في خطوة مفاجئة وغير مسبوقة، أعلن الرئيس الأميركي دونالد ترامب عن التوصل إلى اتفاق كامل بين إسرائيل وإيران لوقف إطلاق النار، وذلك عقب التصعيد العسكري الأخير الذي بلغ ذروته مع الهجوم الإيراني على قاعدة "العديد" الجوية في قطر. وقف إطلاق نار شامل يدخل حيّز التنفيذ خلال ساعات وكتب ترامب في بيان رسمي نشره على حساباته، أن وقف إطلاق النار سيبدأ تطبيقه في غضون ست ساعات تقريبًا، مشيرًا إلى أن المرحلة الأولى ستشمل هدنة مدتها 12 ساعة، على أن يتم بعد ذلك الإعلان رسميًا عن نهاية الحرب بين الطرفين. وأوضح ترامب أن هذا الاتفاق جاء بعد مفاوضات مكثفة وجهود دبلوماسية حساسة، مؤكدًا أن الوضع كان يتجه نحو تصعيد كارثي قد يطول لسنوات ويتسبب في تدمير واسع النطاق لمنطقة الشرق الأوسط بأكملها، لولا تدخل الأطراف الفاعلة وتغليب صوت العقل. إشادة ب"الشجاعة والذكاء" وفي رسالته، وجّه ترامب تهنئة إلى كل من إيران وإسرائيل، قائلاً إنهما أظهرتا قدرة كبيرة على "التحمل والشجاعة والذكاء" لإنهاء الحرب، مؤكدًا أن الوصول إلى هذا الاتفاق يُعدّ إنجازًا دبلوماسيًا كبيرًا في وقت بالغ التعقيد. كما عبّر عن أمله في أن يكون هذا الاتفاق نقطة تحوّل في العلاقات المتوترة بين الطرفين، ودافعًا نحو مزيد من الاستقرار في المنطقة التي عانت لسنوات من النزاعات والصراعات. ترقب دولي وحذر إقليمي ويأتي الإعلان عن هذا الاتفاق في وقت يشهد فيه الشرق الأوسط حالة من التوتر غير المسبوق، حيث كانت المخاوف من اندلاع حرب إقليمية مفتوحة تتزايد، خصوصًا بعد الضربات العسكرية المتبادلة وتصاعد التهديدات. ولم تُصدر حتى الآن طهران أو تل أبيب أي تعليق رسمي على الاتفاق، ما يترك حالة من الترقب الحذر في الأوساط الدولية والإقليمية، في انتظار أن تؤكد الأطراف المعنية التزامها ببنود الاتفاق وتفاصيله الدقيقة. اتفاق تاريخي أم هدنة مؤقتة؟ رغم التفاؤل الحذر الذي رافق الإعلان الأميركي، يظل التساؤل مطروحًا حول ما إذا كان هذا الاتفاق يُمثّل نهاية فعلية لمرحلة من العداء الحاد بين إسرائيل وإيران، أم أنه مجرد هدنة مؤقتة قد لا تصمد أمام تعقيدات الواقع السياسي والعسكري في المنطقة. وفي كل الأحوال، يُعدّ هذا الاتفاق – في حال تنفيذه – خطوة جريئة نحو نزع فتيل أخطر مواجهة إقليمية محتملة منذ سنوات، ويشكل اختبارًا حقيقيًا لإرادة الأطراف في تغليب لغة السلام على منطق القوة.