بشأن قانون المسطرة المدنية: المحكمة الدستورية تقزم تغول الأغلبية العددية        هنا جبل أحد.. لولا هؤلاء المدفونون هنا في مقبرة مغبرة، لما كان هذا الدين    عمليتا توظيف مالي لفائض الخزينة    ضمنهم حكيمي وبونو.. المرشحين للكرة الذهبية 2025    نتنياهو: إسرائيل تريد السيطرة على غزة "لا حكمها"    قاضي جرائم الأموال يأمر بسجن رئيس المجلس الإقليمي لشفشاون بتهم ثقيلة    المنتخب المغربي المحلي يستعد لمواجهة كينيا    حقوقيون: السقوط الدستوري للمسطرة الجنائية ليس معزولا عن منهجية التشريع المتسمة بانعدام الشفافية    الأرصاد تُحذر: موجة حر وزخات رعدية تضرب مناطق واسعة بالمملكة ابتداءً من اليوم    الجزائر تقرر إنهاء استفادة سفارة فرنسا من أملاك تابعة للدولة في شكل مجاني    تدخل أمني بمنطقة الروكسي بطنجة بعد بث فيديو يوثق التوقف العشوائي فوق الأرصفة    تدخل سريع يخمد حريقا اندلع بغابة "ازارن" بإقليم وزان والكنافي يكشف حيثياته        لجنة عربية تطلق حملة ضد ترشيح ترامب لجائزة نوبل للسلام    وزارة الخارجية تحتفل باليوم الوطني للمغاربة المقيمين بالخارج    فشل الجزائر في قضية الصحراء المغربية يفاقم التوتر الدبلوماسي مع فرنسا    الوداد يعقد الجمع العام في شتنبر    بني بوعياش.. اطلاق الشطر الاول لمشروع التأهيل الحضري        أول نسخة من "الهوبيت" تجني 57 ألف دولار    الارتفاع يسم تداولات بورصة البيضاء    الملك كضامن للديمقراطية وتأمين نزاهة الانتخابات وتعزيز الثقة في المؤسسات    الماء أولا... لا تنمية تحت العطش    لسنا في حاجة إلى المزيد من هدر الزمن السياسي    وزير الإعلام الفلسطيني : المساعدة الإنسانية والطبية العاجلة سيكون لها أثر إيجابي ملموس على حياة ساكنة غزة    تيمة الموت في قصص « الموتى لا يعودون » للبشير الأزمي    «دخان الملائكة».. تفكيك الهامش عبر سردية الطفولة    السرد و أنساقه السيميائية        المغرب.. من أرض فلاحية إلى قوة صناعية إقليمية خلال عقدين برؤية ملكية استشرافية    زيلينسكي يدعو بوتين مجددا إلى لقاء لإنهاء الحرب في أوكرانيا والرئيس الروسي يعتبر "الظروف غير متوفرة"    فرنسا تلغي إقامة مغربي أشعل سيجارة من "شعلة الجندي المجهول" في باريس (فيديو)    توقعات أحوال الطقس ليوم غد الجمعة        "صحة غزة": ارتفاع وفيات التجويع الإسرائيلي إلى 197 بينهم 96 طفلا    "أيميا باور" الإماراتية تستثمر 2.6 مليار درهم في محطة تحلية المياه بأكادير    وكالة: وضعية مخزون الدم بالمغرب "مطمئنة"    سون هيونغ مين ينضم للوس أنجليس الأمريكي    صيف شفشاون 2025.. المدينة الزرقاء تحتفي بزوارها ببرنامج ثقافي وفني متنوع    يوليوز 2025 ثالث أكثر الشهور حرارة فى تاريخ كوكب الأرض    المغرب يواجه ضغوطا لتعقيم الكلاب الضالة بدل قتلها    تسجيل 4 وفيات بداء السعار في المغرب خلال أشهر قليلة    "دراسة": تعرض الأطفال طويلا للشاشات يزيد من خطر الإصابة بأمراض القلب    من هم الأكثر عرضة للنقص في "فيتامين B"؟    الفتح الناظوري يضم أحمد جحوح إلى تشكيلته        رخص مزورة وتلاعب بنتائج المباريات.. عقوبات تأديبية تطال أندية ومسؤولين بسبب خروقات جسيمة    الملك محمد السادس... حين تُختَتم الخُطب بآياتٍ تصفع الخونة وتُحيي الضمائر    الرسوم الجمركية الأمريكية الجديدة التي فرضها ترامب تدخل حيز التنفيذ    المغرب ‬يرسّخ ‬جاذبيته ‬السياحية ‬ويستقطب ‬‮«‬أونا‮»‬ ‬الإسبانية ‬في ‬توسع ‬يشمل ‬1561 ‬غرفة ‬فندقية ‬    قروض ‬المقاولات ‬غير ‬المالية ‬تسجل ‬ارتفاعا ‬بنسبة ‬3.‬1 ‬في ‬المائة ‬    جو عمار... الفنان اليهودي المغربي الذي سبق صوته الدبلوماسية وبنى جسورًا بين المغرب واليهود المغاربة بإسرائيل    الداخلة.. ‬‮«‬جريمة ‬صيد‮»‬ ‬تكشف ‬ضغط ‬المراقبة ‬واختلال ‬الوعي ‬المهني ‬    المغاربة والمدينة المنورة في التاريخ وفي الحاضر… ولهم حيهم فيها كما في القدس ..    حين يتحدث الانتماء.. رضا سليم يختار "الزعيم" ويرفض عروضا مغرية    نحن والحجاج الجزائريون: من الجوار الجغرافي …إلى الجوار الرباني    من الزاويت إلى الطائف .. مسار علمي فريد للفقيه الراحل لحسن وكاك    







شكرا على الإبلاغ!
سيتم حجب هذه الصورة تلقائيا عندما يتم الإبلاغ عنها من طرف عدة أشخاص.



د.خالد البكاري ل ” دنيا بريس ” : تفجيرات 16ماي لحظة أليمة لم نستثمر دروسها و تم استغلال دماء شهدائها و آلام عائلات الضحايا لتصفية حسابات سياسية عابرة
نشر في دنيابريس يوم 22 - 10 - 2010

” دنيا بريس ” في حوار مع الأستاذ خالد البكاري حول تيار الإسلاميين الديمقراطيين بالمغرب
الدكتور خالد البكاري مثقف ومناضل سياسي مغربي ..شاب معروف بحيويته يصنف نفسه ضمن تيار” الإسلاميين الديمقراطيين بالمغرب ” ويرى أن هذا التوجه هو أمل البلاد للخروج من نفق الأزمة التي يعيشها ..ومن أجل الوقوف على مجمل أفكار الرجل نقترح على القارئ الكريم الحوار التالي:
أولا وقبل كل شيء نرحب بضيفتنا الكريم الاستاذ خالد البكاري في هذا الحوار الخاص بجريدة دنيا بريس
- بداية نود أن نعرف من هوا لأستاذ خالد البكاري ...؟
أستاذ مبرّز في اللّغة العربيّة و آدابها ،و باحث في الأدب العام و النقد المقارن،أعمل أستاذا لديداكتيك الّلغات،و مكونا في بيداغوجيا الإدماج،ساهمت في تأسيس حركة المغرب المتعدد و الجمعية المغربية للثقافة و الحوار،م مارست العمل النقابي بال ك.د.ش تم الاتحاد المغربي للشغل لاحقا، و العمل الحقوقي بالجمعية المغربية لحقوق الإنسان،ساهمت في إعادة هيكلة الإتحاد الوطني لطلبة المغرب بعد الحظر العملي، و شاركت في أوّل منتدى اجتماعي بالمغرب،كما في اللجنة التنظيمية لمسيرة البيضاء للتضامن مع المقاومة اللبنانية في إطار مجموعة العمل الوطنية لمساندة العراق و فلسطين،و كنت عضوا في التنسيقية الوطنية لمناهضة القوانين الانتخابية الإقصائية،و عضو اللجنة التحضيرية لمنظمة حريات الإعلام و التعبير،و رئيسا لتحرير جريدة الجسر،نشرت العديد من الدراسات المتوزعة بين الأدبي و التربوي و السياسي و الفكري،و طبعا لم أسلم من نصيبي من الاعتقال السياسي منذ نشاطاتي في إطار الحركة التلاميذية.
2- أنت من وجوه حزب البديل الحضاري ..لماذا اخترت هذا الحزب وكيف كان انتماؤك ؟
2:اختياري الانتماء لحزب البديل الحضاري كان ترجمة لقناعات كنت أومن بها- و لا أزال- في إمكان حضاري لتحديث الممارسات السياسية و إصلاح الخطاب الديني، بما يجذّر قيم التسامح و التعاون و التضامن على أرضية الإيمان بالاختلاف و التعدد و رفض الإكراه و الوصاية و العنف.فكان الانتماء انتماءا بالقوة ليتحوّل إلى انتماء بالفعل بعد الحوارات التي جمعتني أوّلا مع الدكتور مصطفى الغاشي و بعده مع الدكتور محمد الأمين الركالة.هذان الفاضلان كانا يترجمان خطابا جديدا حاملا لإرهاصات جنين مشروع سياسي جديد يعيد الاعتبار للثقافة و الفكر بما هما مولّدين لممارسة لاحقة تنبثق من مذهبية حضارية سلمية تؤمن بنسبيتها و تسعى للقطع مع السياسوية و التآمر و الشعبوية.
3- أين تصنف تجربة البديل الحضاري في خارطة المشروع الإسلامي المغربي والعالمي ؟
3:مبدئيا لا أومن بالفعل التصنيفي كونه لا يترجم سيرورة أي حركة باعتبار التداخل الّذي قد نجده بين حركة أو أخرى،إمّا على مستوى الإيديولوجيا أو الموقف السياسي أو المرجعية أو أشكال التنظيم، لكن في الآن نفسه فإنّي أجد أنّ تجربة البديل الحضاري-حتّى و هي لازالت جنينية-تنتمي إلى أفق فكري و مذهبي متفرّد،قد لا أجد غضاضة في القول بانتمائها الإنساني قبل انتمائها الهويّاتي،لذا دوما كنت لا أجد حرجا في نعتنا باليسار الإسلامي أو الإسلاميين الديموقراطيين،فنحن أقرب إلى الأحزاب الديموقراطية المسيحية الأوروبية لكن بنفحة يسارية أكثر منها يمينية،و نحن أقرب إلى خطاب الحركات المقاومة و لكن بعمق ديموقراطي سلمي اكثر منه بانتماء قومي أو ديني منغلق، و نحن أقرب ما نكون ورثة خطاب النهضة العربية المعاصرة لكن بعمق أكثر حداثة و جرأة، يمكن أن تقول إنّ البديل الحضاري مساهمة في انبعاث عصر أنوار إسلامي.
4- هل أنتم فعلا شيعة تمارسون التقية كما تتهمكم بعض الجهات ؟
4:أعتقد أنّ هذا الاتهام حتى مصالح الاستخبارات لم تستطع أن توجد دليلا واحدا عليه،و هنا أوضح -دفعا لكل محاولة لربطنا باتجاهات خارجية(مذهبية أو دولتية)-أنّنا حزب مغربي أصيل معتز بثوابت البلاد المذهبية و دورها في تحصين الوحدة الوطنية.
صحيح أنّنا انفتحنا على بعض من الفكر الشيعي-في أبعاده السياسية و الفلسفية و الكلامية لا الفقهية العقائدية المذهبية-كما انفتحنا على الماركسية و الليبرالية الاجتماعية و حديثا على الخطاب ما بعد الكولونيالي و حركات العولمة البديلة،دون أن ننس كتابات مفكري الإصلاح الديني الجدد( طه عبد الرحمان-جمال البنا-مصطفى بوهندي-نصر حامد أبو زيد...)و الخطاب العلماني العقلاني( برهان غليون-الجابري...).أمّا إذا عدنا إلى الأسماء الشيعية التي استفدنا منها ستلاحظ أنها تنتمي إلى خط ولاية الأمة لا ولاية الفقيه ،أي الأقرب إلى إجماعنا السني (علي شريعتي-خاتمي-حسين فضل الله- مهدي شمس الدين..)و المفارقة أنّ هذه الأسماء تخالف الإطار المرجعي للجمهورية الإيرانية.
الأساس هو أنّنا نلتقي مع كل المفردات الدينية و الفكرية و السياسية التي تسعى لبناء أفق الاحترام الحضاري و التعايش المدني.
الغريب في الأمر أنّنا الواضحون في سنيتنا المالكية نتهم بالتشيع و يضيق علينا في حين تفتح الفضاءات الفكرية و المنابر الإعلامية أمام من يجهرون بتشيعهم و تنقيصهم من قدر أمهات المؤمنين و الصحابة الكرام،غير أنّنا مع رفضنا وجود حركات تسعى لتفكيك الإجماع الوطني المذهبي فإنّنا في الوقت نفسه ضد إكراه الأفراد على معتقد ما بما فيه المعتقد الإسلامي.
-5كيف تقرأ إذن توريط الحزب في ما عرف بخلية بلعيرج الإرهابية ؟
5:صراحة ،نجد أنفسنا أمام هول الصدمة-التي لم تكن لتمر حتى في كوابيسنا أثناء النوم-أمام قراءات متعددة،لكن كل قراءة تعتورها ثغرات،بالتالي أجد نفسي شخصيا عاجزا على فهم هذا الّذي يجري، لكن ما هو مؤكد أنّ الأمر دبر لاستهداف تجربة وليدة كل ذنبها أنّها لم تقدم تنازلات للحصول على الوصل القانوني،الذي لم تنله من طريق وزارة الداخلية و لكن بتدخلات فضلاء لدى الجهات العليا، فحز هذا في نفوس القوم الذين كانوا يظنون أنّ بيدهم أمر الترخيص،فكان هذا الانتقام ليحاكم المعتصم و الركالة على انتمائهما السابق لحركة تم طردهما منها سنة 1994،و لعل بيان الطرد موجود في أرشيفات الاستخبارات،فكل ما نسب لهذه الخلية المفترضة يتأطر كرونولوجيا في مرحلة لاحقة لانسحاب /طرد الأخوين المعتصم و الركالة، بعد أن قررا القطع مع حركة الاختيار الإسلامي و تأسيس البديل الحضاري انسجاما مع قناعات التغيير الديموقراطي التي تبلورت أساسا من داخل حركة الاختيار الإسلامي مع مطلع التسعينيات و ترجمت في الحركة الطلابية عبر فصيل طلبة الميثاق،و إعلاميا من خلال جريدة الجسر و تنظيميا عبر حزب الوحدة و التنمية الذي ترأسه البرلماني الحالي لحسن الداودي و كان الدكتور الأمين الركالة نائبا له.
6- كيف تتصور مصير الحزب بعد الأحكام التي صدرت بالإدانة في حقه ؟
6:بعد صدور الأحكام الظالمة،فإنّ الحزب يعيش مرحلة انتقالية بفعل سريان قرار الحل و تشميع المقرات،لكننا ما زلنا مؤمنين بعدالة قضيتنا و قانونية حزبنا لكوننا استأنفنا قرار الحل و لم يبت القضاء لحد الآن في خلافنا مع الحكومة في شخص السيد الوزير الأوّل الّذي وقّع قرار الحل، فنحن في وضعية نعتبرها سليمة قانونيا،و بالتالي أعتقد أنّ الخطوتين القادمتين ستتمثلان في حشد الدعم و التأييد الحقوقي و السياسي و الإعلامي وطنيا و دوليا من أجل إطلاق سراح الأخ الأمين العام و الأخ رئيس المجلس الوطني الناطق الرسمي باسم الحزب،و كذا خوض معركة التعجيل في البت في الدعوى الاستئنافية الطاعنة في قرار الحل بتنسيق مع هيئة الدفاع،و يمكنكم الاتصال بالأخ حسن حسني العلوي نائب الأمين العام أو الأخ عز الدين العلام المدير الإداري للحزب للحصول على جواب رسمي يعبر عن الأمانة العامة،لكن الأكيد أننا لن نكون أقل من الحزب الشيوعي المغربي الذي تعرض للحل مرتين و أصبح حاليا ضمن التشكيلة الحكومية،فنحن لسنا لحظة عابرة،و ستبدي لك الأيام ما كنت جاهلا. و لن نعدم الوسائل الشرعية و القانونية للاشتغال وفق القوانين الجاري بها العمل، فقيادة و قواعد البديل الحضاري بوفائها للقيادة في السجن تترجم و فاء لخط ذات الشوكة،خط التغيير الديموقراطي.
7- ماذا تقصدون ب”الإسلاميين الديمقراطيين “في تجربتكم ؟
7:لا نقصد بالإسلاميين الديموقراطيين تعبيرا تنظيميا ما،بل نقصد كتلة صاعدة ما فتئت تبلور تصورا جديدا لماهية الممارسات الدينية و دور الفاعل الحركي المنطلق من المرجعية الإسلامية،تصور قوامه الإيمان بالديموقراطية بدءا و منتهى و رفض الحكم الديني الأوتوقراطي وكل الممارسات القائمة على الإكراه و العنف،مع الإيمان بالاختلاف و النسبية،فكما قد يشكّل التعصب الديني و التطرف الإسلامي عاملين محركين للكراهية و صراع الحضارات،فإنّ الحل لا يكمن في الخيارات الاستئصالية،بل يكمن في تجديد آليات إنتاج الخطاب الديني على المستويات المفهومية و التوليدية و الكلامية و الفلسفية بما لا يجعلنا نعيش غربة عن لحظة الحداثة.وقد يعبر مفكر ما عن هذا الخط(جمال البنا-طارق رمضان..) أو قد يتجلى تنظيميا(حزب العدالة و التنمية التركي..)كما قد تصوغة لحظة تاريخية(مدونة الأسرة مثلا).
8- عاشرتَ عن قرب الأستاذ مصطفى المعتصم الأمين العام المعتقل ..أين تصنف هذا الرجل ضمن القادة السياسيين والإسلاميين المغاربة ؟
8:لن أتحدث عن العلاقة الروحية التي تربطني بأبي و أستاذي المصطفى المعتصم،لأنّ بعضا ممن كانوا في زمن قريب يتباهون بصحبته و يدعون القرب منه انفضوا من حوله،فلا هم حافظوا على عرى العشرة(شركو معاه الطعام فدارو يا حسرة)ولا هم بقوا حافظين لأمانة الفكرة و نبل الموقف،و انصرفوا لاهتماماتهم الصغيرة بعد أن كانوا يتصدرون مجالس القيادة و التأطير.فلله الأمر من قبل و من بعد.
أوّد بالمناسبة و هي شرط،أن أدعوكم لتأمل مفارقة اعتقال المعتصم بتهمة الإرهاب وهو الّذي يحمل فكرا تنويريا متقدما قد تفاجئ بعض مفرداته من لا يعرفونه عن قرب،فمثلا يؤمن بلاجدوائية ما وصلنا من أحكام حد الردة،إذ يعتبر الإيمان و الإلحاد مناطهما الاختيار الشخصي،كما يدعو لإعادة التفكير في عديد من “المسلمات”الموجودة في المدونة الفقهية لانتفاء المبررات الحضارية و الثقافية و الاجتماعية التي فرضتها من مثل:منع المسلمة من الزواج بغير المسلم،تعدد الزوجات،،، أما مواقفه المتقدمة في الزي و الفن فاسئلوا أسرته الصغيرة عن الأب الذي كان يمتلك مكتبة رقمية من روائع الموسيقى و السينما.
المفارقة أنّ من يحمل هكذا مواقف يحاكم بقانون مكافحة الإرهاب-كذبوا و الله و عند ربكم تختصمون-في حين يصل إلى البرلمان من أفتى بجواز قتل الشهيد المهدي بنبركة ثلاث مرات لو أمكن،و الغريب أنّ من تصدى لفتواه الشاذة من الصف الإسلامي لم يكونا سوى الرائعين أبدا المعتصم و الركالة.
أما المعتصم الإنسان فمهما أطلت لن أوفيه حقه:بساطة أولاد درب السلطان،نبل العمق الصحراوي، شهامة ورثها من الأب،كرم الأصل المغربي،و طيبوبة رضعها مع حليب الأم،،، المعتصم مع صرامته و جديته صاحب نكتة و عاشق للرجاء البيضاوي،لم يغادره الطفل الذي كانه ذات طفولة،أما المعتصم رب الأسرة فلم أر –حتى من أقصى الحداثيين- من يحترم زوجته و يحب أبناءه مثل احترامه و حبه،و قد سالت دموعي لما رأيت أبناءه في إحدى جلسات المحاكمة و خصوصا سمية و سي محمد لأني أتذكرهما و هما طفلين صغيرين لأجدهما و قد أصبح شابين،سالت دموعي لأني تذكرت يوم كنت أحاول إقناعه أخذ قسط من الراحة بعد أن تدهورت حالته الصحية و أصبح الإرهاق و الانفعالات مهددين لصحته و حياته-حفظه الله-فأجابني:سأرتاح طويلا بعد أن يكتمل بناء مؤسسات الحزب لأنّي أعتزم الانسحاب من الأجهزة القيادية مع بلوغي سن التقاعد لأتفرغ لأسرتي و أبنائي،لقد كان دائما يحس بالتقصير تجاههم،ومن هنا مبعث اعتزازه بزوجته التي كانت نعم السند و المعين‘ فلله درك من أب عطوف و لله دركم من أسرة علم و كرم و نبل.
و لا يفوتني أن أسجل أنّ ما تحدثت به عن أستاذي سي مصطفي يماثله ما يمكن قوله عن أخي و حبيبي سي الأمين الركالة، المفكر الألمعي و الإنسان النبيل و المناضل الصلب و الصديق الوفي، لولا أنّكم خصصتم المعتصم بالسؤال.
9- ألا ترى أن البديل الحضاري ارتكب أخطاء إستراتيجية هي التي أدت إلى توريطه ؟
9:لا أعتقد أنّ توريطنا في خلية بليرج المفترضة له علاقة بأخطاء استراتيجية ارتكبناها،و هذا لا ينفي وقوعنا في أخطاء لأنّنا فعل بشري،و قوة البديل الحضاري من قوة المراجعات التي ما انفك يقوم بها، فعند تأسيس جمعية البديل الحضاري بعد الانسحاب من حركة الاختيار الإسلامي إثر طرد المعتصم و الركالة و المسعودي،رفعنا شعار الحركة الإسلامية طليعة الأمة في معركة التغيير و صاحبة مشروع مجتمعي قاطعين مع مقولة الحركة الإسلامية أداة الثورة و نواة الدولة،و لاحقا تخلينا عن مقولة دولة الإنسان طريقنا لدولة الإسلام لصالح أفق الدولة المدنية المدبرة للاختلاف و الضامنة للحريات.
لذلك فتوريطنا لا علاقة له بأخطاء نكون قد ارتكبناها،بل مرتبط بمؤامرة دبرت بليل،أوضحت بعض حيثياتها جوابا عن سؤال سابق.
10- هللتم كثيرا في بداية حكم الملك محمد السادس لما سمي “العهد الجديد” و بنيتم على إشاراته كل إستراتيجيتكم السياسية. ..ألا ترى أنكم كنتم على خطأ ، وأن التحليل الذي اعتمدته العدل والإحسان في التعامل مع المخزن كان الأصوب ؟
10:نعم لقد تعاطينا بإيجابية مع مجيئ ملك جديد،و ثمنّا بصدق مبادراته:المفهوم الجديد للسلطة،هيئة الإنصاف و المصالحة،مدونة الأسرة،تقرير الخمسينية،مقترح الحكم الذاتي....،و اعتبرناها علامات على انبثاق عهد جديد رغم كل الثغرات و الملاحظات التي أبديناها في حينها خصوصا على مستوى آليات التنزيل التي لم تحترم دائما مقتضيات التدبير الديموقراطي و انحازت للمقاربات التكنوقراطية، و بالتالي من يجب محاسبتهم و مساءلتهم هم الّذين انقلبوا على روح العهد الجديد المتجسدة في هذه المبادرات،أمّا نحن فلا زلنا متشبتين بتلك الروح،و لا زلنامقتنعين بضرورة الرجوع لها للانطلاق مجددا و الانتهاء من مسلسل التراجعات هذا عبر إصلاح سياسي و دستوري و مؤسساتي يسبقه جو انفراج سياسي و حقوقي من خلال الإفراج عن المعتقلين السياسيين و الناشطين الحقوقيين و وقف التضييق على الصحافيين،و هذا جوهر ما كان يقصده الأمين العام للحزب حين أقسم أمام المحكمة أنّنا لم نخن وطننا و لا ملكنا،قد يتهمننا أصحاب العنتريات و المزايدات اللفظية أنّنا نستجدي عفوا أو أنّنا ملكيون أكثر من الملك،و هنا أوضح أنّ موقفنا من المؤسسة الملكية موقف مبدئي حتى و لو اعتقلوا الحزب كله،و سنظل مؤمنين بدورها الريادي و لنا في ملكية إسبانيا و أسرة الميجي اليابانية أمثلة من دور الملكيات في الدفاع عن الديموقراطية، و بالتالي نمتلك الشجاعة لنقول أن لا مشكل لنا مع ملك البلاد لأنّ موقعه الدستوري فوق الصراعات السياسية،بل مأساتنا من صنع مافيات الريع الاقتصادي و مركبات الريع الأمني المسخرة لأدوات الإفساد السياسي،هذا المركب الذي افتعل و يفتعل الدسائس للعودة إلى ما قبل زمن الإنصاف و المصالحة و هو مركب يقود انقلابا على روح العهد الجديد. لقد كان سهلا علينا أن نجعل من المعتصم و الأمين أكثر من أميناتو حيدر و لكننا غلبنا المصلحة الوطنية على جراحنا،فقد رفض المعتصم أن تطرح نائبة من البرلمان الأوروبي منشقة عن الحزب الاشتراكي الإسباني قضيتهم أمام البرلمان الأوروبي حين علم أنّها من أنصار البوليساريو،نعم نموت و يحيا الوطن.
11-ماذا تعني لك هذه....الكلمات ؟
العهد الجديد
عبدالسلام ياسين
16 ماي
الحكم الذاتي
الحرية
11:
العهد الجديد:لحظة أمل لاستعادة الإمكان الحضاري في النهضة و التنمية،نأمل العودة لروحه.
عبد السلام ياسين:قامة فكرية و روحية،كان له دور في انتشال غير قليل من الشباب من براثن الفكر السلفي المتنطع.
16ماي:لحظة أليمة،لم نستثمر دروسها و تم استغلال دماء شهدائها و آلام عائلات الضحايا لتصفية حسابات سياسية عابرة.
الحكم الذاتي: مقترح ذكي و واقعي يمهد لإنهاء النزاع حتى نتفرّغ لبناء المغرب الكبير,
الحرية:المصطفى المعتصم و محمد الأمين الركالة و أنا أعانقهما.
12-كلمة أخيرة
12:كلمة أخيرة: أناشد كل الأحرار و الديموقراطيين و الفضلاء للتدخل كل حسب موقعه و علاقاته من أجل إطلاق سراح كل المعتقلين السياسيين،و رغم أنّ الإخوة المعتقلين يرفضون طلب العفو ليقينهم التام بمظلوميتهم و براءتهم-و هم على حق في ذلك-فإنّني أناشد جلالة الملك و هو المؤتمن على حقوق المغاربة للتدخل من أجل طي هذا الملف المسيئ لوجه المغرب الحقوقي و المتنافي مع سياساته و توجيهاته من أجل إصلاح جهاز القضاء.
أجرى معه الحوار : عبدالجليل ادريوش
[email protected]


انقر هنا لقراءة الخبر من مصدره.