، وجهود وقف الحرب في قطاع غزة، والتوصل إلى وقف شامل ودائم لإطلاق النار، إضافة إلى سبل وقف اعتداءات المستوطنين ومخططات الضم والتهجير في الضفة الغربية، بما فيها القدس الشرقية. الجيش الإسرائيلي يقرُ خطة "المرحلة التالية" لحرب غزة، ومظاهرات في إسرائيل تطالب بإنهاء الحرب وإعادة الرهائن ونقلت وكالة الأنباء الفلسطينية "وفا" عن مصادر طبية قولها الاثنين، إن 5 مواطنين بينهم طفلان ماتوا خلال 24 ساعة ماضية بسبب "سوء التغذية والمجاعة" في قطاع غزة. وأشارت المصادر، إلى أن "العدد الإجمالي لضحايا المجاعة ونقص الغذاء في القطاع ارتفع إلى 263 شهيدا، من بينهم 112 طفلاً". مظاهرات حاشدة في تل أبيب Reuters وفي تل أبيب، تجمع مئات الآلاف في مناطق مختلفة من تل أبيب للمطالبة بإنهاء حرب غزة والتوصل إلى اتفاق يضمن إطلاق سراح الرهائن المحتجزين لدى حماس. وقال منتدى عائلات المفقودين إن نحو 500 ألف شخص شاركوا في التظاهرة، التي رفعت شعار "أعيدوهم جميعاً إلى بيوتهم... أوقفوا الحرب". وشهدت "ساحة الرهائن" في تل أبيب يوم الأحد أكبر حشد، حيث قال المنظمون إن خطط الحكومة للسيطرة على مدينة غزة تُعرّض حياة حوالي 20 رهينة لا يزالون محتجزين لدى حماس للخطر. أدى إضراب وطني استمر ليوم واحد - كجزء من احتجاجات أوسع - إلى إغلاق الطرق والمكاتب والجامعات في بعض المناطق، واعتقل ما يقرب من 40 شخصاً خلال اليوم. انتقد رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو الاحتجاجات، قائلاً إنها "تشدد موقف حماس وتؤخر الإفراج عن الرهائن". وأيد ذلك وزراء اليمين المتطرف في حكومة نتنياهو، حيث هاجم وزير المالية بتسلئيل سموطريتش المحتجين قائلاً إن "شعب إسرائيل يستيقظ هذا الصباح على حملة مشوّهة وضارة تخدم مصالح حماس، التي تُخفي الرهائن في الأنفاق، وتدفع إسرائيل نحو الاستسلام لأعدائها وتعريض أمنها ومستقبلها للخطر". أما وزير الأمن القومي إيتمار بن غفير، فاعتبر أن الإضراب العام "يقوّي حماس ويُضعف فرص عودة الرهائن". بين القصف والاحتجاج: الانقسام يتعمّق في إسرائيل حول حرب غزة Getty Imagesمتظاهرون يطالبون الحكومة الإسرائيلية بالتخلي عن قرارها بالاحتلال الكامل لمدينة غزة والتوقيع على صفقة للافراج عن المحتجزين في المقابل، رفض زعيم المعارضة يائير لابيد هذه الاتهامات موجهاً حديثه للوزيرين: "ألا تخجلان؟ لا أحد عزّز قوة حماس أكثر منكما". وعبر لابيد، الذي حضر تجمعاً حاشداً في تل أبيب، عن دعمه للمحتجين، وكتب على منصة إكس "الشيء الوحيد الذي يقوي الدولة هو الروح الرائعة للشعب الذي يخرج اليوم من منازله من أجل التضامن الإسرائيلي". في الوقت نفسه، ذكرت مصر أن وسطاء دوليين يقودون جهوداً جديدة للتوصل إلى هدنة لمدة 60 يوماً تشمل الإفراج عن المحتجزين، فيما أعلن الجيش الإسرائيلي أنه يمضي قدماً في خطط السيطرة على مدينة غزة ومخيماتها، وسط تحذيرات أممية من مجاعة واسعة. وانهارت في يوليو/ تموز مفاوضات كانت تهدف إلى وقف إطلاق النار وإطلاق سراح المزيد من الرهائن، وقالت حماس حينها إنها لن تفرج عن الرهائن المتبقين إلا إذا وافقت إسرائيل على إنهاء الحرب، في حين تعهد نتنياهو بعدم بقاء حماس في السلطة في القطاع. وطالبت عائلات الرهائن وآخرون معارضون لتوسيع نطاق الحرب بالإضراب الوطني. وامتدت الاحتجاجات إلى أنحاء البلاد، حيث قطع المتظاهرون الطرق وأشعلوا الإطارات، فيما اعتقلت الشرطة أكثر من 30 شخصاً. جاءت الاحتجاجات بعد أسبوع من تصويت مجلس الحرب الإسرائيلي على احتلال مدينة غزة، أكبر مدن القطاع، وتهجير سكانها، في خطوة دانها مجلس الأمن الدولي. ومنذ ذلك الحين، فرّ آلاف السكان من حي الزيتون جنوب مدينة غزة، حيث تسببت أيام من القصف الإسرائيلي المتواصل بوضع "كارثي"، وفقاً لما ذكرته بلدية المدينة لبي بي سي. * ما تداعيات احتلال إسرائيلي كامل لغزة على سكانها وحماس؟ * أكثر من مئة منظمة غير حكومية تحذّر من خطر تفشّي "مجاعة جماعية" في غزة * التجويع ك"سلاح حرب": ماذا يعني ومتى استُخدم في التاريخ؟