نشر موقع صحيفة “دير شبيغل” الألمانية، أمس، تقريراً زعم فيه أن لجنة التحقيق الدولية في اغتيال رئيس الوزراء اللبناني الأسبق رفيق الحريري توصّلت إلى دلائل جديدة و”مفاجئة” تشير إلى تورّط “حزب الله” في عملية الاغتيال، لكن الموقع أشار إلى أن لجنة التحقيق رفضت التعليق على هذه المعلومات. "" ونقل الموقع عن مصادر وصفها بأنها “قريبة من المحكمة وتم التأكد منها بعد معاينة وثائق داخلية”، أن التحقيق “سيتخذ منحى “مثيراً”، إذ أظهرت التحقيقات المكثفة في لبنان “تورّط قوات خاصة من حزب الله وليس السوريين، في التخطيط والتنفيذ للعملية”. ونسب التقرير إلى مصدر لم يسمّه، أن وحدات سرية خاصة في قوى الأمن اللبنانية برئاسة رئيس الفرع الفني في شعبة المعلومات اللبناني النقيب وسام عيد، الذي قتل بانفجار استهدف سيارته في يناير/كانون الثاني ،2008 تمكنت من تحديد عدد من أرقام هواتف خليوية قد تكون استخدمت في محيط موقع الانفجار الذي استهدف الحريري في الأيام التي سبقت الاغتيال. وأطلق المحققون على هذه الارقام اسم “دائرة الجحيم الأولى”. وحدّد الفريق 8 أرقام لهواتف خليوية تم شراؤها كلها في اليوم نفسه من مدينة طرابلس الشمالية، وتم تشغيلها قبل ستة أسابيع على عملية الاغتيال، واستخدمت حصراً في الاتصال بين بعضها، باستثناء واحد منها. ولفت الكاتب إلى أن هذه الأرقام كانت أدوات للفريق المنفذ للعملية. ولكن الموقع أشار إلى وجود شبكة خطوط أطلق عليها اسم “دائرة الجحيم الثانية”، وتضمّ 20 هاتفاً خليوياً آخر كانت قريبة من الهواتف الثمانية الأولى. وبحسب قوى الأمن اللبناني، فإن كل الأرقام تابعة على ما يبدو إلى “الذراع التنفيذية” لحزب الله. وادعى كاتب التقرير الألماني أن أماكن وجود المجموعتين اللتين استخدمتا الهواتف الخليوية تصادفت مراراً وتكراراً، وقد حدّدت في مواقع قريبة من موقع الاغتيال. إلا أن الارتباط العاطفي لأحد “الإرهابيين”، بحسب الكاتب الألماني، دلّ المحققين على أحد المشتبهين الرئيسيين، إذ إن “الإرهابي” المفترض أجرى اتصالا من أحد الهواتف المعتمدة بصديقته. ولم يحصل ذلك إلا مرة واحدة، لكنها كانت كافية لتحديد هوية المتصل، ويعتقد معد التقرير أنه عبد المجيد غملوش من قرية رومين في جنوب لبنان، وينتمي إلى “حزب الله”، وأنهى دورة تدريبية في إيران، وفق التقرير. وتم تحديد غملوش على أنه هو الذي اشترى الهواتف الخليوية، وقد اختفى منذ ذلك الحين، وقد لا يكون على قيد الحياة. وقاد “تهوّر” غملوش، بحسب الصحيفة، إلى الشخص الذي يعتقد المحققون الآن أنه الرأس المدبّر للاغتيال، ويدعى “حاج سليم” (45 عاما) من بلدة النبطية، ويعتقد أن حاج سليم هو قائد الجناح العسكري لحزب الله، ويقيم في الضاحية الجنوبيةلبيروت. ونقل كاتب التقرير الألماني عن المصدر الذي لم يحدّده ونقل عنه مزاعمه، أنه يبدو ان المحققين في بيروت اكتشفوا هوية العضو في حزب الله الذي حصل على شاحنة “الميتسوبيشي” التي استخدمت في عملية الاغتيال، كما تمكنوا من تحديد مصادر المتفجرات. وادعى المصدر أن الهدف من اغتيال النقيب عيد كان تأخير التحقيقات، مشيراً مرة جديدة إلى وجود دلائل على تورّط “وحدة كوماندوز” تابعة لحزب الله في هذا الاغتيال. وزعم الموقع أن الأسباب التي دفعت المحكمة الخاصة بلبنان إلى تأخير هذه المعلومات الخاصة بالاغتيال، يمكن أن تعود إلى أن المحققين في هولندا يخافون من أنها قد تثير اضطرابات في الوضع بلبنان. وأضاف أن مكتب المحققين الدوليين في ليدشيندام، وهي المنطقة التي تستضيف المحكمة الخاصة بلبنان في هولندا، رفض التعليق على أسئلة “دير شبيغل” لأنها تتعلق “بتفاصيل عملية”.