مجلس الشيوخ الفرنسي يحتفل بالذكرى الخمسين للمسيرة الخضراء المظفرة    الوداد يعود بانتصار ثمين من آسفي    "أونسا" ترد على الإشاعات وتؤكد سلامة زيت الزيتون العائدة من بلجيكا    قنصلية المملكة بكورسيكا تحتفي بالذكرى الخمسين للمسيرة الخضراء    ست ورشات مسرحية تبهج عشرات التلاميذ بمدارس عمالة المضيق وتصالحهم مع أبو الفنون    الدار البيضاء تحتفي بالإبداع الرقمي الفرنسي في الدورة 31 للمهرجان الدولي لفن الفيديو    نصف نهائي العاب التضامن الإسلامي.. تشكيلة المنتخب الوطني لكرة القدم داخل القاعة أمام السعودية    المنتخب المغربي الرديف ..توجيه الدعوة ل29 لاعبا للدخول في تجمع مغلق استعدادا لنهائيات كأس العرب (قطر 2025)    كرة القدم ..المباراة الودية بين المنتخب المغربي ونظيره الموزمبيقى تجرى بشبابيك مغلقة (اللجنة المنظمة )    بعد فراره… مطالب حقوقية بالتحقيق مع راهب متهم بالاعتداء الجنسي على قاصرين لاجئين بالدار البيضاء    أيت بودلال يعوض أكرد في المنتخب    أسيدون يوارى الثرى بالمقبرة اليهودية.. والعلم الفلسطيني يرافقه إلى القبر    وفاة زغلول النجار الباحث المصري في الإعجاز العلمي بالقرآن عن عمر 92 عاما    توقيف مسؤول بمجلس جهة فاس مكناس للتحقيق في قضية الاتجار الدولي بالمخدرات    تتويج إسباني وبرتغالية في الدوري الأوروبي للناشئين في ركوب الموج بتغازوت    بأعلام فلسطين والكوفيات.. عشرات النشطاء الحقوقيين والمناهضين للتطبيع يشيعون جنازة المناضل سيون أسيدون    بين ليلة وضحاها.. المغرب يوجه لأعدائه الضربة القاضية بلغة السلام    حصيلة ضحايا غزة تبلغ 69176 قتيلا    توقعات أحوال الطقس ليوم غد الإثنين    مديرة مكتب التكوين المهني تشتكي عرقلة وزارة التشغيل لمشاريع مدن المهن والكفاءات التي أطلقها الملك محمد السادس    عمر هلال: اعتراف ترامب غيّر مسار قضية الصحراء، والمغرب يمد يده لمصالحة صادقة مع الجزائر    الكلمة التحليلية في زمن التوتر والاحتقان    الرئيس السوري أحمد الشرع يبدأ زيارة رسمية غير مسبوقة إلى الولايات المتحدة    أولمبيك الدشيرة يقسو على حسنية أكادير في ديربي سوس    التجمع الوطني للأحرار بسوس ماسة يتفاعل مع القرار التاريخي لمجلس الأمن حول الصحراء المغربية    مقتل ثلاثة أشخاص وجرح آخرين في غارات إسرائيلية على جنوب لبنان    دراسة أمريكية: المعرفة عبر الذكاء الاصطناعي أقل عمقًا وأضعف تأثيرًا    إنفانتينو: أداء المنتخبات الوطنية المغربية هو ثمرة عمل استثنائي    "حماس" تعلن العثور على جثة غولدين    النفق البحري المغربي الإسباني.. مشروع القرن يقترب من الواقع للربط بين إفريقيا وأوروبا    درك سيدي علال التازي ينجح في حجز سيارة محملة بالمخدرات    الأمواج العاتية تودي بحياة ثلاثة أشخاص في جزيرة تينيريفي الإسبانية    فرنسا.. فتح تحقيق في تهديد إرهابي يشمل أحد المشاركين في هجمات باريس الدامية للعام 2015    لفتيت يشرف على تنصيب امحمد العطفاوي واليا لجهة الشرق    الطالبي العلمي يكشف حصيلة السنة التشريعية    ميزانية مجلس النواب لسنة 2026: كلفة النائب تتجاوز 1.59 مليون درهم سنوياً    تقرير: سباق تطوير الذكاء الاصطناعي في 2025 يصطدم بغياب "مقياس ذكاء" موثوق    بنكيران: النظام الملكي في المغرب هو الأفضل في العالم العربي    الدار البيضاء: لقاء تواصلي لفائدة أطفال الهيموفيليا وأولياء أمورهم    إسبانيا تشارك في المعرض الدولي لكتاب الطفل والشباب بالدار البيضاء    "أونسا" يؤكد سلامة زيت الزيتون    "يونيسيف" ضيفا للشرف.. بنسعيد يفتتح المعرض الدولي لكتاب الطفل والشباب    بيليم.. بنعلي تقدم النسخة الثالثة للمساهمة المحددة وطنيا وتدعو إلى ميثاق جديد للثقة المناخية    مخاوف برلمانية من شيخوخة سكانية بعد تراجع معدل الخصوبة بالمغرب    تعليق الرحلات الجوية بمطار الشريف الإدريسي بالحسيمة بسبب تدريبات عسكرية    الداخلة ترسي دعائم قطب نموذجي في الصناعة التقليدية والاقتصاد الاجتماعي    مهرجان الدوحة السينمائي يعرض إبداعات المواهب المحلية في برنامج "صُنع في قطر" من خلال عشر قصص آسرة    وفاة "رائد أبحاث الحمض النووي" عن 97 عاما    اتصالات المغرب تفعل شبكة الجيل الخامس.. رافعة أساسية للتحول الرقمي    الأحمر يوشح تداولات بورصة الدار البيضاء    سبتة تبدأ حملة تلقيح جديدة ضد فيروس "كورونا"    فرحة كبيرة لأسامة رمزي وزوجته أميرة بعد قدوم طفلتهما الأولى    دراسة: المشي يعزز قدرة الدماغ على معالجة الأصوات    الوجبات السائلة .. عناصر غذائية وعيوب حاضرة    بينهم مغاربة.. منصة "نسك" تخدم 40 مليون مستخدم ومبادرة "طريق مكة" تسهّل رحلة أكثر من 300 ألف من الحجاج    وضع نص فتوى المجلس العلمي الأعلى حول الزكاة رهن إشارة العموم    حِينَ تُخْتَبَرُ الْفِكْرَةُ فِي مِحْرَابِ السُّلْطَةِ    أمير المؤمنين يأذن بوضع نص فتوى الزكاة رهن إشارة العموم    







شكرا على الإبلاغ!
سيتم حجب هذه الصورة تلقائيا عندما يتم الإبلاغ عنها من طرف عدة أشخاص.



التعليق الرياضي أو الخطاب المتعدد على هامش مباراة المغرب و البرتغال في المونديال
نشر في أزيلال أون لاين يوم 22 - 06 - 2018

المباراة انتهت كما هو معلوم بفوز البرتغال و سيطرة المغرب …فكيف قدم التعليق الرياضي أو جزء منه المواجهة بين الفريقين ،فالمونديال هو مجال لمواجهة الفرق ..و هو عبارة عن حروب حقيقية تختلط فيها السياسة بالاقتصاد بالرياضة و الهويات و الثقافات ، كما أنه سوق عالمي للمواجهة بين الرموز ..البحارة البرتغال و الأسود في هذه المبارة .. يقول المعلق بعد تسجيل الهدف الاول في الدقلئق الأولى من اللعب : الفعالية تحمل اسما واحدا هو كريستيانو رولاندو … مما يشبه اعلانا إشهاريا سريعا لسلعة عالمية و منتوج كروي و بطولة لا نقاش حولها عالميا .. ثم عند الهجوم المتكرر للفريق المغربي يسير التعليق في سياق آخر : فيتحدث عن استرجاع المغاربة لقوتهم و ليعلن بشكل مفاجئ و قد استسلم للاندهاش من التحول الجذري لمجرى الاحداث و الهجوم المتكرر للفريق المغربي و حماس الجمهور المغربي المناصر لفريقه و بشكل غير متوقع : المغاربة يحتلوا موسكو، و هو خطاب في منتهى الحماس يتخلله رجوع تاريخي الى اللعب المغربي و منجزاته الماضية و أمجاده و كأنه يتحدث عن عنقاء انبعثت من رمادها ، و يربط بين الحاضر و الماضي ، ثم يعقد مقارنة بين الرموز التي تتخذ شكل مقارعة او مبارزة بين البحارة البرتغال و الأسود المغاربة ..فإذا كان البرتغاليون قد انتصروا في البداية فإن المبارة لم تحسم بعد و الأسود لا زالت تزأر .. يعود التعليق الى رولاندو باعتباره البطل الاسطوري و القائد لجيش الخصوم ، مشيرا الى خيبة الأمل التي يشعر بها هذا الأخير و هو يقف عاجزا امام هجوم الفريق المغربي ، و يضيف المعلق و هو في منتهى الاندهاش من انجازية و قتالية المنتخب المغربي : مش ممكن ..مش معقول … مش مقبول … يعود التعليق إلى تمجيد البطل و أسطرة مساره الخاص .. أول لاعب في التاريخ يسجل …عجزت الصقور و عجزت الفراعنة فما ذا سيكون مصير الأسود … المغاربة يتواجدون امام معسكر البحار… و يصرح التعليق باللهجة المغربية هذه المرة مشجعا على تحقيق الانجاز المفتقد: واخا الدراري التعادل ممكن …. و يعود التعليق إلى الحماس الشديد لدرجة المبالغة و هو يربط بين الحدث الكروي و أحداث أخرى متخيلة تتخذ بعدا تاريخيا و تناصيا مع أحداث افتراضية أو تاريخية مشابهة : المغرب يحاصر ليشبونة ، الاسود ينطلقون لغزو البرتغال …. لقد تجاوز الفريق المغربي هزيمة البداية و لم يستسلم:فرغم صدمة البداية المغرب يؤدي بشكل جيد … يشير التعليق الى روعة اللعب المغربي لكنه يستدرك معلقا و مستنكرا عدم تمكنه من النصر رغم كل هذه البراعة و الاستماتة في الهجوم على الخصوم : مش ممكن .. ما أروعك يا حكيم …. و لكن تنقص اللمسة الاخيرة و الفينيش .. يقول المعلق : يقرر التعليق انطلاقا من ادراك سابق عن طبيعة العلاقة بين الفريقين فيقول للفريق المغربي : لا لمركبات النقص …ممكن ممكن .. ليخرج الى التناص من أجل تأكيد معنى الانجاز المغربي فيقول عن البرتغال : يعانون يتألمون في صمت الفريق البرتغالي ..و يتحول الى التأسف على الحظ ليستحضر قولة لأبي ذر الغفاري بتصرف حسب سياق التعاطف مع المغاربة الذين لم يحالفهم الحظ رغم جهودهم : الحظ الذي لو كان رجلا لقتلته .. و ينتقل التعليق الى المدح و التمجيد و ذكر الألقاب فالفريق المغربي ممثل شمال افريقيا و الكرة العربية .. مستعد للقتال من اجل موروكو ، المغرب تعود الى المونديال بقيادة فرنسية .. لكن يستدرك مرة للحديث عن الحالة النفسية للاعبين في بداية المبارة : داخلين مرعوبين داخلين خايفين .. و يشير الى لاعب خصم ليطلب منه ان لا يكون ناكرا للجميل : يا ما كليتي الكسكس المغربي .. يا ما جلتي في مراكش …و يظهر و كان المعلق يعود إى الصور و الاخبار التي يمتلكها عن اللاعبين ليذكر بعض الأمور الخاصة .. يمضي التعليق في روحه التحريضية على تحقيق النصر رغم عدم المساواة بين الفريقين ..نفس الروح نفس الهزيمة نعرف تفوقهم علينا .. كل شي ممكن .. ليعود الى استنكار النتيجة الغير المنطقية : ما عمرها تحصل فريق يستحوذ كل هذه المدة و يخسر … و يقدم التعليق التبرير المناسب : و ينسبه إلى التفوق العددي و غياب المهاجمين ..و عن المهاجم المغربي في مربع التسجيل يقول مقررا : كان فريدا يتيما و حيدا ..كما يشير الى انجاز الحارس : يبدع الحارس ..و يضيف معلقا على أخطاء التحكيم الأمريكي : السياسة تدخلت كثيرا في الرياضة …. .. ليصرح بشكل مفاجئ و كأنه خارج السياق : عند العرب .. نحن العرب عندنا الاستدراك .. الكرة ضاعت ،فرصة كبيرة ، تفوق حتى فنيا ، ينعت أحد اللاعبين بالفهد الأسمر، محترم جدا من الطرف الاخر ، و زيادة في الحماس و التطلع الى الهدف او النصر : لهم البدايات و لنا الخواتيم .. ويعمد العليق إلى التساؤل في نوع من التأسف و اليأس و الاستنكار : اليس منكم رجل يضرب الراس ..و يينك يا المهدي وينك يا مدافع و ينك يا هداف … طارحا سؤالا مهما في حسم النتيجة : هل سيتحمل المنتخب المغربي جسديا إلى آخر المباراة .. ويلاحظ أن نفس الاخطاء تتكرر بعدم وجود مهاجمين يكملون المهمة و يحققون النصر : يلزم لاعب في البوكس …على المستوى البدني يمكن يحقق التعادل مع ذكر بعض الاسماء : بو الطيب بوحدو : يالله يالدراري …. استعمل التعليق اللهجة المغربية في مناسبات متعددة و كانه يتوجه الى الجمهور المغربي دقة دقة ، و يظهر التعاطف مع الفريق المغربي : يالله .. البرتغال تتلقى الدروس انا متيقن ان المغرب ستلعب لعب كبير …كلاهوم لحم وسبوهم عظم …و قت زلزال .. خلاص يا …. وفيت لا حاجة سيتعادلون .. امتعتمونا رجال شرفتم يالدراري … ما أروعك يا نور الدين يالمرابط .. ثم يعود التعليق الى استعمال الرمز : الاسود تزأر بجدارة و أحقية … نفس خطاب الاسف يعود اليه التعليق : هدف التعادل مستحق .. اي غياب للإنصاف ياكرة القدم … حليمة تعود لعادتها القديمة نفس الاخطاء .. ضغط رهيب .. ليخلص الى النتيجة و قد كفته جودة اللعب عن الانتصار الحقيقي بتسجيل الأهداف .. المغرب كسر البرتغال .. انا احيي تلك الجماهير المغربية ..المغرب .. لقد تلقى الخصم درسا و لزمه صبر أيوب ليصد تلك الهجمات التي قام بها الأسود صبر ايوب درس من دروس الحياة .. إلا أن الانتصار استعصى و المباراة في آخرها و التعليق ينتظر التحول في مجرى السرد :المتر الاخير .. المشوار الاخير مع تزايد التشويق .. ليخلص الى القول : التعادل ضاع مش ممكن … يحاول التعليق أن يغير مجرى المباراة عن طريق التدخل اللفظي ، و ان يغير النتيجة امش مغرب امش ..ركنية ما هذا .. و عندما لا يتحقق ما يريد و يرغب فيه كنتيجة منطقية لمجريات أحداث المباراة ،يقول : كريستيانو لا يستحق الفوز امام الاسود .. و ليجمل احسن مباراة للمغرب من سنوات .. المغرب ابدعت و البرتغال فازت البحث عن اللغز.. البرتغال صمدت … مش ممكن على روعة الاسود ..مش ممكن المغرب أسال العرق البارد بالفريق البرتغالي ..ليخلص الى القول مستسلما للتحليل الخرافي و السحري: الماتش منحوس ، مستنتجا الحكمة إذا كان الشوط الاول درس فالشوط الثاني دروس … و في الختام يعلن التعليق أن المغاربة شرفوا الكرة العربية و الافريقية برافو الأسود شرفتمونا رغم هذه النتيجة من رحم المعاناة التي لم تنفع معها المحاولة الاخيرة للخصم … من ريس البحر آخر كرة … يعود التعليق في النهاية الى التقرير بمرارة : صعيب خسارة ماتش مثل هذا .. قد ابلت الاسود بلاء حسنا لكنها خرجت رسميا من المونديال ..و مع ذلك لا يجب ان ننسى كمشاهدين براعة التعليق الرياضي و خبرة المعلق في نقله للأحداث و توجيهه للمشاعر و حبكته للسرد و تفننه في الخطاب …
التعليق الرياضي أو الخطاب المتعدد على هامش مباراة المغرب و البرتغال في المونديال د محمد فخرالدين المباراة انتهت كما هو معلوم بفوز البرتغال و سيطرة المغرب …فكيف قدم التعليق الرياضي أو جزء منه المواجهة بين الفريقين ،فالمونديال هو مجال لمواجهة الفرق ..و هو عبارة عن حروب حقيقية تختلط فيها السياسة بالاقتصاد بالرياضة و الهويات و الثقافات ، كما أنه سوق عالمي للمواجهة بين الرموز ..البحارة البرتغال و الأسود في هذه المبارة .. يقول المعلق بعد تسجيل الهدف الاول في الدقلئق الأولى من اللعب : الفعالية تحمل اسما واحدا هو كريستيانو رولاندو … مما يشبه اعلانا إشهاريا سريعا لسلعة عالمية و منتوج كروي و بطولة لا نقاش حولها عالميا .. ثم عند الهجوم المتكرر للفريق المغربي يسير التعليق في سياق آخر : فيتحدث عن استرجاع المغاربة لقوتهم و ليعلن بشكل مفاجئ و قد استسلم للاندهاش من التحول الجذري لمجرى الاحداث و الهجوم المتكرر للفريق المغربي و حماس الجمهور المغربي المناصر لفريقه و بشكل غير متوقع : المغاربة يحتلوا موسكو، و هو خطاب في منتهى الحماس يتخلله رجوع تاريخي الى اللعب المغربي و منجزاته الماضية و أمجاده و كأنه يتحدث عن عنقاء انبعثت من رمادها ، و يربط بين الحاضر و الماضي ، ثم يعقد مقارنة بين الرموز التي تتخذ شكل مقارعة او مبارزة بين البحارة البرتغال و الأسود المغاربة ..فإذا كان البرتغاليون قد انتصروا في البداية فإن المبارة لم تحسم بعد و الأسود لا زالت تزأر .. يعود التعليق الى رولاندو باعتباره البطل الاسطوري و القائد لجيش الخصوم ، مشيرا الى خيبة الأمل التي يشعر بها هذا الأخير و هو يقف عاجزا امام هجوم الفريق المغربي ، و يضيف المعلق و هو في منتهى الاندهاش من انجازية و قتالية المنتخب المغربي : مش ممكن ..مش معقول … مش مقبول … يعود التعليق إلى تمجيد البطل و أسطرة مساره الخاص .. أول لاعب في التاريخ يسجل …عجزت الصقور و عجزت الفراعنة فما ذا سيكون مصير الأسود … المغاربة يتواجدون امام معسكر البحار… و يصرح التعليق باللهجة المغربية هذه المرة مشجعا على تحقيق الانجاز المفتقد: واخا الدراري التعادل ممكن …. و يعود التعليق إلى الحماس الشديد لدرجة المبالغة و هو يربط بين الحدث الكروي و أحداث أخرى متخيلة تتخذ بعدا تاريخيا و تناصيا مع أحداث افتراضية أو تاريخية مشابهة : المغرب يحاصر ليشبونة ، الاسود ينطلقون لغزو البرتغال …. لقد تجاوز الفريق المغربي هزيمة البداية و لم يستسلم:فرغم صدمة البداية المغرب يؤدي بشكل جيد … يشير التعليق الى روعة اللعب المغربي لكنه يستدرك معلقا و مستنكرا عدم تمكنه من النصر رغم كل هذه البراعة و الاستماتة في الهجوم على الخصوم : مش ممكن .. ما أروعك يا حكيم …. و لكن تنقص اللمسة الاخيرة و الفينيش .. يقول المعلق : يقرر التعليق انطلاقا من ادراك سابق عن طبيعة العلاقة بين الفريقين فيقول للفريق المغربي : لا لمركبات النقص …ممكن ممكن .. ليخرج الى التناص من أجل تأكيد معنى الانجاز المغربي فيقول عن البرتغال : يعانون يتألمون في صمت الفريق البرتغالي ..و يتحول الى التأسف على الحظ ليستحضر قولة لأبي ذر الغفاري بتصرف حسب سياق التعاطف مع المغاربة الذين لم يحالفهم الحظ رغم جهودهم : الحظ الذي لو كان رجلا لقتلته .. و ينتقل التعليق الى المدح و التمجيد و ذكر الألقاب فالفريق المغربي ممثل شمال افريقيا و الكرة العربية .. مستعد للقتال من اجل موروكو ، المغرب تعود الى المونديال بقيادة فرنسية .. لكن يستدرك مرة للحديث عن الحالة النفسية للاعبين في بداية المبارة : داخلين مرعوبين داخلين خايفين .. و يشير الى لاعب خصم ليطلب منه ان لا يكون ناكرا للجميل : يا ما كليتي الكسكس المغربي .. يا ما جلتي في مراكش …و يظهر و كان المعلق يعود إى الصور و الاخبار التي يمتلكها عن اللاعبين ليذكر بعض الأمور الخاصة .. يمضي التعليق في روحه التحريضية على تحقيق النصر رغم عدم المساواة بين الفريقين ..نفس الروح نفس الهزيمة نعرف تفوقهم علينا .. كل شي ممكن .. ليعود الى استنكار النتيجة الغير المنطقية : ما عمرها تحصل فريق يستحوذ كل هذه المدة و يخسر … و يقدم التعليق التبرير المناسب : و ينسبه إلى التفوق العددي و غياب المهاجمين ..و عن المهاجم المغربي في مربع التسجيل يقول مقررا : كان فريدا يتيما و حيدا ..كما يشير الى انجاز الحارس : يبدع الحارس ..و يضيف معلقا على أخطاء التحكيم الأمريكي : السياسة تدخلت كثيرا في الرياضة …. .. ليصرح بشكل مفاجئ و كأنه خارج السياق : عند العرب .. نحن العرب عندنا الاستدراك .. الكرة ضاعت ،فرصة كبيرة ، تفوق حتى فنيا ، ينعت أحد اللاعبين بالفهد الأسمر، محترم جدا من الطرف الاخر ، و زيادة في الحماس و التطلع الى الهدف او النصر : لهم البدايات و لنا الخواتيم .. ويعمد العليق إلى التساؤل في نوع من التأسف و اليأس و الاستنكار : اليس منكم رجل يضرب الراس ..و يينك يا المهدي وينك يا مدافع و ينك يا هداف … طارحا سؤالا مهما في حسم النتيجة : هل سيتحمل المنتخب المغربي جسديا إلى آخر المباراة .. ويلاحظ أن نفس الاخطاء تتكرر بعدم وجود مهاجمين يكملون المهمة و يحققون النصر : يلزم لاعب في البوكس …على المستوى البدني يمكن يحقق التعادل مع ذكر بعض الاسماء : بو الطيب بوحدو : يالله يالدراري …. استعمل التعليق اللهجة المغربية في مناسبات متعددة و كانه يتوجه الى الجمهور المغربي دقة دقة ، و يظهر التعاطف مع الفريق المغربي : يالله .. البرتغال تتلقى الدروس انا متيقن ان المغرب ستلعب لعب كبير …كلاهوم لحم وسبوهم عظم …و قت زلزال .. خلاص يا …. وفيت لا حاجة سيتعادلون .. امتعتمونا رجال شرفتم يالدراري … ما أروعك يا نور الدين يالمرابط .. ثم يعود التعليق الى استعمال الرمز : الاسود تزأر بجدارة و أحقية … نفس خطاب الاسف يعود اليه التعليق : هدف التعادل مستحق .. اي غياب للإنصاف ياكرة القدم … حليمة تعود لعادتها القديمة نفس الاخطاء .. ضغط رهيب .. ليخلص الى النتيجة و قد كفته جودة اللعب عن الانتصار الحقيقي بتسجيل الأهداف .. المغرب كسر البرتغال .. انا احيي تلك الجماهير المغربية ..المغرب .. لقد تلقى الخصم درسا و لزمه صبر أيوب ليصد تلك الهجمات التي قام بها الأسود صبر ايوب درس من دروس الحياة .. إلا أن الانتصار استعصى و المباراة في آخرها و التعليق ينتظر التحول في مجرى السرد :المتر الاخير .. المشوار الاخير مع تزايد التشويق .. ليخلص الى القول : التعادل ضاع مش ممكن … يحاول التعليق أن يغير مجرى المباراة عن طريق التدخل اللفظي ، و ان يغير النتيجة امش مغرب امش ..ركنية ما هذا .. و عندما لا يتحقق ما يريد و يرغب فيه كنتيجة منطقية لمجريات أحداث المباراة ،يقول : كريستيانو لا يستحق الفوز امام الاسود .. و ليجمل احسن مباراة للمغرب من سنوات .. المغرب ابدعت و البرتغال فازت البحث عن اللغز.. البرتغال صمدت … مش ممكن على روعة الاسود ..مش ممكن المغرب أسال العرق البارد بالفريق البرتغالي ..ليخلص الى القول مستسلما للتحليل الخرافي و السحري: الماتش منحوس ، مستنتجا الحكمة إذا كان الشوط الاول درس فالشوط الثاني دروس … و في الختام يعلن التعليق أن المغاربة شرفوا الكرة العربية و الافريقية برافو الأسود شرفتمونا رغم هذه النتيجة من رحم المعاناة التي لم تنفع معها المحاولة الاخيرة للخصم … من ريس البحر آخر كرة … يعود التعليق في النهاية الى التقرير بمرارة : صعيب خسارة ماتش مثل هذا .. قد ابلت الاسود بلاء حسنا لكنها خرجت رسميا من المونديال ..و مع ذلك لا يجب ان ننسى كمشاهدين براعة التعليق الرياضي و خبرة المعلق في نقله للأحداث و توجيهه للمشاعر و حبكته للسرد و تفننه في الخطاب

انقر هنا لقراءة الخبر من مصدره.