في الوقت الذي تدق فيه منظمات ومؤسسات المجتمع المدني الوطنية والدولية ناقوس الخطر بخصوص توسع دائرة المخدرات وخطرها على مستقبل الشباب المغربي وعلى أمن المجتمع، وعلى الرغم من الخطاب الرسمي والجهود المسجلة في تتبع وملاحقة عصابات ترويج المخدرات بمختلف أنواعها وألوانها ودرجة صلابتها، فإن ثقة المواطن في مدى صحة هذا الخطاب وهذه الجهود ما تزال ضعيفة، يلفها الكثير من الشك والتردد. في كثير من الأحياء المهمشة وفي سراديب أزقة بعض المدن العتيقة وكذا في محيط بعض المؤسسات التعليمية، لا يخفى عن أعين المغاربة نشاط المروجين لهذه السموم. بالأمس اتصل أحد الفاعلين في الحقل المدني ب"التجديد" يتحدث باسم من كانوا حوله على متن قطار يربط بين مكناس والرباط، ويصف ما تراه أعينهم جميعا من نشاط ''سوق'' لتجارة المخدرات قرب برج مولاي عمر بمكناس، اصطف فيه عدد من ''الزبناء'' في طابور ل"التزود" بالمادة المحظورة. وأكد المصدر أن من بين المصطفين تلاميذ يحملون حقائبهم، مشيرا إلى أن نقطة البيع هذه، توجد قرب عدد من المؤسسات التعليمية. وأضاف المتصل أنها ليست المرة الأولى التي يرى فيها نشاط هذا ''السوق'' صباحا في واضحة النهار، فقد سبق له رؤية المشهد ذاته يوم الأحد الماضي. لاشك أن مثل هذه الوقائع ستكرس نظرة المواطن السلبية عن سياسة الحكومة التي توصف ب''الشاملة'' والجهود التي تتحدث عنها في إطار محاربة المخدرات وكذا هشاشة المقاربة الأمنية التي تنهجها في ذلك.