وطاٍو ثلاث عاصِب البطن مرملِِِِ = بِتَيْهاء لم يعرف بها ساكنا رسما الحطيئة. في الخفاء وفي العلن تندلع معارك طاحنة بين بعض المعلمين وفقهاء الدواوير على طول القمم والسفوح والأودية بازيلال ..تبدأ المعركة بالمزاحمة والمخاتلة، وتنتهي بانتصار المعلم لما كسبه من كفايات مستعرضة قادرة على اختراق سيكولوجية إنسان الجبل لتجعله مطاوعا وراضخا ومتضامن مع المعلم....فأمام انعدام وسائل النقل وأماكن التسوق والترفيه المعتادة وضعف وهزالة الأجرة وانعدامها خلال السنوات الأولى من التخرج، يتحول بعض المعلمين إلى متسولين بالمبادرة والاستجداء والاستنجاد تمارس بطقوسها المعتادة من اضهار لملامح الحياء والمسكنة تجعل قاطني الدوار ينظرون إليه كالمنقطع أو ابن السبيل لدا يظهرون معهم تعاطفا وشفقة وسخاء رغم فقرهم .و ادا كان المتسولون يختارون أماكن تسولهم على قارعة الطريق ..ف بعض المعلمين يختارون المسجد وبدلك تبدأ مواجهتهم للفقهاء بعد تعارض مصالحهم ...يختارون من المصلين الشيوخ كأصدقاء ويبدؤون في عزف السمفونيات الوترية من قبيل الحديث عن أحوال الجو والفلاحة وانحراف الشباب لتختم بالبكاء على الماضي باعتباره أنقى من الحاضر. وهكذا يسقط الشيخ في الشباك ويرافقه إلى المنزل كضيف...وادا كان التسول مرافق للازمات والمجاعات والجوائح فانه أصبح الآن ملازم لتعميم التمدرس وأصبح بعض المعلمين عبئا على الدوار ومزاحم خطير للفقيه في قوته وثلاميده في ألاعيبه ... احيانا يتجاوز بعض المعلمين مستوى التسول والمسكنة إلى درجات أعلى يصبح فيها عرافا قادر على إحضار الغائب وقراءة الكف والضمير ومحاربة الجن بل يترقى ليصبح وليا يجوز التشفع به... افرز التعميم أيضا "الكنزيون" الساعون للاغتناء عبر البحث والتنقيب عن النفائس وسط الشعاب والقبور البائدة ،خاصة أن معظم المدارس بنيت وسط المقابر....فادا كانت الوزارة قد أغضت الطرف عن هؤلاء المجاهدين ونسيت أمرهم وحولته إلى مواقع طبوغرافية متناثرة في لهؤلاء جواب يبقيهم على الأمل والتفاؤل البحث عن الكنوز وسط الأطلال والمغارات والكهوف تحث أشجار الجوز المعمرة ...وواقع الحال فروايات القرويين الأصليين عن الكنوز تزيدهم شغفا وأملا في الاغتناء بينما تثبت شبابهم المحلي في منطقته كحراس لكنوز الأجداد...يسيل لعاب بعض المعلمين ويتحولون إلى سندباد متجول مغامر وسط الشعاب نهارا وليلا فيبدأ في قراءة كتب " الطوخي" وكتب الفلك" ،يعيش وهْمًا ُيغْنيه عن تعقيدات السكن بالاعتماد على المؤسسة الوصية وفوائد الابناك لاكما تغفله عن النضال من اجل التعويض عن المنطقة النائية التي يشتغل بها...كل هدا ضد مصالح الفقيه الذي أصبح مصيره في مهب الريح بعد المزاحمة الاحتوائية ... افرز التعميم أيضا فئة أخرى "الكيمائيون" الباحثون عن الأحجار النفيسة والمعادن النادرة...فبكفاية فائقة يجيبك بعض المعلمين"إن الذهب يُذاب في درجة 2000والفضة 1200والنحاس 800درجة و"الدبلون"3000درجة ،وان إناء الطين هو الوحيد المقاوم لمثل هده الدرجات العالية وان الياقوت يخرج ليلا ويشيع كالمصباح لدا لا تخافه إنْ رائيته..،وانه في يوم فلكي معلوم يخرج ماء من بين الصخور يسمى الماء الخارق ومنه تصنع ملابس الملاحين الفضائيين وان"كولين باول ارتدى هدا اللباس في السعودية إبان حرب الخليج الأولى وان الإناء الذي يجمع فيه يساوي 20مليون سنتم وان النصارى السياح يوزعون هده القنينات ...لكننا المعلمين اكتشفنا أن اليقطين المُيبَّس قادر على حمل هدا الماء الخارق....أساطير وعجائب أكثر من ما رواه جلجاميش أو هوميروس... أمام هده المزاحمة الخطيرة قرر الفقيه أن يستبدل بلغته بحداء رياضي وان يغادر إلى المدينة ليشتغل في اوراش البناء. حميد الونشريسي.