الدمناتي: مسيرة FDT بطنجة ناجحة والاتحاد الاشتراكي سيظل دائما في صفوف النضال مدافعا عن حقوق الشغيلة    تيزنيت: الاتحاد الوطني للشغل بالمغرب ينظم تظاهرته بمناسبة فاتح ماي 2025 ( صور )    عندما يهاجم بنكيران الشعب.. هل زلّ لسانه أم كشف ما في داخله؟    وزراء خارجية "البريكس" وشركاؤهم يجتمعون في ريو دي جانيرو    كأس إفريقيا لأقل من 20 سنة.. المنتخب المغربي يدشن مشاركته بفوز صعب على كينيا    في عيد الشغل.. أمين عام حزب سياسي يتهم نقابات بالبيع والشراء مع الحكومة    صادرات الفوسفاط بقيمة 20,3 مليار درهم عند متم مارس 2025    تنفيذ قانون المالية لسنة 2025.. فائض خزينة بقيمة 5,9 مليار درهم عند متم مارس    "كان" الشباب: المنتخب المغربي ينتصر على كينيا ويشارك الصدارة مع نيجيريا قبل المباراة المرتقبة بينهما    أمطار طوفانية تغمر زاكورة.. وسيول كادت تودي بأرواح لولا تدخل المواطنين    الشرطة الإسبانية تعتقل زوجين بسبب احتجاز أطفالهما في المنزل ومنعهم من الدراسة    كلية الناظور تحتضن ندوة وطنية حول موضوع الصحة النفسية لدى الشباب    القهوة تساعد كبار السن في الحفاظ على قوة عضلاتهم (دراسة)    فرنسا.. ضبط 9 أطنان من الحشيش بعد سطو مسلح على شاحنة مغربية قرب ليون (فيديو)    فوائد القهوة لكبار السن.. دراسة تكشف علاقتها بصحة العضلات والوقاية من السقوط    نشرة إنذارية: زخات رعدية وهبات رياح قوية مرتقبة بعدد من أقاليم المملكة    كرة القدم.. برشلونة يعلن غياب مدافعه كوندي بسبب الإصابة    توقيف لص من ذوي السوابق لانتشاله القبعات بشوارع طنجة    لماذا أصبحت BYD حديث كل المغاربة؟    عمر هلال يبرز بمانيلا المبادرات الملكية الاستراتيجية لفائدة البلدان النامية    موخاريق: الحكومة مسؤولة عن غلاء الأسعار .. ونرفض "قانون الإضراب"    رحيل أكبر معمرة في العالم.. الراهبة البرازيلية إينا كانابارو لوكاس توفيت عن 116 عاما    المركزيات النقابية تحتفي بعيد الشغل    "تكريم لامرأة شجاعة".. ماحي بينبين يروي المسار الاستثنائي لوالدته في روايته الأخيرة    باحثة إسرائيلية تكتب: لايجب أن نلوم الألمان على صمتهم على الهلوكوست.. نحن أيضا نقف متفرجين على الإبادة في غزة    اتحاد إنجلترا يبعد "التحول الجنسي" عن كرة القدم النسائية    المغرب يجذب استثمارات أجنبية مباشرة بقيمة 9.16 مليار درهم في ثلاثة أشهر    تقرير: المغرب بين ثلاثي الصدارة الإفريقية في مكافحة التهريب.. ورتبته 53 عالميا    الحكومة تطلق خطة وطنية لمحاربة تلف الخضر والفواكه بعد الجني    تراجع طفيف تشهده أسعار المحروقات بالمغرب    أمل تيزنيت يرد على اتهامات الرشاد البرنوصي: "بلاغات مشبوهة وسيناريوهات خيالية"    المملكة المتحدة.. الإشادة بالتزام المغرب لفائدة الاستقرار والتنمية في منطقة الساحل خلال نقاش بتشاتام هاوس    معرض باريس.. تدشين جناح المغرب، ضيف شرف دورة 2025    عادل سايح: روح الفريق هل التي حسمت النتيجة في النهاية    العثور على جثة مهاجر جزائري قضى غرقاً أثناء محاولته العبور إلى سبتة    تسارع نمو القروض البنكية ب3,9 في المائة في مارس وفق نشرة الإحصائيات النقدية لبنك المغرب    الإسباني لوبيتيغي يدرب منتخب قطر    السكوري بمناسبة فاتح ماي: الحكومة ملتزمة بصرف الشطر الثاني من الزيادة في الأجور    أغاثا كريستي تعود للحياة بفضل تقنيات الذكاء الاصطناعي    دول ترسل طائرات إطفاء إلى إسرائيل    الإعلان في "ميتا" يحقق نتائج أرباح ربعية فوق التوقعات    فيدرالية اليسار الديمقراطي تدعو الحكومة إلى تحسين الأجور بما يتناسب والارتفاع المضطرد للأسعار    توقعات أحوال الطقس ليوم الخميس    أكاديمية المملكة تشيد بريادة الملك محمد السادس في الدفاع عن القدس    الدار البيضاء ترحب بشعراء 4 قارات    محمد وهبي: كأس أمم إفريقيا لأقل من 20 سنة (مصر – 2025).. "أشبال الأطلس" يطموحون للذهاب بعيدا في هذا العرس الكروي    طنجة .. كرنفال مدرسي يضفي على الشوارع جمالية بديعة وألوانا بهيجة    فيلم "البوز".. عمل فني ينتقد الشهرة الزائفة على "السوشل ميديا"    مهرجان هوا بياو السينمائي يحتفي بروائع الشاشة الصينية ويكرّم ألمع النجوم    مؤسسة شعيب الصديقي الدكالي تمنح جائزة عبد الرحمن الصديقي الدكالي للقدس    حقن العين بجزيئات الذهب النانوية قد ينقذ الملايين من فقدان البصر    اختبار بسيط للعين يكشف احتمالات الإصابة بانفصام الشخصية    دراسة: المضادات الحيوية تزيد مخاطر الحساسية والربو لدى الأطفال    التدين المزيف: حين يتحول الإيمان إلى سلعة    مصل يقتل ب40 طعنة على يد آخر قبيل صلاة الجمعة بفرنسا    كردية أشجع من دول عربية 3من3    وداعًا الأستاذ محمد الأشرافي إلى الأبد    قصة الخطاب القرآني    







شكرا على الإبلاغ!
سيتم حجب هذه الصورة تلقائيا عندما يتم الإبلاغ عنها من طرف عدة أشخاص.



الالاف من الجديديين يؤدون صلاة العيد والسلطات تفتح أبواب اعدادية عبد الكريم الخطابي لتفادي الازدحام بالمصلى (+خطبة العيد)
نشر في الجديدة 24 يوم 20 - 08 - 2012

أدى جموع الجديدين نهار اليوم خطبتي وصلاة العيد هذا اليوم بالساحة المجاورة للعمالة أمام الثانوية الإعدادية عبد الكريم الخطابي في جو من الخشوع والرهبة بفضل الأعداد الكبيرة التي حجت إلى المصلى لأداء صلاة العيد.

وقد انطلقت صلاة العيد في حدود الثامنة صباحا كما كان محدد سلفا بصلاة العيد وقد أم المصلين الدكتور أحمد بن محمد العمراني رئيس المجلس العلمي لإقليم سيدي بنور و الأستاذ بجامعة شعيب الدكالي وخطيب مسجد الأعظم –بلحمدونية- الذي أفتتح خطبته الأولى بعد صلاة العيد بتذكير جموع المصلين كيف مر رمضان وهم يجاهدون إلى تحصيل الخيرات ومجاهدة النفس على القيام والصيام مستحضرا تلك الصور الرحمانية التي يعرفها الشهر الفضيل حاثهم على الإستمرار و مواصلة العمل الذي بناه المؤمن طوال الشهر الكريم مستشهدا بما ورد عن الصحابي عبد الله بن مسعود رضي الله عنه إن في سورة النساء لخمس آيات ما يسرني أن لي بها الدنيا وما فيها.

*إن الله لا يظلم مثقال ذرة وإن تك حسنة يضاعفها ويؤت من لدنه أجرا عظيما

*إن تجتنبوا كبائر ما تنهون عنه نكفر عنكم سيئاتكم وندخلكم مدخلا كريما

*إن الله لا يغفر أن يشرك به ويغفر ما دون ذلك لمن يشاء

*ولو أنهم إذ ظلموا أنفسهم جاءوك فاستغفروا الله واستغفر لهم الرسول لوجدوا الله توابا رحيما

*ومن يعمل سوءا أو يظلم نفسه ثم يستغفر الله يجد الله غفورا رحيما

قال عبد الله: ما يسرني أن لي بها الدنيا وما فيه


كما ذكر بفضل الإستغفار وأجره العظيم وعلامات قبول العمل الصالح كما وذكر أن رجلا دخل على امرأة أو أدخلها في منزل وأرادها على نفسها وقال لها: أغلقي الأبواب فأغلقت الأبواب كلها قال: هل بقي شيء من الأبواب؟ قالت: نعم الباب الذي بيننا وبين الله فارتعد واقشعر جلده وخرج وتركها، وحث المسلمين على التمسك بدعاء اللهم اعنا على ذكرك وشكرك وحسن عبادتك.

وفي ختام الخطبة الأولى ذكر قصة أبو الدرداء رضي الله عنه حين مر على أناس يضربون رجلا ويسبونه فقال لهم: ماذا فعل؟ فقالوا: أذنب ذنبا فقال: أرأيتم لو وجدتموه في بئر أكنتم تستخرجونه منها؟ قالوا: نعم نستخرجه قال: فلا تسبوا أخاكم، وأحمدوا الله الذي عافاكم فقالوا له: ألا تبغضه وتكرهه؟ قال: إنما أبغض عمله فإذا تركه فهو أخي.

وفي الخطبة الثانية هنأ الجديدين بالعيد وبوجوب تذكر كل مسكين ومحتاج وكل من صل معهم العام الماضي وغيبه الموت عن الصلاة في هذا العيد وسنة تغيير الطريق أثناء الرجوع إلى المنازل وخاتما بوصية رمضان.

يا من كنتم بالأمس تستقبلوني و اليوم... ودعتموني ..

يا من كنتم تخشون و تبكون في أيامي فبعد انقضائي لا تنسوني

يا من كنتم تتلون آيات ربكم ليلا نهارا فلا تهجرونه سرا و جهارا

يا من كنتم تقيمون ليلي و تصومون نهاري فهلا استمريتم وكنتم كرارا؟

أحبائي
وصيتي لكم ألا تنسوني و لا تنسوا فضلي وفضل أيامي فليس من إكرام الضيف أن ينسوا جميله أو يرفضوا هديته أو يمزقوا عطيته . فلكم تعبتم و لكم عطشتم و لكم اجتهدتم و لكم قرأتم و ختمت فهل من الفضل أن تضيعوا ذلك كله بعد انقضائي.

و أثناء مغادرة المصلين إلى منازلهم كان المشهد رهيب وجموع الناس في صفوف تحد النظر في جو إيماني رهيب تقشعر له الأبدان.

تجدر الإشارة إلى ان السلطات عمدت إلى فتح أبواب ثانوية الإعدادية عبد الكريم الخطابي في وجه المصلين مع العلم أن مجموعة من المواطنين خافوا الزحام فانطلقوا لآداء الصلاة إما في سيدي بوزيد أو مولاي عبد الله مع تسجيل بعض حالات عدم تدارك في الوقت بين الساعة القديمة والجديدة.

فيما يلي خطبة العيد كاملة لكل راغب في الاستفادة منها مع تشكراتنا للاستاذ أحمد بن محمد العمراني :

الله أكبر، الله أكبر، الله أكبر...الله أكبر كبيرا، وسبحان الله بكرة وأصيلا، أحمده كما ينبغي لجلال وجهه وعظيم سلطانه وهو الأحق بالحمد، منحنا شهر الصيام، وتفضل علينا فيه بجزيل الثواب والإنعام، وأشهد أن لا إله إلا الله وحده لاشريك له، وأشهد أن محمدا عبده ورسوله من يطع الله ورسوله فقد فاز فوزا عظيما، ومن يعص الله ورسوله فقد ضل ضلالا مبينا، فاللهم صل على النبي الكريم وآله، وارض عن صحابته، وأحي الأمة على ملته. وبعد :
أيها المؤمنون:
ها قد ودعتم اليوم ضيفا عزيزا كريما، حل بكم قبل شهر من الزمان. زاركم ليرفع درجاتكم ويزيد في حسناتكم ويعتقكم من النيران. فتمتعتم بلذة الصلوات، وأراحتكم كثرة الركعات، وارتفعتم بمزيد السجدات، وأنساكم طول وقوفكم بين يدي الله دنياكم ومشاغلكم. عشتم مشاهد ازدحام صفوف المصلين، وتلاحم الأكتاف، والتصاق الأقدام، وهيمنة الخشوع، وتنزل الرحمات.
حرصتمعلى إكمال التراويح والإمام يدعو وأنتم تؤمنون.
حولتمبيوتكم إلى جنان ورياحين يذكر فيها اسم الله، ويتلو فيها كتابه، وتطبق فيها سنة حبيبهبالاقتداء به في إفطاره وسحوره وتعبده، فحظيتم بأجر الاهتداء وشرف الاقتداء.
أمسكتمألسنتكم عن الغيبة والنميمة ولغو الكلام، وطيبتموه بالذكر والقرآن وطيب الكلام، وتعلمتم أن تقولوا لكل غافل، نحن صائمون يا إنسان.
وساعدتم المحتاج والمسكينبالصدقة وجزيل الاحسان.
وحصلتم ليلة خير من ألف شهر، فرصة خير من ثلاثين ألف فرصة.
الله أكبر...أيها المؤمنون:
لقد عشتم بناء للنفس بعد تقييد مردة الشياطين، فانتصرت الأنفس على شهواتها، وقللتم من عيوبها، وسموتم بها من نفس أمارة إلى نفس لوامة فمطمئنة. فانتبهوا لصيانة هذا البناء بعد رمضان، فقد أطلقت الشياطين من سلاسلها، وهم أشد حرصا على الرجوع بكم إلى سابق عهدها، فاحرصوا على الحفاظ على ما اكتسبتموه من مناعة إيمانية وأعمال عبادية وأجواء روحانية.
فاستقيموا على عبادة الله، فما خلقتم إلا لذاك، ولا تصلح حياتكم ولا تستقيم إلا بعبادة ربكم، قال تعالى:"قُلْ إِنَّ صَلاَتِى وَنُسُكِى وَمَحْيَاىَ وَمَمَاتِى للَّهِ رَبّ 0لْعَٰلَمِينَ لاَ شَرِيكَ لَهُ وَبِذٰلِكَ أُمِرْتُ وَأَنَاْ أَوَّلُ 0لْمُسْلِمِينَ". الأنعام/162،163.
وتجنبوا ما أمرتم بتجنبه، وامتثلوا أوامر ربكم، وتأملوا هذا الكلام الذهبي من صحابي جليل اسمه عبد الله بن مسعود الذي يقول فيما اخرجه عنه الحاكم في مستدركه بسند صحيح:" إن في سورة النساء لخمس آياتما يسرني أن لي بها الدنيا وما فيها. قوله تعالى:" إن الله لا يظلم مثقال ذرةوإن تك حسنة يضاعفها ويؤت من لدنه أجرا عظيما"40.وقوله تعالى:" إنتجتنبوا كبائر ما تنهون عنه نكفر عنكم سيئاتكم وندخلكم مدخلا كريما"31. وقوله تعالى:" إن الله لا يغفر أن يشرك به ويغفر ما دون ذلك لمن يشاء48". وقوله تعالى:" ولو أنهم إذ ظلموا أنفسهم جاءوك فاستغفروا اللهواستغفر لهم الرسول لوجدوا الله توابا رحيما"64. وقوله تعالى:" ومن يعملسوءا أو يظلم نفسه ثم يستغفر الله يجد الله غفورا رحيما"110.
فاشتغلوا بالحسناتفإنكم لن تظلموا فيها ولو مثقال ذرة،
واجتنبوا الكبائرالتي حذر منها النبي العدنان، من :" الشِّرْك بِاللَّهِ، وَالسِّحْر، وَقَتْل النَّفْسِ الَّتِي حَرَّمَ اللَّهُ إِلَّا بِالحَقِّ، وَأَكْل الرِّبَا، وَأَكْل مَالِ اليَتِيمِ، وَالتَّوَلِّي يَوْمَ الزَّحْفِ، وَقَذْف المُحْصَنَاتِ المُؤْمِنَاتِ الغَافِلاَتِ".خ واجتنبوا:" عقوق الوالدين، وقول الزور".خ
واجتنبوا لعن الوالدين بسبك وشتمك لوالدي الآخر".خ
وانبذوا الشرك بالله أصغره وأكبره وخفيه فإن الله لا يغفره،
وتمسكوا بالاستغفار الذي قال فيه الرسول صلى الله عليه وسلم:" أنزل الله عليَّ أمانين لأمتي:" وَمَا كَانَ اللَّهُ لِيُعَذِّبَهُمْ وَأَنْتَ فِيهِمْ وَمَا كَانَ اللَّهُ مُعَذِّبَهُمْ وَهُمْ يَسْتَغْفِرُونَ".الأنفال/33, فإذا مضَيْت تركت فيهم الاستغفار إلى يوم القيامة". الترمذي. استغفر ربكبالندم على ما مضى، والعزم على ترك العودة إليه أبدا، وأن تؤدّي إلى المخلوقين حقوقهم حتى تلقى الله وليس عليك تبعة، وأن تعمِد إلى اللحم الذي نبت من السحت فتذيبه بالأحزان حتى تُلصِق الجلد بالعظم وينشأ بينهما لحم جديد، وتذيق الجسم ألم الطاعة كما أذقته حلاوة المعصية، فعند ذلك تقول: أستغفر الله. واعلموا أنه :" ما من مسلم يعمل ذنبا إلا وقف الملك ثلاث ساعات، فإن استغفر من ذنبه لم يكتبه عليه ولم يعذبه به الله يوم القيامة ". الحاكم.
واعلموا رحمكم الله أن لكل شيء علامة، وعلامة قبول الحسنةأن يتبعها العبد بحسنة أخرى.لقوله صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ:" اتَّقِ اللهَ حَيْثُمَا كُنْتَ،وَأَتْبِعِ الْسَّيِّئَةَ الْحَسَنَةَ تَمْحُهَا،وَخَالِقِ الْنَّاسَ بِخُلُقٍ حَسَنٍ".ت. فيامن يفكر في العودة إلى الذنوب والمعاصي والغفلة:تمهل قليلا وتفكر:كيف تعود إلى السيئات وقد طهرك الله منها؟.كيف تعود إلى المعاصي وقد محاها الله من صحيفتك؟. أيعتقك الله من النار فتعود إليها؟. أيبيض الله صحيفتك من الأوزاروأنت تسودها مرة أخرى؟.لا تهدم ما بنيت، لا تسود ما بيضت، لا ترجع إلى الغفلة والمعصية. واحرص على إحكام سفينتك فإن البحر عميق، وخفف حملك فإن العقبة كؤود، وأكثر الزاد فإن السفر طويل، وأخلص العمل فإن الناقد بصير.
فالاخلاص الاخلاصعباد الله، اصدقوا الله في عبادتكم وأعمالكم يصدقكم الله ...أوحى الله تعالى إلى داود عليه السلام:" ليس كل من صلى قبلتُ صلاته، ولا من عبد الله قبلتُ عبادته، يا داود، كم من ركعة لا تساوي عندي شيئاً، لأني نظرت إلى قلب صاحبها فوجدته إن برزت له امرأة متعرضة أجابها، وإن عامله إنسان في تجارة خانه. يا داود، طهر ثيابك الباطنة، لأن الظاهر لا ينفعك عندي، وأني بكل شيء محيط".الزهر الفائح في ذكر من تنزه عن الذنوب والقبائح :1 / 24. وانتبهواإلى أن باب الله لا يغلق، وهو مطلع على كل صغيرة وكبيرة، راقبوه في السر والعلن، تكونوا من الفائزين، حكي أن رجلاً خلا مع امرأة، فقال لها: أغلقي الأبواب وأرخي الستور، ففعلت ذلك، فلما دنا منها قالت له: إنه بقي باب لم أغلقه، فقال لها: وأي باب هو؟ فقالت له: الذي بينك وبين الله تعالى".الزهر الفائح في ذكر من تنزه عن الذنوب والقبائح :1 / 32.
وأكثروا من دعاء:اللهم أعنا على ذكرك وشكرك وحسن عبادتك.وتمسكوا بالعمل القليل الدائم غير المنقطع فهو أحب الأعمال إلى الله"خ. قال رَسُولَ اللَّهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، قَالَ:" مَنْ أَنْفَقَ زَوْجَيْنِ فِي سَبِيلِ اللَّهِ، نُودِيَ مِنْ أَبْوَابِ الجَنَّةِ: يَا عَبْدَ اللَّهِ هَذَا خَيْرٌ، فَمَنْ كَانَ مِنْ أَهْلِ الصَّلاَةِ دُعِيَ مِنْ بَابِ الصَّلاَةِ، وَمَنْ كَانَ مِنْ أَهْلِ الجِهَادِ دُعِيَ مِنْ بَابِ الجِهَادِ، وَمَنْ كَانَ مِنْ أَهْلِ الصِّيَامِ دُعِيَ مِنْ بَابِ الرَّيَّانِ، وَمَنْ كَانَ مِنْ أَهْلِ الصَّدَقَةِ دُعِيَ مِنْ بَابِ الصَّدَقَةِ"، فَقَالَ أَبُو بَكْرٍ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ: بِأَبِي أَنْتَ وَأُمِّي يَا رَسُولَ اللَّهِ مَا عَلَى مَنْ دُعِيَ مِنْ تِلْكَ الأَبْوَابِ مِنْ ضَرُورَةٍ، فَهَلْ يُدْعَى أَحَدٌ مِنْ تِلْكَ الأَبْوَابِ كُلِّهَا، قَالَ: "نَعَمْ وَأَرْجُو أَنْ تَكُونَ مِنْهُمْ". خ.وانظروا بعينالرحمة لكل مسلم عاص، ادعوه بالحكمة والموعظة الحسنة، ولا تشتموه أو تسبوه، واقتدوا في ذلك بالصحابي الحكيم أبي الدرداء الذي مر يوما على رجل عمل ذنبا وعلم بذنبه أناس، فوجدهم يسبونه، فقال لهم: أرأيتم لو وجدتموه في قاع قليب، ألم تكونوا مخرجيه منها؟. قالوا: بلى، قال: فاحمدوا الله الذي عافاكم ولا تسبوا أخاكم، احمدوا الله الذي عافاكم ولا تسبوا أخاكم". ولاتنسواأمتكم التي تعيش مرحلة من أعقد مراحل حياتها، زمن القصعة التي حدث عنها النبي الأمين:" يوشِكُ الْأُمَمُ أَنْ تَدَاعَى عَلَيْكُمْ كَمَا تَدَاعَى الْأَكَلَةُ إِلَى قَصْعَتِهَا» ، فَقَالَ قَائِلٌ: وَمِنْ قِلَّةٍ نَحْنُ يَوْمَئِذٍ؟ قَالَ: «بَلْ أَنْتُمْ يَوْمَئِذٍ كَثِيرٌ، وَلَكِنَّكُمْ غُثَاءٌ كَغُثَاءِ السَّيْلِ، وَلَيَنْزَعَنَّ اللَّهُ مِنْ صُدُورِ عَدُوِّكُمُ الْمَهَابَةَ مِنْكُمْ، وَلَيَقْذِفَنَّ اللَّهُ فِي قُلُوبِكُمُ الْوَهْنَ» ، فَقَالَ قَائِلٌ: يَا رَسُولَ اللَّهِ، وَمَا الْوَهْنُ؟ قَالَ: «حُبُّ الدُّنْيَا، وَكَرَاهِيَةُ الْمَوْتِ".سنن أبي داود.فاللهم تقبل منا صيامنا وصلاتنا، واجعلنا من عتقائك يا كريم. آمين. والحمد لله رب العالمين.
الخطبة الثانية
الله أكبر، الله أكبر، الله أكبر...الحمد لله رب العالمين، والعاقبة للمتقين، والصلاة والسلام على سيد الأنبياء والمرسلين، وعلى آله والصحب أجمعين.
وبعد: أيها المؤمنون:
هنيئا لنا هذا العيد، رحمات ربي فيه متدفقة، ونفحات الكريم فيه مهيأة، فأكثروا فيه من التهليل والتكبير، وتزاوروا فإن في ذلك المحبة والألفة، ولا تنسوا الفقراء والمساكين، وإذا رجعتم من صلاتكم فارجعوا من طريق غير الذي سلكتموه في القدوم إلى المصلى، فتلك سنة نبيكم المثلى. وتذكروا من صلى معكم العام الماضي أين ذهبوا؟ سكتوا فما نطقوا، وكأنهمما كانوا، فارقوا كل مرغوب ومطلوب، وما بقيت معهم إلا الأعمال الصالحة أو الذنوب، فاستعِدوا لما ذهبوا إليه، وتذكروا قدومكم على ما قدموا إليه، واسألوا الله لهم المغفرة والرحمة . ولا تنسوا إكمال دهركم بصيام بعض الأيام الواردة في وصية نبيكم القائل:" من صام رمضان ثم أتبعه ستا من شوال كان كصيام الدهر"مسلم. وكونوا كما أرادكم رب الخلق في حديث سيد الخلق:" إن لله آنية من أهل الأرض، وآنية ربكم قلوب عباده الصالحين، وأحبها إليه ألينها وأرقها". واسمعوا إخوة الايمان وصية رمضان التي كتبها لكم قبل سفره إلى الملك الديان. يقول لنا فيها: يا من كنتم بالأمس تستقبلوني واليوم ودعتموني، يا من كنتم تراقبون ربكم وتبكون في أيامي، يا من كنتم تتلون آيات ربكم ليلا نهارا، يا من كنتم تقيمون ليلي وتصومون نهاري، تشبتوا بالصيام والقيام، وتذكروا الفقراء والأيتام، اشكروا نعم الله عليكم ولا تجحدوها، وإياكم أن تنسوني أو تنسوا فضلي وفضل أيامي، وتنقضوا عهدكم بالتوبة والأوبة. فما أنا إلا حروف تحمل في طياتها الكثير، وما أنا إلا أيام وليالي، ولكن يومي بدهر، وليلي فيه ليلة القدر، فودعني وداع محب مشتاق، واستقبلني استقبال ملهوف محتاج، فإني أقول لك: أستودع الله دينك وأمانتك وخواتيم أعمالك وقيامك وذكرك وصلاتك، فما قدمته في شهري أمانة في عنقك، لا تفرط فيها، فسنلتقي قريبا.فالَّلهُمَّ تَقَبَّلْ مِنَّا رَمَضَانَ، واعفُ عَنَّا مَا كَانَ فيهِ مِنَ تَقصِيرٍ وَغَفْلَةٍ. الَّلهُمَّ اجعلْنَا فِيهِ مِنَ الفَائِزِينَ، الَّلهُمَّ ارحَمْ ضَعْفَنَا وتَقْصِيرَنَا ولا تَكُلْنَا إِلى أَنفُسِنَا طَرْفَةَ عَينْ . اللهم يا كاشفَ كلَ ضرٍ وبلية، ويا عالمَ كلَ سرٍ وخفية، نسألُك فرجا قريبا للمسلمين، وصبرا جميلا للمستضعفين، الَّلهُمَّ كُنْ نَاصِرَاً لَهُمْ يَوْمَ تَخَلَّى عَنْهُمُ النَّاصِرُ، وكُنْ مُعِينَاً لَهُم يَومَ تَخَلَّى عَنْهُمُ المُعينُ، الَّلهم ارحمِ الأطفالَ اليَتَامى والنِّساءَ الثَّكَالَى، وذِي الشَّيبَةِ الكَبِير.اللهم إنك ابتدأت الخلق من غير حاجة بك إليهم، ثم جعلتهم فريقين فريقا للنعيم وفريقا للسعير، فاجعلنا للنعيم ولا تجعلنا للسعير. اللهم إنك علِمتَ ما تكسب كل نفس قبل أن تخلُقها، فلا محيص لها مما علمت، فاجعلنا ممن تستعملُه بطاعتك، اللهم إنك خلقت الخير والشر وجعلت لكل واحد منهما عاملا يعمل به، فاجعلنا من خير القسمين، اللهم إنك خلقت الجنة والنار، وجعلت لكل واحدة منهما أهلا، فاجعلنا من سكان جنتك. اللهم ارحم أموات المسلمين، وخصوصا من صلى معنا العيد الماضي وغاب عنا جسده هذا العيد، اللهم اغفر لهم وارحمهم . اللهم اهد حكام المسلمين لما فيه صلاح للأمة ونصر للدين، وعلى رأسهم أمير المؤمنين جلالة الملك محمد السادس، اللهم انصره نصرا عزيزا تعز به الدين وترفع به راية الاسلام رب العالمين، اللهم كل له وليا ونصيرا ومعينا وظهيرا، ويسر له بطانة صالحة تعينه إذا ذكر وتذكره إذا نسي، واحفظه في ولي عهده سمو الأمير المولى الحسن وأنبته اللهم النبات الحسن، وأعنه بسمو الأمير المولى الرشيد واجعله من الراشدين، وارحم فقيدي العروبة والاسلام جلالة الملك محمدا الخامس وجلالة الملك الحسن الثاني واجعلهما من عبادك الصالحين..،
ربنا آتنا في الدنيا حسنة.......،
رب اغفر وارحم............،
والحمد لله رب العالمين .


انقر هنا لقراءة الخبر من مصدره.