اتحاد جزر القمر يجدد تأكيد دعمه للمبادرة المغربية للحكم الذاتي    سلطت الضوء على فرص الادماج والمبادرة..طنجة تحتضن الملتقى الأول للتشغيل وريادة الاعمال        الحرب الامبريالية على إيران    حريق مهول يلتهم الهكتارات من غابة عين لحصن ضواحي تطوان        اتصالات المغرب تعتمد نظام حكامة جديد وتُعيد تعيين بنشعبون مديراً عاماً    شاهد يثبت تورط بعيوي في فبركة شجار للإيقاع بشقيق زوجته السابقة    الأحمر يلازم تداولات بورصة البيضاء    المغرب والولايات المتحدة يعززان شراكتهما الأمنية عبر اتفاق جديد لتأمين الحاويات بموانئ طنجة المتوسط والدار البيضاء    الحكومة تحدث وكالة حماية الطفولة    الحكومة تصادق على تقنين استخدام "التروتينت" ووسائل التنقل الفردي بقوانين صارمة    "مجموعة العمل" تحشد لمسيرة الرباط تنديدا بتوسيع العدوان الإسرائيلي وتجويع الفلسطينيين    الإعلام الإنجليزي يشيد بأداء الوداد وحماس جماهيره في كأس العالم للأندية    نشرة إنذارية تحذر المواطنين من موجة حر شديدة ليومين متتاليين    عبد النباوي: المغرب جعل مكافحة الجريمة المنظمة أولوية أمنية وقضائية    إصابة دركي بطلق ناري من بندقية صيد خلال إحباط عملية للهجرة السرية    أخبار الساحة    الوداد الرياضي يتلقى هدفين نظيفين أمام مانشستر سيتي في كأس العالم للأندية    كأس العالم للأندية: ياسين بونو يهدي الهلال تعادلا ثمينا أمام ريال مدريد    بيت الشعر في المغرب يتوّج بجائزة الأكاديمية الدولية للشعر    تعدد الأصوات في رواية «ليلة مع رباب» (سيرة سيف الرواي) لفاتحة مرشيد    سؤال الهوية الشعرية في ديواني .. « سأعبر جسر القصيدة» و «حصتي من الإرث شجرة» للشاعرة سعاد بازي المرابط    الرباط وبرايا ترسيان التعاون في العدل        الحكومة تصادق على إحداث المعهد الوطني العالي للموسيقى والفن الكوريغرافي        نشرة إنذارية..طقس حار وزخات رعدية مصحوبة بتساقط للبرد وبهبات رياح بعدد من مناطق المملكة    معرض بكين للكتاب: اتفاقية لترجمة مؤلفات حول التراث المغربي اللامادي إلى اللغة الصينية    الدوزي يُطلق العدّ التنازلي ل"ديما لباس"    كتل هوائية صحراوية ترفع الحرارة إلى مستويات غير معتادة في المغرب    رائحة دخان تجبر طائرة على الهبوط في ميونخ    إصابة حكم ومشجعين في فوضى بالدوري الليبي    ميداليات تحفز "بارا ألعاب القوى"    العيون ‬تحتضن ‬منتدى ‬إفريقيا ‬لبحث ‬الآفاق ‬الاقتصادية ‬والتجارية ‬بالقارة    الشعب المغربي يحتفل غدا الجمعة بالذكرى ال55 لميلاد صاحب السمو الملكي الأمير مولاي رشيد    طنجاوة يتظاهرون تنديدًا بالعدوان الإسرائيلي على غزة وإيران    فحص دم جديد يكشف السرطان قبل ظهور الأعراض بسنوات    فرحات مهني يكتب: الجزائر الإيرانية    بنهاشم بعد مواجهة مانشستر سيتي: لعبنا بشجاعة وخرجنا بدروس ثمينة رغم الخسارة    بنك المغرب والمؤسسة المالية الدولية يوقعان شراكة لتعزيز الشمول المالي الفلاحي بالمغرب    إيران تستهدف مستشفى بجنوب إسرائيل ونتانياهو يتوعدها بدفع "ثمن باهظ"    الصين تدفع نحو مزيد من الانفتاح السياحي على المغرب: سفارتها بالرباط تتحرك لتعزيز توافد السياح الصينيين    ندوة علمية تناقش موضوع النخبة المغربية في زمن التغيير    بيب غوارديولا في تصريح أعقب مواجهة الوداد الرياضي المغربي، إن "المباراة الأولى في دور المجموعات دائما ما تكون صعبة    برلمان أمريكا الوسطى يجدد دعمه للوحدة الترابية للمغرب ردا على المناورات    برلمان أمريكا الوسطى يُجدد دعمه الكامل للوحدة الترابية للمغرب ويرد على مناورات خصوم المملكة    إطلاق الهوية الجديدة ل "سهام بنك" خلفًا ل "الشركة العامة المغربية للأبناك"    خدش بسيط في المغرب ينهي حياة بريطانية بعد إصابتها بداء الكلب    انتخاب المغرب نائبا لرئيس المجلس العلمي لاتفاقية اليونيسكو حول حماية التراث الثقافي المغمور بالمياه    السعودية تدعو إلى ارتداء الكمامة في أداء العمرة    التوفيق : تكلفة الحج تشمل خدمات متعددة .. وسعر صرف الريال عنصر حاسم    ورزازات تحدث تحولا نوعيا في التعامل مع الكلاب الضالة بمقاربة إنسانية رائدة    وزير الأوقاف: خدمات واضحة تحدد تكلفة الحج الرسمي وتنسيق مسبق لضبط سعر الصرف    خبير يعرف بالتأثير الغذائي على الوضع النفسي    وزارة الاوقاف تصدر إعلانا هاما للراغبين في أداء مناسك الحج    وزارة الأوقاف تحدد موعد قرعة الحج        







شكرا على الإبلاغ!
سيتم حجب هذه الصورة تلقائيا عندما يتم الإبلاغ عنها من طرف عدة أشخاص.



حوار
بلحاج: أهاجم جنرالات الجيش لأنهم هم السلطة الفعلية في الجزائر
نشر في المساء يوم 01 - 04 - 2008

-يتحدر من ولاية أدرار جنوب الجزائر، لكنه ولد في تونس سنة 1956
-يصفه البعض بأنه يمثل التيار السلفي داخل جبهة الإنقاذ
-الصحافة الأجنبية تفضل أن تطلق عليه لقب «الرجل الثاني» في الجبهة
- اشتغل في مهنة التدريس وليست له شواهد عليا خلافا لزعيم الجبهة عباسي مدني، لكن يجمع الجميع أنه روح الجبهة ويملك القدرة بخطابه على إلهاب آلاف الشباب.
- يقول البعض إن تأثيره على الشباب الجزائري لا حدود له، ولهذا عندما كان في السجن طيلة سنوات التسعينيات، كانت آلاف أشرطته توزع سرا فيما بينهم.
-دعا إلى حمل السلاح ضد النظام الجزائري سنة 1991 بعد إلغاء نتائج الانتخابات التي حملت الجبهة إلى السلطة.
- يهاجم بحدة جنرالات الجيش الجزائري ويصفهم ب«الجهال»، وأحيانا أخرى ب«العصابة التي تملك السلطة الفعلية في الجزائر»
} هل تابعت خبر تفكيك خلية متهمة بالإرهاب تحمل اسم خلية «عبد القادر بلعيرج» بالمغرب؟ - نعم، تابعت هذه القضية عن كثب وأقرأ عنها في الصحف، وإن كنت لا أعرف كل التفاصيل على وجه الدقة. بالطبع، أنا أتابع باهتمام كل ما يحدث في المغرب لأننا نحن في الجزائر وأنتم في المغرب في الهم سواء، فأنتم تتأثرون بما يحدث عندنا ونحن أيضا نتأثر بما يحدث عندكم.
} المتهم الرئيسي في هذه القضية، أي عبد القادر بلعيرج، اعترف أثناء التحقيق معه بأن الأسلحة التي عثر عليها في حوزة هذه الخلية تعود ملكيتها إلى جبهة الإنقاذ الإسلامية. ما هو تعليقك على نص هذه الاعترافات؟ - هذه الاتهامات تبقى مجرد اتهامات مجانية موجهة للاستهلاك الإعلامي لا أقل ولا أكثر، لأن الجبهة الإسلامية للإنقاذ حركة سلمية وليست حركة مسلحة. ثم إنني دخلت السجن قبل هذه الأحداث كلها، أي مباشرة بعد الانقلاب علينا، في بداية التسعينيات، ولم أغادره إلا في سنة 2003. والجيش الإسلامي للإنقاذ وضع السلاح سنة 1997 وأنا مازلت حينها في السجن، بمعنى أنني لم أعايش مثل هذه الأحداث.
} ألم يحدث أن سمعت باسم عبد القادر بلعيرج قبل تفكيك هذه الخلية بالمغرب؟ - لم أسمع بهذا الاسم إطلاقا عبر وسائل الإعلام، وأنا دائما أقول للصحافة في هذه القضايا المرتبطة بالإرهاب، إني لا أتهم أية جهة ولا أصدق ما يقال حولها إلا بعد محاكمة تتوفر فيها جميع شروط المحاكمة العادلة للمتهمين وتعطى فيها الحرية للمحامين، أما المحاكمات والخرجات الإعلامية فلا ينبغي أن نستند إليها في إصدار الأحكام.
} هل تنفي أن أسلحة بلعيرج كانت موجهة إلى جبهة الإنقاذ الإسلامية؟ - حسب ما قرأته في الصحف، فالأسلحة لم تكن موجهة إلى الجبهة وإنما إلى الجيش الإسلامي للإنقاذ، لكن هذا مجرد خبر إعلامي ويصعب علي أن أجزم فيه بأي شيء، لأنه من العبث أن نبني قصورا فوق رمال متحركة. صحيح أن الجيش الإسلامي للإنقاذ كان يصارع السلطة الجزائرية، ووضع السلاح سنة 1997 بعد ميثاق السلم والمصالحة، لكن الذي وقع أن قادة هذا الجيش لم تعط لهم حقوقهم السياسية والمدنية والاجتماعية إلى حد الآن.
} كيف تلقى علي بلحاج الدعوة التي وجهها المغرب إلى الجزائر حول فتح الحدود بين البلدين؟ - نحن في المغرب العربي ما يجمعنا أكثر بكثير مما يفرقنا، فلدينا الدين الواحد والتاريخ الواحد والمصير المشترك الواحد. لكن هذه الأماني كانت حاضرة عندما كان لبلدان المغرب العربي، في وقت سابق، قادة لهم نظرة بعيدة ثاقبة، أما حاليا فقادة المغرب العربي هم دون ذلك ويفتقدون هذه النظرة الثاقبة. قادة المغرب العربي حاليا كل ما يبحثون عنه هو حماية كراسيهم وتأمين مصالحهم، أما مصالح شعوبهم فلا وزن لها عندهم. وها نحن نلاحظ كيف أن قادة المغرب العربي لم يكن لهم موقف موحد حتى في المشاركة في القمة العربية المنعقدة بدمشق، هناك من شارك وهناك من قاطع وهناك من خفض تمثيل المشاركة. لكن مواقف قادة المغرب العربي موحدة تجاه الخضوع للإرادة الأمريكية.
} ومن يتحمل، في نظرك، مسؤولية إغلاق الحدود بين البلدين؟ هل الجزائر أم المغرب؟ - ليس قادة الجزائر والمغرب هم من يتحمل مسؤولية إغلاق الحدود بين البلدين وإنما جميع قادة المغرب العربي، لأننا كثيرا ما لاحظنا أنه عندما ينشب هناك خلاف بين دولتين في منطقة المغرب العربي، فإن بعض الدول في المنطقة تعمق هذا الخلاف الحاصل بين الطرفين. وهكذا، وجدنا في سياق الخلاف الحاصل بين الجزائر والمغرب، أن هناك من دول المنطقة من هي مع الجزائر ومن هي مع المغرب، في حين كان المطلوب هو رأب الصدع بين البلدين. ونحن في الجبهة الإسلامية للإنقاذ نعتبر أنه من أهم أهدافنا بناء وحدة المغرب العربي.
} في حديثك عن الوضع الصحي للرئيس بوتفليقة، لمحت في حوار سابق إلى احتمال أن يكون بوتفليقة تعرض لعملية تسمم على أيدي جنرالات الجيش الجزائري. ما هي المعطيات التي استندت إليها لترجيح هذه الفرضية؟ - هذه الفرضية غير مستبعدة، لأن الملاحظ هو أن الرئيس بوتفليقة، منذ 1999 إلى يومنا هذا، عاش مرحلتين: مرحلة كان حاضرا فيها بقوة في كل وسائل الإعلام وكان له في كل يوم خطاب في التلفزة حتى إنه كاد يعشش فيها، ثم مرحلة ما بعد ميثاق السلم والمصالحة، أي منذ أن ذهب إلى مستشفى «فال دوغراس» بفرنسا، فكل الناس لاحظوا بعد عودته من فرنسا أنه مريض، وكان المرض باديا في نظرته وفي نبرة صوته وفي تحركاته، ولم يعد يمارس مهامه بشكل طبيعي كما كان يفعل من قبل.
} لكن الرئيس بوتفليقة تحدث عن وضعه الصحي ونفى فرضية التسمم في آخر استجواب له؟ - نعم، هو نفى ذلك، لكن طبيعي أن ينفي، ولن يعترف بمثل هذه القضية. أكثر من هذا فأنا أقول إن تعديل الدستور الجزائري ليس المراد به هو تأمين ولاية ثالثة للرئيس بوتفليقة، وإنما المراد به تمكين نائبه من صلاحيات قانونية للبقاء في السلطة، أي أنه سيتم تعديل الدستور الذي يسمح بولاية ثالثة للرئيس بوتفليقة، لكن بعد شهرين أو 6 أشهر أو بعد سنة سيقال إن الوضع الصحي للرئيس لا يسمح له بممارسة مهامه، وهو ما يعني أن نائبه هو الذي سيتولى السلطة، وبمعنى آخر فإن أصحاب السلطة الحقيقيين هم الجنرالات الذين سيحكمون مرة أخرى البلاد من خلال هذا النائب الذي سيختار لتمثيل هذا الدور.
} يشهد الجزائر، بين الفينة والأخرى، عمليات إرهابية تستهدف منشآت عمومية ويروح ضحيتها العديد من الأبرياء. في نظرك، لماذا لم تتوقف أعمال العنف في الجزائر؟ - دعني أقول لك إنه كانت هناك، يوم الخميس الماضي، محاكمة لإمام مسجد قريب من مقر سكناي، ويحاكم معه أيضا أربعة أشخاص بنفس التهمة، وأنا حضرت هذه المحاكمة وتابعت أحداثها، وأصدرت المحكمة حكما يقضي بتبرئة الجميع، وسئلت من طرف الصحافة الجزائرية عن رأيي في هذا الحكم، فكان جوابي أن القضية ليست قضية براءة هؤلاء أو عقابهم، وإنما هي أن الجزائر تحتاج إلى حل سياسي، أما تصفية خصومنا السياسيين عن طريق القضاء فلا تجدي نفعا، لأن دور القضاء هو حل النزاعات والخصومات التي تقع بيننا، وليس هو حل الفشل السياسي الذي وقع فيه النظام الجزائري.
} عندما تقع عملية إرهابية في الجزائر أو في أي دولة من دول المغرب العربي، فإن علي بلحاج يرفض إدانتها، فلماذا هذا الموقف؟ - منذ 1992 والناس كلهم، علماء ومفكرين ورجال سياسة وأصواتا من الداخل والخارج، يدينون الأعمال الإرهابية، هل حلت الإدانة مشكل الإرهاب؟ وهنا أضرب هذا المثل: عندك سقف يقطر منه الماء، هل من الضروري كلما دخلت إلى بيتك أن تقول إن الماء ينزل.. الماء يقطر.. الماء لم يتوقف.. هل سيتوقف الماء من النزول من تلقاء نفسه؟ إذن، لا بد من إصلاح هذا السقف أو تحطيمه وإبداله بغيره. ولهذا فأنا أرى أن الحل ليس في إدانة الإرهاب وإنما في ضرورة إيجاد حل سياسي تشارك فيه جميع الأطراف لنعرف أسباب الإرهاب كي نقتلع جذورها من خلال إيجاد العلاج المناسب لها عبر حل مشاكل الشباب السياسية والاقتصادية والاجتماعية والفكرية والدينية. ولهذا فمشكل الإرهاب لن يعالج بالمؤتمرات في الفنادق الفخمة خلف الكراسي الوثيرة وبالاستعانة بالخارج، بل يعالج بالاستماع إلى جميع وجهات النظر الموجودة في المجتمع، لأن المشكلة داخلية وهؤلاء الذين ينفذون العمليات هم أبناؤنا وشبابنا، ولا ينبغي أن نستعدي أمريكا عليهم، لأنهم منا، وكما يقال أنفك منك ولو كان أجدع، فهل نتخلص من أبنائنا ونرميهم في البحار لأنهم أخطؤوا الطريق؟ طبعا لا الحل هو أن نبحث لهم عن حلول لمشاكلهم.
} ما هي آخر الأخبار عن ابنك عبد القهار (19 سنة) الذي التحق بتنظيم القاعدة في بلاد المغرب العربي الإسلامي؟ -أنا لا أعرف عن ابني عبد القهار إلا ما تكتبه الصحف عنه. وكتبت إحدى الصحف الجزائرية أنه سجل له شريط بث عبر الأنترنيت، لكن أكيد أن هناك أسبابا هي التي دفعت هؤلاء الشباب إلى الالتحاق بالجماعات المسلحة. وهؤلاء صغار في السن وضحايا والحل ليس هو الزج بهم في السجن. فنحن في الجزائر ممنوعون من الحق السياسي وممنوعون من الحق المدني وممنوعون من جوازات السفر، بينما فرحات المهني وغيره من دعاة الانفصال والحكم الذاتي في الجزائر يصولون ويجولون في العالم كله ولا يطولهم القانون.
} كيف هي علاقتك بعباس مدني الذي انتهى لاجئا سياسيا بقطر؟ - علاقتي بالشيخ عباس مدني علاقة جيدة، وأنا على اتصال دائم به عبر الهاتف لأطمئن عليه وعلى صحته، وهو بدوره يتصل بي بشكل دائم. وبالطبع، الشيخ عباسي مدني رجل طاعن في السن ويقترب من سن ال80 وله رغبة في العودة إلى الجزائر، وقد عبر عن ذلك، ولكن في إطار شامل لحل أزمة الجزائر. لكن مع الأسف، فنظام السلم والمصالحة الذي دعا إليه الرئيس بوتفليقة لم يسو بين الضحية والجلاد وإنما أعطى الجلاد الحصانة الكافية ومنع الضحية من حقه السياسي والمدني والاجتماعي. وكنت أتمنى عندما تولى بوتفليقة السلطة سنة 1999، أن يقوم، بعد أدائه اليمين الدستورية، بإطلاق جميع المعتقلين السياسيين، كما فعل رئيس الوزراء الباكستاني الذي كان أول عمل قام به بعد انتخابه رئيسا هو إطلاق سراح القضاة، لكن بوتفليقة لم يفعل ذلك لأنه جاء عن طريق الجنرالات وليس عن طريق الإرادة الشعبية.
} يعاب عليك أنك تهاجم بشكل لاذع جنرالات الجزائر.. -لأن الجنرالات هم السلطة الفعلية والحقيقية في الجزائر، وهم الذين يحكمون الجزائر وليس غيرهم. والرئيس السابق محمد بوضياف، ألم يكن عندكم في المغرب؟ فمن جاء به؟ الذين جاؤوا به هم الجنرالات، وهو ما قاله بعظمة لسانه بهذه الصيغة «جاء بي الجيش»، ومن بعده جاء الجيش بالرئيس كافي وجاء بالرئيس ليامين زروال، وهو ما قاله الجنرال خالد نزار في مذكراته. والرئيس عبد العزيز بوتفليقة بدوره ألم يقل إن الجيش هو الذي جاء به إلى السلطة؟ هل يمكن أن نتصور رئيسا يأتي به الجنرالات، يعمل ضدهم؟ نعم، هو يحاول أن يتظاهر بأنه يعمل ضدهم، لكنه في حقيقة الأمر في خدمتهم. وبوتفليقة، من خلال ميثاق السلم والمصالحة، خدم الجنرالات. وأنا أقول دائما في تصريحاتي مثل هذا الكلام إلى الصحافة الجزائرية، غير أنها لا تقوى على نشره لأنها هي بدورها مختطفة من طرف عصابة الإعلانات وعصابة الجنرالات.
} لماذا ترفض سياسة التسلح التي تنهجها الجزائر؟ - أنا لست ضد حركة التسلح في الجزائر فقط، وإنما أنا ضد حركة التسلح في العالم العربي كله. لماذا؟ لأننا لا نفعل بهذه الأسلحة أي شيء عدا أننا نقدم خدمة للشركات الدولية، أي الشركات الإسرائيلية والأمريكية.
} هل يمكن القول إن حركة التسلح في الجزائر موجهة ضد المغرب؟ - نحن في جبهة الإنقاذ الإسلامية ضد حركة التسلح سواء في الجزائر أو في المغرب. فلا ينبغي أن نتسلح ضد بعضنا البعض. ومشكلة الأرض بين البلدين يمكن أن تجد لها حلا سياسيا في نطاق المغرب العربي.
} هل يمكن لمقترح الحكم الذاتي في الصحراء الذي تقدم به المغرب أن يحل النزاع القائم بين الجزائر والمغرب؟ - المقترح المغربي لن يحل هذا النزاع لأن هناك طرفا في الجزائر له رؤية مغايرة ويقترح حلا معينا، ولأن الاصطدام وقع بين الطرفين. وفي نظري، لا بد من اجتماع كل قادة دول المغرب العربي لإيجاد حل تفاوضي بدون وصاية خارجية لأن الأمم المتحدة لن تحل أية مشكلة أو أية بؤرة توتر في أي بلد.
} هل صحيح أنك تدعو إلى أن ترفع السعودية وصايتها عن الحرمين الشريفين؟ - نعم، هذا موقفي. لأن السعودية لا تمثل المسلمين والمفروض ألا يكون الحرمان الشريفان تحت سلطتها، لأن هذه أماكن عبادة لعموم المسلمين ينبغي أن تكون تحت سلطة مستقلة وليس تحت سلطة خادم الحرمين الشريفين. والسعودية سبق لها أن خرجت عن الدولة العثمانية بالسيف رغم أن السلطان عبد الحميد رفض أن يتنازل عن فلسطين عندما تمت مساومته في ذلك. والسعودية كانت وراء شحذ الشبان من كل أقطار العالم العربي والإسلامي للجهاد في أفغانستان، وكان علماؤها في ذاك الوقت في الإعلام وفي كل مكان يصرخون بأن الجهاد فرض عين، فماذا فعل هؤلاء الشباب؟ لم يفعلوا شيئا سوى أنهم استجابوا لنداء العلماء بحسن نية وذهبوا إلى أفغانستان وتعرضوا إلى محرقة على أيدي القوات الروسية. واستشهد منهم من استشهد وعذب من عذب. وهؤلاء العلماء يفتون بأن الجهاد فرض عين في أفغانستان لكنهم لا يعتبرون الجهاد في فلسطين المحتلة منذ 1948 فرض عين خوفا من أمريكا، وهو ما يعني أن تلك الدعوة إلى الجهاد في أفغانستان لم تكن لوجه الله وإنما كانت في إطار صراع سياسي دولي، لم يكن أولئك الشباب يدركون أبعاده. والأخطر من هذا أن هؤلاء الشباب عندما عادوا من أفغانستان وجهت إليهم السعودية تهم الإرهاب وزجت بهم في السجون.
بلحاج: موقف الحسن الثاني من الجبهة هو منطق العقل
} سبق للشيخ عباس مدني في بداية التسعينيات أن التقى الراحل الحسن، كيف مر هذا اللقاء؟ - اللقاء بين الشيخ عباس مدني والحسن الثاني كان لقاء وديا. ونحن في الجبهة من جملة أهدافنا في السياسة الخارجية، لو كنا بقينا في السلطة، هو دعم وحدة المغرب العربي، وحدة فعلية، وتعزيز الصلات بين بلدان المنطقة ونزاع الصحراء بين البلدين كان سيعرف طريقه إلى الحل بإذن الله. ونحن فعلا وصلنا إلى السلطة على عكس ما يقوله البعض من كوننا مجرد حزب، فالجبهة وصلت إلى السلطة بدليل أنه كانت لها 815 بلدية، وفي الانتخابات التشريعية حصلت على 188 مقعدا، لكن وقع الانقلاب علينا.
} الراحل الحسن الثاني كان له موقف إيجابي من وصول جبهة الإنقاذ إلى السلطة، كيف تلقيتم هذا الموقف؟ - موقف الحسن الثاني من وصول الجبهة إلى السلطة هو منطق العقل. وقال في هذا السياق دعوا الجبهة تتولى شؤون الحكم في البلاد، لأن هناك وسائل قانونية ودستورية لتقويم أي انحراف تقع فيه فيما بعد. أما إزالة حزب من السلطة استنادا إلى مجرد مقالات صحفية مغرضة، فهذا منهج خاطئ.. ففي الكويت، مثلا، تم حل البرلمان، لكن لم يزج بالناس في السجون.. هكذا يفكر العقلاء، أما الجهال فقد قاموا بحل الجبهة وسجنوا قادتها ورحلوا إطاراتها وكوادرها إلى الصحراء وعذبوا المنتمين إليها، ثم قالوا بعد كل هذا إن المسؤولية عما وصلت إليه الجزائر تتحملها الجبهة.


انقر هنا لقراءة الخبر من مصدره.