على الرغم من هول الفاجعة، التي أودت، أمس الأحد، بحياة 15 امرأة في حادث تدافع، رافق توزيع مساعدات غذائية في إحدى الجماعات القروية في إقليمالصويرة، جاء رد الفعل الحكومي محتشما، حيث عمد أغلب الوزراء المعنيين بهذا الحادث إلى الصمت، على الرغم مما أثاره من غضب شعبي عارم، نقلت مواقع التواصل الاجتماعي بعضا من صداه. سعد الدين العثماني، رئيس الحكومة الموجود، حاليا، في زيارة رسمية إلى ماليزيا اكتفى في تدوينة فيسبوكية بتقديم التعازي إلى عائلات الضحايا، ودعوة "الجميع" إلى تحمل "المسؤولية لتجنب تكرار هذه المأساة". كما لم يكلف عبد الوافي الفتيت، وزير الداخلية نفسه عناء السفر إلى الصويرة للوقوف بنفسه على ملابسات الحادث، كما يقتضي ذلك التعامل مع أحداث مماثلة، حيث اكتفى بإيفاد مسؤولي الداخلية على المستوى الجهوي، والإقليمي، فيما أصدرت وزارته بلاغا أعلنت فيه البدء في التحقيق في الموضوع. بدوره، تجنب عزيز أخنوش، وزير الفلاحة، والمشرف على قطاع التنمية بالعالم القروي، ومالك مفاتيح صندوق "ال55 مليارا" المخصصة لذلك، -تجنب- السفر إلى الصويرة، على الرغم من وجوده في مدينة مجاورة، وأن الملف متعلق بالقطاع الذي يسيره، حيث فضل حضور المؤتمر الدولي للأركان في مدينة أكادير، صباح اليوم الاثنين. من جانبها، اكتفت بسيمة الحقاوي، وزيرة الأسرة والتضامن والمساواة والتنمية الاجتماعية، بتدوينة عبرت فيها عن ألمها بسبب ما وقع في الصويرة، مشيرة إلى ضرورة تأطير، وتنظيم السلطات للمبادرات التضامنية، التي تقوم بها الجمعيات، والمحسنون حفاظا على سلامة المواطنين. وبالمقابل، غصت منصات التواصل الاجتماعي بتعليقات غاضبة على الحدث، حيث أكد معلقون، في شبه إجماع، على أن الواقعة دليل قاطع على فشل مختلف السياسات التنموية، التي أقرها المغرب منذ سنوات. المهندس أحمد بن الصديق، كتب في تدوينة على حسابه في فايسبوك قائلا "بعد المقتل المأساوي للشاب محسن فكري، منذ سنة، مطحونا مع الأزبال، ها هي مأساة الصويرة، التي أودت بحياة نساء يتقاسمن الفقر، والحاجة تذكرنا بفشل المبادرة الوطنية للتنمية البشرية، التي يتغنى بها خطاب الدولة الرسمي منذ سنوات عشر… ". عادل بن حمزة، البرلماني السابق عن حزب الاستقلال، قال إن الفاجعة الأكبر هي أن تدفع نساء أرواحهن من أجل كيس دقيق، مضيفا "الفاجعة أن يحدث ذلك بعد أزيد من 60 سنة من الاستقلال، ولسخرية الموقف، أن يحدث ذلك يوما واحدا بعد ذكرى الاستقلال..". وأضاف بنحمزة أن "هذه الفاجعة ليست للبولميك، ولا للسياسة، بل إنها تستدعي منا التواضع والنقد الذاتي، ووضع أرجلنا على الأرض"، متابعا "مهم أننا أرسلنا قمرا اصطناعيا للفضاء ونأمل في المزيد خاصة أن يكون نتاج العقول المغربية صناعة وإشرافا، لكن الأهم أن لا نرسل نساء للمقابر من أجل كيس دقيق…". عبد العالي الرامي، الناشط الجمعوي ورئيس الرابطة الوطنية للتنمية الاجتماعية حذر، في تدوينة له على فيسبوك، من جعل الجمعية التي أشرفت على توزيع المساعدات "كبش فداء"، مشيرا إلى وجود قوانيين تحد من التضامن الاجتماعي، من بينها رخصة الإحسان العمومي". أما أستاذ القانون الدستوري، حسن طارق، فقال إن "القتيلات الفقيرات لن يتم الإلتفات إليهن"، وأن "فورة العاطفة سرعان ما ستغلقها أول سردية سغيرة للإلهاء"، بحسب تعبيره، مضيفا بأن "الأمر تحت الضبط تماما"، وأن مشروع الدعم المباشر للأسر المعوزة قد تم إقباره إلى غير رجعة.