جرائد ورقية تتسرب إلى موادها عبارة '' أنقر هنا لقراءة المزيد'' كنت قد كتبت في هسبريس مقالا عن راوية وهمية تتداولها الملاحق الثقافية العربية، بعنوان مجنون سمية، نسبوها للوزير السابق بن سالم حميش. وإن كان الذين أطلقوا هذه الإشاعة الثقافية يهدفون إلى إيصال رسالة ما،فما يهمنا هو تداول الخبر وتناقله بين الملاحق الثقافية التي من المفروض أن يكون القائمون عليها من ذوي الإلمام بالمشهد الثقافي ويملكون طرق الوصول للمعلومة والتأكد منها. وبمجرد صدوره قامت ملاحق ثقافية إلكترونية خاصة المحترمة منها بسحب روابط المواد التي نشرتها عن هذه الرواية التي لم يكتبها بن سالم حميش بعد. هذه المرة تتداول بعض الملاحق الثقافية الورقية والإلكترونية إشاعة ثقافية أخرى، عن ديوان شعري وهمي لشاعر عالمي يدعى زروال القيسي . هذه الإشاعة الثقافية والتي تحولت إلى فضيحة بمجرد نشرها على صفحات الملاحق الثقافية و أظهرت مدى ورغبة أصحابها ملء البياض بأي شيء، بدون تمحيص ولا تدقيق في المعلومات. يقول الخبر كما هو منشور ''صدر ديوان شعري للشاعر المغربي زروال القيسي. يقع هذا الديوان في 120 صفحة من الحجم المتوسط. يضم الديوان 15 قصيدة وهي على التوالي: "سيزيف لازوردي"، "أبولو"، "نوارس"، "خريف الهباء"، "سراب"، "أيتام في موائد الغرباء"، "سرير المتاهة"، "مائة عام من الوحشة"، "أنخاب الروح"، "خنثى العنكبوت"، "حصاد اللعنة"، "أرخبيل التيه"، "شتاء المنافي"، "غربة"، "دم كذب". '' ليتهم يتوقفون عند هذا الحد ، بل يضيفون بأن الناقد الياباني يوكو ياما قال عن هذا الديوان : «جلست ذات صباح في مقهى يا يا كاما طوكيو وكان إلى جانبي الروائي الصيني ياما كوشي وبين يدينا قصيدة الصديق الشاعر زروال حول تسونامي حينها أيقنا أن الشعر مازال موغلا في الحياة، وأن الصديق زروال الموغل في تكتونية النص سيرحل بنا وبقرائه بعيدا عن متخيل واقعي. إنني سعيد بتقديم ديوانه الجديد إلى قراءه». دون أن يعرف هؤلاء الصحافيين بأنه لا وجود لهذا الديوان ولا لهذا الشاعر أصلا. بدأت الحكاية عندما قام أحدهم بنشر غلاف وهمي لهذا الديوان الوهمي في صفحة على الفايسبوك أسسها مجموعة من الكتاب والشعراء واختاروا لها إسم ''المهلوسون الجدد''، وقام أحد رواد الصفحة بكتابة دراسة وهمية عن هذا الديوان الشعري الذي اكتسب شهرة حتى وهو لم يصدر، فقامت مجموعة من الجرائد الإلكترونية والورقية بنشر الخبر في ملاحقها الثقافية معززا بتحليلات نقدية، وآراء النقاد المغاربة والغربيين! هل كانت المادة طعما لإصطياد الصحافيين الكسالى الذين لا مصدر لهم للأخبار سوى صفحات الفايسبوك أم كان بدافع السخرية من واقع ثقافي مرير؟ أيا كان الجواب فإن العديد من الصحافيين المغاربة يجب أن يعيدوا النظر في آليات اشتغالهم ويتأكدوا بأن المعلومات التي يقرؤنها على الأنترنيت ليس دائما صحيحة. إذا لم يكن من أجل سمعتهم فاحتراما للقارئ الذي يجد في بعض الجرائد الورقية عبارات مثيرة للسخرية من قبيل : أنقر هنا لقراءة الخبر كاملا !! *[email protected]