استفحلت أزمة فريق الرجاء البيضاوي لكرة القدم المالية لتصل بالنادي العريق إلى حدود الإفلاس، إذ تبلغ مديونته حسب مصادر متطابقة ما يقارب ثلاثة ملايير سنتيم، تخص فقط منح توقيع اللاعبين، بالإضافة إلى المستحقات العالقة التي تهم ملفات المدرب البرتغالي جوزي روماو، وأحمد المسعودي والمدرب الهولندي رود كرول واللائحة طويلة وعريضة، من بينها مستحقات الفنادق ووكلات الأسفار وغيرها... فأغلب الشيكات التي توصل بها مثلا اللاعبون تعذر عليهم صرفها بسبب عدم وجود سيولة مالية في الحساب الخاص بالفريق، ليتبين بالملموس أن إصرار رئيس الفريق محمد بودريقة على نفي الأزمة، لم يكن إلا محاولة يائسة لإخفاء واقع مرير. وجاء قرار إجراء مقابلات الرجاء بدون جمهور لتظهر الحقيقة كما هي، لتضطر معه الرجاء إلى اللجوء ل "الصينية" وذلك بوضع تذاكر مساندة رهن الجمهور في خطوة هي الأولى من نوعها على الصعيد الوطني. والواقع أن الرجاء تحت إدارة بودريقة تختلف جملة وتفصيلا عن الرجاء التي عرفناها من قبل، رجاء أصبحت غريبة عن محيطها وفاقدة للمصداقية التي ميزتها منذ النشأة. فمنذ تحمله مسؤولية منصب الرئاسة تقدم بودريقة أكثر من مرة باستقالته، إلا أنه في كل مرة كان يتراجع عنها تحت سبب من الأسباب النظر، إلى درجة لم يعد أحد يثق في كل ما يصدر أو ينشر أو يقال باسم الفريق الأخضر، وهذا ما لا يخدم صورة فريق كان دوما من بين الأندية القليلة على الصعيد الوطني التي تتمتع بنوع من المصداقية والرزانة في التسيير والحكمة في اتخاذ المواقف والقرارات. فقد تبين بالملموس أن آخر اهتمامات الرئيس الحالي محمد بورديقة هو الالتزام بكل ما يقوله أو يتعهد به، فقد استقال من المكتب الجامعي، لكنه واصل نشاطه داخل الجامعة، تحدث عن جلب مستشهرين كبار، ولم يتحقق ذلك، تعهد بإنشاء قناة تلفزية ومحطة إذاعية خاصتين ولم يخرج ذلك لحيز الوجود، تحدث أيضا عن إنشاء أكاديمية، وأن مارادونا قادم، وأن الرجاء يعيش رخاء ماليا، ليفاجئ الجميع بتصريح يقول فيه إنه يصرف من جيبه لجلب اللاعبين والمدرب، وكأننا أمام فريق من فرق الأحياء وليس الرجاء التي نعرفها. مجموعة من المواقف المتضاربة، تصريحات متناقضة، سلوكات غريبة، خرجات غير محسوبة، علاقات غير واضحة... تلكم هي خارطة طريق هذا الرئيس الشاب الذي جاء ليقدم الجديد في عالم التسيير ويا له من جديد صادم في وقت يوجد التسيير الرياضي بالمغرب بمفترق الطرق، بعد وصول التجربة إلى الباب المسدود، وأصبح بالتالي من الضروري تغيير المناهج التي ظلت سائدة منذ سنوات خلت. بودريقة الذي قال إنه لم يعد يحتمل الضغط وأن وضعه الصحي لا يسمح له بالاستمرار بمنصب الرئاسة، لكنه دخل هذه السنة ولايته الثانية من أربع سنوات أخرى، وقد يستمر بعد ذلك، أو يغادر، الله أعلم، المهم أن الرجاء في عهد هذا الرئيس الشاب افتقدت للبوصلة، تائهة وسط دوامة جبهات فتحها الرئيس على نفسه وعلى محيطه. في الأخير لابد من الإشادة بالدور الرائع الذي يقوم به جمهور الرجاء العريض من حيث مساندة ودعم الفريق في كل الظروف والأحوال، فالمسيرون آيلون للزوال طال الأمد أم قصر، أما الرجاء فهي باقية كقلعة شامخة قد تؤثر فيها الهزات، لكن لا يمكن أبدا أن تنسفها من الداخل... هذا البريد الالكتروني محمى من المتطفلين , يجب عليك تفعيل الجافا سكر يبت لرؤيته