تقدم أكثر من مائة ولي أمر تلميذ يتابعون دراستهم بإحدى المؤسسات التعليمية الخصوصية بتراب مقاطعة المنارة، بطلبات شواهد المغادرة الجماعية لفائدة أبنائهم، احتجاجا على "تصرفات" المؤسسة التعليمية المذكورة، التي اعتبروها "بعيدة كل البعد عن الحكمة وعن رسالتها النبيلة كمؤسسة تعليمية". وأرجع مجموعة من آباء وأولياء التلاميذ في تصريحات ل "الصحراء المغربية"، إقدامهم على اتخاذ هذا القرار إلى "مجموعة من الأسباب المتمثلة أساسا في تنكر المؤسسة لمخرجات الحوار مع اللجنة المنبثقة عن أباء وأولياء التلاميذ بهذه المؤسسة، وعدم تحليها بروح المواطنة التي ينبغي أن تتصف بها خلال هذه المرحلة الاستثنائية التي تمر بها بلادنا، وتشبثها بطلب الأداء الكامل للمستحقات بالنسبة لمن لم يفقدوا عملهم خلال هذه الفترة مع العلم أنها لم تلتزم بتقديم الخدمة المطلوبة منها، ولو في أدنى مستوياتها، وعدم مراعاة ظروف الذين فقدوا عملهم خلال هذه الجائحة". وحسب اللجنة المنبثقة عن آباء وأولياء التلاميذ بهذه المؤسسة التعليمية، فإن "المبالغ التي تطالب المؤسسة بآداءها خلال هذه الفترة لا تتناسب مطلقا مع الخدمة المقدمة خلال هذه المرحلة". وكشفوا في هذا الصدد، عن "ضعف الوسائل المعتمدة من طرف هذه المؤسسة خلال عملية التعليم عن بعد، حيث اعتمدت المؤسسة خلال هذه المرحلة في الأغلب الأعم على الواتساب، ولم تكتفي بذلك، بل عمدت إلى دمج الأقسام ليتجاوز عدد التلاميذ خلال هذه العملية التعليمية للقسم الواحد الافتراضي 50 تلميذا، مع عدم تقديمها سواء للجنة أو لآباء وأولياء التلاميذ أي مبرر لذلك، مخالفة بذلك الدوريات الوزراية الصادرة عن وزارة التربية الوطنية والتكوين المهني والتعليم العالي والبحث العلمي الصادرة في هذا الشأن". واعتبروا الشكايات المقدمة من طرف المؤسسة في شخص بعض أطرها ضد بعض أباء وأولياء التلاميذ، "كيدية"، خصوصا "بعد إعلانهم عن مغادرة المؤسسة في حالة عدم الوصول إلى تسوية ودية بشأن عملية التعليم عن بعد التي اعتمدتها المؤسسة خلال فترة الحجر الصحي، والمستحقات المرتبطة بها وذلك في محاولة يائسة منها لتضليل الرأي العام بان سبب تقدم آباء وأولياء التلاميذ بطلبات المغادرة لفائدة أبنائهم مرده إلى نزاع قائم بينهم وبين إدارة هذه المؤسسة". يشار إلى أن اللقاء الذي احتضنه مقر الأكاديمية الجهوية للتربية والتكوين برئاسة مدير الأكاديمية، وبحضور المديرين الإقليميين لمديريات مراكش والرحامنة والصويرة والأعضاء المنتخبين بالمجلس الإداري للأكاديمية وممثلي جمعيات أمهات وآباء وأولياء التلميذات والتلاميذ وممثلي مؤسسات التعليم المدرسي الخصوصي، انتهى إلى صيغة توافقية بين جميع الأطراف. و أوضح بلاغ مشترك، عقب اللقاء، أنه بعد نقاش رصين ومستفيض، خلصت التمثيليات المشاركة إلى تعامل المؤسسات الخصوصية بكل مرونة مع الأسر التي تأثرت وضعيتها المادية جراء تداعيات فيروس كورونا، إما بالإعفاء الكلي أو الجزئي أو جدولة الأداء كل حسب حالته. وخلص النقاش، وفق البلاغ، إلى جعل مصلحة التلميذات والتلاميذ فوق كل اعتبار، والعمل على ضمان الاستمرارية البيداغوجية وإتمام جميع العمليات المرتبطة بنهاية السنة الدراسية، وضمان الحفاظ على المقعد الدراسي لكل تلميذ بمؤسسته الخصوصية، برسم الموسم الدراسي 2020/2021، بناء على رغبة أسرته. وتم الاتفاق أيضا، على الإعفاء الكلي من مستحقات خدمات النقل المدرسي والإطعام منذ توقف الدراسة الحضورية إلى نهاية الموسم الدراسي، والعمل بمنطق التضامن والتواصل الدائم بين الأسرة والمؤسسة الخصوصية.