لليوم السابع على التوالي تعيش مدن عديدة بإسبانيا على وقع مظاهرات واحتجاجات عارمة صاحبتها اعتقالات وأعمال تخريب ونهب لعدد من المرافق ورشق لقوات الأمن، ما أسفر عن توقيف واعتقال ما لا يقل عن 129 شخصًا، وذلك منذ انطلاق هذه الأحداث يوم الثلاثاء الماضي 16 فبراير الجاري. وانطلقت الاحتجاجات المطالبة بإطلاق سراح مغني الراب المعروف بابلو هاسل، بعد إعلان توقيفه في حرم إحدى الجامعات بمنطقة بلييدا (إقليم كتالونيا) حيث كان يختبئ منذ مدة لمنع الشرطة من اعتقاله. وتم القبض على هاسل بعد الحكم عليه بتسعة أشهر حبسا نافذا، على خلفية اتهامه بتمجيد الإرهاب وإهانة الملكية في إسبانيا في عدد من نصوصه وتدوينات نشرها على حساباته منذ سنوات. وفي أخر بيان لها، أكدت الشرطة في كاطلونيا أنه تم توقيف ثمانية أشخاص في احتجاجات الليلة الماضية، مساء الأحد، حيث أفادت أنه تم القبض على خمسة بتهمة سرقة محل لبيع الملابس في ممر دي غراسيا في برشلونة، أما الثلاثة الباقين فتم توقيفهم لارتكابهم جرائم الاعتداء على رجال السلطة ومخالفة القوانين العامة. وأفاد المصدر الرسمي ذاته أن تسعة من قوات الشرطة أصيبوا خلال هذه الحوادث بسبب رمي زجاجات ومواد حادة عليهم من طرف الغاضبين، حيث نقل اثنان منهم إلى المستشفى بسبب حالتهما الصحية المتقدمة. من جانب آخر، أفادت صحيفة "إلبريوديكو" الإسبانية نقلا عن مصالح الطوارئ الطبية (SEM) أنه ثم إسعاف 11 شخصًا في برشلونة خلال الأحداث التي شهدتها الليلة المنصرمة، 10 منهم حالتهم خفيفة وحالة واحد أقل خطورة، فيما تطلب الأمر ثلاث عمليات نقل إلى المراكز الصحية بالمدينة. وقام محتجون غاضبون من مواصلة سجن بابلو هاسل بإلقاء الحجارة والزجاجات وأكياس القمامة على جموع رجال الأمن الذين كانوا يحمون مقرا للشرطة الوطنية في شارع بوسط العاصمة الكاتلانية، فيما شهدت مناطق إشعال للنيران في الحاويات ورشق بالحجارة لبعض سيارات الأمن المنتشرة بالمدينة طيلة الأسبوع المنتهي من هذه الاحتجاجات. يذكر أن الاحتجاجات اندلعت بعد بدء السلطات تنفيذ الحكم القضائي الصادر في حق المغني الشاب بالسجن لمدة 9 أشهر، إذ حكم عليه في سنة 2015 بالسجن لمدة عامين مع وقف التنفيذ بتهمة تمجيد الإرهاب، ثم مرة ثانية في 2018 على خلفية تدوينات في مواقع التواصل الاجتماعي وصفت بأنها إهانة للتاج الإسباني وعاهل البلاد. وقد وجهت التهم للرابور بسبب الإشارة في أغانيه إلى منظمة "GRAPO"، التي تم تصنيفها في قائمة المنظمات الإرهابية في الاتحاد الأوروبي والولايات المتحدةالأمريكية. وتم الحكم عليه منذ مدة، لكن إجراءات التنفيذ استمرت لمدة طويلة، وكان من المفترض أن يتم إيداعه السجن يوم الجمعة ما قبل الماضي، لكن هروبه إلى حرم الجامعة رفقة 50 من أنصاره، أجّل ذلك إلى يوم الثلاثاء المنصرم، حيث تدخلت الشرطة داخل فضاء الجامعة وألقت القبض عليه بأوامر من القضاء.