قررت الغرفة الجنائية الابتدائية باستئنافية القنيطرة، بحر الأسبوع المنصرم، متابعة متهمة بالاعتداء على زوجها بالضرب حتى فارق الحياة، متأثرا بالجروح الخطيرة التي أصيب بها في الرأس. ولم تنطل على هيئة الحكم ادعاءات المتهمة، والتي اعتبرت الوفاة ناتجة عن عملية انتحار نفذها الضحية بعدما عمد إلى شنق نفسه، نافية واقعة الاعتداء على زوجها، وهو ما فطن إليه قاضي الجلسة الذي حاصر الزوجة بجملة من الأسئلة المركزة جعلها تدلي بتصريحات متناقضة في عدة مناسبات، وهو ما كان كافيا لكي تتكون لدى المحكمة قناعة بأن المتهمة حاولت إخفاء معالم الجريمة المتابعة من أجلها، بعدما اكتشفت أن الزوج الضحية قد لفظ أنفاسه. ولذلك، قضت الغرفة الجنائية في حق الزوجة ب15 سنة سجنا نافذا، وإدانة ابنها القاصر ب 10 سنوات سجنا نافذا بتهمة المشاركة في الضرب والجرح عمدا بالسلاح المؤدي إلى الموت دون نية إحداثه، ومتابعة كل من أخته وزوجها بجنحة إخفاء معالم الجريمة وعدم تقديم المساعدة لشخص في حالة خطر، حيث حكمت عليهما ب 5 أشهر حبسا نافذا لكل واحد منهما. وانطلقت وقائع هذه القضية، حينما اندلع شجار قوي بين الضحية وزوجته التي كان يشك مرارا في تصرفاتها، وأججت مكالمة هاتفية، توصل بها يومها من مجهول، نار غضبه، بعدما تولد لديه الاعتقاد بأن المتصل خليل لزوجته، وهو ما دفعه إلى التلفظ بكلمات نابية في وجهها، والاعتداء عليها بواسطة عصا مكنسة، قبل أن يبادر إلى حمل آنية للطبخ «كوكوت مينوت» محاولا تعريضها للضرب بواسطتها، لكنها جردته منها وهشمت بها رأسه، ليتدخل بعدها ابنها القاصر الذي واصل ضرب والده بعصا إلى أن سقط على الأرض مغمى عليه. ومن أجل إخفاء هذه الواقعة، عمدت الزوجة المتهمة، بمعية ابنتها، إلى حمل الضحية، ولف حبل حول عنقه، وتعليقه بباب منزلهم، مع وضع رجليه على كرسي، للتمويه وتصوير العملية على أنها انتحار، قبل أن يبادرا معا إلى طلب النجدة من الجيران قصد التدخل لإنقاذ حياة الوالد المنتحر، ونقله إلى المركب الجهوي الاستشفائي حيث فارق الحياة في حينه. التحريات التي باشرتها عناصر المركز الترابي للدرك الملكي بالقنيطرة، ونتائج التحقيقات التي أنجزها المحققون مع كافة المتهمين، إضافة إلى خلاصات تقرير التشريح الطبي التي كشفت أن الضحية توفي نتيجة نزيف دموي بالدماغ راجع للاعتداء، كل ذلك، أفشل محاولة المتهمين إخفاء معالم الجريمة المنسوبة إليهم، وأكد أن الوفاة سببها المباشر تعرض الضحية للضرب بسلاح على رأسه وليس للخنق بحبل من أجل الانتحار.