Getty Imagesإسرائيل تقرر رسمياً تغيير اسم الحرب من حرب "السيوف الحديدية" إلى "حرب النهضة"، باعتبارها "لحظة مفصلية في تاريخ الدولة"، بحسب نتنياهو. (صورة أرشيفية) قُتل سبعة فلسطينيين على الأقل، وأصيب أكثر من 15 آخرين، في غارات جوية إسرائيلية متفرقة استهدفت مناطق في قطاع غزة، ظهر الأحد، في أكبر تصعيد تشهده المنطقة منذ بدء سريان اتفاق وقف إطلاق النار قبل نحو عشرة أيام. وأفادت مصادر طبية فلسطينية بأن طائرات حربية إسرائيلية استهدفت موقعاً شرق جباليا شمال قطاع غزة، ما أدى إلى مقتل اثنين وإصابة آخرين، مشيرة إلى أن طواقم الإسعاف لم تتمكن من الوصول إلى مكان القصف نظراً لخطورة الوضع هناك، ولأن المنطقة تُصنف – وفق تصريحات الجيش الإسرائيلي – بأنها "منطقة خطرة". وفي غارة أخرى، قتل خمسة فلسطينيين وأصيب ما لا يقل عن عشرة آخرين، في قصف إسرائيلي استهدف منطقة قريبة من مخيم للنازحين غربي بلدة الزوايدة وسط القطاع، وفقاً لمصادر محلية، التي وصفت ما جرى بأنه "هجوم مفاجئ" طال مناطق مدنية مأهولة. وأعلن الجيش الإسرائيلي شنّ غارات جوية وتنفيذ عمليات قصف مدفعي على منطقة رفح جنوبي قطاع غزة، لإزالة ما وصفه ب "تهديدات" ولتدمير "عدة فتحات أنفاق عملياتية ومبان عسكرية رصدت داخلها أنشطة لعناصر إرهابية"، بحسب تعبير المتحدث باسمه أفيخاي أدرعي. وأشار أدرعي إلى أن الجيش رصد في وقت سابق من اليوم إطلاق من وصفهم ب "مخربين" قذائف مضادة للدروع وكذلك إطلاقهم النار نحو "آليات هندسية تابعة لجيش الدفاع، عملت لتدمير بنى تحتية إرهابية في منطقة رفح، بناء على شروط الاتفاق" الخاص بوقف إطلاق النار في القطاع. وأضاف في منشور على حسابه على منصة "إكس" أن ما حدث يمثل "خرقاً فاضحاً" لاتفاق وقف إطلاق النار، مشدداً على أن الجيش الإسرائيلي "سيرد بقوة" على حد تعبيره. ونفت الحركة الأحد أي علاقة لها بالأحداث أو الاشتباكات المبلّغ عنها شرق رفح، مؤكّدة التزامها الكامل بتنفيذ بنود اتفاق وقف إطلاق النار في جميع مناطق قطاع غزة. وجاء في بيان الحركة أن "لا علم لنا بأية أحداث أو اشتباكات تجري في منطقة رفح، حيث إن هذه مناطق حمراء تقع تحت سيطرة الاحتلال"، مشيرة إلى "انقطاع الاتصال بما تبقى من مجموعات لنا هناك منذ عودة الحرب في مارس/آذار من العام الجاري"، وأنها لا تملك معلومات حول حالة هؤلاء المقاتلين، ما إذا كانوا "استشهدوا أو ما زالوا على قيد الحياة". وأضافت: "لا علاقة لنا بأية أحداث تقع في تلك المناطق ولا يمكننا التواصل مع أي من مجاهدينا هناك إن كان لا يزال أحد منهم على قيد الحياة"، مجددة بذلك التأكيد على التزامها بآليات الاتفاق ووقف إطلاق النار الذي توسطت فيه الولاياتالمتحدة. وبينما يتواصل تبادل الاتهامات بين إسرائيل وحركة حماس بشأن انتهاكات اتفاق وقف النار، دعت الحركة الإدارة الأمريكية إلى "التوقّف عن ترديد رواية الاحتلال المضلِّلة" بعد أن أعلنت الولاياتالمتحدة حصولها على "تقارير موثوقة" تفيد بأن حركة حماس قد تنتهك الاتفاق. وقال عضو المكتب السياسي لحركة حماس عزت الرشق، إن إسرائيل هي من تواصل "خرق الاتفاق واختلاق الذرائع الواهية لتبرير جرائمها"، على حد تعبيره. وأضاف الرشق في تصريح صحفي مقتضب بالقول إن "محاولات رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو التنصل والتنكر من التزاماته تأتي تحت ضغط ائتلافه "الإرهابي المتطرف، في محاولة للهروب من مسؤولياته أمام الوسطاء والضامنين"، بحسب نص التصريح. وكانت وزارة الخارجية الأمريكية قالت في بيان إن "الولاياتالمتحدة تتابع عن كثب التطورات على الأرض"، مضيفة: "في حال مضت حماس قدماً في هذا الهجوم، فسيتم اتخاذ إجراءات لحماية سكان غزة والحفاظ على سلامة وقف إطلاق النار". "معبر رفع سيبقى مغلقاً" ترفض إسرائيل إعادة فتح معبر رفح الحدودي بين قطاع غزة ومصر، مؤكدةً أنه "سيبقى مغلقاً حتى إشعار آخر، وأن إعادة فتحه ستعتمد على تسليم حركة حماس جثث بقية الرهائن المتوفين"، بقرار أصدره السبت رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو. هذا القرار جاء بعد إعلان السفارة الفلسطينية في القاهرة إعادة فتح المعبر اعتباراً من يوم الاثنين "لتمكين المواطنين الفلسطينيين المقيمين في جمهورية مصر العربية والراغبين بالعودة إلى قطاع غزة من السفر". من جانبها، اعتبرت حماس قرار نتنياهو "خرقاً فاضحاً لبنود اتفاق وقف إطلاق النار وتنكراً للالتزامات التي تعهد بها أمام الوسطاء والجهات الضامنة". وأضافت في بيان لها أن "استمرار إغلاق معبر رفح ومنع خروج الجرحى والمرضى وحركة المواطنين في الاتجاهين، ومنع إدخال المعدات الخاصة اللازمة في عمليات البحث عن المفقودين تحت الأنقاض، ومنع دخول التجهيزات والفرق المختصة بفحص الجثث والتأكد من هويتها، سيؤدي إلى تأخير عمليات انتشال وتسليم الجثث". وأعلنت إسرائيل مساء السبت أنها تسلمت جثتي اثنين من الرهائن من الصليب الأحمر في غزة، مما يعني تسلمها 13 جثة من أصل 28 بموجب اتفاق وقف إطلاق النار. واستطاعت السلطات الإسرائيلية الأحد التعرف على جثة أحد الرهينتين، وتعود للرهينة رونين إنغل، البالغ من العمر 54 عاماً. وأفاد الجيش الإسرائيلي أنه "أبلغ عائلة الرهينة رونين إنغل" بتسلم رفاته، وهو ما أكده مكتب رئيس الوزراء بنيامين نتنياهو في بيان. وبموجب الاتفاق، أفرجت حركة حماس عن جميع الرهائن الإسرائيليين العشرين الأحياء الذين ظلت تحتجزهم لمدة عامين، مقابل إطلاق سراح نحو ألفي سجين ومعتقل فلسطيني في السجون الإسرائيلية. لكن إسرائيل تقول إن حماس تتباطأ في تسليم جثث الرهائن. فيما تقول الحركة إن العثور على بعض الجثث وسط الدمار الواسع في غزة يحتاج إلى وقت. * كيف تغيرت حياة الفلسطينيين الأمريكيين بعد 7 أكتوبر؟ * ما حجم الخسائر البشرية والاقتصادية التي تكبدها الفلسطينيون والإسرائيليون في حرب غزة؟ ويقضي الاتفاق بأن تعيد إسرائيل 360 جثة لفلسطينيين مقابل رفات الرهائن الإسرائيليين. وسلمت إسرائيل حتى الآن 15 جثة فلسطينية مقابل كل جثة رهينة تسلمتها. يُذكر أن معبر رفح مغلق بشكل شبه تام منذ مايو/أيار 2024. تسيير قوافل "زاد العزة" إلى غزة من بوابة رفح الجنوبية Reutersالسلطات المصرية تسيّر قوافل المساعدات منذ يوليو/تموز الماضي، عبر البوابة الجانبية لمعبر رفح، بالاتفاق مع السلطات الاسرائيلية وبوساطة أمريكية. استأنفت جمعية الهلال الأحمر المصري، الأحد، تسيير قوافل الإغاثة الإنسانية الموجهة إلى قطاع غزة، عبر البوابة الجانبية لمعبر رفح من الجانب المصري باتجاه معبريْ كرم أبو سالم والعوجة، وذلك بعد يومين من التوقف بسبب العطلة الأسبوعية. وأوضحت الجمعية في منشور عبر منصاتها الرسمية على مواقع التواصل الاجتماعي، أنها سيَّرت قافلة جديدة من هذه القوافل التي تحمل اسم "زاد العزة"، تحتوي على نحو 8,500 طن من المساعدات الإنسانية، من بينها قرابة 3,500 طن من السلال الغذائية والطحين، وأكثر من 2300 طن من المستلزمات الطبية والإغاثية الضرورية التي يحتاجها سكان القطاع. كما تضمنت القافلة ما يزيد على 2,500 طن من المواد البترولية وغاز الطهي المنزلي. وتُسيِّر السلطات المصرية هذه القوافل منذ يوليو/تموز الماضي، بالاتفاق مع السلطات الاسرائيلية وبوساطة أمريكية. وذكرت مصادر بالأمم المتحدة، أنه تم إدخال أكثر من 650 شاحنة مساعدات، منذ التوقيع على اتفاق شرم الشيخ لوقف الحرب في قطاع غزة، في وقت سابق من الشهر الجاري. ووفقاً لخطة الرئيس الأمريكي دونالد ترامب لإنهاء الحرب، يُفترض أن تسمح السلطات الإسرائيلية بإدخال نحو 400 شاحنة مساعدات يومياً إلى غزة، بما فيها شاحنات للوقود وغاز الطهي، إلى جانب الشاحنات المخصّصة لأغراض تجارية. ومن المفترض كذلك أن يرتفع عدد هذه الشاحنات إلى نحو 600 شاحنة يومياً، مع المضي قدماً في تنفيذ مراحل الاتفاق المختلفة. "تعذيب وإعدام ميداني" قال سامح حمد، مختص الأدلة الجنائية وعضو لجنة الجثامين في وزارة الصحة بغزة، إن الوزارة تمكنت من التعرف على هوية 25 جثة من أصل الجثامين التي تم تسلمها مؤخراً من الصليب الأحمر، مؤكداً أنها تحمل آثاراً واضحة على التعذيب والإعدام الميداني. وأعلنت وزارة الصحة الفلسطينية في قطاع غزة، أنها تسلمت اليوم الدفعة الخامسة من جثامين قتلى من أبناء القطاع، كانت جثثهم محتجزة لدى السلطات الإسرائيلية. وبحسب الوزارة تتألف هذه الدفعة، التي تم تسلمها بواسطة اللجنة الدولية للصليب الأحمر، من 15 جثماناً، ليرتفع بذلك إجمالي عدد الجثامين التي تم تسلمها من الجانب الإسرائيلي، منذ توقيع اتفاق وقف إطلاق النار الحالي في قطاع غزة إلى 150 جثة. وتحدثت الوزارة في بيان لها أنه ظهرت على "بعض الجثامين.. علامات التنكيل والضرب وتكبيل الأيدي وتعصيب الأعين"، وأنه تم التعرف حتى اللحظة على هوية 25 منهاً من قبل ذويهم. وأوضحت أن طواقمها الطبية تواصل التعامل مع الجثامين "وفق الإجراءات الطبية والبروتوكولات المعتمدة، تمهيداً لاستكمال عمليات الفحص والتوثيق والتسليم للأسر". وتنفي السلطات الإسرائيلية على الدوام الإقدام على أي عمليات تعذيب أو تنكيل بالمحتجزين الفلسطينيين لديها. وكانت الوزارة قد كشفت السبت 18 أكتوبر/تشرين الأول 2025، أن 27 قتيلاً و143 مُصاباً سُجلوا منذ إعلان وقف إطلاق النار، إلى جانب انتشال 404 جثامين من مناطق الاستهداف التي تعرض لها القطاع خلال الحرب. * الرائحة تقود فرق الدفاع المدني لتحديد موقع جثمان المعلمة الفلسطينية غادة رباح تحت الركام وأكد التقرير اليومي للوزارة أن عدداً من الضحايا لا يزالون تحت الأنقاض وفي الطرقات، وسط عجز طواقم الإسعاف والدفاع المدني عن الوصول إليهم، بسبب الدمار الكبير والحصار المفروض. ووفق التقرير، ارتفعت حصيلة القتلى منذ السابع من أكتوبر/تشرين الأول 2023 إلى 68,116 قتيلاً و170,200 إصابة، بعد إضافة 120 قتيلاً جديداً تم التحقق من بياناتهم من قبل اللجنة القضائية المختصة بملف التبليغات والمفقودين، خلال الفترة من 10 إلى 17 أكتوبر/تشرين الأول الجاري. كما أوضحت الوزارة أنها استلمت مؤخراً 15 جثة مجهولة الهوية من الجانب الإسرائيلي، ليصل إجمالي عدد الجثامين التي تسلّمتها وزارة الصحة إلى 135 جثة، تم تسليمها على أربع دفعات. * ما التفاصيل الشائكة التي قد تحدد مصير غزة؟ * خبراء في غزة يعكفون على التعرف على هويات 90 جثة سلمتها إسرائيل * "أسوأ من البدء من الصفر": ما حجم مهمة إعادة إعمار غزة؟