يبدو أن المسؤولين عن مهرجان فاس للموسيقى العريقة في دورته الثانية و العشرين تحت شعار «نساء مشيدات يدورون في حلقة مفرغة، ولم يستطع مدير مؤسسة روح فاس السيد زويتن منذ إسناد هذه المهمة له في السنة الماضية، أن يتخلص من شرنقة المحاور التي وضعها مؤسسو المهرجان منذ 20 سنة خلت، والذي كان من أهدافه خدمة السلام وتقريب الديانات السماوية من خلال الموسيقى الروحية، ولم يستطع أن يضيف شيئا جديدا لمحاور المهرجان، فمنتدى فاس إضفاء الروح على العولمة ظل يراوح مكانه واستدعاء عدد كبير من الموسيقيين الأجانب بأثمنة باهضة في غياب الشفافية عن ميزانية المهرجان، مع تغييب عدد من المبدعين المغاربة المتشبعين بالأصالة المغربية وفي طليعتهم الموسيقار نعمان الحلو والمنشد الكبير صاحب الصوت الشجي عبد الهادي بالخياط وغيرهما من الفنانين المغاربة.. مما جعل سهرات المهرجان تتحول إلى سهرات فنية لا تلامس الروح بقدر ما تطرب الشباب والشابات.. وبالإضافة إلى ذلك، فإن الساهرين على المهرجان لم يفكروا في التقلبات الجوية وأحوال الطقس بفاس خلال شهر ماي، الشيء الذي جعلهم يلغون سهرة الخميس 12 ماي حيث تهاطلت الأمطار بغزارة، واضطر الفنانون إلى الاحتماء بأكياس بلاستيكية سواء في جنان السبيل أو باب المكينة، إذ لم يتمكن «دراويش الأتراك» من أداء رقصاتهم إلا بعد أن هدأ غضب الطبيعة على الساعة العاشرة ليلا، حيث اقفرت الشوارع من المارة . هذا، وعرفت الندوة التي نظمت قبل يومين من انطلاق المهرجان، والتي استعرض فيها عميد كلية جامعة الاورو متوسطية برامج السهرات الفنية في غياب رئيس مؤسسة روح فاس، ارتباكا كبيرا، ولم يجد الصحافيون من يرد على تدخلاتهم وأسئلتهم، مما جعل الفرع الجهوي للنقابة الوطنية للصحافة المغربية فرع فاس يدخل على الخط ويصدر بلاغا طرح فيه مجموعة من الاختلالات في طليعتها تهميش الصحافة الوطنية والجهوية والتهليل والسخاء مع الصحافة الأجنبية، بالإضافة إلى حرمان عدد هام من الصحافيين المهنيين من شارة الدخول لأداء مهامهم..، ذلك أن إدارة المهرجان أسندت هذه المسؤولية لأناس لا علاقة لهم بالإعلام، علما بأن الصحافة الجهوية بفاس ظلت وفية للمهرجان منذ انطلاقه، بل قدمت أراء للمزيد من تألفة سبق العمل بها .. واعتبر البلاغ آن هذه العملية خلقت ارتباكا كبيرا وجعلت عددا من الصحافيين المهنيين أن يحجموا على مواكبة فقرات المهرجان، علما بأن كاتب الفرع عبر عن استعداد النقابة للتعاون مع المنظمين في هذا المجال تفاديا للمشاكل، إذ وافاهم بلائحة منخرطيه للاستئناس بها، غير أن المنظمين لم يعيروا اهتماما لمقترح الفرع الجهوي للنقابة ولم يكلفوا أنفسهم عناء الاتصال مع مكتب الفرع الجهوي . وأمام هذه الاختلالات، فان الفرع الجهوي شجب بشدة في بلاغه هذا السلوك والتصرفات التي شهدتها الدورة وقرر اتخاذ المواقف المناسبة مستقبلا.