دشن المنتخب الوطني مشاركته في نهائيات كأس إفريقيا للأمم لكرة القدم (المغرب 2025) بانتصار مستحق على منتخب جزر القمر بهدفين دون رد، في المباراة الافتتاحية التي احتضنها ملعب الأمير مولاي عبد الله بالرباط، مساء أول أمس الأحد، لحساب الجولة الأولى من منافسات المجموعة الأولى، بحضور جماهيري غفير تجاوز 60 ألف متفرج، تحدوا تساقط الأمطار وبرودة الطقس، وحفزوا اللاعبين ودعموهم حتى صافرة النهائية. وحمل الشوط الأول سيطرة مغربية واضحة، إلا أنها افتقدت الفعالية والنجاعة، في ظل تراجع كلي لمنتخب جزر القمر إلى الخلف، حيث أغلق كل المنافذ في وجه اللاعبين المغاربة. وبرزت أبرز فرص الشوط عند الدقيقة العاشرة، عندما حصل إبراهيم دياز على ضربة جزاء، بعد عرقلته داخل معترك العمليات، انبرى لها سفيان رحيمي، لكنه سددها في حضن الحارس القمري يانيك باندور. وتلقى المنتخب الوطني ضربة موجعة في الدقيقة 19، بعدما تعذر على العميد غانم سايس إكمال المواجهة، بعد إصابة تعرض لها في الدقيقة 13 إثر انزلاق لقطع إحدى الكرات، حاولها التغلب عليها لإكمال المواجهة، بيد أن شدة الآلام فرضت عليه ترك مكانه لجواد الياميق. وحاول دياز مباغتة الدفاع في نهاية الشوط، بيد أن يقظة الحارس حالت دون ذلك، لينتهي الشوط الأول بالتعادل السلبي. ومع بداية الشوط الثاني، كثف المنتخب المغربي هجماته ورفع إيقاع اللعب، وكاد نائل العيناوي أن يفتتح التسجيل في الدقيقة 48، قبل أن ينجح إبراهيم دياز، مهاجم ريال مدريد الإسباني، في هز الشباك الدقيقة 55 بعد تمريرة دقيقة من الظهير الأيمن نصير مزراوي. وبعد تسع دقائق، عزز البديل أيوب الكعبي النتيجة بهدف ثانٍ رائع من ضربة مقصية مذهلة، عقب تمريرة محكمة من الظهير الأيسر أنس صلاح الدين، الذي كان أحد أجود اللاعبين المغاربة في اللقاء، مؤمنا بذلك فوز المغرب بهدفين دون مقابل. وبهذا الفوز، بصم الفريق الوطني على بداية جيدة في النهائيات القارية، كما عزز رقمه القياسي في عدد الانتصارات المتتالية على الصعيد الدولي، حيث بلغ العداد 19 فوزا. ويعد هذا الفوز الرابع للفريق الوطني على جزر القمر في خمس مواجهات بينهما في البطولة القارية، والثاني في نسخة كأس إفريقيا بعد نسخة الكاميرون 2022، والتي انتهت أيضا بفوز مغربي 2 – 0. وافتقد المنتخب الوطني في هذه المباراة عميده أشرف حكيمي، أحسن لاعب إفريقي لسنة 2025، بعدما وليد الركراكي عدم المجازفة بإشراكه، رغم تعافيه من إصابة في كاحله الأيسر خلال مباراة باريس سان جرمان وبايرن ميونيخ في دوري أبطال أوروبا. ورغم غياب حكيمي، أظهر المنتخب المغربي انضباطا تكتيكيا واضحا، خاصة في الجولة الثانية، حيث نجح في السيطرة على المباراة من جميع الجوانب، مع تسجيل فرص عدة لم تستغل، أبرزها تسديدة نائل العيناوي التي مرت بمحاذاة القائم (49)، وتصدي الحارس باندور لتسديدة إبراهيم دياز (55)، وتصدي ياسين بونو لانفراد رفيقي سعيد (59). كما حرم باندور المنتخب المغربي من هدف آخر عبر تصديه لتسديدة الياميق من مسافة قريبة (63). ويمكن القول إن الركراكي استفاد جيدا من غنى دكة البدلاء داخل الفريق الوطني، حيث أشرك أيوب الكعبي وعبد الصمد الزلزولي لتعزيز الهجوم، وهو ما أثمر هدف الكعبي الرائع، ليتأكد أن المنتخب المغربي جاهز للمنافسة على اللقب الثاني في تاريخ مشاركاته، منذ الفوز الأول في نسخة إثيوبيا 1976. ومع هذه البداية المشجعة، يرفع الفريق الوطني رصيده إلى ثلاث نقاط، ويستعد لمواجهة منتخب مالي يوم الجمعة المقبل، في اختبار ثان سيسعى من خلاله لتأكيد الانتصار واستمرار سلسلة النتائج الإيجابية، في البطولة التي تستمر حتى 18 يناير 2026، والتي تجمع أفضل المنتخبات الإفريقية في مشهد كروي يحفل بالإثارة والتنافس.