وزير الداخلية يودّع شقيقته الكبرى بجنازة هادئة وبدون بروتكول ومتواريا عن الأنظار    كوت ديفوار تجدد تأكيد "دعمها الكامل" للمبادرة المغربية للحكم الذاتي    العيون.. رئيس "سيماك": التجربة التنموية في الأقاليم الجنوبية للمغرب نموذج يحتذى على الصعيد القاري    انطلاق فعاليات النسخة الأولى من ملتقى التشغيل وريادة الأعمال بطنجة    ميسي يقود ميامي إلى هزم بورتو    مهرجان "كناوة وموسيقى العالم" يعيد إلى الصويرة نغمة المحبة والبركة    "عائدتها قدرت بالملايير".. توقيف شبكة إجرامية تنشط في الهجرة السرية وتهريب المخدرات    رئيس النيابة العامة يجري مباحثات مع وزيرة العدل بجمهورية الرأس الأخضر    حكومة أخنوش تصادق على إحداث "الوكالة الوطنية لحماية الطفولة" في إطار نفس إصلاحي هيكلي ومؤسساتي    ماركا: ياسين بونو "سيد" التصديات لركلات الجزاء بلا منازع    تغييرات في حكامة "اتصالات المغرب"    البيت الأبيض: موقف دونالد ترامب من إيران "لا يجب أن يفاجئ أحداً"        بعيوي يكذب تصريحات "إسكوبار الصحراء"    الرئيس المنتدب للمجلس الأعلى للسلطة القضائية يستقبل وزيرة العدل بجمهورية الرأس الأخضر    إصدار أول سلسلة استثنائية من عشرة طوابع بريدية مخصصة لحرف تقليدية مغربية مهددة بالاندثار    الحرب الامبريالية على إيران    أمن طنجة يتفاعل بسرعة مع فيديو السياقة الاستعراضية بشاطئ المريسات ويوقف المتورطين        الأحمر يلازم تداولات بورصة البيضاء    الحكومة تصادق على تقنين استخدام "التروتينت" ووسائل التنقل الفردي بقوانين صارمة    المغرب والولايات المتحدة يعززان شراكتهما الأمنية عبر اتفاق جديد لتأمين الحاويات بموانئ طنجة المتوسط والدار البيضاء    الإعلام الإنجليزي يشيد بأداء الوداد وحماس جماهيره في كأس العالم للأندية    نشرة إنذارية تحذر المواطنين من موجة حر شديدة ليومين متتاليين    "مجموعة العمل" تحشد لمسيرة الرباط تنديدا بتوسيع العدوان الإسرائيلي وتجويع الفلسطينيين    أخبار الساحة    الوداد الرياضي يتلقى هدفين نظيفين أمام مانشستر سيتي في كأس العالم للأندية    بنكيران يهاجم… الجماهري يرد… ومناضلو الاتحاد الاشتراكي يوضحون    هل يعي عبد الإله بنكيران خطورة ما يتلفظ به؟    مجازر الاحتلال بحق الجوعى وجرائم الحرب الإسرائيلية    بيت الشعر في المغرب يتوّج بجائزة الأكاديمية الدولية للشعر    تعدد الأصوات في رواية «ليلة مع رباب» (سيرة سيف الرواي) لفاتحة مرشيد    سؤال الهوية الشعرية في ديواني .. « سأعبر جسر القصيدة» و «حصتي من الإرث شجرة» للشاعرة سعاد بازي المرابط        الحكومة تصادق على إحداث المعهد الوطني العالي للموسيقى والفن الكوريغرافي        معرض بكين للكتاب: اتفاقية لترجمة مؤلفات حول التراث المغربي اللامادي إلى اللغة الصينية    الدوزي يُطلق العدّ التنازلي ل"ديما لباس"    كتل هوائية صحراوية ترفع الحرارة إلى مستويات غير معتادة في المغرب    طنجاوة يتظاهرون تنديدًا بالعدوان الإسرائيلي على غزة وإيران    الشعب المغربي يحتفل غدا الجمعة بالذكرى ال55 لميلاد صاحب السمو الملكي الأمير مولاي رشيد    إصابة حكم ومشجعين في فوضى بالدوري الليبي    ميداليات تحفز "بارا ألعاب القوى"    فحص دم جديد يكشف السرطان قبل ظهور الأعراض بسنوات    بنهاشم بعد مواجهة مانشستر سيتي: لعبنا بشجاعة وخرجنا بدروس ثمينة رغم الخسارة    بنك المغرب والمؤسسة المالية الدولية يوقعان شراكة لتعزيز الشمول المالي الفلاحي بالمغرب    الصين تدفع نحو مزيد من الانفتاح السياحي على المغرب: سفارتها بالرباط تتحرك لتعزيز توافد السياح الصينيين    إيران تستهدف مستشفى بجنوب إسرائيل ونتانياهو يتوعدها بدفع "ثمن باهظ"    برلمان أمريكا الوسطى يُجدد دعمه الكامل للوحدة الترابية للمغرب ويرد على مناورات خصوم المملكة    خدش بسيط في المغرب ينهي حياة بريطانية بعد إصابتها بداء الكلب    السعودية تدعو إلى ارتداء الكمامة في أداء العمرة    التوفيق : تكلفة الحج تشمل خدمات متعددة .. وسعر صرف الريال عنصر حاسم    ورزازات تحدث تحولا نوعيا في التعامل مع الكلاب الضالة بمقاربة إنسانية رائدة    وزير الأوقاف: خدمات واضحة تحدد تكلفة الحج الرسمي وتنسيق مسبق لضبط سعر الصرف    خبير يعرف بالتأثير الغذائي على الوضع النفسي    وزارة الاوقاف تصدر إعلانا هاما للراغبين في أداء مناسك الحج    وزارة الأوقاف تحدد موعد قرعة الحج        







شكرا على الإبلاغ!
سيتم حجب هذه الصورة تلقائيا عندما يتم الإبلاغ عنها من طرف عدة أشخاص.



" ٱلعَربيّة " بين لُغات ٱلعالَم
نشر في هسبريس يوم 02 - 06 - 2010

«من المُسلَّم حاليّا، رغم بعض الشُّكوك الجزئية، أن النص القرآني قد أُوحِي إلى النبي محمد [ص] في لسانٍ تَكوَّن أساسُه من لهجته [القُرشية] الخاصة، لكنَّه [لسانٌ] كان يَتَّجه بمقتضى الضرورة نحو التوافُق مع لهجات أخرى بشبه الجزيرة العربية. إنه، إذن، كان يُمثِّل نوعا من "اللُّغة المشتركة" التي عَرَفتْ حظّا لم يُسمَع بمثله، من حيث إنها بَقِيت اللسان المكتوب أو التعبُّدِي للعرب، ولمُعظَم المسلمين حتى أيامنا. ذلك بأنها لُغة العبادة في الإسلام، ولكنها أيضا لُغة الأدب الكلاسيكي بكل أشكاله، بل إنها كذلك وبشكل أساسي لُغة الأدب الحديث، ولُغة الصِّحافة والإذاعة والجامعة. وإن استقرار هذا اللسان لظاهرةٌ أخرى مُدهِشة، إلى حدّ أن بِنْية اللغة لم تتغيّر البَتّة، مما يجعل حاليا من غير المفيد إقامة أي تمييز، لحاجات تعليمية، بين "عربية قديمة" و"عربية حديثة".» ("جيرار لُوكُونت"[1])
ثمة مَيْلٌ لدى كثيرين إلى ٱعتبار ٱلِاختلاف ٱللُّغوي بين ٱلشُّعوب وٱلجماعات بَلْبَلَةً مُفَرِّقَة وَٱخْتِلَاطًا مُشَوِّشا، بَلْ يَتِمُّ ٱلِانْزلاق -في بعض ٱلأحيان- إلى تَخريجه على غِرار "ٱلِاختلاف ٱلعِرقي" بين ٱلأقوام، ٱلذي كثيرًا ما جُعِل أساسًا لِتَبْرير مُختلِف ٱلتَّفاوُتات ٱلِاقتصادية وٱلِاجتماعية وٱلثقافية ٱلقائمة بين ٱلناس على مستوى العالَم كله وعلى ٱمتداد أطوار التاريخ البشري.
ونَجِد، ٱلآن، أَنّ ٱلإنسانية تستعمل -عَبْر مُختلِف ٱلمجتمعات وٱلبُلدان ٱلمُكوِّنة لِلْعالَم ٱلمُعاصِر- من "ٱللُّغات" ما إِنَّ عَددَه لَيُقارِب ستة آلاف (على الرغم من أنه ما زال من ٱلصّعْب وَضْعُ معايير دقيقة للتَّميِيز بين ٱلألْسُن وٱللهجات ٱلمُتقاربة أو ٱلتّابِعة وبين ٱللُّغات ٱلأساسية وٱلثانوية في مُحيط لغوي مُحدَّد). لكنْ لا يوجد -في خِضَمِّ هذه "ٱلبَلْبَلة" ٱللُّغويّة ٱلعالَميّة بٱمتياز- سوى بِضْعَة ألْسُن هي ٱلتي تُسيطِر على ٱلتواصُل الفعلي، وهي أَلْسُن لا تَكادُ تتجاوز عشرة في ٱلعالَم كُلِّه، وتَتوَزَّع حاليا -مع حِفْظ كُلّ ٱلفُرُوق ٱللَّازِمة- على ٱلنحو ٱلتالي: "ٱلصِّينِيّ" بأكثر من مليار ومئتي مليون مُتكلِّم، "ٱلإنجليزي" بنحو نصف مليار، "ٱلهندي" بنحو نصف مليار، "ٱلإسباني" بنحو 350 مليونًا، "ٱلعربي" بنحو 330 مليون، "ٱلملاوي" بنحو 250 مليون، "ٱلبنغالي" بنحو 200 مليون، "ٱلبُرتغالي" بنحو 180 مليون، "ٱلرُّوسي" بنحو 170 مليون، "ٱلياباني" بنحو 125 مليونا. وتُؤكِّد الدراسات، بهذا الخصوص، أن هذا الوضع آخِذٌ في التغيُّر السريع نسبيا، بحيث ستكون الألسن العشرة الأولى عالميا نحو 2050 حسب الترتيب التالي: "الصيني" بمليار و660 مليون، "الهندي" 737 مليون، "العربي" 720 مليون، "الإنجليزي" 650 مليون، "الإسباني" 628 مليون، "البرتغالي" 325 مليون، "البنغالي" 316 مليون، "الملاوي" 300 ملايين، "الروسي" 148 مليون، "الياباني" 113 مليون. وهكذا، فإن لُغات مثل "الألمانية" (نحو 100 مليون) و"الفرنسية" (نحو 80 مليونا من المتكلمين الفعليين فقط!) قد فقدت رُتْبَتها بين اللغات العشر الأولى، في حين ستَفْقِد "الإنجليزية" مركزها الثاني تدريجيا لصالح "الهندية". أما "العربية"، فهي اللغة الصاعدة التي ستُنافِس "الهندية" على المرتبة الثانية مباشرة بعد "الصينية" صاحبة المركز الأول عالميا منذ الآن [2].
ومن ثم، فإنّ أكثر من نصف سُكّان ٱلعالَم (نحو ثلاثة ملايِير ونصف مليار نَسَمة) يَتكَلَّمُون في واحد من تلك ٱلألسن العشرة، ٱلتي لا تَبْرُز منها، في ٱلواقع، سوى أربعة أَلْسُن ذات نُفُوذ عالَمي أكيد: "ٱلصِّينِيّ" (بِملياره المُتكاثِر وحضارته العريقة وزَحْفه المتواصل)، "ٱلهندي" (بنصف ملياره المُتكاثر و"أُبُوّته" تُجاه ما يُسمَّى ٱلألسُن "ٱلهنديّة-ٱلأُرُوبية" وتناميه علميا وتقنيا واقتصاديا)، "ٱلإنجليزي" (بنصف ملياره وهيمنته ٱلعالَمية على كل المستويات تقريبا)، ثُمّ...، "ٱلعَرَبي"!، نَعَم و"اللسان ٱلعربي" (بنحو ثُلُث مليار، وبتاريخه ٱلعريق، وعالَميته ٱلمُضاعَفة بِفعل نَفاذه ٱلراسخ وٱلمشهود في كثير من تلك ٱلألسُن، وباعتماده كلُغة تقنية ودبلوماسية من قِبَل كُبرى المُؤسسات العالَمية، وبِكوْنه لسان مليار من المُسلمين، يُرَتِّلُه معظمُهم قُرآنًا في صلواتهم خمس مرات يوميا في مشارق ٱلأرض ومغاربها!). ولعل وضع "اللسان العربي" هكذا ضمن الألسن العالمية الأولى (في جميع الأحوال يُراوِح بين الرتبة الثالثة والرتبة السابعة حسب المُتغيِّرات المُعتبرة في الترتيب[3]) أمرٌ يَغِيظ بشدة كثيرين إلى حدّ الغَثَيان، بل يَحمِل بعضهم على نوع من السُّعَار المزدوج بالهَذَيان! فَتَراهُم لا يَكُفّون عن التهجُّم عليه وتَبْخيسه لدى كل سانحة وبافتعال كل الأباطيل المُمكِنة!
حَقًّا، إِنّ وَضْع "ٱلعربيّة" في عالَم ٱللُّغات ٱلحاليّة تَشرُطه مُحدِّداتٌ مُتعدِّدةٌ: أَوّلُها، أنّ مُستعمليها يَتوزَّعُون، في ٱلعالم، عبر أربعة وعشرين بَلَدًا تَتَّخذُها لُغةً رسمية وحيدة أو إلى جانب لُغات أخرى (ٱلأردُن، ٱلإمارات، ٱلبحرين، تُونُس، ٱلجزائر، دجيبوتي، سوريا، ٱلسُّعودية، ٱلسُّودان، ٱلصُّومال، ٱلعراق، عُمان، فلسطين، قَطر، ٱلكويت، لبنان، ليبيا، مصر، ٱلمغرب، موريتانيا، ٱليمن، جُزُر القَمَر، تشاد، إريتريا)، وعبر نحو ثلاثين بَلدًا آخر أكثرية سُكّانها مُسلِمُون، ومنها بعض ٱلبُلدان ٱلتي يَفُوق تَعدادُ سُكّانها خمسين مليون نَسَمة وقد يتجاوز ٱلمئة (تركيا، إيران، باكستان، بنغلاديش، أندونيسيا، نيجيريا، "ٱلهند") ؛ ثُمّ في ٱلعالَم كُلِّه من خلال عَدَد من ٱلجاليات ٱلعربية وٱلمُسلمة ؛ دُون إغفال ٱلحُضُور ٱليومي لِعَشرات ٱلألفاظ من أصل عربي أَكِيد أو مُحْتمَل (صِفْر، جَبْر، حَبْل، قَهْوة، قُطْن، بَنَان، كُحُول، كُحل، كيمياء، مَنزل، مَخْزن، زَرافة، غَزَال، إلخ.) في أهم ٱللُّغات ٱلعالَمية (الإسبانية، البرتغالية، الفرنسية، الإنجليزية، الهندية، إلخ.) ؛ وثانيها، أنّ مُعظم مُتكلِّميها بين العرب بالخصوص لا يزالون أُمِّيين أو شبه أميين ؛ وثالثُها، أنّ "ٱلعربية ٱلفُصحى" تُدرَّس -في أحسن ٱلأحوال- كلُغة ثانية ودون تَوفُّر الشروط المناسبة ؛ ورابعُها، أنها -في مُعظَم ٱلبُلدَان ٱلعربيّة ٱلتي كانت مُسْتوْطَنةً من قِبَل دُوَل أُرُوبية- تُعَدّ رسمِيّا ٱللُّغة ٱلقومية، في حين لا تُستعمَل فِعْلِيًّا من قِبَل ٱلفِئاتِ ٱلمُسَيْطِرة سوى ٱللُّغات ٱلأُرُوبية ذات ٱلماضي و/أوْ ٱلحاضِر ٱلِاستيطانيّ-ٱلهَيْمَنِيّ (ٱلإنجليزية-ٱلأمريكية، ٱلفرنسية، ٱلإسبانية، ٱلألمانية، ٱلإيطالية) ؛ وخامسُها، أنّ ٱستعمالَها مَقْصُورٌ على ٱلمَجالات ٱلرسميّة (ٱلإدارة، ٱلمدرسة، ٱلمسجد، ٱلكنيسة، ٱلصُّحُف، ٱلإذاعة، ٱلتَّلْفَزة، ٱلمُؤتَمرات) وقليلٌ في واقع ٱلحياة ٱلعامَّة (ٱلبيت، ٱلشارع، ٱلمعمل، ٱلسوق، ٱلمستشفى، ٱلملعب)، بل حتى في أَهمّ ٱلمجالات ٱلرسمية (ٱلإدارة، ٱلمدرسة، ٱلإذاعة، ٱلتَّلْفزَة) تُستعمَل "ٱلفُصحى" و"ٱلعاميّة" و"ٱلأعجميّة" مُتداخِلات ؛ وسادسُها، غِيابُها الفعلي عن واقع ٱلمُمارسة ٱلعلمية وٱلصِّناعية وٱلتِّقانيّة ؛ وأخيرا، ٱلحُضُور ٱلقويّ وٱلمُهيْمِن لأهمّ ٱلألْسُن ٱلأُرُوبية، ليس فَقَطْ في أبْرَز قِطاعات ٱلعالَم ٱلمُعاصِر (ٱلعُلُوم، ٱلفلسفة، ٱلصِّناعة، ٱلتِّقَانة، ٱلتِّجارة وٱلأعمال، وسائل ٱلإعلام وٱلِاتِّصال)، وإِنَّما أيْضًا في مُختلِف ٱلأوساط ٱلثقافية، خُصوصا في ٱلمدارس وٱلجامِعات وٱلمعاهد داخل ٱلعالَم ٱلعربي نفسِه. وٱجتماع هذه ٱلمُحدِّدات كُلِّها يُعْطينا صُورَةَ "ٱللِّسان ٱلعربي" كلِسان مَهِين ومُحْتَقَر وغير وظيفيّ، على ٱلرّغم من كُلّ مَظاهر ٱلِاحتِفاء وٱلِاهتِمام ٱلتي تُحيط به هُنا وهُناك، وعلى ٱلرّغم من كُلّ ٱلِاستِثمارات وٱلجُهُود ٱلمَبْذُولة من قِبَل كثير من ٱلمُؤسَّسات وٱلشَّخْصيّات في ٱلعالَم ٱلعربيّ، بل على ٱلمُستوى ٱلعالَميّ. ذلك بأنّنا نَجِد مُحدِّدات أُخرى هي ٱلتي تُؤسِّس، في ٱلواقع، أَرْضيّة فِعْل تلك ٱلمُحدِّدات ٱلسابِق ذِكْرُها. فَكَوْن "ٱللِّسان ٱلعربي" صار يُوجَد بالحال ٱلذي هو عليه ٱلآن ليس سوى نتيجةٍ لِسَيْرورة تاريخية وٱجتماعية، طويلة ومُعقَّدة، حَكَمتْ ولا تَزال تَحْكُم ٱلمُجتمعات ٱلعربية. ومن حيث إن ٱللِّسان ليس كائِنا مُفْرَدا أو فاعِلا مُطلَقا (بحيث يكون بإمكانه أن يَعِيش في ٱستقلال وتَعَالٍ عن بَقيَّة ٱلبنيات ٱلِاجتماعية)، فإنه لا يُمكِن إِلَّا أن يَكُون نِتاجًا مُحدَّدًا بنفس ٱلقَدْر ٱلذي يَكُون به مُحدِّدًا. فهو يُمثِّل مُختلِف شُروط ٱلفعل في إطار مجتمع ما أو محيط ثقافي وحضاري مُعيَّن. وبهذا ٱلصّدد عَرَفتْ ولا تزال تَعْرِف ٱلمُجتمعات ٱلعربية مَحْدُوديةً في ٱلعَوامِل ٱلمُحدِّدة لِحَرَكيّة ٱلمُبادَرة وضَعْفًا في نَوابِض رُوح ٱلإبداع. ولعلّ أحد ٱلْمُنطلَقات لتوسيع تلك المَحدُوديّة وتجاوُز هذا ٱلضَّعْف أن يَتِمّ ٱلعمل على تجديد تصوُّرنا لِلِّسان ٱلعربيّ، من جهة ٱلشُّروط ٱلتاريخية وٱلِاجتماعيّة لِتكوُّنه وٱلوظائف ٱللُّغويّة وٱلثقافيّة لٱستعماله.
لا شك أنّ ٱستعمال صيغة "لِسان" بِٱلمُفرَد ٱستعمالٌ غير بَدِيهيّ: فما من لِسان إِلَّا هو مَحَلٌّ لِتَغايُرٍ غير مُنْتَهٍ. وبِٱلتالي، فإنّ قوْلَنا "لِسان ٱلعرب" أو "ٱللِّسان ٱلعربيّ" ليس عِبارةً دَالَّةً حَصْرًا على "كِيانٍ لُغويٍّ مُحْتَتِنٍ". ذلك بأنّ "ٱلعرب" -بِما أنهم كانوا ولا يزالُون، مثل غيرهم، مجموعةً من ٱلقبائل وٱلشُّعُوب- لم يَتكلَّمُوا ولا يَتكلَّمُون "لِسانًا واحدا مُتجانِسًا"، بل ما فَتِئُوا يتكلمون "لُغاتٍ" أو "لَهَجات" مُتغايِرة إلى هذا ٱلحدّ أو ذاك. ومن ثَمّ، فهذا ٱلذي صار يُسمَّى "لِسان ٱلعرب" أو "ٱللِّسان ٱلعربيّ" أو "ٱلعربية ٱلفُصحَى"، هل كان لَهْجةً خاصّةً بقبيلة مُتميِّزة أو قرية مُعيَّنة، ثُمّ صار لِسانًا مِعياريًّا مُشتَركًا بين مجموعة من ٱلقبائل أمْ هو "نُخْبَةٌ مُصطنَعةٌ" أُخِذَتْ، على ٱمتداد فَتَرات مُخْتلِفة، من لَهَجات مُتعدِّدة ومُتَنوِّعة كانت مُتكلَّمةً عبر شبه ٱلجزيرة ٱلعربية؟
نَجِدُ، ٱبتداءً، أنّ "ٱلعرب" كمجموعة قَوْمية يَنْدرِجُون ضمن ٱلفضاء ٱلمُحدَّد بين بِلاد ٱلرافِديْن وبِلاد ٱلشّام وشِبْه ٱلجزيرة "ٱلعربية" ومصر وٱلقرن ٱلأفريقي، أيْ ما صار يُسمَّى "ٱلشرق ٱلأدنى" و"الشرق ٱلأوسط". وهذا هو ٱلفضاء ٱلذي عَرَف تَكوُّنَ وتَطوُّرَ كُبْرى ٱلحضارات ٱلمُؤسِّسة في ٱلتاريخ ٱلإنساني تِقْنِيًّا وعِلْميًّا ولُغويًّا وثَقافيًّا ودينيًّا. فهذا ٱلفضاء هو ٱلذي شَهِدَ "بداية ٱلتاريخ"، ليس فَقَطْ بِظُهور "ٱلكتابة" في بِلاد ٱلرَّافِديْن نحو 3200 ق.م، ثُمَّ في مِصر نحو 3000 ق.م، وإِنَّما أيْضًا بِظُهور أُولَى ٱلتَّجمُّعات ٱلحَضَرِيَّة أوْ ٱلمُدُن بين 8000 و7500 ق.م ك"أَرِيحا و"دمشق"، وظُهور أُولَى ٱلتِّقْنيّات في ٱلمِعمار وٱلرَّيّ وٱلصِّناعة وٱلتِّجارة وأُولَى ٱلمُكتَسبات ٱلفكريّة وٱلعلمية ونُشُوء أُسُس أَهمّ ٱلدِّيانات ٱلعالَميّة (ٱليهودية-ٱلنصرانية وٱلإسلام). إنه ٱلفضاء ٱلذي عَرَف تَطوُّر مجموعة لُغوِيّة مُتَقارِبة تَتمثَّل في ٱللُّغات ٱلأَكاديّة وٱلكَنْعانيّة (بِمُختلِف فُرُوعها: البابلية، الأشورية، ٱلآراميّة، ٱلسُّرْيانيّة، ٱلعربية، ٱلعِبْريّة، إلخ.) وٱلمِصْريّة وٱللِّيبيّة (بِمختلِف فُرُوعهما)، وهي اللغات ٱلتي تُسمَّى نَشَازًا "ٱللُّغات ٱلسَّامِيّة-ٱلحَامِيّة" وٱلتي يَنْبَغِي أنْ تُسمَّى بِ"ٱللُّغات ٱلأسْيَويّة-ٱلأفريقيّة" لأنّها تَكوَّنَتْ وتَطوَّرتْ في فضاء "أَسْيَوِيّ-أَفْرِيقيّ" صار يُعْرَف حالِيًّا بِ"ٱلشرْق ٱلأدنى" و"الشرق ٱلأوسط".
ولا ريب في أنّ "ٱلعرب" كانت لهم صِلاتٌ وَثِيقةٌ بِشُعوب ذلك ٱلفضاء ٱلحضاريّ بحيث يَكُون، من ثَمَّ، "ٱللِّسان ٱلعربي" نِتاجًا تاريخيا وٱجتماعيا لِمُختلِف أنواع ٱلتَّبادُل وٱلتفاعل ٱلتي تَمَّتْ بين "ٱلعرب" وشُعُوب هذا ٱلفضاء على ٱمتداد قُرُون قبل مولد ٱلمَسيح (ع). ومن هُنا لا يَصِحُّ أنْ يُنْظَر -كما هو مُعتاد- إلى "ٱللِّسان ٱلعربيّ" كَما لو كان لِسانًا تَكوَّن بين ٱلقرن 4 ق.م وبداية 7 ب.م، وسط مجموعة من ٱلقبائل ٱلبدويّة ٱلتي يُقال بأنها كانت، في مُعْظَمها، تَعِيش رِحْلات ٱلشِّتاء وٱلصَّيْف عبر جِهات شِبْه ٱلجزيرة ٱلعربية، وٱلتي كان قليلٌ منها فَقَطْ مُسْتقِرًّا في بعض ٱلواحات وٱلقُرَى. ذلك بِأنَّنا نَجِدُ أنَّ ٱسم "ٱلعرب" ("إِعْرِيبُومْ" بمعنى "دَخَل إلى ٱلماء"، وليس بمعنى "ٱلبَدَوِيّ ساكن ٱلخَيْمة" كما رَاج في ٱلأدب ٱليوناني-ٱللاتيني!) قد وَرَد ذِكرُه -وَفْق إحدى أحدث ٱلدِّراسات[4] - مُنْذ فَجر ٱلتاريخ، في ٱلألف ٱلثالث قبل ٱلميلاد! ونَجِدُ، كذلك، أنّ لفظ "لسان" نفسه ("لِشَانُومْ") وكثيرا من ٱلألفاظ تُعدّ -من جهة- مُشترَكةً نُطْقا ودَلَالةً بين "ٱلأكادية" و"ٱلعدنانيّة" [5]، و-من جهة أخرى- مُشتركَة بينهما وبين عدد من "ٱللُّغات" أو "ٱللَّهَجات" ٱلأُخْرى ك"الكَنْعانيّة" و"ٱلآراميّة" و"ٱلسُّرْيانيّة" و"ٱلعِبْريّة" و"ٱلسَّبَئِيّة"، بل أيضا بينها وبين "ٱلمصريّة" و"ٱللِّيبِية" و"ٱلأمازيغية" ؛ مِمَّا يَدُلّ على أنَّ ٱلأمر يَتعلَّق بِلُغات أو لَهَجات بينها نوع من ٱلِاشتِراك ٱلتَّكوُّنِيّ وٱلتَّداوُليّ يَجْعلُها تُعبِّر عن مُشْتَرك لُغوِيّ وثَقافِيّ يَتعلَّق بٱلْفضاء ٱلمُرتَبِط بِشُعُوب أرض ٱلعراق وٱلجزيرة ٱلعربية وٱلشام ومصر وليبيا. ويَترتَّب على ذلك أنَّ "ٱللِّسان ٱلعربيّ" بصفته كذلك لا يُمكِن أنْ يَكُون، على ٱلأقلّ في صَيْرُورته ومَآله، لِسانًا خاصّا بِقبيلة مُعيَّنة، وإِنَّما هو في أساسه نِتاجٌ لُغوِيّ -مُتجانِس إلى هذا ٱلحَدّ أو ذاك- تَبَلْوَر في فضاء قَوْمِيّ وثَقافيّ مُتنوِّع ووَاسِع جِدًّا وعلى ٱمْتِداد آلاف ٱلسِّنين.
وكَوْنُ "ٱللِّسان ٱلعربيّ" بِمِثل تلك ٱلعَراقَة وذلك ٱلتَّجذُّر هو ٱلذي يَجعلُه يَحْظَى بِعالَميّة مُضاعَفة: إِذْ أنَّه يَرتبِط تاريخيا بِٱلفضاء ٱللُّغويّ وٱلثقافيّ لحضارات عالَميّة (ٱلأَكادِيّة، ٱلبابليّة، ٱلكَنْعانيّة، ٱلمصريّة، ٱلإسلامية-ٱلعربية) ويَتَغلْغَل، من ثَمّ، بِعُمْق من خلال عِدَّة أَطْوَار في كثير من ٱلألسُن (ٱليُوناني، ٱللاتيني، الفارسي، الهندي، ٱلألسُن ٱلأروبية، إلخ.) ؛ ويَرتَبِط ثقافيّا ورُوحِيّا بِ"الإسلام" بِما هو دِين أكثر من مليار ونصف من الناس يُمثِّلُون رُبُع سُكّان هذا ٱلعالَم ؛ وتتكلَّمه مجموعة بشرية تُقدَّر بنحو 330 مليونا وتَمْتدّ على مساحة جغرافية تزيد على 13 مليون كم2 من الخليج العربي إلى المحيط الأطلسي ؛ وفضلا عن ذلك، فهو لسانٌ مُعتمَدٌ من قِبَل كُبرى المؤسسات العالَمية ("منظمة الأمم المتحدة"، "صندوق النقد الدولي"، "جامعة الدول العربية"، "أنتربول"، "منظمة الوحدة الأفريقية"، "منظمة المؤتمر الإسلامي"، "الفدرالية العالمية لجميعات ومؤسسات الكُتْبِيِّين"، إلخ.).
ولأنّ ٱلأمر بتلك ٱلخُطُورة كُلِّها، فإنّ التهجُّم على "ٱللِّسان ٱلعربيّ" لِتَبْخيسه أو تهميشه عملٌ يُؤدي إلى سَدِّ إمكانات ٱلِانفتاح على مَجال لُغوي أساسي ٱبْتَنى ولا يزال يَبْتَنِي، على نحو خاصٍّ، عالَم "ٱلإنسانيّة". ومن البَيِّن أن هذا العمل لا ينخرط فيه إلا جاهل غِرٌّ ومُتنكِّر أو خَصْمٌ جاحد وحَسُود. وكل خُصوم "العربية"، سواء أكانوا من بين مُستعملِيها أم من مُستعملِي غيرها من ٱللغات، لا يفعلون في ٱلواقع شيئا سِوى مُمارسة ٱلتضليل وٱلتدجيل لَعلَّهم يَصْرِفون ٱلناس نحو غيرها من ٱللغات ٱلتي تُحقِّق لهم مطامعهم وأغراضهم في هذه ٱلأزمنة ٱلحاضرة حيث يُعانِي "ٱللسان ٱلعربي" أزمةً قد تصير مُمِيتةً بفعل تأزُّم أوضاع ٱلمجتمعات ٱلعربية ٱلتي تَجعلُه يُكتسَب ويُستعمَل ضمن ظروف فاسدة ومُفسدة جدّا. ولكن، رغم ذلك، هيهات لِمَا يُوعِد به خُصُوم "ٱللسان ٱلعربي" من ٱلذين يَتمنَّوْنَ موتَه أو، بالأحرى، إِماتتَه غافلين أو مُتغافلين عن أن هذا ٱللسان يَملِك كل ٱلْأسباب ٱلبنيوية وٱلتداولية ٱلتي تَضمن له أن يَستمِرّ بصفته أحد أهم ٱلألْسُن ٱلعالَمية ٱلكفيلة بإِمداد وإبداع ٱلفكر وٱلفعل ٱلبشريين. ولو أن مُستعملِي "ٱللسان ٱلعربي" قَدَرُوه حق قَدْره ونَهضُوا لإصلاح وتحسين شُروط اكتسابه واستعماله -على غِرَار ما يفعل أصحاب الألسن الأخرى-، لصار شأنُه أفضل مِمّا هو عليه ٱلآن ولَضَاهَى غيره من الألْسُن على كل المستويات.
إنّ لِسانا ظَلّ مُتّصلًا في ٱستعماله منذ نحو ثلاثة آلاف سنة، لِسانٌ أَعطى ٱلعالَم بعض أروع ٱلنصوص (قصائد ٱلشعر ٱلجاهلي أو ٱلإسلامي، "ألف ليلة وليلة"، "رسالة الغُفْران" للمعرّي، "طوق الحمامة" لابن حزم، "الفُتوحات المَكيّة" لابن عربي، إلخ.)، بل تَفتَّق عن أحد أعظم ٱلنصوص، إِنْ لم يَكُن أعظمها على ٱلإطلاق ("ٱلقرآن ٱلكريم")، لِسانٌ تَكلَّمَته أعظم شخصية مُؤثِّرة في ٱلتاريخ ٱلبشري كله (محمد بن عبد ٱلله صلى الله عليه وسلم) [6]، لسان أَثَّلَ تُراثًا مَلأ آلاف المجلدات التي لا تزال مخطوطاتُها تتوزع عبر كُبرى المكتبات بالعالم، لسانٌ تغلغلت كلماتُه تارة بالعشرات وتارة أخرى بالمئات في ثنايا أهم الألسن الحيّة، لسانٌ يَنْطق به -إن جزءا أو كُلًّا- نحو رُبُع سكان الأرض، لسانٌ لا تزال تُنتَج وتُتَداول به سنويا آلاف النصوص المكتوبة والمقروءة عبر العالَم، لسانٌ حصل أحد كُتّابه على جائزة "نوبل" للآداب ؛ إن لسانا له كل هذا الشأن لا يُمكِن إِلّا أن يكون مصدر عِزّة وفخر، وعامل اهتمام واجتهاد لدى كل من له مُسْكَة من عقل أو أَثَارة من علم أو نصيب في الكرامة الآدمية. أما من لا يستطيع أن يَجد في نفسه (أو منها) سوى التَحفُّز المُقيم للتهجُّم على هذا اللسان واستنقاصه، فحتى لو ظهر له شأنٌ بين العالَمين، فلن يَعْدُوَ أن يكون شأنَ من حُرِم القُدرة على الإنصاف فصار عَبْدًا لِشتّى الأهواء والأطماع تتقاذَفُه رياحُها كيفما شاءت. وأنّى لمن كان هذا حاله أن يَعرف أنّ "اللسان العربي" يُعدّ حقًّا أحد أعظم الألسن القائمة، منذ عدة قرون، بين أيدي الناطقين والكُتّاب في هذا العالم البشري.
[email protected]
*****
[1] اُنظر:
- Gérard Lecomte, Grammaire de l'arabe, éd. PUF, coll. Que-sais-je?, Paris, 1968, p. 6-7.
[2] اُنظر ما يلي:
- David Graddol, «The Future of Language”, in Science, vol 303, 27 february 2004, p. 1329-1331.
- George Weber, “The Worlds 10 most influential Languages”, in: http://www.andaman.org/BOOK/reprints/weber/rep-weber.htm
- http://www.ethnologue.com/ethno_docs/distribution.asp?by=size
- http://www.photius.com/rankings/languages2.html
- http://en.wikipedia.org/wiki/List_of_languages_by_number_of_native_speakers
- http://en.wikipedia.org/wiki/List_of_languages_by_total_number_of_speakers
- http://en.wikipedia.org/wiki/Ethnologue_list_of_most-spoken_languages
- http://www2.ignatius.edu/faculty/turner/languages.htm
[3] اُنظُر، مثلا، الموقع التالي: http://www2.ignatius.edu/faculty/turner/languages.htm
[4] محمد بهجت قبيسي، "فقه ٱللهجات ٱلعربيات: من ٱلأكادية وٱلكنعانية وحتى ٱلسبئية وٱلعدنانية، دار شمأل، ط2، 2000، ص.63-73.
[5] اُنْظُر ٱلمصدر ٱلسابق نفسه، ٱلذي أَوْرَد بضع عشرات من ٱلألفاظ (مثلا: بَيْت، أرض، إله، دِين، حَقْل، حَرْث، قَمْح، ٱثْنَانِ، ثَلاث، أرْبَع، خَمْس، سِتٌّ، سَبْع، ثَمان، تِسْع، عَشْر، مائة، أَبٌ، أُمٌّ، أَخٌ، أُخْتٌ، عِنْدَما، كَمَا، أَنا، أَنْت، نَحن، شَمس، ذَكَر، ذِكْر، يَدٌ، عَيْن، أُذْن، فَمٌ، قَلْب، مُخّ، ٱسْم، مَاءٌ، يَوْم، مَساء، ظَلام، سَلام، أَكْل، لِباس، وَرَق، سَمْن، سُكْر، عُصْفُور، قِرَاب/جِرَاب، كَلْب، بَعْل، سَطْر، قَلَم، مَرْكَبة، مَوْت، تَلٌّ، أَخْذ، كَذِب، نُور، قَرْن، ثِقَل، ثُبُوت، نَهْر، دِلْتا، دَاءٌ، إلخ.)، ص. 325-708.
[6] اُنظُر:
- Michael A. Hart, The 100, A Ranking of The most influential persons in history, Carol Publishing Group, 1993, p. 3-10;
أو الترجمة العربية: مايكل هارت، "الخالدون مائة أعظمهم محمد رسول الله"، ترجمة أنيس منصور، ص. 13-19. وهناك ترجمة جديدة للكتاب: مايكل هارت، "المئة الأوائل"، ترجمة: خالد أسعد عيسى وأحمد غسان سبانو، دار قتيبة.


انقر هنا لقراءة الخبر من مصدره.