نشرة إنذارية.. زخات رعدية محليا قوية مصحوبة بتساقط البرد وبهبات رياح، وتساقطات ثلجية وطقس بارد من السبت إلى الاثنين    بنين تحقق انتصاراً ثميناً على بوتسوانا بهدف نظيف    الكان 2025 .. الجزائر وبوركينافاسو في مواجهة نارية لحسم التأهل لدور الثمن    رسالة لجمهور أكادير : شكراً على رقيكم .. ولإنجاح العرس الكروي : لا دخول للملعب بدون تذكرة    وفاة المخرج المصري الكبير داوود عبد السيد    تنديد واسع باعتراف إسرائيل بإقليم انفصالي في الصومال    المحامون يلتمسون تدخل الاتحاد الدولي للمحامين لمراجعة مشروع قانون تنظيم المهنة        ألوان العلم الجزائري تزين ملعب مولاي عبد الله بالرباط وتختصر موقف المغرب        أمطار رعدية وثلوج مرتقبة بعدد من مناطق المغرب    إقليم الجديدة .. تعبئة شاملة وإجراءات استباقية لمواجهة تداعيات التساقطات المطرية    رئيس مقاطعة بفاس يقدم استقالته بسبب تضرر تجارته    الركراكي: "علينا ضغط كبير.. ومن الأفضل أن تتوقف سلسة الانتصارات أمام مالي"    المسيحيون المغاربة يقيمون صلوات لدوام الاستقرار وتألق "أسود الأطلس"    النيجر تتصدى للتهديدات بنص قانوني    للمرة السادسة.. الناشطة سعيدة العلمي تدخل في إضراب مفتوح عن الطعام    نظام الكابرانات يتمسك باحتجاز جثمان شاب مغربي    تارودانت .. تعليق الدراسة اليوم السبت بسبب سوء الأحوال الجوية    مطالب برلمانية لترميم قصبة مهدية وحماية سلامة المواطنين بالقنيطرة    بورصة البيضاء .. ملخص الأداء الأسبوعي    انطلاق فعاليات مهرجان نسائم التراث في نسخته الثانية بالحسيمة    كوريا الشمالية تبعث "تهنئة دموية" إلى روسيا    أوامر بمغادرة الاتحاد الأوروبي تطال 6670 مغربياً خلال الربع الثالث من السنة    قمة نيجيريا وتونس تتصدر مباريات اليوم في كأس إفريقيا    الاتحاد المصري يفخر ب"كان المغرب"    فيضانات آسفي تكشف وضعية الهشاشة التي تعيشها النساء وسط مطالب بإدماج مقاربة النوع في تدبير الكوارث    ترامب يرفض اعتراف إسرائيل ب"أرض الصومال" وسط إدانة عربية وإسلامية واسعة    نسبة الملء 83% بسد وادي المخازن    علماء يبتكرون جهازا يكشف السرطان بدقة عالية    مقتل إسرائيليين في هجوم شمال إسرائيل والجيش يستعد لعملية في الضفة الغربية    توقعات أحوال الطقس اليوم السبت    كيوسك السبت | المغرب الأفضل عربيا وإفريقيا في تصنيف البلدان الأكثر جاذبية    من جلد الحيوان إلى قميص الفريق: كرة القدم بوصفها طوطمية ناعمة    تعادل المغرب ومالي يثير موجة انتقادات لأداء "أسود الأطلس" وخيارات الركراكي    قرار رسمي بحظر جمع وتسويق الصدفيات بسواحل تطوان وشفشاون    الانخفاض ينهي تداولات بورصة الدار البيضاء    جبهة دعم فلسطين تطالب شركة "ميرسك" بوقف استخدام موانئ المغرب في نقل مواد عسكرية لإسرائيل    الأمطار تعزز مخزون السدود ومنشآت صغرى تصل إلى الامتلاء الكامل    ارتفاع حصيلة قتلى المسجد في سوريا    انعقاد مجلس إدارة مؤسسة دار الصانع: قطاع الصناعة التقليدية يواصل ديناميته الإيجابية    لا أخْلِط في الكُرة بين الشَّعْب والعُشْب !    التواصل ليس تناقل للمعلومات بل بناء للمعنى    «كتابة المحو» عند محمد بنيس ميتافيزيقيا النص وتجربة المحو: من السؤال إلى الشظيّة    الشاعر «محمد عنيبة الحمري»: ظل وقبس    تريليون يوان..حصاد الابتكار الصناعي في الصين    روسيا تبدأ أولى التجارب السريرية للقاح واعد ضد السرطان    إلى ساكنة الحوز في هذا الصقيع القاسي .. إلى ذلك الربع المنسي المكلوم من مغربنا    الحق في المعلومة حق في القدسية!    روسيا تنمع استيراد جزء من الطماطم المغربية بعد رصد فيروسين نباتيين    أسعار الفضة تتجاوز 75 دولاراً للمرة الأولى    وفق دراسة جديدة.. اضطراب الساعة البيولوجية قد يسرّع تطور مرض الزهايمر    جمعية تكافل للاطفال مرضى الصرع والإعاقة تقدم البرنامج التحسيسي الخاص بمرض الصرع    جائزة الملك فيصل بالتعاون مع الرابطة المحمدية للعلماء تنظمان محاضرة علمية بعنوان: "أعلام الفقه المالكي والذاكرة المكانية من خلال علم الأطالس"    كيف يمكنني تسلية طفلي في الإجازة بدون أعباء مالية إضافية؟    رهبة الكون تسحق غرور البشر    بلاغ بحمّى الكلام    فجيج في عيون وثائقها    







شكرا على الإبلاغ!
سيتم حجب هذه الصورة تلقائيا عندما يتم الإبلاغ عنها من طرف عدة أشخاص.



د.خالد البكاري ل ” دنيا بريس ” : تفجيرات 16ماي لحظة أليمة لم نستثمر دروسها و تم استغلال دماء شهدائها و آلام عائلات الضحايا لتصفية حسابات سياسية عابرة
نشر في دنيابريس يوم 22 - 10 - 2010

” دنيا بريس ” في حوار مع الأستاذ خالد البكاري حول تيار الإسلاميين الديمقراطيين بالمغرب
الدكتور خالد البكاري مثقف ومناضل سياسي مغربي ..شاب معروف بحيويته يصنف نفسه ضمن تيار” الإسلاميين الديمقراطيين بالمغرب ” ويرى أن هذا التوجه هو أمل البلاد للخروج من نفق الأزمة التي يعيشها ..ومن أجل الوقوف على مجمل أفكار الرجل نقترح على القارئ الكريم الحوار التالي:
أولا وقبل كل شيء نرحب بضيفتنا الكريم الاستاذ خالد البكاري في هذا الحوار الخاص بجريدة دنيا بريس
- بداية نود أن نعرف من هوا لأستاذ خالد البكاري ...؟
أستاذ مبرّز في اللّغة العربيّة و آدابها ،و باحث في الأدب العام و النقد المقارن،أعمل أستاذا لديداكتيك الّلغات،و مكونا في بيداغوجيا الإدماج،ساهمت في تأسيس حركة المغرب المتعدد و الجمعية المغربية للثقافة و الحوار،م مارست العمل النقابي بال ك.د.ش تم الاتحاد المغربي للشغل لاحقا، و العمل الحقوقي بالجمعية المغربية لحقوق الإنسان،ساهمت في إعادة هيكلة الإتحاد الوطني لطلبة المغرب بعد الحظر العملي، و شاركت في أوّل منتدى اجتماعي بالمغرب،كما في اللجنة التنظيمية لمسيرة البيضاء للتضامن مع المقاومة اللبنانية في إطار مجموعة العمل الوطنية لمساندة العراق و فلسطين،و كنت عضوا في التنسيقية الوطنية لمناهضة القوانين الانتخابية الإقصائية،و عضو اللجنة التحضيرية لمنظمة حريات الإعلام و التعبير،و رئيسا لتحرير جريدة الجسر،نشرت العديد من الدراسات المتوزعة بين الأدبي و التربوي و السياسي و الفكري،و طبعا لم أسلم من نصيبي من الاعتقال السياسي منذ نشاطاتي في إطار الحركة التلاميذية.
2- أنت من وجوه حزب البديل الحضاري ..لماذا اخترت هذا الحزب وكيف كان انتماؤك ؟
2:اختياري الانتماء لحزب البديل الحضاري كان ترجمة لقناعات كنت أومن بها- و لا أزال- في إمكان حضاري لتحديث الممارسات السياسية و إصلاح الخطاب الديني، بما يجذّر قيم التسامح و التعاون و التضامن على أرضية الإيمان بالاختلاف و التعدد و رفض الإكراه و الوصاية و العنف.فكان الانتماء انتماءا بالقوة ليتحوّل إلى انتماء بالفعل بعد الحوارات التي جمعتني أوّلا مع الدكتور مصطفى الغاشي و بعده مع الدكتور محمد الأمين الركالة.هذان الفاضلان كانا يترجمان خطابا جديدا حاملا لإرهاصات جنين مشروع سياسي جديد يعيد الاعتبار للثقافة و الفكر بما هما مولّدين لممارسة لاحقة تنبثق من مذهبية حضارية سلمية تؤمن بنسبيتها و تسعى للقطع مع السياسوية و التآمر و الشعبوية.
3- أين تصنف تجربة البديل الحضاري في خارطة المشروع الإسلامي المغربي والعالمي ؟
3:مبدئيا لا أومن بالفعل التصنيفي كونه لا يترجم سيرورة أي حركة باعتبار التداخل الّذي قد نجده بين حركة أو أخرى،إمّا على مستوى الإيديولوجيا أو الموقف السياسي أو المرجعية أو أشكال التنظيم، لكن في الآن نفسه فإنّي أجد أنّ تجربة البديل الحضاري-حتّى و هي لازالت جنينية-تنتمي إلى أفق فكري و مذهبي متفرّد،قد لا أجد غضاضة في القول بانتمائها الإنساني قبل انتمائها الهويّاتي،لذا دوما كنت لا أجد حرجا في نعتنا باليسار الإسلامي أو الإسلاميين الديموقراطيين،فنحن أقرب إلى الأحزاب الديموقراطية المسيحية الأوروبية لكن بنفحة يسارية أكثر منها يمينية،و نحن أقرب إلى خطاب الحركات المقاومة و لكن بعمق ديموقراطي سلمي اكثر منه بانتماء قومي أو ديني منغلق، و نحن أقرب ما نكون ورثة خطاب النهضة العربية المعاصرة لكن بعمق أكثر حداثة و جرأة، يمكن أن تقول إنّ البديل الحضاري مساهمة في انبعاث عصر أنوار إسلامي.
4- هل أنتم فعلا شيعة تمارسون التقية كما تتهمكم بعض الجهات ؟
4:أعتقد أنّ هذا الاتهام حتى مصالح الاستخبارات لم تستطع أن توجد دليلا واحدا عليه،و هنا أوضح -دفعا لكل محاولة لربطنا باتجاهات خارجية(مذهبية أو دولتية)-أنّنا حزب مغربي أصيل معتز بثوابت البلاد المذهبية و دورها في تحصين الوحدة الوطنية.
صحيح أنّنا انفتحنا على بعض من الفكر الشيعي-في أبعاده السياسية و الفلسفية و الكلامية لا الفقهية العقائدية المذهبية-كما انفتحنا على الماركسية و الليبرالية الاجتماعية و حديثا على الخطاب ما بعد الكولونيالي و حركات العولمة البديلة،دون أن ننس كتابات مفكري الإصلاح الديني الجدد( طه عبد الرحمان-جمال البنا-مصطفى بوهندي-نصر حامد أبو زيد...)و الخطاب العلماني العقلاني( برهان غليون-الجابري...).أمّا إذا عدنا إلى الأسماء الشيعية التي استفدنا منها ستلاحظ أنها تنتمي إلى خط ولاية الأمة لا ولاية الفقيه ،أي الأقرب إلى إجماعنا السني (علي شريعتي-خاتمي-حسين فضل الله- مهدي شمس الدين..)و المفارقة أنّ هذه الأسماء تخالف الإطار المرجعي للجمهورية الإيرانية.
الأساس هو أنّنا نلتقي مع كل المفردات الدينية و الفكرية و السياسية التي تسعى لبناء أفق الاحترام الحضاري و التعايش المدني.
الغريب في الأمر أنّنا الواضحون في سنيتنا المالكية نتهم بالتشيع و يضيق علينا في حين تفتح الفضاءات الفكرية و المنابر الإعلامية أمام من يجهرون بتشيعهم و تنقيصهم من قدر أمهات المؤمنين و الصحابة الكرام،غير أنّنا مع رفضنا وجود حركات تسعى لتفكيك الإجماع الوطني المذهبي فإنّنا في الوقت نفسه ضد إكراه الأفراد على معتقد ما بما فيه المعتقد الإسلامي.
-5كيف تقرأ إذن توريط الحزب في ما عرف بخلية بلعيرج الإرهابية ؟
5:صراحة ،نجد أنفسنا أمام هول الصدمة-التي لم تكن لتمر حتى في كوابيسنا أثناء النوم-أمام قراءات متعددة،لكن كل قراءة تعتورها ثغرات،بالتالي أجد نفسي شخصيا عاجزا على فهم هذا الّذي يجري، لكن ما هو مؤكد أنّ الأمر دبر لاستهداف تجربة وليدة كل ذنبها أنّها لم تقدم تنازلات للحصول على الوصل القانوني،الذي لم تنله من طريق وزارة الداخلية و لكن بتدخلات فضلاء لدى الجهات العليا، فحز هذا في نفوس القوم الذين كانوا يظنون أنّ بيدهم أمر الترخيص،فكان هذا الانتقام ليحاكم المعتصم و الركالة على انتمائهما السابق لحركة تم طردهما منها سنة 1994،و لعل بيان الطرد موجود في أرشيفات الاستخبارات،فكل ما نسب لهذه الخلية المفترضة يتأطر كرونولوجيا في مرحلة لاحقة لانسحاب /طرد الأخوين المعتصم و الركالة، بعد أن قررا القطع مع حركة الاختيار الإسلامي و تأسيس البديل الحضاري انسجاما مع قناعات التغيير الديموقراطي التي تبلورت أساسا من داخل حركة الاختيار الإسلامي مع مطلع التسعينيات و ترجمت في الحركة الطلابية عبر فصيل طلبة الميثاق،و إعلاميا من خلال جريدة الجسر و تنظيميا عبر حزب الوحدة و التنمية الذي ترأسه البرلماني الحالي لحسن الداودي و كان الدكتور الأمين الركالة نائبا له.
6- كيف تتصور مصير الحزب بعد الأحكام التي صدرت بالإدانة في حقه ؟
6:بعد صدور الأحكام الظالمة،فإنّ الحزب يعيش مرحلة انتقالية بفعل سريان قرار الحل و تشميع المقرات،لكننا ما زلنا مؤمنين بعدالة قضيتنا و قانونية حزبنا لكوننا استأنفنا قرار الحل و لم يبت القضاء لحد الآن في خلافنا مع الحكومة في شخص السيد الوزير الأوّل الّذي وقّع قرار الحل، فنحن في وضعية نعتبرها سليمة قانونيا،و بالتالي أعتقد أنّ الخطوتين القادمتين ستتمثلان في حشد الدعم و التأييد الحقوقي و السياسي و الإعلامي وطنيا و دوليا من أجل إطلاق سراح الأخ الأمين العام و الأخ رئيس المجلس الوطني الناطق الرسمي باسم الحزب،و كذا خوض معركة التعجيل في البت في الدعوى الاستئنافية الطاعنة في قرار الحل بتنسيق مع هيئة الدفاع،و يمكنكم الاتصال بالأخ حسن حسني العلوي نائب الأمين العام أو الأخ عز الدين العلام المدير الإداري للحزب للحصول على جواب رسمي يعبر عن الأمانة العامة،لكن الأكيد أننا لن نكون أقل من الحزب الشيوعي المغربي الذي تعرض للحل مرتين و أصبح حاليا ضمن التشكيلة الحكومية،فنحن لسنا لحظة عابرة،و ستبدي لك الأيام ما كنت جاهلا. و لن نعدم الوسائل الشرعية و القانونية للاشتغال وفق القوانين الجاري بها العمل، فقيادة و قواعد البديل الحضاري بوفائها للقيادة في السجن تترجم و فاء لخط ذات الشوكة،خط التغيير الديموقراطي.
7- ماذا تقصدون ب”الإسلاميين الديمقراطيين “في تجربتكم ؟
7:لا نقصد بالإسلاميين الديموقراطيين تعبيرا تنظيميا ما،بل نقصد كتلة صاعدة ما فتئت تبلور تصورا جديدا لماهية الممارسات الدينية و دور الفاعل الحركي المنطلق من المرجعية الإسلامية،تصور قوامه الإيمان بالديموقراطية بدءا و منتهى و رفض الحكم الديني الأوتوقراطي وكل الممارسات القائمة على الإكراه و العنف،مع الإيمان بالاختلاف و النسبية،فكما قد يشكّل التعصب الديني و التطرف الإسلامي عاملين محركين للكراهية و صراع الحضارات،فإنّ الحل لا يكمن في الخيارات الاستئصالية،بل يكمن في تجديد آليات إنتاج الخطاب الديني على المستويات المفهومية و التوليدية و الكلامية و الفلسفية بما لا يجعلنا نعيش غربة عن لحظة الحداثة.وقد يعبر مفكر ما عن هذا الخط(جمال البنا-طارق رمضان..) أو قد يتجلى تنظيميا(حزب العدالة و التنمية التركي..)كما قد تصوغة لحظة تاريخية(مدونة الأسرة مثلا).
8- عاشرتَ عن قرب الأستاذ مصطفى المعتصم الأمين العام المعتقل ..أين تصنف هذا الرجل ضمن القادة السياسيين والإسلاميين المغاربة ؟
8:لن أتحدث عن العلاقة الروحية التي تربطني بأبي و أستاذي المصطفى المعتصم،لأنّ بعضا ممن كانوا في زمن قريب يتباهون بصحبته و يدعون القرب منه انفضوا من حوله،فلا هم حافظوا على عرى العشرة(شركو معاه الطعام فدارو يا حسرة)ولا هم بقوا حافظين لأمانة الفكرة و نبل الموقف،و انصرفوا لاهتماماتهم الصغيرة بعد أن كانوا يتصدرون مجالس القيادة و التأطير.فلله الأمر من قبل و من بعد.
أوّد بالمناسبة و هي شرط،أن أدعوكم لتأمل مفارقة اعتقال المعتصم بتهمة الإرهاب وهو الّذي يحمل فكرا تنويريا متقدما قد تفاجئ بعض مفرداته من لا يعرفونه عن قرب،فمثلا يؤمن بلاجدوائية ما وصلنا من أحكام حد الردة،إذ يعتبر الإيمان و الإلحاد مناطهما الاختيار الشخصي،كما يدعو لإعادة التفكير في عديد من “المسلمات”الموجودة في المدونة الفقهية لانتفاء المبررات الحضارية و الثقافية و الاجتماعية التي فرضتها من مثل:منع المسلمة من الزواج بغير المسلم،تعدد الزوجات،،، أما مواقفه المتقدمة في الزي و الفن فاسئلوا أسرته الصغيرة عن الأب الذي كان يمتلك مكتبة رقمية من روائع الموسيقى و السينما.
المفارقة أنّ من يحمل هكذا مواقف يحاكم بقانون مكافحة الإرهاب-كذبوا و الله و عند ربكم تختصمون-في حين يصل إلى البرلمان من أفتى بجواز قتل الشهيد المهدي بنبركة ثلاث مرات لو أمكن،و الغريب أنّ من تصدى لفتواه الشاذة من الصف الإسلامي لم يكونا سوى الرائعين أبدا المعتصم و الركالة.
أما المعتصم الإنسان فمهما أطلت لن أوفيه حقه:بساطة أولاد درب السلطان،نبل العمق الصحراوي، شهامة ورثها من الأب،كرم الأصل المغربي،و طيبوبة رضعها مع حليب الأم،،، المعتصم مع صرامته و جديته صاحب نكتة و عاشق للرجاء البيضاوي،لم يغادره الطفل الذي كانه ذات طفولة،أما المعتصم رب الأسرة فلم أر –حتى من أقصى الحداثيين- من يحترم زوجته و يحب أبناءه مثل احترامه و حبه،و قد سالت دموعي لما رأيت أبناءه في إحدى جلسات المحاكمة و خصوصا سمية و سي محمد لأني أتذكرهما و هما طفلين صغيرين لأجدهما و قد أصبح شابين،سالت دموعي لأني تذكرت يوم كنت أحاول إقناعه أخذ قسط من الراحة بعد أن تدهورت حالته الصحية و أصبح الإرهاق و الانفعالات مهددين لصحته و حياته-حفظه الله-فأجابني:سأرتاح طويلا بعد أن يكتمل بناء مؤسسات الحزب لأنّي أعتزم الانسحاب من الأجهزة القيادية مع بلوغي سن التقاعد لأتفرغ لأسرتي و أبنائي،لقد كان دائما يحس بالتقصير تجاههم،ومن هنا مبعث اعتزازه بزوجته التي كانت نعم السند و المعين‘ فلله درك من أب عطوف و لله دركم من أسرة علم و كرم و نبل.
و لا يفوتني أن أسجل أنّ ما تحدثت به عن أستاذي سي مصطفي يماثله ما يمكن قوله عن أخي و حبيبي سي الأمين الركالة، المفكر الألمعي و الإنسان النبيل و المناضل الصلب و الصديق الوفي، لولا أنّكم خصصتم المعتصم بالسؤال.
9- ألا ترى أن البديل الحضاري ارتكب أخطاء إستراتيجية هي التي أدت إلى توريطه ؟
9:لا أعتقد أنّ توريطنا في خلية بليرج المفترضة له علاقة بأخطاء استراتيجية ارتكبناها،و هذا لا ينفي وقوعنا في أخطاء لأنّنا فعل بشري،و قوة البديل الحضاري من قوة المراجعات التي ما انفك يقوم بها، فعند تأسيس جمعية البديل الحضاري بعد الانسحاب من حركة الاختيار الإسلامي إثر طرد المعتصم و الركالة و المسعودي،رفعنا شعار الحركة الإسلامية طليعة الأمة في معركة التغيير و صاحبة مشروع مجتمعي قاطعين مع مقولة الحركة الإسلامية أداة الثورة و نواة الدولة،و لاحقا تخلينا عن مقولة دولة الإنسان طريقنا لدولة الإسلام لصالح أفق الدولة المدنية المدبرة للاختلاف و الضامنة للحريات.
لذلك فتوريطنا لا علاقة له بأخطاء نكون قد ارتكبناها،بل مرتبط بمؤامرة دبرت بليل،أوضحت بعض حيثياتها جوابا عن سؤال سابق.
10- هللتم كثيرا في بداية حكم الملك محمد السادس لما سمي “العهد الجديد” و بنيتم على إشاراته كل إستراتيجيتكم السياسية. ..ألا ترى أنكم كنتم على خطأ ، وأن التحليل الذي اعتمدته العدل والإحسان في التعامل مع المخزن كان الأصوب ؟
10:نعم لقد تعاطينا بإيجابية مع مجيئ ملك جديد،و ثمنّا بصدق مبادراته:المفهوم الجديد للسلطة،هيئة الإنصاف و المصالحة،مدونة الأسرة،تقرير الخمسينية،مقترح الحكم الذاتي....،و اعتبرناها علامات على انبثاق عهد جديد رغم كل الثغرات و الملاحظات التي أبديناها في حينها خصوصا على مستوى آليات التنزيل التي لم تحترم دائما مقتضيات التدبير الديموقراطي و انحازت للمقاربات التكنوقراطية، و بالتالي من يجب محاسبتهم و مساءلتهم هم الّذين انقلبوا على روح العهد الجديد المتجسدة في هذه المبادرات،أمّا نحن فلا زلنا متشبتين بتلك الروح،و لا زلنامقتنعين بضرورة الرجوع لها للانطلاق مجددا و الانتهاء من مسلسل التراجعات هذا عبر إصلاح سياسي و دستوري و مؤسساتي يسبقه جو انفراج سياسي و حقوقي من خلال الإفراج عن المعتقلين السياسيين و الناشطين الحقوقيين و وقف التضييق على الصحافيين،و هذا جوهر ما كان يقصده الأمين العام للحزب حين أقسم أمام المحكمة أنّنا لم نخن وطننا و لا ملكنا،قد يتهمننا أصحاب العنتريات و المزايدات اللفظية أنّنا نستجدي عفوا أو أنّنا ملكيون أكثر من الملك،و هنا أوضح أنّ موقفنا من المؤسسة الملكية موقف مبدئي حتى و لو اعتقلوا الحزب كله،و سنظل مؤمنين بدورها الريادي و لنا في ملكية إسبانيا و أسرة الميجي اليابانية أمثلة من دور الملكيات في الدفاع عن الديموقراطية، و بالتالي نمتلك الشجاعة لنقول أن لا مشكل لنا مع ملك البلاد لأنّ موقعه الدستوري فوق الصراعات السياسية،بل مأساتنا من صنع مافيات الريع الاقتصادي و مركبات الريع الأمني المسخرة لأدوات الإفساد السياسي،هذا المركب الذي افتعل و يفتعل الدسائس للعودة إلى ما قبل زمن الإنصاف و المصالحة و هو مركب يقود انقلابا على روح العهد الجديد. لقد كان سهلا علينا أن نجعل من المعتصم و الأمين أكثر من أميناتو حيدر و لكننا غلبنا المصلحة الوطنية على جراحنا،فقد رفض المعتصم أن تطرح نائبة من البرلمان الأوروبي منشقة عن الحزب الاشتراكي الإسباني قضيتهم أمام البرلمان الأوروبي حين علم أنّها من أنصار البوليساريو،نعم نموت و يحيا الوطن.
11-ماذا تعني لك هذه....الكلمات ؟
العهد الجديد
عبدالسلام ياسين
16 ماي
الحكم الذاتي
الحرية
11:
العهد الجديد:لحظة أمل لاستعادة الإمكان الحضاري في النهضة و التنمية،نأمل العودة لروحه.
عبد السلام ياسين:قامة فكرية و روحية،كان له دور في انتشال غير قليل من الشباب من براثن الفكر السلفي المتنطع.
16ماي:لحظة أليمة،لم نستثمر دروسها و تم استغلال دماء شهدائها و آلام عائلات الضحايا لتصفية حسابات سياسية عابرة.
الحكم الذاتي: مقترح ذكي و واقعي يمهد لإنهاء النزاع حتى نتفرّغ لبناء المغرب الكبير,
الحرية:المصطفى المعتصم و محمد الأمين الركالة و أنا أعانقهما.
12-كلمة أخيرة
12:كلمة أخيرة: أناشد كل الأحرار و الديموقراطيين و الفضلاء للتدخل كل حسب موقعه و علاقاته من أجل إطلاق سراح كل المعتقلين السياسيين،و رغم أنّ الإخوة المعتقلين يرفضون طلب العفو ليقينهم التام بمظلوميتهم و براءتهم-و هم على حق في ذلك-فإنّني أناشد جلالة الملك و هو المؤتمن على حقوق المغاربة للتدخل من أجل طي هذا الملف المسيئ لوجه المغرب الحقوقي و المتنافي مع سياساته و توجيهاته من أجل إصلاح جهاز القضاء.
أجرى معه الحوار : عبدالجليل ادريوش
[email protected]


انقر هنا لقراءة الخبر من مصدره.