قال مسؤولون فلسطينيون إن القوات الإسرائيلية دمرت ما لا يقل عن 30 مبنى سكنيا في مدينة غزة وأجبرت الآلاف على النزوح من ديارهم، في الوقت الذي وصل فيه وزير الخارجية الأمريكي ماركو روبيو إلى إسرائيل يوم الأحد لإجراء مناقشات بشأن الصراع. وأكد رئيس الوزراء الاسرائيلي، بنيامين نتنياهو، الأحد، أن زيارة وزير الخارجية الأميركي ماركو روبيو تُظهر "قوة" الروابط بين البلدين. وقال نتنياهو الذي وصف روبيو ب "الصديق الاستثنائي" لإسرائيل، إن زياروزير الخارجية الاميركي تُظهر مدى "قوة التحالف الإسرائيلي-الأميركي". وأضاف نتنياهو للصحافيين بعد زيارة الحائط الغربي أو حائط البراق في القدس الشرقية المحتلة برفقة روبيو والمبعوث الأميركي لدى إسرائيل مايك هاكابي "إنه (تحالف) قوي وصلب مثل حجارة حائط المبكى التي لمسناها للتو". وقالت إسرائيل إنها تعتزم السيطرة على المدينة التي يحتمي بها نحو مليون فلسطيني، وذلك في إطار هدفها المعلن المتمثل في القضاء على حركة المقاومة الإسلامية الفلسطينية (حماس)، وكثفت هجماتها على المدينة ووصفتها بأنها آخر معاقل حماس. وكانت إسرائيل قد استهدفت القيادة السياسية للحركة، التي أجرت مفاوضات متقطعة حول اتفاق محتمل لوقف إطلاق النار وإطلاق سراح الرهائن، بغارة جوية في الدوحة يوم الثلاثاء في هجوم أثار إدانة واسعة النطاق. ومن المقرر أن تستضيف قطر قمة عربية إسلامية طارئة يوم الاثنين لمناقشة الخطوات القادمة. وذكر روبيو أن واشنطن تريد مناقشة كيفية تحرير 48 رهينة، يعتقد أن 20 منهم على قيد الحياة، لا تزال تحتجزهم "حماس" في غزة وإعادة إعمار القطاع الساحلي. وقال روبيو قبل أن يتوجه إلى إسرائيل التي سيبقى بها حتى يوم الثلاثاء "ما حدث قد حدث... سوف نلتقي بهم (القيادة الإسرائيلية). سنتحدث عن ما يخبئه المستقبل". اتفاقيات إبراهيم في خطر وصف مسؤولون أمريكيون هجوم الثلاثاء على أراضي حليف وثيق للولايات المتحدة بأنه تصعيد أحادي الجانب لا يخدم المصالح الأمريكية ولا الإسرائيلية. والتقى كل من روبيو والرئيس الأمريكي دونالد ترامب برئيس الوزراء القطري محمد بن عبد الرحمن آل ثاني يوم الجمعة. ووقع نتنياهو يوم الخميس على قرار للمضي قدما في خطة لتوسيع المستوطنات ستقتطع من أراضي الضفة الغربية التي يسعى الفلسطينيون إلى إقامة دولة عليها، وهي خطوة حذرت الإمارات من أنها ستقوض اتفاقيات إبراهيم التي أبرمت بوساطة أمريكية وأفضت إلى تطبيع علاقاتها مع إسرائيل. وتحذر وكالات إغاثة من أن سيطرة إسرائيل على مدينة غزة سيكون لها تداعيات كارثية على السكان الذين يعانون بالفعل من سوء تغذية على نطاق واسع. وقالت وزارة الصحة في القطاع يوم الأحد إن فلسطينيين آخرين توفيا بسبب سوء التغذية والجوع في غزة خلال الساعات الأربع والعشرين الماضية مما يرفع عدد الوفيات الناجمة عن ذلك إلى 422 شخصا على الأقل، من بينهم 145 طفلا. وسمحت إسرائيل، التي منعت دخول جميع المواد الغذائية إلى غزة لمدة 11 أسبوعا في وقت سابق من هذا العام، بدخول مساعدات إلى القطاع منذ أواخر يوليو تموز، إلا أن الأممالمتحدة تقول إن هناك حاجة إلى المزيد من الإمدادات. وتقول إسرائيل إنها تريد من المدنيين مغادرة مدينة غزة قبل إرسال المزيد من القوات البرية إلى هناك. وتشير التقديرات إلى رحيل عشرات الآلاف لكن مئات الألوف لا يزالون في المنطقة. ودعت حماس الناس إلى عدم المغادرة. وتنفذ قوات الجيش الإسرائيلي عمليات داخل أربع ضواح شرقية على الأقل منذ أسابيع، وسوت معظم مناطق ثلاث منها على الأقل بالأرض. وتضيق الخناق على وسط القطاع والمناطق الغربية منه حيث يحتمي معظم النازحين. ويتردد الكثيرون في المغادرة، قائلين إنه لا توجد مساحة كافية أو مأمن في الجنوب حيث أعلنت إسرائيل منطقة إنسانية وطلبت منهم التوجه إليها. ويقول البعض إنهم لا يستطيعون المغادرة بينما يأمل آخرون في أن يضغط القادة العرب المجتمعون يوم الاثنين في قطر على إسرائيل لإلغاء هجومها المخطط له. وقال مصباح الكفارنة النازح في مدينة غزة "الضرب اشتد في كل مكان واحنا من الصبح فكينا الخيم فوق العشرين عائلة، مش عارفين وين نروح". وقالت إسرائيل إنها نفذت خمس موجات من الغارات الجوية على مدينة غزة خلال الأسبوع المنصرم، واستهدفت أكثر من 500 موقع، بما في ذلك مواقع استطلاع وقناصة تابعة لحماس ومبان تحتوي على فتحات أنفاق ومخازن أسلحة. ويقول مسؤولون محليون إن ما لا يقل عن 40 شخصا على الأقل سقطوا قتلى بنيران القوات الإسرائيلية في أنحاء القطاع، منهم 28 على الأقل في مدينة غزة وحدها. ولا تميز تلك الأرقام بين المقاتلين والمدنيين. وقالت حماس إن القوات الإسرائيلية قصفت ما لا يقل عن 1600 مبنى سكني و13 ألف خيمة منذ 11 أغسطس آب. وقتلت الحملة الإسرائيلية المستمرة منذ عامين تقريبا أكثر من 64 ألفا في قطاع غزة، وفقا للسلطات المحلية. وشنت إسرائيل الحملة عقب هجوم نفذته حماس عليها في السابع من أكتوبر تشرين الأول 2023 والذي أسفر عن مقتل 1200 شخص واقتياد 251 رهينة، وفقا للأرقام الإسرائيلية.