أقدم السياسي الإسباني ألفيس بيريس، زعيم تنظيم "انتهت الحفلة" (SALF)، الذي تمكن في الانتخابات الأوروبية الأخيرة من انتزاع ثلاثة مقاعد في البرلمان الأوروبي، على رفع أعلام إسبانية ضخمة، يبلغ طول كل واحد منها أربعة أمتار، في جزيرة محتلة من لدن إسبانيا قبالة ساحل مدينة الحسيمة، في خطوة استفزازية جديدة تعيد توتير النقاش حول هذه المناطق التي تعتبرها الرباط أراض مغربية محتلة. وحسب ما رواه بيريس في حساباته على مواقع التواصل الاجتماعي، فقد تمكن من إدخال الأعلام الثلاثة إلى المغرب داخل حقيبة، دون أن يُسأل عن الغرض منها أو تتم مصادرتها، رغم أن مواقفه اليمينية المتشددة تجاه المغرب معروفة ومتكررة في خطابه ونشاطه الميداني. وادعى السياسي اليميني نفسه أن السلطات المغربية صعّبت دخوله إلى البلاد بعد محاولة أولى ليل السبت الماضي سيرًا على الأقدام، قبل أن "ينجح لاحقًا في بلوغ هدفه"، وفق تعبيره ضمن فيديو نشره بمنصة "إكس". وقال بيريس، في لهجة تحريضية لأنصاره: "لندافع عن بيوتنا وأحيائنا ومدننا.. لندافع عن بلدنا. وسائل الإعلام ستضلل؛ لكننا قمنا بتوثيق كل شيء"، ثم أورد أن ما قام به يأتي ردًا على ما اعتبره "مناورات مغربية لعرقلة رفع العلم الإسباني في هذه المواقع"، مشددًا: "الإسبان الأحرار والسئمون من هذه الحزبية الجبانة والإجرامية قرروا الاتحاد كإخوة. انتهت الحفلة". هذا التحرك، الذي وُصف في إسبانيا من قبل أنصار ألفيس بأنه "رسالة حازمة لرفض أي تفاوض مع الرباط" حول ما يسمونه "السيادة الوطنية"، وضع بيريس مجددًا في قلب الجدل وأثار حفيظة الأوساط المغربية التي ترى فيه خرقًا سافرًا لحرمة الأراضي الوطنية. Hemos izado una bandera española de 4 metros en las islas de la bahía de Alhucemas, frente a Marruecos. Estas posesiones, bajo soberanía española y custodiadas por fuerzas militares, se encuentran frente a la costa marroquí y, según diversas fuentes, han visto restringida en... pic.twitter.com/e3XH28sWAC — Alvise Pérez (@Alvise_oficial_) August 11, 2025 وفي هذا الصدد، قال يحيى يحيى، رئيس اللجنة الوطنية للمطالبة بتحرير سبتة ومليلية والجزر التابعة لهما: "مؤسف حقًّا أن يتمكن مثل هذا العمل الاستفزازي من التحقق بهذه الكيفية السهلة وأمام أنظار الجميع؛ لكن الوحدة الترابية المغربية تبقى أكبر من مثل هذه التحركات الصبيانية لعنصر يميني إسباني لديه دوافع انتخابية يعمل على مسايرتها لتوسيع قاعدته الانتخابية"، ثم واصل تصريحه لجريدة هسبريس الإلكترونية متسائلا: "إذا كانت هذه الجزيرة إسبانية .. لماذا يحتاج المتسلل إليها إلى الانطلاق من شاطئ في الحسيمة؟". وأضاف يحيى مستغربا: "في جميع أنشطة لجنة تحرير سبتة ومليلية، كانت مختلف الأجهزة الأمنية تقف في وجهنا حين نحاول الوصول إلى الجزر التي تستعمرها إسبانيا قبالة الشريط الساحلي المتوسطي المغربي؛ لكنها غابت تمامًا في هذه الواقعة التي قام بها شخص يحمل عددًا من الأعلام الإسبانية بطول أربعة أمتار لكل منها"، لافتا إلى أن "ألفيس بيريس قد قام بما شاء؛ لكن الواقعة المستفزة تقتضي فتح تحقيق مغربي على أعلى مستوى لتحديد مكامن الخلل". وكشف رئيس اللجنة الوطنية للمطالبة بتحرير سبتة ومليلية والجزر التابعة لهما، في ختام تصريحه لهسبريس، أن اللجنة التي يرأسها تعمل حاليا على دراسة الرد المناسب على هذا العمل الاستفزازي، معربًا عن أمله في ألا تجد هي أيضًا من يتعقب تحركاتها بالقرب من السواحل المغربية والمياه الإقليمية، وألا يوجد أي عنصر من أجهزة إنفاذ القوانين في البلاد يحاول ثنيها عن الوصول إلى أي من الجزر المغربية المحتلة في شمال المملكة.