يرى إدريس الكنبوري، الأستاذ الباحث في العلوم السياسية بجامعة محمد الخامس بالرباط، أن الشباب الناشط في المنصات الاجتماعية، هو الذي أصبح يتحكم في العملية السياسية، مشيراً إلى أن هذا الأمر يظهر من خلال الانتخابات التونسية، التي اختارت أن تتخلى عن الأحزاب التقليدية، وتساند مرشحين لم يكونوا معروفين من قبل في الساحة السياسية. وأضاف الكنبوري، في تصريح ل”برلمان.كوم”، أن الشباب أصبح قادراً على تداول مجموعة من الأفكار من خلال صالونات ومجموعات ونوادي، داخل العالم الإفتراضي والمنصات الاجتماعية، وبذلك يمكنه تشكيل رأي عام يناقش الأفكار السياسية بكل حرية من خلال هذه المنصات. وعن تراجع الأحزاب التقليدية مغاربياً، وانعكاس ذلك على الأحزاب المغربية، أكد الكنبوري بأن الأوضاع تختلف من بلد لآخر، مع تأكيده أن هناك بعض نقاط الالتقاء فيما بينها، “وتتمثل في عدم تقديم عرض سياسي قادر على أن يرجع ثقة المواطن بالفاعل السياسي”. وأبرز ذات الباحث، أن “المواطن المغربي فقد الثقة في الأداء الحزبي لكل المنتخبين، وما يزكي ذلك هو تقارير المجلس الأعلى للحسابات، والخطابات الملكية، التي تؤكد في كل مناسبة على أن الأحزاب لا تقوم بدورها في تأطير وتوجيه المواطنين كما هومنصوص عليه في الدستور”. وتابع الكنبوري، أن “الخطابات الملكية تطرح في كل مناسبة برامج تقدمية، لكن العقلية السياسية الكلاسيكية الراسخة لدى البعض، لا تتفاعل مع هذه الخطابات التي تواكب بنظرتها التطورات الجديدة، ما يؤدي إلى مقاطعة الانتخابات و العمل السياسي برمته”. وعن الميكانيزمات التي من شأنها أن ترجع الثقة للمواطن في السياسة، أكد الكنبوري أن المدخل الوحيد لذلك هو فتح المجال لنشاط سياسي جديد، يتمثل في تقديم هذه الأحزاب لوجوه شبابية وإدماج النخب داخل هياكلها وإعطاءها فرصة للتسيير، تماشياً مع الرؤية الملكية التي تدعو إلى التشبيب وضخ دماء جديدة بالحياة السياسية. وختم الكنبوري تصريحه، بالتشديد على أنه إذا استمرت الحياة السياسية على هذا المنوال، “فإننا سنرى عزوف على الانتخابات المقررة في 2021، أكبر بكثير من الذي شهدناه سنة 2016″، على حد تعبيره.