جماهير نهضة بركان ترحب باتحاد الجزائر بمطار وجدة    فيديو.. زياش يواصل تألقه ويقود غلطة سراي للفوز في الدوري التركي    أكبر صيد أمني منذ عشر سنوات.. 25 طنا من الحشيش المغربي تدخل أوروبا    "طوطو" يشرب الخمر أمام الجمهور في سهرة غنائية    كورونا يظهر مجدداً في جهة الشرق.. هذا عدد الاصابات لهذا الأسبوع    رئيس اتحاد العاصمة صدم الكابرانات: المغاربة استقبلونا مزيان وكنشكروهم وغانلعبو الماتش مع بركان    البطولة الوطنية الاحترافية "إنوي" للقسم الأول (الدورة ال27).. الشباب السالمي يتعادل مع ضيفه مولودية وجدة 0-0    المغرب – فرنسا: فتاح تدعو إلى أشكال تعاون جديدة تستشرف المستقبل    ابتداء من الليلة.. أمطار ورياح قوية بهذه المناطق من المملكة    توقيف شخص بطنجة لتورطه في استعمال معدات إلكترونية لتحويل المكالمات الهاتفية الدولية إلى محلية    خلافات حول "الرئاسة" توقف أشغال مؤتمر حزب الاستقلال    بركة: مرتاحون داخل التحالف الحكومي ونعتز بحصيلة الوزراء الاستقلاليين    أنشيلوتي يدعم استمرار تشافي مع برشلونة    السعودية تحذر من حملات الحج الوهمية عبر مواقع التواصل الاجتماعي    عاجل... توقف أشغال مؤتمر حزب الاستقلال بسبب خلاف حول رئيس المؤتمر    الملك محمد السادس يعود لأرض الوطن بعد زيارة خاصة لفرنسا    في ظل الوضع المائي المقلق ببلادنا.. حملة تحسيسية واسعة للتوعية بضرورة الحفاظ على الماء    تفريغ 84 طنا من منتجات الصيد البحري بميناء مرتيل خلال الأشهر الثلاثة الأولى لسنة 2024    تتويج 9 صحفيين في النسخة الثامنة للجائزة الكبرى للصحافة الفلاحية والقروية    الأمثال العامية بتطوان... (583)    المغرب يعتزم بناء مزرعة رياح بقدرة 400 ميغاوات بجهة الشمال    بركة: مناورات الجزائر لإحداث تكتل جديد دون المغرب خيانة للشعوب المغاربية    قميص بركان يهزم الجزائر في الإستئناف    عطلة مدرسية.. الشركة الوطنية للطرق السيارة تحذر السائقين    للجمعة 29.. آلاف المغاربة يجددون المطالبة بوقف الحرب على غزة    بيدرو روشا رئيساً للاتحاد الإسباني لكرة القدم    مندوبية السجون تغلق "سات فيلاج" بطنجة    مكتب الوداد يعلن عن تعيينات جديدة    مقتل 51 شخصا في قطاع غزة خلال 24 ساعة    مصرع 10 أشخاص في حريق بفندق برازيلي    الأميرة للا مريم تترأس اجتماعا بالرباط    اليوم العاشر بجامعات أمريكية.. تضامن مع فلسطين والشرطة تقمع    هل ستعتمدها مديرية الناظور؟.. مذكرة تمنع تناول "المسكة" في المدارس    دراسة: التمارين منخفضة إلى متوسطة الشدة تحارب الاكتئاب    الأمير مولاي رشيد يترأس بمكناس مأدبة عشاء أقامها جلالة الملك على شرف المدعوين والمشاركين في المعرض الدولي للفلاحة بالمغرب    مكناس : المعرض الدولي للفلاحة في نسخته 16يفتح أبوابه في وجه العموم    طلبة الطب يعلقون كل الخطوات الاحتجاجية تفاعلا مع دعوات الحوار    الصين تؤكد التزامها لصالح علاقات مستقرة ومستدامة مع الولايات المتحدة    بوطازوت تفتتح فعاليات الدورة الخامسة لمهرجان الشرق للضحك    بايتاس : الحكومة لا تعتزم الزيادة في أسعار قنينات الغاز في الوقت الراهن    الشرقاوي يسلط الضوءَ على جوانب الاختلاف والتفرد في جلسات الحصيلة المرحلية    سعر الذهب يتجه نحو تسجيل أول خسارة أسبوعية في 6 أسابيع    تطوان .. احتفالية خاصة تخليدا لشهر التراث 2024    "شيخ الخمارين ..الروبيو ، نديم شكري" كتاب جديد لأسامة العوامي التيوى        العرائش : انطلاق أشغال مشروع تهيئة الغابة الحضرية "ليبيكا"    احتجاجا على حرب غزة.. استقالة مسؤولة بالخارجية الأمريكية    محمد عشاتي: سيرة فنان مغربي نسج لوحات مفعمة بالحلم وعطر الطفولة..    بروفيسور عبد العزيز عيشان ل"رسالة24″: هناك علاج المناعي يخلص المريض من حساسية الربيع نهائيا    السعودية قد تمثل للمرة الأولى في مسابقة ملكة جمال الكون    مؤسسة (البيت العربي) بإسبانيا تفوز بجائزة الشيخ زايد للكتاب في دورتها ال18    عرض فيلم "أفضل" بالمعهد الفرنسي بتطوان    الأمثال العامية بتطوان... (582)    خبراء ومختصون يكشفون تفاصيل استراتيجية مواجهة المغرب للحصبة ولمنع ظهور أمراض أخرى    جراحون أميركيون يزرعون للمرة الثانية كلية خنزير لمريض حي    لأول مرة في التاريخ سيرى ساكنة الناظور ومليلية هذا الحدث أوضح من العالم    في شأن الجدل القائم حول مدونة الأسرة بالمغرب: الجزء الأول    "نسب الطفل بين أسباب التخلي وهشاشة التبني"    







شكرا على الإبلاغ!
سيتم حجب هذه الصورة تلقائيا عندما يتم الإبلاغ عنها من طرف عدة أشخاص.



تهريب الأموال بالمغرب.. سياسيون ورجال أعمال وتجار مخدرات على رأس اللائحة
مؤسسات ‬دولية ‬تكشف ‬حصيلة ‬ضعيفة ‬لسياسة ‬العفو ‬التي ‬انتهجتها ‬الحكومة ‬مع ‬مهربي ‬الأموال
نشر في المساء يوم 23 - 12 - 2014

تجمع ‬أرقام ‬أغلب ‬التقارير ‬التي ‬أصدرتها ‬مؤسسات ‬دولية ‬بخصوص ‬تهريب ‬الأموال ‬خلال ‬سنة ‬2014، ‬أن ‬الحصيلة ‬الحكومية ‬في ‬معركة ‬استرجاع ‬الأموال ‬المهربة ‬هي ‬حصيلة ‬ضعيفة ‬جدا ‬إذا ‬ما ‬قورنت ‬بقيمة ‬الأموال ‬التي ‬تهرب ‬سنويا، ‬ولعل ‬إحدى ‬أبرز ‬المؤسسات ‬التي ‬يعتد ‬بها ‬عالميا ‬لدقة ‬أرقامها ‬هي ‬بنك ‬التسويات ‬الدولي، ‬والذي ‬أظهرت ‬أرقام ‬نشرها ‬في ‬النصف ‬الأخير ‬من ‬السنة ‬الجارية ‬أن ‬الشهور ‬الأخيرة ‬لسنة ‬2014 ‬سجلت ‬عودة ‬وتيرة ‬ارتفاع ‬الأموال ‬المغربية ‬إلى ‬الخارج ‬بعد ‬تراجع ‬طفيف ‬على ‬مر ‬السنتين ‬الأخيرتين، ‬فيما ‬تشير ‬الإحصائيات ‬والأرقام ‬ذاتها ‬إلى ‬أن ‬مصادر ‬هذه ‬الأموال ‬تبقى ‬في ‬أغلبيتها ‬من ‬الجريمة ‬والرشوة ‬والتهرب ‬الضريبي.‬
ورغم ‬الحصيلة ‬الضعيفة ‬لمبادرة ‬‮«‬العفو ‬‮«‬ ‬التي ‬انتهجتها ‬الدولة، ‬إلا ‬أن ‬الحكومة ‬المغربية ‬لا ‬يبدو ‬أنها ‬تتجه ‬إلى ‬تغيير ‬استراتيجيتها ‬لمطاردة ‬الأموال ‬المهربة ‬اقتضاء ‬بدول ‬أخرى ‬نجحت ‬في ‬استرجاع ‬مبالغ ‬طائلة ‬من ‬الأموال ‬المنهوبة ‬منها. ‬
فلماذا ‬لم ‬تقدم ‬الحكومة ‬المغربية ‬على ‬مطالبة ‬الدول ‬الأوربية ‬وأساسا ‬سويسرا ‬وبريطانيا ‬بمدها ‬بالحسابات ‬البنكية ‬للمغاربة ‬كما ‬فعلت ‬دول ‬أوربية ‬أخرى ‬ونجحت ‬في ‬استرجاع ‬ملايير ‬الدولارات ‬مثل ‬فرنسا.‬
يقول ‬بعض ‬العارفين ‬أن ‬السبب ‬قد ‬يكون ‬خوف ‬الحكومة ‬من ‬أن ‬تكشف ‬اللوائح ‬على ‬نافذين ‬ومسؤولين ‬مغاربة ‬كبار ‬في ‬الدولة، ‬مما ‬يضع ‬الحكومة ‬في ‬حرج ‬كبير ‬مشابه ‬لما ‬وقع ‬في ‬فرنسا ‬عندما ‬سربت ‬لائحة ‬بأسماء ‬فرنسيين ‬ممن ‬لديهم ‬حسابات ‬في ‬سويسرا، ‬وكان ‬موظف ‬في ‬أحد ‬البنوك ‬السويسرية ‬قد ‬أقدم ‬على ‬تسريب ‬لائحة ‬بأسماء ‬15 ‬ألف ‬من ‬رجال ‬الأعمال ‬الأوربيين ‬يمتلكون ‬حسابات ‬بنكية ‬في ‬سويسرا ‬ومتورطون ‬في ‬تهريب ‬الأموال، ‬المثير ‬أن ‬اللائحة ‬كشفت ‬أن ‬وزير ‬الخزانة ‬الفرنسية ‬‮«‬جيروم ‬كاوزاك‮»‬ ‬من ‬بين ‬أصحاب ‬الحسابات ‬البنكية ‬في ‬سويسرا ‬دون ‬التصريح ‬بذلك. ‬
حيث ‬يلجأ ‬بعض ‬المسؤولين ‬إلى ‬استغلال ‬نفوذهم ‬من ‬أجل ‬اقتناء ‬عقارات ‬أو ‬إقامة ‬مشاريع ‬دون ‬أن ‬تتوفر ‬فيهم ‬صفة ‬الاستيراد ‬والتصدير، ‬يقوم ‬هؤلاء ‬النافذين ‬المغاربة ‬ورجال ‬الأعمال ‬بنقل ‬حساباتهم ‬من ‬دول ‬أوربية ‬قد ‬تشدد ‬قوانينها ‬في ‬فتح ‬حسابات ‬بنكية ‬أو ‬لديها ‬قوانين ‬تجبر ‬المؤسسات ‬البنكية ‬على ‬كشف ‬لوائح ‬بأسماء ‬زبنائها ‬إلى ‬أبناك ‬في ‬سويسرا ‬وبريطانيا ‬لأنها ‬لا ‬تطالبهم ‬بمصدرها.‬
ضعف ‬المراقبة ‬الجمركية ‬أحد ‬أسباب ‬التهريب
يعد ‬ضعف ‬المراقبة ‬الجمركية ‬أحد ‬الأسباب ‬التي ‬تسهم ‬بشكل ‬غير ‬مباشر ‬في ‬سهولة ‬تهريب ‬الأموال ‬من ‬المغرب ‬إلى ‬الخارج، ‬وهو ‬ما ‬كشفته ‬النزاهة ‬المالية ‬العالمية ‬‮«‬ ‬التي ‬دعت ‬الحكومة ‬المغربية ‬إلى ‬تشديد ‬المراقبة ‬الجمركية ‬وتكوين ‬رجال ‬الجمارك ‬تكوينا ‬يسمح ‬لهم ‬بكشف ‬التلاعب ‬والتزوير ‬في ‬الفواتير ‬من ‬أجل ‬الحد ‬من ‬تهريب ‬رؤوس ‬الأموال ‬الذي ‬يضيع ‬على ‬المغرب ‬مبالغ ‬مالية ‬كبيرة.‬
وتطرقت ‬النزاهة ‬في ‬تقريرها ‬إلى ‬المبالغ ‬المالية ‬الكبيرة ‬التي ‬تفوت ‬على ‬المغرب ‬فرصا ‬استثمارية ‬وإنمائية ‬كبيرة، ‬وسجلت ‬أن ‬المغرب ‬فقد ‬ما ‬يناهز ‬10 ‬ملايير ‬دولار ‬في ‬عشر ‬سنوات ‬نتيجة ‬تهريب ‬رؤوس ‬الأموال ‬إلى ‬الخارج ‬حسب ‬ما ‬تكشفه ‬أرقام ‬متوفرة ‬في ‬مؤسسات ‬دولية، ‬فيما ‬يشكل ‬التلاعب ‬بفواتير ‬السلع ‬المصدرة ‬أو ‬المستوردة ‬الوسيلة ‬الأكثر ‬استخداما ‬لتهريب ‬الأموال، ‬ودعت ‬الهيئة ‬الحكومة ‬إلى ‬تشديد ‬المراقبة ‬الجمركية ‬للحد ‬من ‬تهريب ‬الأموال.‬
وكشف ‬تقرير ‬‮«‬غلوبل ‬فاينانس ‬انتغريتي‮»‬ ‬أن ‬المغاربة ‬هربوا ‬9977 ‬مليون ‬دولار ‬في ‬الفترة ‬الممتدة ‬بين ‬سنتي ‬2003 ‬و ‬2012، ‬في ‬الوقت ‬الذي ‬يصل ‬المبلغ ‬المهرب ‬سنويا ‬إلى ‬أكثر ‬من ‬900 ‬مليون ‬دولار ‬أمريكي. ‬
وإذا ‬كانت ‬سنة ‬2011 ‬قد ‬عرفت ‬انخفاضا ‬في ‬المبالغ ‬المهربة ‬حيث ‬لم ‬يتجاوز ‬المبلغ ‬المهرب ‬243 ‬مليون ‬دولار، ‬فقد ‬سجل ‬التقرير ‬أن ‬سنة ‬2012 ‬شهدت ‬عودة ‬المغاربة ‬إلى ‬تهريب ‬رؤوس ‬أموالهم ‬إلى ‬الخارج ‬بشكل ‬كبير ‬إذ ‬سجلت ‬السنة ‬تهريب ‬763 ‬مليون ‬دولار.‬
وصنف ‬التقرير ‬المغرب ‬في ‬الرتبة ‬59 ‬من ‬أصل ‬145 ‬دولة ‬شملها ‬تصنيف ‬المعهد، ‬فيما ‬يلجأ ‬المغاربة ‬إلى ‬تلاعب ‬بفواتير ‬السلع ‬المصدرة ‬أو ‬المستوردة ‬لغرض ‬التهرب ‬الضريبي، ‬وهو ‬ما ‬يكلف ‬تلك ‬الدولة ‬خسائر ‬مالية ‬كبيرة
ويعتبر ‬التقرير ‬أن ‬المعدل ‬السنوي ‬لتهريب ‬الأموال ‬إلى ‬الخارج ‬انطلاقا ‬من ‬المغرب، ‬بلغ ‬حوالي ‬مليار ‬و283 ‬مليون ‬دولار، ‬أي ‬حوالي ‬10 ‬مليارات ‬و905 ‬ملايين ‬درهم، ‬وأن ‬حجم ‬الأموال ‬المهربة ‬سنة ‬2010 ‬بلغ ‬980 ‬مليون ‬دولار، ‬مقابل ‬حوالي ‬2.‬4 ‬مليار ‬دولار ‬سنة ‬2009. ‬و1.‬8 ‬مليار ‬دولار ‬خلال ‬2008، ‬وحوالي ‬688 ‬مليون ‬دولار ‬سنة ‬2007، ‬وحوالي ‬792 ‬مليون ‬دولار ‬خلال ‬2006، ‬في ‬حين ‬سجلت ‬2005 ‬أعلى ‬نسبة ‬خلال ‬العشر ‬سنوات، ‬حيث ‬ناهزت ‬قيمة ‬الأموال ‬المهربة ‬3.‬7 ‬مليارات ‬دولار.‬
وكشف ‬التقرير ‬أن ‬الفترة ‬الممتدة ‬بين ‬سنتي ‬2005 ‬و ‬2009 ‬هي ‬الفترة ‬التي ‬شهدت ‬تهريب ‬رؤوس ‬أموال ‬كبيرة ‬فاقت ‬مليار ‬دولار، ‬فيما ‬تهريب ‬السلع ‬والرشوة ‬وغسيل ‬الأموال ‬وهشاشة ‬الأنظمة ‬المصرفية، ‬تشكل ‬الثغرات ‬التي ‬تتسبب ‬في ‬نزيف ‬مالي.‬
‬ولا ‬يعد ‬هذا ‬أول ‬تقرير ‬للنزاهة ‬الدولية، ‬فقد ‬سبق ‬أن ‬أصدرت ‬تقريرا ‬مماثلا ‬كشفت ‬فيه ‬عن ‬أنه ‬في ‬الفترة ‬بين ‬1970 ‬و ‬2008 ‬أي ‬ما ‬يقارب ‬أربعة ‬عقود ‬من ‬الزمن ‬فقد ‬المغرب ‬41 ‬مليار ‬دولار ‬أمريكي، ‬أي ‬أن ‬المغرب ‬يفقد ‬سنويا ‬ما ‬يقارب ‬15 ‬مليار ‬درهم ‬سنويا، ‬حيث ‬سجل ‬فقدان ‬المغرب ‬ل12 ‬مليار ‬دولار، ‬أي ‬ما ‬يقارب ‬100 ‬مليار ‬درهم، ‬ما ‬بين ‬1992 ‬و1999، ‬وذلك ‬بمعدل ‬أكثر ‬من ‬12 ‬مليار ‬درهم ‬سنويا.‬
كما ‬تكشف ‬المؤسسات ‬المالية ‬في ‬سويسرا ‬أن ‬ودائع ‬الأموال ‬المغاربة ‬ترتفع ‬في ‬كل ‬سنة، ‬ففي ‬سنة ‬2004 ‬مثلا ‬لم ‬تتجاوز ‬3 ‬ملايير ‬دولار، ‬لتصل ‬في ‬سنة ‬2007 ‬إلى ‬تسعة ‬ملايير ‬دولار. ‬
مؤسسة ‬بوسطن ‬بدورها ‬سبق ‬أن ‬أشارت ‬إلى ‬رقم ‬صادم ‬بخصوص ‬تهريب ‬الأموال ‬إلى ‬الخارج، ‬إذ ‬أوردت ‬المؤسسة ‬30 ‬في ‬المائة ‬من ‬ثروات ‬العائلات ‬الغنية ‬في ‬المغرب ‬موجودة ‬في ‬حسابات ‬بنكية ‬في ‬بنوك ‬سويسرا ‬وبعضها ‬في ‬بنوك ‬بعض ‬البلدان ‬الأوربية ‬في ‬مقدمتها ‬بريطانيا، ‬ليحتل ‬المغرب ‬بذلك ‬الرتبة ‬الثانية ‬في ‬شمال ‬إفريقيا ‬بعد ‬تونس ‬في ‬ما ‬يخص ‬تهجير ‬الثروات. ‬
وكانت»هيئة ‬النزاهة ‬المالية ‬العالمية‮»‬ ‬قد ‬كشفت ‬في ‬تقرير ‬سابق ‬أن ‬التهرب ‬الضريبي ‬يشكل ‬أغلبية ‬رؤوس ‬الأموال ‬المغربية ‬المُهربة، ‬بنسبة ‬تتراوح ‬بين ‬60 ‬و65 ‬في ‬المائة ‬من ‬41 ‬مليار ‬دولار ‬التي ‬أخرجها ‬أثرياء ‬البلاد ‬ليكدسوها ‬في ‬البنوك ‬السويسرية ‬والبريطانية ‬وغيرهما. ‬
يتم ‬تهريب ‬الأموال ‬بعدة ‬طرق ‬حسب ‬خبراء ‬الهيئة ‬الدولية، ‬مثل ‬تهريب ‬السلع ‬والمخدرات ‬والرشوة ‬وغسيل ‬الأموال، ‬كما ‬تكشف ‬الهيئة ‬أن ‬مهربين ‬يرفعون ‬قيمة ‬الواردات ‬ويقللون ‬من ‬قيمة ‬الصادرات، ‬حينها ‬تصبح ‬ملايين ‬الدراهم ‬خارج ‬المغرب ‬وتمر ‬تحت ‬أنظار ‬الجمارك. ‬
بنوك ‬دولية ‬تغري ‬المغاربة
تكشف ‬المؤسسات ‬الدولية ‬أن ‬ما ‬تنشره ‬من ‬أرقام ‬وإحصائيات ‬حول ‬تهريب ‬الأموال ‬يبقى ‬تقريبيا، ‬فالمهربون ‬يتفننون ‬في ‬ابتكار ‬الوسائل ‬من ‬أجل ‬تهريب ‬أموالهم، ‬مما ‬يصعب ‬رصد ‬هروب ‬هذه ‬الأموال، ‬لكن ‬بالرغم ‬من ‬ذلك ‬تظل ‬الأرقام ‬الصادرة ‬بين ‬الفينة ‬والأخرى ‬أفضل ‬كشف ‬لجريمة ‬تهريب ‬الأموال.‬
معدلات ‬تهريب ‬الأموال ‬المسجلة ‬لدى ‬المغاربة ‬شجعت ‬المؤسسات ‬المالية ‬السويسرية ‬على ‬استهداف ‬العائلات ‬الثرية ‬في ‬المغرب ‬بعروض ‬مغرية ‬ومتنوعة ‬من ‬أجل ‬دفعهم ‬لتهريب ‬أموالهم ‬إليها، ‬
وكان ‬تقرير ‬قد ‬كشف ‬عن ‬‮«‬عزم ‬قسم ‬لإدارة ‬الثروات ‬بمصرف ‬‮«‬ ‬يو ‬بي ‬أس‮»‬ ‬السويسري ‬تنويع ‬عروضه ‬لأثرياء ‬المغرب ‬عبر ‬عرض ‬الأنشطة ‬الاستثمارية ‬في ‬المغرب ‬تحت ‬أسماء ‬مؤسسات ‬مختلفة.‬
يأتي ‬اهتمام ‬المصرف ‬السويسري ‬بثروات ‬العائلات ‬المغربية ‬في ‬ظل ‬اعتماد ‬استراتيجية ‬جديدة ‬تهدف ‬إلى ‬تركيز ‬أنشطة ‬البنك ‬على ‬الأعمال ‬المصرفية ‬الخاصة ‬وعلى ‬عملياته ‬في ‬قطاع ‬الأنشطة ‬المصرفية ‬الاستثمارية ‬عبر ‬إغراء ‬العائلات ‬الغنية ‬في ‬مجموعة ‬من ‬الدول، ‬يعتمد ‬البنك ‬السويسري ‬كثيرا ‬على ‬خدمة ‬إدارة ‬الثروات ‬التي ‬يقدم ‬عروضها ‬المختلفة ‬إلى ‬العائلات ‬الثرية ‬في ‬مجموعة ‬من ‬الدول ‬التي ‬لا ‬تفرض ‬قوانينها ‬الكشف ‬عن ‬أسماء ‬أصحاب ‬الحسابات ‬البنكية ‬لديه. ‬
وعلى ‬خلاف ‬المغرب ‬فهناك ‬دول ‬أوربية ‬لها ‬قوانين ‬صارمة ‬تجاه ‬تهريب ‬الأموال ‬أو ‬التشجيع ‬عليه، ‬كما ‬سبق ‬أن ‬حدث ‬عندما ‬تورط ‬موظفو ‬البنك ‬السويسري ‬في ‬تشجيع ‬الفرنسيين ‬على ‬تهريب ‬أموالهم، ‬إذ ‬فرض ‬القضاء ‬الأوربي ‬على ‬فرع ‬البنك ‬في ‬فرنسا ‬غرامة ‬بأكثر ‬من ‬عشرة ‬ملايين ‬أورو، ‬بعد ‬تورط ‬موظفيه ‬في ‬تشجيع ‬الزبناء ‬الأثرياء ‬على ‬فتح ‬حسابات ‬مصرفية ‬في ‬سويسرا ‬للتهرب ‬من ‬دفع ‬الضرائب ‬في ‬فرنسا.‬
لعبة ‬القط ‬والفأر ‬بين ‬الحكومة ‬ومهربي ‬الأموال
يدعو ‬خبراء ‬الحكومة ‬المغربية ‬إلى ‬الاقتضاء ‬بالدول ‬الأوربية ‬من ‬أجل ‬الكشف ‬عن ‬حسابات ‬مغاربة ‬في ‬البنوك ‬السويسرية، ‬فقد ‬استطاعت ‬دول ‬مثل ‬فرنسا ‬واسبانيا ‬والبرتغال ‬وألمانيا ‬ممارسة ‬ضغوطات ‬على ‬سويسرا ‬وإجبارها ‬على ‬كشف ‬حسابات ‬بنكية ‬لمواطني ‬هذه ‬الدول ‬وفرضت ‬هذه ‬الدول ‬ضريبة ‬وصلت ‬إلى ‬20 ‬في ‬المائة ‬على ‬هذه ‬الأموال. ‬
بعد ‬أن ‬أظهرت ‬مبادرة ‬الحكومة ‬الأخيرة ‬بتبني ‬سياسة ‬العفو ‬عن ‬محدوديتها، ‬إذ ‬كشفت ‬الجهات ‬الرسمية ‬أن ‬الدولة ‬استعادت ‬ما ‬يقارب ‬2 ‬مليار ‬درهم ‬فقط ‬من ‬قيمة ‬أموال ‬المغاربة ‬المودعة ‬في ‬الخارج، ‬حيث ‬أقر ‬مواطنون ‬مغاربة ‬بامتلاكهم ‬أموالا ‬في ‬الخارج ‬إما ‬سيولة ‬نقدية ‬مودعة ‬في ‬البنوك ‬أو ‬استثمارات ‬في ‬البورصة ‬أو ‬عقارات، ‬وكانت ‬الحكومة ‬قد ‬قررت ‬تشجيع ‬المغاربة ‬لإدخال ‬أموالهم ‬إلى ‬المغرب ‬عبر ‬إصدار ‬قانون ‬للعفو ‬عنهم.‬ ‬
المغاربة ‬المهربون ‬لأموالهم ‬بدررهم ‬يتابعون ‬التطور ‬الدولي ‬في ‬مجال ‬مكافحة ‬تهريب ‬الأموال، ‬وتزامنا ‬مع ‬ضغوطات ‬الاتحاد ‬الأوربي ‬والولايات ‬المتحدة ‬الأمريكية ‬على ‬سويسرا، ‬مما ‬قد ‬يدفع ‬السلطات ‬السويسرية ‬إلى ‬إلغاء ‬السر ‬المصرفي ‬الذي ‬تعتمده ‬البنوك ‬السويسرية ‬وتبادل ‬المعطيات ‬الجبائية ‬بين ‬البلدان، ‬وهو ‬ما ‬يشكل ‬تهديدا ‬للمغاربة ‬خاصة ‬من ‬حاملي ‬الجنسيات ‬المزدوجة، ‬الأمر ‬الذي ‬دفعهم ‬إلى ‬تغيير ‬وجهة ‬أموالهم ‬في ‬الفترة ‬الأخيرة، ‬حيث ‬كشف ‬تقرير ‬حول ‬تهريب ‬الأموال ‬أن ‬بلدان ‬شرق ‬آسيا ‬كالتايوان ‬والتايلاند ‬تحولت ‬إلى ‬ملجأ ‬لعشرات ‬المغاربة ‬من ‬أجل ‬تهريب ‬أموالهم ‬إلى ‬بنوكها ‬في ‬ظل ‬ارتفاع ‬التواصل ‬التجاري ‬بينها ‬وبين ‬المغرب.‬
مكتب ‬الصرف ‬وضعف ‬المراقبة
إذا ‬كانت ‬النزاهة ‬المالية ‬الدولية ‬في ‬تقريرها ‬الجديد ‬قد ‬أقرت ‬بضعف ‬الجمارك ‬ودعت ‬إلى ‬تكوين ‬محترف ‬لرجالها ‬من ‬أجل ‬الحد ‬من ‬تهريب ‬الأموال، ‬فقد ‬سبق ‬للمجلس ‬الأعلى ‬للحسابات ‬أن ‬أشار ‬بدوره ‬إلى ‬ضعف ‬مكتب ‬الصرف ‬في ‬مراقبة ‬حركة ‬الأموال، ‬وكان ‬تقرير ‬المجلس ‬الأعلى ‬للحسابات ‬قد ‬سجل ‬قصورا ‬كبيرا ‬في ‬مراقبة ‬عمليات ‬المساعدة ‬التقنية ‬الأجنبية ‬وعمليات ‬تحويل ‬أرباح ‬الأسهم ‬للخارج، ‬والعمليات ‬التي ‬تقوم ‬بها ‬البنوك ‬وشركات ‬التأمين ‬وإعادة ‬التأمين ‬وشركات ‬الوساطة ‬بالبورصة ‬مع ‬الخارج، ‬وهو ‬قصور ‬أدى ‬إلى ‬قيام ‬الفاعلين ‬بنقل ‬أموال ‬للخارج ‬بشكل ‬مخالف ‬للقانون، ‬وكشف ‬التقرير ‬أن ‬مكتب ‬الصرف ‬تقاعس ‬في ‬مراقبة ‬عمليات ‬أدت ‬إلى ‬تهريب ‬أموال ‬قدرت ‬ب340 ‬مليون ‬درهم ‬من ‬طرف ‬شركات ‬للتدبير ‬المفوض، ‬وخلص ‬التقرير ‬أن ‬مكتب ‬الصرف ‬يفتقد ‬إلى ‬الحكامة ‬وهو ‬ما ‬يضعف ‬قدرته ‬على ‬ضبط ‬ومراقبة ‬تهريب ‬الأموال. ‬
وكان ‬مكتب ‬الصرف ‬قد ‬أشار ‬إلى ‬أن ‬المغرب ‬استرجع ‬ما ‬يقارب ‬671 ‬مليون ‬دولار ‬من ‬الأموال ‬المهربة ‬بالخارج، ‬بعد ‬مبادرة ‬الحكومة ‬لتشجيع ‬مهربي ‬الأموال ‬على ‬إعادتها ‬إلى ‬البلاد ‬بضمان ‬عدم ‬الكشف ‬عن ‬هوياتهم ‬أو ‬محاكمتهم، ‬في ‬وقت ‬كانت ‬الحكومة ‬تراهن ‬على ‬استرداد ‬نحو ‬571 ‬مليون ‬دولار ‬من ‬الأموال ‬المهربة ‬قبل ‬نهاية ‬العام ‬الجاري، ‬في ‬
الوقت ‬الذي ‬يعتبر ‬فيه ‬الخبراء ‬أن ‬الأموال ‬المهربة ‬من ‬طرف ‬أغنياء ‬المغرب ‬تكفي ‬لأداء ‬ديون ‬البلاد ‬أو ‬لتشييد ‬مئات ‬المدارس ‬والمستشفيات.‬


انقر هنا لقراءة الخبر من مصدره.