تفكيك مخيّم يثير حسرة طلبة أمريكيين    الملك يعزي بن زايد في وفاة طحنون آل نهيان    وفاة المحامي والحقوقي عبد العزيز النويضي اثر سكتة قلبية    فوزي لقجع يؤكد انطلاق جميع المشاريع المرتبطة ببطولة كأس العالم 2030    كأس آسيا لكرة القدم تحت 23 عاما.. المنتخب العراقي يتأهل لأولمبياد باريس 2024    حجز زورق ومحركات.. الديستي وأمن الحسيمة يوقفان 5 أشخاص تاجروا بالمهاجرين    العقائد النصرانية    تنفيذ قانون المالية يظهر فائضا في الميزانية بلغ 16,8 مليار درهم    "طاس" تكشف موعد إصدار حكمها النهائي في قضية نهضة بركان واتحاد العاصمة الجزائري    الأمثال العامية بتطوان... (588)    بوريطة يتباحث ببانجول مع وزير الشؤون الخارجية الغامبي    قرار بعدم اختصاص محكمة جرائم الأموال في قضية اليملاحي وإرجاع المسطرة لمحكمة تطوان    أول تعليق من حكيمي بعد السقوط أمام بوروسيا دورتموند    في أول امتحان بعد واقعة الأقمصة.. نهضة بركان يواجه الجيش الملكي    تركيا تعلق المعاملات التجارية مع إسرائيل    أوروبا تصدم المغرب مرة أخرى بسبب خضر غير صالحة للاستهلاك    أنور الخليل: "الناظور تستحق مركبا ثقافيا كبيرا.. وهذه مشاريعي المستقبلية    أمطار طوفانية تغرق الإمارات وتتسبب في إغلاق مدارس ومقار عمل    مركز دراسات.. لهذا ترغب واشنطن في انتصار مغربي سريع في حال وقوع حرب مع الجزائر    جامعيون ومتخصصون يحتفون بشخصية أبي يعزى في ملتقى علمي بمولاي بوعزة    مجلس النواب يعقد الأربعاء المقبل جلسة عمومية لمناقشة الحصيلة المرحلية لعمل الحكومة    ندوة بطنجة تناقش مكافحة غسل الأموال    ها التعيينات الجديدة فمناصب عليا لي دازت اليوم فمجلس الحكومة    ارتفاع حصيلة القتلى في غزة.. واعتقالات في الضفة الغربية    فوضى «الفراشة» بالفنيدق تتحول إلى محاولة قتل    مصرع سائق دراجة نارية في حادثة سير مروعة بطنجة    "الأمم المتحدة" تقدر كلفة إعادة إعمار غزة بما بين 30 إلى 40 مليار دولار    بايتاس رد على لشكر والبي جي دي: الاتفاق مع النقابات ماشي مقايضة وحنا أسسنا لمنطق جديد فالحوار الاجتماعي    المخزون المائي بسدود الشمال يناهز مليار و100 مليون متر مكعب    أزمة طلبة الطب وصلت ل4 شهور من الاحتقان..لجنة الطلبة فتهديد جديد للحكومة بسنة بيضاء: مضطرين نديرو مقاطعة شاملة    باحثون يكتشفون آليات تحسّن فهم تشكّل الجنين البشري في أولى مراحله    حمد الله يحرج بنزيما    بذور مقاومة للجفاف تزرع الأمل في المغرب رغم انتشارها المحدود    المكتب الوطني للمطارات كيوجد لتصميم بناء مقر اجتماعي.. وها شنو لونصات لقلالش    المدرب الإسباني يعلن استقالته عن تدريب اتحاد العاصمة الجزائري    النفط يتراجع لليوم الرابع عالمياً        طاهرة تودع مسلسل "المختفي" بكلمات مؤثرة    مؤسسة المبادرة الخاصة تحتفي بمهرجانها الثقافي السادس عشر    البرلمان يستعرض تدبير غنى الحضارة المغربية بالمنتدى العالمي لحوار الثقافات    بورصة الدار البيضاء : تداولات الافتتاح على وقع الانخفاض    آبل تعتزم إجراء تكامل بين تطبيقي التقويم و التذكيرات    تسرب الوقود من سفينة بميناء سبتة كاد يتسبب في كارثة بيئية    حادثة سير خطيرة بمركز جماعة الرواضي باقليم الحسيمة    إلقاء القبض على إعلامية مشهورة وإيداعها السجن    الطيب حمضي ل"رسالة24″: ليست هناك أي علاقة سببية بين لقاح أسترازينيكا والأعراض الجانبية    مسؤولة في يونيسكو تشيد بزليج المغرب    "الراصد الوطني للنشر والقراءة" يعلن عن أسماء الفائزات والفائزين بجائزة "الشاعر محمد الجيدي" الإقليمية في الشعر    توقعات أحوال الطقس ليوم غد الجمعة    الرئيس الكولومبي يعلن قطع العلاقات مع إسرائيل    "دراسة": زيادة لياقة القلب تقلل خطر الوفاة بنحو 20 في المائة    العربية للطيران ترفع عدد رحلاتها بين أكادير والرباط    عبد الجبّار السحيمي في كل الأيام!    نادي الشباب السعودي يسعى لضم حكيم زياش    أسعار صرف أهم العملات الأجنبية اليوم الخميس    دراسة: مجموع السجائر المستهلكة "يلتزم بالثبات" في إنجلترا    أثر جانبي خطير لأدوية حرقة المعدة    الأمثال العامية بتطوان... (586)    







شكرا على الإبلاغ!
سيتم حجب هذه الصورة تلقائيا عندما يتم الإبلاغ عنها من طرف عدة أشخاص.



المهرجان التأبيني بمناسبة الذكرى الأربعينية لرحيل الفقيد الكبير الحاج المصطفى القرقري

قال الكاتب الأول للإتحاد الإشتراكي للقوات الشعبية الأخ إدريس لشكر أن حجك الحضور بهذه الكثافة، وبهذه النوعية ، و بهذا التعدد في المشارب السياسية والنقابية والجمعوية، وفي المؤسسات التمثيلية ، من كل فئات المجتمع ، يشكل خير عزاء للإتحاديات والإتحاديين قبل أسرته في فقدان هذا الرجل الشهم المخلص، وعربون محبة ووفاء لروحه الطاهرة، أصدقكم القول أن هذا الإحتضان النبيل خفف عنا لوعة الإشتياق، وألم الفراق.
وأضاف الأخ لشكر الذي كان يتحدث في كلمته يوم الجمعة 05 فبراير 2015، بالمهرجان التأبيني بمناسبة الذكرى الاربعينية لرحيل فقيدنا الكبير الحاج مصطفى القرقري بقاعة سينما ابينيدا بالعرائش تحت شعار « الحاج مصطفى القرقري 57 سنة من الوفاء دفاعا عن قيم الإتحاد ووحدته»، أضاف أن المرحوم يعتبر أحد الرواد الذين ساهموا في مسارات التأسيس للمشروع الإتحادي و كذلك للبديل النقابي ، وبقي حاضرا و فاعلا في كل المحطات الحزبية والجماهيرية والمؤسساتية إلى اليوم الذي لقي فيه ربه في نهاية سنة.
وتعددت الشهادات و الإلتفاتات خلال هذا الحفل التأبيني المهيب الذي حضرته أجيال إتحادية و قيادات حزبية إتحادية سواء منها الوطنية و الجهوية والمحلية، بل وأصرت مجموعة من التنظيمات السياسية والنقابية و الحقوقية والمدنية مشاركة العائلة الإتحادية هذا الحفل المهيب ، بالنظر إلى قيمة ومكانة الرجل ليس فقط في البيت الإتحادي بل لقيمته الوطنية و مكانته الإنسانية و الإجتماعية ، مما جعله رقما أساسيا في الحياة اليومية للعديد من أصدقائه و معارفه .
الراحل المصطفى القرقري كان معادلة معقدة و مركبة ، و من الصعب تشريحها و فهمها . فالرجل قضى ثلثي حياته على الطرقات ، كان رجلا قريبا جدا و ملتصقا بهموم المواطنين ، ناضل على كافة المستويات بدون استثناء ، رجل مهووس بالنضال و الدفاع عن هذا الإقليم، يعكس لغاية التطرف لما كان يفكر فيه ، كان يلاحق أهدفه ، رجل بصيغة الجمع ، وبرحيل المصطفى القرقري تكون مدينة العرائش و معها الجهة الشمالية قد أطفأت ألمع شموعها ، من الصعب تدارك هاته الخسارة.
وكان وفد هام يمثل مكونات المكاتب المحلية والاقليمية والجهوية للحزب يتقدمهم الدكتور مشيج القرقري نجل المرحوم والأستاذ محمد الموموحي الكاتب الجهوي والأستاذ محمد الصمدي الكاتب الاقليمي قد حج صباحا الى جماعة بوجديان للترحم على روح الفقيد حيث ألقى كل من الأستاذين محمد المساري صديق المرحوم والكاتب الجهوب للحزب الأستاذ محمد الموموحي كلمتين بالمناسبة أشادا فيها بالخصال النضالية للمرحوم وبأهمية المنطقة الجبلية التي انحدر منها والمعروفة بالعلم والزهد والتصوف والجهاد والمقاومة ضد المستعمر.
إجماع على الحياة النضالية الاستثنائية للفقيد الكبير
الكاتب الأول للحزب إدريس لشكر
شكل الحاج مصطفى القرقري في المسار الطويل من الكفاح درعا قويا لحماية الحزب
بعد بسم الله الرحمان الرحيم «وبشر الصابرين الذين إذا أصابتهم مصيبة قالوا إنا لله و إنا إليه راجعون».
إخواني أخواتي أيها السيدات والسادة ضيوفنا الكرام .
باسمي الخاص، و باسم أخواتي وإخواني في لقيادة الإتحاد الإشتراكي للقوات الشعبية وقواعده ، أحييكم جميعا ، وأشكر لكم هذا الحضور النوعي الكبير ، الذي يجسد اليوم، مثلما كان الأمر بالأمس في جنازته المهيبة ببوجديان حيث يرقد جثمانه الطاهر، الوفاء والعرفان لهذا المناضل الفذ الذي اجتمع الناس حوله حيا ، ويجتمعون عليه اليوم و هو في دار البقاء، و أنا أرى هذه الجموع الغفيرة التي تملأ أسفل القاعة كما تملأ أعلاها .
حضوركم اليوم بهذه الكثافة ، و بهذه النوعية، وبهذا التعدد في المشارب السياسية والنقابية والجمعوية، وفي المؤسسات التمثيلية، من كل فئات المجتمع، يشكل خير عزاء للإتحاديات والإتحاديين قبل أسرته في فقدان هذا الرجل الشهم المخلص، وعربون محبة ووفاء لروحه الطاهرة ، أصدقكم القول أن هذا الإحتضان النبيل خفف عنا لوعة الإشتياق ، و ألم الفراق.
أيها السادة .
في نهاية السبعينات وفي أوج النضال الإتحادي بعد المؤتمر الإستثنائي للحزب والتحضير للمؤتمر النقابي للكنفدرالية الديمقراطية للشغل والحركة الطلابية التي لعب فيها الفصيل الحزبي أدوارا رئيسية، عاشت بلادنا حملة قمعية كبيرة ، وصلت إلى حد حصار المقرات الحزبية و النقابية و الطلابية والإعلامية، إذا كانت القوات القمعية التي حاطت بكل هذه المقرات والتي أحاطت بمنازل المناضلين، مما جعل الإتحاديات والإتحاديين يبحثون لهم عن مقرات للقاءاتهم وإجتماعاتهم للتنسيق بينهم. وأتذكر أن المرحوم بإعتباره من منسقي النقابة الوطنية للتعليم كان يحضر ضمن ثلة من الإخوان في لقاء شبه نصف شهري للعاصمة من أجل معالجة ملفات نساء ورجال التعليم ، كانوا يأتون من الجنوب وأتذكر هنا الأخ الوثيق ومن الشمال ومن الوسط ومن الشرق وإخوة كثر من الدار البيضاء، كانوا يأتون إلى الرباط، في هذه المرحلة تعرفت على الأخ مصطفى تغمده الله برحمته وأسكنه فسيج جناته ، لأن عندما يأتي هؤلاء إلى الرباط، كان لزاما على الإخوة في العاصمة توفير مكانا للإجتماع و التنسيق، وقتها تعرفت عليه وتعرفت على ماضيه النضالي وما تعرض له من إعتقالات في السابق.
تعرفت من خلاله ومن خلال الإخوة المنسقين في النقابة الوطنية للتعليم أن المرحوم كان من الشباب المؤسس للإتحاد الوطني للقوات الشعبية في نهاية الخمسينات، وأنه كان من المؤسسين للنقابة الوطنية للتعليم سنة 1965، عندما إستعصى التعايش في إطار الإتحاد المغربي للشغل، حيث شكلت النقابة الوطنية للتعليم، إلى جانب النقابة الوطني للبريد التي كان يقودها الشهيد الكبير عمر بنجلون ، النواة الصلبة للبديل النقابي الدي لن يتأسس بشكل رسمي إلا بعد ميلاد الكنفدرالية الديمقراطية للشغل في نهاية السبعينات ، و الذي كان كذلك المرحوم مصطفى القرقري أحد مؤسسيها.
هكذا يكون الرجل واحدا من الرواد الذين ساهموا في مسارات التأسيس للمشروع الإتحادي و كذلك للبديل النقابي ، بقي حاضرا و فاعلا في كل المحطات الحزبية و الجماهيرية و المؤسساتية إلى اليوم الذي لقي فيه ربه في نهاية سنة 2015
لقد شكل الحاج مصطفى القرقري في كل هذا المسار الطويل من الكفاح والتضحيات درعا قويا لحماية الحزب، والدفاع عن قيمه ووحدة صفوفه، وأدى ذلك ثمنا باهظا من حريته وراحته وماله ورزقه عائلته.
لقد توطدت علاقتي بالرجل ، عندما إلتحق بالفريق البرلماني للحزب بمجلس النواب خلال الولاية التشريعية 2002-2007 ، التي كنت رئيسا له حيث كان الفقيد منتخبا عن إقليم العرائش ، كان واحدا من أنشط نواب الفريق من حيث دوام الحضور ، و من حيث المبادرات العديدة في طرح قضايا و مشاكل المواطنين ، لقد جسد – كما قال أخونا عبد الواحد الراضي – بحق النمودج في كل المستويات التمثيلية الإنتخابية التي تولاها منذ إنطلاق المسلسل الديمقراطي سنة 1976 ، من خلال عضويته في الجماعة الحضرية للعرائش، ثم رئاسة جماعة بوجديان، ورئاسة المجلس الإقليمي للعرائش ، و عضوية مجلس جهة طنجة تطوان منذ تأسيسها و إلى غاية الإستحقاقات الأخيرة .
لقد جسد في كل هذه المستويات نمودج المنتخب النزيه ، الفاعل ، المبادر ، و الحريص على خدمة الصالح العام و قضايا السكان بكل جرأة و شجاعة ، كان رحمة الله عليه مداوما على الحركة ، و يمكن أن أجزم أنه قضى ثلثي حياته على الطرقات ، غير عابئ بحق نفسه عليه في الراحة ، و بحق أسرته عليه في الرعاية ، كل ذلك من غير طمع في تعويض أو شكر ، لم يجمع من الدنيا إلا خدمة الناس .
سيداتي سادتي أيها الحضور الكريم.
يشهد كل من عرف الفقيد أن بيته كان لأزيد من أربعين سنة بيتا لكل الإتحاديين ، فيه تنعقد الإجتماعات الحاسمة ، فيه كذلك يتحصن قادة سياسيون و نقابيون مطاردون من أجهزة القمع أيام المحن و الشدائد ، في ذلك البيت قد تصفى الأجواء و تبرم المصالحات بين المناضلين فيما بينهم ، و إليه يلجأ بنو قبيلته لفض ما قد يحدث بينهم من خصومات ، حيث جسد المرحوم نمودج المغربي الأصيل في كرم الضيافة ، و في إصلاح ذات البين .
كان بيته عامرا و بيت ضيافة و كرم ، كما كان مكتبه للمحاماة ملاذا للمظلومين و المضطهدين، لم يكن في مشواره المهني يعبأ للأتعاب ، قدر ما كان حريصا على الدفاع عن الحق و القانون ، لم يكن يهاب في الإٌنصاف لوما، وكان في ساحة العدل شجاعا ومقداما، كان نمودجا للمحامي النظيف ، يقدس بذلة المحاماة، ويقدر الكفاءة والنزاهة.
كل هذه الشمائل و غيرها ربما لا أستطيع الإحاطة بها أمام هذا الجمهور الكريم و في هذا المقام ، جعلت الرجل ناجحا ليس في مساره السياسي و المهني ، بل استطاع أن يجعل من أسرته الصغيرة نموذجا للأسرة الصالحة، حرص رغم كل إنشغالاته على تعليم بناته وولديه، فكانوا جميعهم عند حسن ظنه ، حيث تمكنوا جميعهم من التألق في حياتهم الدراسية والأسرية ، و هم اليوم في غيبته قيمة مضافة من حق الإتحاد الإشتراكي للقوات الشعبية أن يفخر بها ، هنيئا لك أخي مصطفى أنك خلفت وراءك ذرية صالحة تدعو لك ، و هنيئا لك سيدتي أرملة الفقيد على تعبك و تضحياتك و صبك أثمر هذه الثلة من الأبناء الذين يحق لك و نحن معك أن نفتخر بهم، و نعتبر أن المرحوم في وجودهم لم يمت.
أيتها السيدات، أيها السادة، إخواني أخواتي.
أستسمحكم في ختام هذه الكلمة أن أخلع عني معطف الكاتب الأول و بما تمليه علي من تكلف ، و أن أبوح أمامكم أني في صبيحة يوم 24 دجنبر 2015 عندما قرأت أول رسالة قصيرة على هاتفي من أحد الإخوة تبلغني خبر وفاة المرحوم المصطفى القرقري ، لم أصدق الخبر ،اتصلت بأحد أفراد العائلة فأكد لي الخبر ، لم أتمالك نفسي و غالبتني الدموع ، وأنعيت الخبر لزوجتي وأبنائي الحاضرين ، عم البيت حزن كبير، كان ألم العائلة ذلك الصباح في مثل ألم أرملة وأبناء الفقيد ، لأن الرجل نفذ إلى قلبنا و وجداننا جميعا كعائلة ، مثلما نفذ إلى قلب عائلتي ، لقد توطدت علاقتي بالحاج مصطفى خلال السنوات العشر الأخيرة ، لدرجة جعلته مألوفا في منزلي ، يدخل دون تكلف و دون حاجة لإستئذان ، يأكل على مائدة أبنائي و بناتي، لم تكن زياراته تنقطع ، قد يصل صباحا ، مثلما قد يصل في وقت متأخر من الليل، كنت أقف إحتراما لروح الشباب التي تسكنه حتى يوم وداعه ، كان سندا قويا لي في أصعب الظروف يطرق باب بيتي ، و كان حضوره مصدر قوة جعلتني أزداد شغفا به ، كنت أستنير برأيه في اللحظات الصعبة ، لما عرفت عنه من حصافة الرأي ، و من قدرة على تحليل الأوضاع ، لم يكن في تحليلاته طوباويا أو منفعلا أو حالما بل كانت تحليلاته تتسم بالواقعية السياسية تمنح لكل معطى و لكل نقطة قيمتها دون زيادة أو نقصان ، لقد فقدنا أخا عزيزا و صديقا معينا على الشدائد ، فقدت فيه المؤنس و المخلص ، وفقد الإتحاد الإشتراكي مناضلا صلبا وفيا ، و ذراعا حصينا قويا ، مناقبه لا تحصى و لا تعد ، و قضاء الله لا يرد، فقد أخلص لحزبه و وطنه ، جازاه الله عنا أحسن الجزاء .
« يا أيتها النفس المطمئنة إرجعي إلى ربك راضية مرضية فأدخلي في عبادي و أدخلي جنتي « صدق الله العظيم .
كلمة العائلة التي ألقاها إبنه الدكتور مشيج القرقري
لقد عمل الفقيد طيلة حياته على إستجداء الغاضبين بغية توحيد هذه الأسرة الموسومة بداء التفرقة و آمن بحتمية اللقاء بين كل الطامحين لغد أفضل
بسم الله الرحمان الرحيم .
أيها السيدات و السادة .
لابد لي في البداية أن أشكر المكتب السياسي للإتحاد الإشتراكي للقوات الشعبية على مساندتنا ودعمنا لتحل هذا المصاب الجلل الذي ألم بنا وخاصة الكاتب الأول للحزب الأخ إدريس لشكر ، الذي أصر أن تكون هذه المناسبة لحظة مميزة لإستحضار روح أبي العزيز الحاج المصطفى القرقري رحمه الله و تعداد مناقبه .
كما أود أن أشكر كل من جعل من هذه الذكرى الأربعينية عنوانا للصداقة و الحب والوفاء والإلتزام و أخص بالذكر مصطفى العجاب ومحمد الموموحي وأحمد يحيى ومحمد الملاحي وعبد اللطيف بوحلتيت ونادية رحال ... وكل الأخوات و الإخوان الذين تقاسموا معنا حرقة الفراق .
كيف لي وأنا أستحضر روح هذا الأب المناضل و المكافح و المقتدر أن أستعرض تفاصيل حب و رعاية إمتدت منذ النشأة كل تفاصيل الإرتماء في أحضان الحياة الملتبسة إجتماعيا وسياسيا؟ كيف لي أن أقدر وفاءه لأسرته الصغيرة و الكبيرة لإلتزامه الدائم بمساندتهما والتضحية من أجلها كيف لي أن أهمل وصاياه المتعددة باحتضان و حب الوطن و حب بوجديان مسقط الرأس ومبعث الأمل.
إيها الأصدقاء و الأحبة .
ونحن نستحضر روح الوالد الطاهرة أتذكر كيف كان حاضرا مع والدتي الغالية أطال الله في عمرها و مع كل أخواتي و أخي و في كل تفاصيل الحياة .
لقد كان المرحوم حريصا على مرافقتنا حتى في إختياراتنا الثانوية مدركا أهمية تماسك الأسرة و حب بعضنا لبعض .
كان صارما في تتبع مساراتنا الدراسية إيمانا منه بأن الرأسمال الحقيقي هو ما يكتسبه المرء من معارف و من نجاحات دراسية وقد وفق في أن ينال كل أبنائه شواهد تؤهلهم إجتياز إمتحانات الحياة الصعبة .
إبي الحاج مصطفى القرقري رحمه الله كان لصيقا بعائلته و قبيلته و جعل منها منطلقه الأبدي في مواجهة صعاب الحياة و تحدياتها .
شق طريقه و هو طفل صغير بكل إصرار و عزيمة قل نظيرهما وعلمنا هو وليد الإرادة الصادقة و المؤمنة بقوة الإنسان على رفع كل التحديات مهما صعبت.
أيها السيدات و السادة .
لم يكن الإتحاد الوطني للقوات الشعبية و من بعده الإتحاد الإشتراكي للقوات الشعبية انتماء عابرا في حياة الفقيد ، بل كان إلتزاما دائما بقضايا الوطن والحزب، كان إيمانا برسالة نبيلة تنتج من عمق تاريخ الأجداد ومن تاريخ المغرب الأبي والشامخ.
لقد عمل الفقيد طيلة حياته على إستجداء الغاضبين بغية توحيد هذه الأسرة الموسومة بداء التفرقة و آمن بحتمية اللقاء بين كل الطامحين لغد أفضل .
الحاج المصطفى القرقري ظل وفيا للإتحاد وأعطى من جهده ووقته وكبريائه الكثير لكي يستمر التاريخ رغم الخدوش.
باسم أمي رمز المثابرة والصبر والعطاء وبإسم إخوتي أعدك أن نكون في مستوى طموحاتك وفي مستوى حبك للوطن الصغير بوجديان وفي مستوى حبك لوطنك الكبير و مستوى ثقتك بنا .
أبي العزيز ليتك كنت معنا اليوم لترى هذا الزخم البشري الكبير الذي رافقك إلى مثواك الأخير، وهم عازمون على إستكمال مسارك النضالي، هذا ما يمنح الثقة لأسرتك الصغيرة في مدى عمق مسارك النضالي والذي ما توقف يوما في تعليمه للأجيال الصاعدة .
أرجوكم أن تعذروني على هاته الكلمة المرتجلة، فهي جزء من كيان منفصل عن ذاته يحاول الإفصاح عن ذات جماعية إختلط فيها الوطن بالحزب والأسرة وفاء لروح أبي الطاهرة.
على العهد باقون في سبيل هذا الوطن ودفاعا عن القيم الإتحادية الأصيلة.
عبد الواحد الراضي
فقدنا قائدا فذا
حقيقة ،حضرنا في هذا اللقاء صراحة على فقدان هذا الرجل الكبير .تعرفت عليه منذ ما يزيد على نصف قرن ،خمسين سنة ،حيث كنا نلتقي في كل الاجتماعات الوطنية حينما كنا نلتقي في المؤتمرات أو نلتقي مع كتاب الأقاليم أو مع كتاب الجهات أو مع كتاب الفروع .وكان المرحوم دائما معروفا لدى الجميع بعمله النقابي في جميع الواجهات .يمكن أن نقول أن الحاج المصطفى القرقري كان مناضلا بكل امتياز وفي جميع الميادين كما جاء في الشريط وكما ذكرنا الأخ الكاتب الأول .كان مناضلا في البداية في الواجهة النقابية وانتقل من الواجهة النقابية الى الواجهة السياسية داخل الحزب وانتقل كذلك الى المؤسسات التمثيلية في البلاد.
فيما يخص العمل الحزبي ،استطاع بحضوره وبعطائه واستطاع كذلك بجديته أن يختار دائما من قبل زملائه ليكون قائدهم .كان كاتبا محليا (للحزب ) وكان كاتبا اقليميا كما كان كاتبا جهويا .وكان كذلك ممثلا في الهيآت الوطنية مثل اللجنة الادارية أو اللجنة المركزية حينما كانت معناها اللجنة المركزية أو المجلس الوطني .وكنت ألتقي به في جميع هذه المؤسسات .وكنت ألاحظ بأن هذا الرجل له شأن كبير لأنه كان محبوبا من طرف الجميع .كان يلتزم ليقوم بمهام كلف بها فيقوم فعليا بها ويحقق ما التزم به داخل الحزب في جميع المراحل. كذلك الأخ المصطفى رحمه الله ،حينما كان عندنا في الحزب لجنة المؤسسات المنتخبة وكان لي الشرف في رئاسة هذه اللجنة كان يحضر معنا وكان دائما يأتي باقتراحاته ويأتي بأفكاره ودائما كان يساند كل من جاء بأفكار بناءة وايجابية .
الأخ المصطفى القرقري كذلك تعرفت عليه حينما تحمل المسؤوليات في المؤسسات المنتخبة لأنه كان في المجلس البلدي كما كان رئيسا للمجلس الاقليمي وبالأخص حينما كان نائبا برلمانيا على هذه المدينة وكنت رئيس مجلس النواب وكنت أتعامل معه بكيفية مباشرة وكنت كذلك عضوا في مجلس الفريق .وكنا وكنت ألاحظ أنه كان نشيطا جدا في اللجن التي كان يشتغل فيها .وكان دائما يختار اللجن الاجتماعية لأنه كان يبدو أن اهتماماته هي القضايا الاجتماعية ،هو تحسين الوضعية الاجتماعية والاقتصادية والثقافية للمواطنين .كان همه هو التغيير من أجل الحداثة ومن أجل الديموقراطية ومن أجل العدالة الاجتماعية .وهذا ليس بغريب على انسان كان يحب الآخرين ويضحي من أجلهم وهذا هو الرجل السياسي :فالرجل السياسي الحقيقي هو الذي يشتغل لفائدة المواطنين على جميع المستويات .وهذا السيد خدم بلاده على المستوى المحلي وعلى المستوى الوطني ولهذا يستحق كل تقدير وكل احترام رحمه الله.
الأخ المصطفى أثناء الفترة التي كان فيها في البرلمان كما سبق أن قلنا من قبل .كان يقوم بواجبه في البرلمان بالحضور المستمر بدون غياب وفي اللجن التي كان يسجل فيها .وكان له عطاء لأن له تكوينا كرجل قانون .ولكن كانت له تجربة طويلة كنقابي .كان انسانا قريبا من المواطنين والمواطنات الذين يمثلهم .ولهذا معرفته للمجتمع ومعرفته للناس ومعرفته للأوضاع بصفة شاملة للبلاد كانت تؤهله للاتيان باقتراحات وحلول وتعديلات .ودائما ولله الحمد كان ناجحا في عمله .يمكن أن نقول أن الحاج المصطفى القرقري رحمه الله نجح في حياته لأن كل ما قام به استطاع أن ينجح فيه :حينما كان في التعليم كل أصدقائه يشهدون له بأنه كان معلما مخلصا وكان ناجحا لدرجة أنه انتخب ممثلا لهم .والناس لاتنتخب بعضهم بعضا عبثا فاذا لم يكن مستحقا لا ينتخبونه .
كذلك في النقابة كما ذكرنا الكاتب الأول أو كما جاء في الشريط .كان من القياديين للنقابة ومن المؤسسين .كذلك فيما يخص كما قلنا الحياة في المؤسسات :كان دائما المؤسسة التي يتواجد فيها الا وفي يوم من الأيام يصبح رئيسا لها .
اذن ،مهنيا نجح .انسانيا نجح .وكأب أسرة كذلك نجح .لأنه ولله الحمد ترك لهذا البلد ولهذا الحزب الخلف وكون أجيالا وان شاء الله ،الانسان الذي ( يترك ) الخلف يبقى دائما حيا .فعزاؤنا لهذه الأسرة الصغيرة ،عزاؤنا بعضنا بعضا نحن أسرته الكبيرة، عزاءا يمكن أن نقول المغاربة ،لأننا فقدنا قائدا فذا والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته.
شهادة الحبيب المالكي، رئيس اللجنة الإدارية للحزب
مصطفى القرقري.. نموذج المناضل الاتحادي المتعدد الجبهات
جسد فقيدنا مصطفى القرقري نموذج المناضل القادر على الحضور الفعلي في واجهات مختلفة، نقابية وتنظيمية وتمثيلية، على المستويين الجهوي والإقليمي.
وقد راكم الفقيد تجربة كبيرة منذ صغره، جعلت منه مرجعا لعائلته وقبيلته وحزبه وأصدقائه.
تعرفت عليه في سبعينيات القرن الماضي وهو مسؤول حزبي بمدينة العرائش، من خلال المشاركة في تجمعات حزبية تأطيرية حول الأوضاع العامة ببلادنا. وهكذا جمعتنا مناسبات مختلفة في مسار حزبنا. وما أحتفظ به بقوة يتجلى في قدرته على استيعابه السريع لرهانات المراحل التي عاشها الاتحاد، حيث كانت له مميزات متعددة. ففقيدنا كان متجذرا في بلدته التي جعل منها وطنه الصغير، حيث استوعب مشاكل وقضايا الوطن الكبير، من خلال معاناته مشاكل تربته الأصلية. كما كان شديد الحركة، قليل النوم، يسكنه الاتحاد، وتسكنه هموم الاتحاد.
أتذكر مقاومته لليأس والإحباط في عدة مناسبات، من خلال ابتسامة كانت تجعل منه المناضل الاتحادي الذي لا يتأثر بتقلبات المواسم.
ومن الأشياء التي كانت تميزه كثيرا، ذكاؤه الميداني الكبير، الأمر الذي مكنه من ممارسة البراغماتية السياسية في تحاليله ومواقفه ومبادراته.
لقد كان الراحل يحلم بالتغيير، وناضل من أجل الإصلاح، آخذا بعين الاعتبار الإكراهات وكذلك الإمكانات التي يتيحها الواقع. كان نبيها يستبق الأحداث إلى حد الاستفزاز الإيجابي أحيانا، على مستوى مختلفة. وأتذكر مساهماته في تطوير الفكر التنظيمي للاتحاد، حيث أصبح مقتنعا منذ سنوات بضرورة اعتماد الجهوية في التنظيم، كمنطلق لإعادة بناء الاتحاد على أساس مشروع حزب فيدرالي.
سيترك غياب الفقيد مصطفى القرقري فراغا كبيرا، ولهذا سيكون على رأس المهام الموكولة للمدرسة، التي ساهم في تأسيسها بجهة طمجة تطوان، الحفاظ على الذاكرة وضمان الاستمرارية، مع التأكيد أن الاتحاد الاشتراكي يتجدد عبر المحن.
شهادات مؤثرة في حق الراحل
أكد الأستاذ عبد الله البقالي عضو اللجنة التنفيذية لحزب الإستقلال وصديق الراحل في بداية شهادته في حق الراحل، أنه إضطر إلى إلغاء إلتزامه الخارجي لتزامنه مع هذه الذكرى وهذا المحفل الرهيب و المؤثر، مشددا أنه سيقدم شهادته في حق الرحل من خارج المسار التنظيمي والحزبي الذي انتمى إليه الراحل ، فقد خبرت الفقيد – يقول عبد الله البقالي – وتعاملت معه في مساحات تنظيمية ومؤسساتية ونيابية وعرائشية بمفهومها المدني ، مؤكدا أن الراحل قيد حياته كان معادلة معقدة و مركبة، ومن الصعب تشريحها وفهمها. فالرجل يكاد لا ينام، رجل قريب جدا و ملتصقا بهموم المواطنين، يناضل على كافة المستويات بدون استثناء، رجل مهووس بالنضال والدفاع عن هذا الإقليم، فالراحل يعكس لغاية التطرف لما كان يفكر فيه، كان يلاحق هدفه معتبرا أن هذا الرحيل خسارة ليست فقط للحزب بل هي خسارة كبيرة لهذا الإقليم وخسارة كبيرة للجهة، بل أجزم عبد الله البقالي أنه برحيل المصطفى القرقري تكون مدينة العرائش قد أطفأت ألمع شموعها ومن الصعب تدارك هاته الخسارة.
محمد بوهريز عضو اللجنة التنفيذية لحزب التجمع الوطني للأحرار أشار في معرض شهادته أن الحاج القرقري بقدر إيمانه الكبير بحزبه، إلا أن المصلحة العامة كانت حاضرة في مواقفه وإختياراته وقناعاته، فقد كان ، يقول عضو اللجنة التنفيذية للتجمع الوطني للأحرار، وطنيا حتى النخاع، ذو شخصية جذابة ومتميزة، وكثيرا ما كان يفاجئك بما لم تكن تتوقعه، فالعقل والمنطق والتحليل الرزين كان حاضرا في مواقفه وردود أفعاله حريصا على التشاور مع الخصوم قبل الأصدقاء .
مشيرا في ختام شهادته أن المرحوم سيبقى مثالا وعنوانا عريضا للعمل الدؤوب والصبر في مواجهة الصعاب، والإيمان بالعمل إلى آخر لحظة، و هذا ما جعله وسيجعله حاضرا في قلوبنا وعقولنا، و لن تنساه ذاكرتنا الفردية و الجماعية.
نبيل شليح عضو الكتابة الجهوية لحزب العدالة والتنمية بالجهة الشمالية و أحد أصدقاء الراحل ركز في شهادته في حق الفقيد المصطفى القرقري، أن هذا الأخير تميز بنبل خاص، إذ لم يتنكر للعالم القروي بإعتباره ابنا للبادية والتي كانت تشغله باستمرار معاناة ساكنتها ووعورة مسالكها وكثرة إحتياجاتها رغم تقلده لمجموعة من المناصب التنظيمية و السياسية والإنتدابية، كان إرتباطه بتراب منطقته قلما تميز به آخرون، وهو ما يفسر إصراره على دفنه في قريته ببوجديان.
مشيرا أنه عايش الحاج المصطفى القرقري كمنافس من موقع الإختلاف السياسي أو كمتحالفين في تسيير مجموعة من المجالس المحلية، حيث اتسمت شخصيته بالقوة التي تفرض عليك إحترامه و تقديره، وبالتواصل والتشاور مع جميع الفرقاء بدون استثناء.
معتبرا الراحل أنموذجا ومرجعا للتعاطي مع الشأن العام بروح المسؤولية والمواطنة الحقة بعيدا عن منزلق ينحو بالتنافس السياسي منحى التعصب والإنغلاق، و يمنح فضاءات للتلاقح حول أرضيات مشتركة مبتغاه الصالح العام وخدمة مواطني هذا البلد الحبيب.
شهادة النقيب أحمد الطاهري، نقيب هيئة المحامون بطنجة ، الهيئة التي إنتمى إليها الراحل في بداية الثمانينات ، إستهلها النقيب بالتذكير أن الرحوم إلتحق بالهيئة كلاجيء سياسي في وطنه، على إثر ما لحقه من تشريد وطرد من وظيفته، وما تعرض له هو ورفاقه من القمع والتنكيل والإضطهاد في سنوات الرصاص.
وأشار الطاهري أنه رحمه الله لم يتخذ من مهنة الدفاع وسيلة للإسترزاق او الإغتناء، بل تفانى في خدمة الأهداف النبيلة لمهنة المحاماة، بإعتبارها ليست مجرد مهنة أو حرفة، بل هي رسالة سامية لتحقيق الحرية والعدالة.
وختم شهادته السيد النقيب التأكيد أن المحتفى به كان دوما في طليعة المحامين المناضلين، الذين وهبوا أنفسهم للدفاع عن المظلومين و المضطهدين، ليس على الصعيد المحلي و الجهوي فحسب ، بل على الصعيد الوطني ، إذ شكل منذ إلتحاقه بالهيئة أحد الوجوه اللامعة في هيئة المحامين بطنجة ومن قيدوميها البارزين و حكمائها الفاضلين.
لحظة وفاء
مسيرة الراحل المتعددة المشارب والإهتمامات، والجامعة لكل الصداقات، أبت مجموعة من الوجوه والأصدقاء تقديم شهادات، غير أن المقام لم يسمح بتناولها، بيد أن مجموعة من أصدقائه أبوا أن يعبروا عن إحتفائهم ومشاركتهم في المهرجان التأبيني عبر تقديم هدايا وتذكار لعائلة الفقيد، حيث قدم الأستاذ العمراني البرقوقي لوحة فنية عبارة عن لوحة فنية عبارة عن بورتري الراحل ، قدمها بإسم أصدقاء الراحل.
فيما أصرت الشبكة المتوسطية للمدن العتيقة، التي كان المرحوم أحد مبدعي إخراجها حيز الوجود، على مشاركة العائلة الإتحادية في هذا المهرجان التأبيني بمناسبة الذكرى الأربعينية لرحيل الأستاذ القرقري المصطفى، عبر تقديم لوحة فنية عميقة الدلالات والقيمة الفنية، تجسد صورة لمدينة وادي لاو ، التي كان أحد المهووسين بجمالها والتحولات التي شهدتها في عهد التسيير الإتحادي، قدمها صديقه و رفيقه في الحزب الأستاذ محمد الملاحي رئيس المجلس البلدي لاوداي لاو.


انقر هنا لقراءة الخبر من مصدره.