رحيل الفنان المغربي حميدو بنمسعود الذي عانق العالمية

فقدت الساحة الفنية المغربية، وخصوصا الدرامية، أول أمس الخميس، أحد الأسماء اللامعة و البارزة، التي عانقت العالمية من بابها الواسع، الفنان حميد بنمسعود، الذي عاني في الأسابيع الأخيرة من متاعب صحية لم تمهله طويلا .
الفنان الكبير حميدو مسعود (78 سنة) ، الذي وافته المنية بمستشفى بوجون بباريس، يعد من بين الأسماء العربية القليلة جدا التي ولجت عالم السينما العالمية عن جدارة واستحقاق، حيث أثبت كفاءته العالية أثناء مشاركته في العديد من الأفلام الفرنسية أولا، ثم الأمريكية والألمانية.. ثانيا، مثله مجايليه الفنانين المصريين عمر الشريف وجميل راتب.
وقبل هذا المسار العالمي كان الفنان بنمسعود، الذي ولد بمدينة الرباط في ثاني غشت سنة 1935، قد بدأ مشواره فنيا - دراميا مع أب الفنون، المسرح، بفرنسا بالضبط إلى جانب الفنانين مادلين رونو وجان لوي بارو من خلال مسرحية لجان جونيه سنة 1961 ، حيث أثار انتباه الكثير من المتتبعين لإمكانياته التعبيرية والتسجيدية، وخصوصياته في أداء دور الرجل الشرقي في الأعمال السينمائية، ومن بين هؤلاء الفنان الفرنسي كلود لولوش الذي خاض معه بداياته السينمائية التي تألق فيها بشكل لافت.. قبل أن يحل نجما في الكثير من الأعمال التلفزيونية والسينمائية الفرنسية. أما بالولايات المتحدة الأمريكية فقد جاور حميدو بنمسعود أسماء ونجوما كبار من مخرجين وممثلين، حيث كانت له بصمته الواضحة في أفلام «رونين» للمخرج جون فرانكهيمر، و «سباي كايم» لتوني سكوت إلى جانب الممثلين العالميين روبرت ريدفورد وبراد بيت، وفيلم «لعبة الجواسيس» و فيلم «جحيم الواجب» لوليام فريدكين و«لنا النصر» لجون هيوستون... ومغربيا كانت له العديد من التجارب تلفزيونية، مسرحية ( وان مان شو..) و سينمائية من قبيل فيلم «شمس الربيع» للمخرج لطيف لحلو، وفيلم «للا حبي» لمحمد عبد الرحمن التازي..
وفي كل هذا التراكم الفني العالي والراقي الذي يتجاوز الخمسين فيلما أجنبيا.. عرفت مسيرة الفنان المغربي حميدو بنمسعود العديد من التتويجات والتكريمات في تظاهرات سينمائية دولية، عربية ووطنية، عرفانا بهذا العنوان المغربي - العربي الفني البارع، الذي مثل بني جلدته ودمه خير تمثيل.. إذ كان له ، على سبيل الذكر لا الحصر، تتويج بجائزة أحسن دور رجالي فيلم «الحياة والحب والموت» للمخرج كلود لولوش، وتكريم في حفل افتتاح المهرجان السينمائي الدولي في مراكش، وآخر بمهرجان الاسكندرية السينمائي الأخير .. ومهرجان القاهرة السينمائي الدولي وكذا مهرجان مسقط بعمان.
وبمناسبة الفقد الأليمة هاته، فقد بعث جلالة الملك محمد السادس برقية تعزية ومواساة إلى أفراد أسرة المرحوم الممثل حميدو بنمسعود بمن فيهم ابنته الفنانة سعاد حميدو، أعرب فيها جلالته لأسرة الممثل الراحل ولكافة أهله وذويه وكل محبيه وأصدقائه ولعائلته الفنية الكبيرة عن أحر التعازي وأصدق مشاعر المواساة «في فقدان هذا الفنان المبدع، الذي يعد من أبرز نجوم السينما والمسرح الذين أنجبهم المغرب، والذين أثروا الساحة الفنية الوطنية والدولية بأعمال خالدة، سيظل يتذكرها عشاق الفن الأصيل، بفضل ما عرف عن الراحل من خصال إنسانية نبيلة، وأداء متميز، وذوق فني رفيع، وحس مرهفَ...»