وزارة التربية الوطنية تعلن صرف الزيادة في الأجور لأسرة التعليم نهاية أبريل    المئات يشيعون الأمين بوخبزة في جنازة مهيبة بتطوان بحضور شخصيات وطنية (صور)    الحكومة تأمل انتعاش النشاط الفلاحي وتكشف خطة استقبال عيد الأضحى    صندوق النقد الدولي يكشف توقعاته بشأن اقتصاد المغرب    "ريمونتادا" سان جيرمان ترسل برشلونة خارج دوري أبطال أوروبا    رباعية مثيرة تعود بدورتموند إلى المربع الذهبي الأوروبي    الإعدام ل"ولد الفشوش" قاتل الطالب بدر والمؤبد ل "القاتل المتطوع"    آيت الطالب يعطي انطلاقة خدمات 43 مركزا صحيا حضريا وقرويا بجهة الشرق (صور)    توجاد الحكومة للعيد الكبير بدا.. شي زوج مليون راس للي ترقمات وتجهز 34 سوق مؤقت لتعزيز الأسواق لي كاينة وتسجلات 210 آلاف وحدة تسمين    الملك محمد السادس يهنئ بيتر بيليجريني بمناسبة انتخابه رئيسا لجمهورية سلوفاكيا    الوزير الأول البلجيكي يغادر المغرب في ختام زيارته للمملكة    الوداد والرجاء ومعهم 2 فرق مغربية ضمن 15 أحسن فريق إفريقي باغيين يشاركو فالسوبر ليگ الإفريقي    محمد المرابطي ربح أطول وأصعب مرحلة فماراطون الرمال    الصراع على رئاسة لجنة العدل والتشريع مستمر..السنتيسي ل"گود:" مغاديش نتنازلو على هاد المنصب والفريق الاشتراكي خالف الاتفاق اللي كان فاللول وها اش كيقول التمثيل النسبي    جلسة مجلس الأمن المغلقة حول الصحرا سالات.. إجماع على دعم المبعوث الشخصي فمهمتو وها شنو باغية الجزائر من دي ميستورا    السطو على محل لبيع الذهب فكازا متبوع بالعنف: ها كيفاش تم الاستيلاء على كميات كبيرة ديال الحلي والمجوهرات والديستي دخلات على الخط (صور)    قاضي التحقيق ففاس هبط جوج عدول لحبس بوركايز بسبب تزوير وكالة لبيع عقار: جاو عندو فحالة سراح والخبرة فضحاتهم    البي بي اس حتى هو مامفاكش قبل اجتماع رؤساء الفرق مع الطالبي العلمي.. قيادي ل"كود": مغاديش نتنازلو على منصب النائب السادس لرئيس مجلس النواب    مبعوث الأمم المتحدة إلى ليبيا يقدم استقالته    صواريخ صدام ومسيرات إيران: ما الفرق بين هجمات 1991 و2024 ضد إسرائيل؟    ماتش سفيان رحيمي وياسين بونو فشومبيونزليگ دارو له وقت جديد    4 دول خليجية تواجه أمطارا غزيرة    خلال أسبوع.. 26 قتيلا و2725 جريحا حصيلة حوادث السير بالمناطق الحضرية    حافلة للنقل العمومي تفقد السيطرة وتتسبب في إصابات وخسائر مادية جسيمة    بنسعيد: حماية التراث المغربي مسؤولية مشتركة .. ودعم صناعة السينما يزدهر    معرض مغاربي للكتاب بوجدة.. تعرفوا على أهداف هذه الدورة    الأمثال العامية بتطوان... (574)    علماء أمريكيون يحذرون من تأثير مادة "الباراسيتامول" على صحة القلب    بلاغ جديد وهام من الصندوق المغربي للتقاعد    كلفت أكثر من ربع مليار درهم.. تدشين المجازر الجهوية للرباط سلا الصخيرات تمارة    سانشيز: كأس العالم 2030 "سيكون ناجحا"    الحسن أيت بيهي يصدر أولى إبداعاته الأدبية    شركة ميتا تكشف عن سعيها لإحداث ثورة في التعليم    توقعات أحوال الطقس ليوم غد الأربعاء    نجم برشلونة الإسباني: لا إحساس يضاهي حمل قميص المنتخب المغربي    ابن كيران: رفضنا المشاركة في ملتمس الرقابة بسبب إدريس لشكر(فيديو)    مساء اليوم في برنامج "مدارات" بالإذاعة الوطنية : لمحات من سيرة وشعر الأمير الشاعر المعتمد بن عباد دفين أغمات    تأجيل جلسة البرلمان المخصصة لعرض الحصيلة المرحلية لعمل الحكومة إلى وقت لاحق    دونالد ترامب في مواجهة قضية جنائية غير مسبوقة لرئيس أمريكي سابق    إيقاد شعلة أولمبياد باريس 2024 من مدينة أولمبيا اليونانية    الحصيلة الإجمالية للقتلى ترتفع في غزة    كمية الصيد المتوسطي تتقلص بالمغرب    هذه مستجدات إلغاء ذبح أضحية عيد الأضحى لهذا العام    أسعار صرف أهم العملات الأجنبية مقابل الدرهم    دراسة: الشعور بالوحدة قد يؤدي إلى مشاكل صحية مزمنة    كيف يمكن أن تساعد القهوة في إنقاص الوزن؟: نصائح لشرب القهوة المُساعدة على إنقاص الوزن    هجوم شرس على فنان ظهر بالملابس الداخلية    عبد الإله رشيد يدخل على خط إدانة "مومو" بالحبس النافذ    مؤسسة منتدى أصيلة تنظم "ربيعيات أصيلة " من 15 إلى 30 أبريل الجاري    دراسة تحذر من خطورة أعراض صباحية عند المرأة الحبلى    المدرسة العليا للأساتذة بمراكش تحتفي بالناقد والباحث الأكاديمي الدكتور محمد الداهي    مفوض الأمم المتحدة السامي لحقوق الإنسان يدعو إلى انهاء الحرب في السودان    العنصرية ضد المسلمين بألمانيا تتزايد.. 1464 جريمة خلال عام وجهاز الأمن تحت المجهر    هذه طرق بسيطة للاستيقاظ مبكرا وبدء اليوم بنشاط    الأمثال العامية بتطوان... (572)    خطيب ايت ملول خطب باسم امير المؤمنين لتنتقد امير المؤمنين بحالو بحال ابو مسلم الخرساني    مدونة الأسرة.. الإرث بين دعوات "الحفاظ على شرع الله" و"إعادة النظر في تفاصيل التعصيب"    "الأسرة ومراعاة حقوق الطفل الروحية عند الزواج"    







شكرا على الإبلاغ!
سيتم حجب هذه الصورة تلقائيا عندما يتم الإبلاغ عنها من طرف عدة أشخاص.



لماذا ينتشر العنف في الجامعات المغربية؟
نشر في هسبريس يوم 29 - 05 - 2016

"ديالنا ديالكم وديالكم ديالنا"، فلما العنف في الجامعات المغربية ؟
إذا لم يستطع الطلاب التحكم في غرائزهم العدوانية وينبذوا العنف في تصرفاتهم ويتخلوا عن العدوانية، فإنهم ليسوا أهلا بتسمية الطلاب ولا تعكس تصرفاتهم إلا الجهل والحيوانية وفقدان العقل. الفضاءات الجامعية ساحات شحذ العقول والتفكر والذكاء وتنمية المواهب وتغيير السلوك إلى الرزانة والتعقل والتسامح مع التيارات المختلفة وإن كانت تتناقض مع مخلفات ما رضعناه من الخزعبلات والعقائد التي لم نتمكن من فحصها ووضعها على المحك وإخضاعنا لسيف العقل.
كل هذا يحتم مراجعة البرامج التربوية والأنشطة المصاحبة لها وعلى المسئولين والأحزاب السياسية أن يلزموا كل المنتسبين والمتعاطفين مع إيديولوجياتهم بنبذ العنف في جميع المجالات وليدركوا أن العنف هو سلاح العاجزين في المجتمع إذ هو الإرهاب بعينه. وليدرك الشباب وطلاب الجامعة أن الجهة الوحيدة المخولة باستعمال العنف الرسمي هو جيشنا الشجاع وقوى الأمن للدفاع عن وطننا وسلامتنا جميعا، ومن يشعر من الشباب والطلاب بفيروس العنف ينخر في أعماقه ويشعر بالبسالة فليلتحق بإحداهما ليرتاح منا ونرتاح من شططه وعنفه ليوجه طاقات عدوانيته إلى العدو الحقيقي الذي يتربص بنا.
الجامعات والتعليم هي أصلا لتغير السلوك والتربية على استعمال العقل وترويضه والعيش مع الآخرين في سلام ولو شاء الله لجعلكم أمة واحدة. وفي الأخير إن السلوك العدواني في المجتمع وفي الجامعات لا يعكس إلا غباء الطلاب الذين يلجئون إليه كأداة في أيادي أسيادهم الذين يسخرونهم لمآربهم ومكاسبهم السياسية ولن يحصلوا من وعودهم إلا خيبة أملهم.
المغاربة، بشكل عام، مسالمين ومتسامحين، يعيشون مع كل من هب ودب ومع كل التيارات والعقائد لأنهم يومنون بالأخوة البشرية وذلك منذ العهود الغابرة، وعيب أن نرى شرذمة مسخرة وطفيليات تريد أن تعكر صوف عيشنا وفي مدارسنا وجامعاتنا التي أنشأناها للتنوير والقضاء على الجهل، فإن كانت ساحة للمعركة، فذلك شرف لنا لأن المعركة هي معركة ضد الجهل والعنف والغرائز واللامعقول. فكيف نقبل القتل والإجرام والعنف في ساحاتها؟ إن الذين يريدون الوصول إلى السلطة بالعنف وفرض آرائهم بوضع السيوف على رقاب الناس وعلى رقاب الطلاب الذين يختلفون معهم في اقتناعاتهم وتصوراتهم للمجتمع الذي يهم كل المغاربة، إنهم فيروسات لا يتحمل مجتمعنا المسالم وجودهم بيننا، وما عليهم إلا أن يلتحقوا بمن هم على شاكلتهم من الدواعش ومسانديهم ويطلقوا عنانهم لهمجيتهم وعدوانيتهم ويقطعوا الرؤوس ويحرقوا من يقع في قبضتهم حتى ينسفهم من يبعثه الله للقضاء عليهم. مكانهم ليس في الجامعات وليسوا أهلا لحمل البطاقات الطلابية. أيدعون محاربة العنصرية البربرية كما يدعون؟ أليس من الذين يوجهونهم ويغسلون أدمغتهم رجل رشيد حتى يدفعوا بهم إلى العنف ويزينوا لهم القضاء على جميع المغاربة الذين يعتزون بتراثهم وأمازيغيتهم؟ أيتنكر العاقل لجذوره؟ وماذا تقرءون في الجامعة أتساءل أم أنكم تلجون الجامعات قصد طمس هوية المغاربة وبالعنف والقتل؟
أين مواهبكم ومنطقكم لتقرعوا الحجة بالحجة وتجادلوا بالتي هي أحسن كما يدعوا إليه الإسلام الذي تدعون أنه مرجعيتكم وتحاولون إقصاء بقية المغاربة منه وقد أصبحتم في الحقيقة خوارج عن جماعة المغاربة وتحاربون كل من هو ليس من طينتكم لا لاشيء سوى التحكم في رقاب العباد.
كفى من الطيش ومن الانصياع لأوامر الصيادين في الماء العكر الذين يجدون في الشباب الطاقة الجاهزةللإسغلال في قضاء مصالحهم الضيقة بدل من تشجيعهم على اكتساب المعارف ومكافحة الجهل والتعقل والتفكر والاعتماد على استخدام وسائل التفكير النقدي في كل الامور ليصبحوا ناضجين أكفاء مؤهلين لتحمل المسئوليات التي قد يجدون أنفسهم في غمارها ولخوض معركة الحياة التي تنتظرنا جميعا.
أن ما يجري في جامعاتنا من تحزب وتفرقة وعنصرية ودعوات الإقصاء تدل على فشل الرسالة التربوية في الجامعات إذا كانت تنتج مثل هؤلاء الهمج التي لا يؤمنون بالقضاء ويتجرؤون على تحدي المجتمع ومحاكمة كل من لا يطيع أوامرهم. التعليم العالي للتعليم والسياسة لها ميدانها وقوانينها. لا بد من مراجعة البرامج التربوية في الجامعات ولا بد للمسئولين عن هذا القطاع من تحمل عواقب كل هذه التصرفات التي لا نقبل بها لبعدها عن الأهداف المنشودة منه ويضل الخيار في الاستقالة وإتاحة الفرصة لمن يستطيع تدبيره بمشاركة المتخصصين الغيورين على مصلحة بلدنا الغالي والغني. "فديالنا ديالكم وديالكم ديالنا"، فلما التمييز؟
* باحث وأستاذ العلوم الاجتماعية، اكادير، المغرب الآمن


انقر هنا لقراءة الخبر من مصدره.