النقيب البوريني مؤسس الهيئة الوطنية للعدول في ذمة الله

بقلوب مؤمنة بقضاء الله وقدره، تلقى عدول المملكة المغربية ومعهم أسرة المهن القضائية نبأ وفاة أول رئيس ومؤسس للهيئة الوطنية للعدول بالمغرب الأستاذ النقيب عبد السلام البوريني الذي ووري جثمانه بالدار البيضاء يوم أمس الجمعة 11 محرم 1443 موافق 2021/08/20.
وقد كان الفقيد رحمه الله مثالا للعدل المنافح عن مهنته مناضلا بكل قوته وطاقته لإحلالها المكانة الرفيعة التي تستحقها بين باقي المهن القضائية .
ولحفظ الذاكرة هذه سيرة مختصرة لحياة المرحوم ونضاله:
ولد الأستاذ النقيب عبد السلام البوريني بتاريخ 1946/01/01 بدوارالحمرية قبيلة بني مستارة جماعة زومي عمالة وزان.
حصل على شهادة الباكالوريا سنة 1965.
حصل على دبلوم المدرسة العليا للأساتذة بكلية الآداب والعلوم الانسانية- ظهر المهراز بفاس.
في أكتوبر سنة 1969 عين أستاذا للسلك الاول بإعدادية عمر بن الخطاب بواد زم، وفي أكتوبر 1972 انتقل الى إعدادية المعاريف بالدار البيضاء الى حدود اكتوبر سنة 1980. إطار بالنقابة الوطنية للتعليم من سنة 1972 الى سنة 1987، وكان من المؤطرين لإضراب سنة 1982.
في سنة 1975 حصل على الإجازة من جامعة القرويين كلية الدراسات العربية بمراكش وأصبح بعدها أستاذا للسلك الثاني .
وبتاريخ 1987/02/23 تم تعينه بالمحكمة الابتدائية بالمحمدية عدلا موثقا فالتحق بمهنة خطة العدالة بعد استقالته من التعليم.
وفي بحر سنة 1990 انتقل من المحكمة المذكورة الى محكمة عين الشق بالدار البيضاء التي ظل يمارس بها المهنة إلى أن وافاه الأجل المحتوم.
حاصل على الكفاءة في الحقوق من كلية الحقوق/ ساحة ميرابو بالدار البيضاء سنة 1976.
عدل ومؤطر نشيط، انتخب بتاريخ 1989/01/15 بفاس رئيسا للجمعية المغربية لعدول المغرب، وفي سنة 1994 سمي نقيبا وطنيا للعدول بعد انتخابه رئيسا للهيئة الوطنية لعدول المغرب بالمركب الثقافي المعاريف بالدار البيضاء، فكان بذلك أول رئيس ومؤسس للهيئة منذ سنة 1989 إلى حدود سنة 2010 ، وعرف بقربه من العدول والعمل على حل مشاكلهم، وزار بسبب ذلك معظم محاكم المملكة الابتدائية والاستئنافية للقاء العدول والمسؤولين القضائيين، وكذا تأطير الندوات والملتقيات العلمية والتكوينية.
حاصل على شهادة الوساطة الدولية من المعهد العالي للقضاء سنة 2007.
عضو الهيئة المركزية للوقاية من الرشوة.
عضو بكونفدرالية الهيئات المهنية.
محاضر وباحث شارك في عدة ندوات ولقاءات علمية وثقافية، فقهية وقانونية، حصل بسببها على عدد من رسائل التنويه من كليات الحقوق بمراكش والدارالبيضاء وفاس، وتطوان والناظور.
شارك وحاضر بمقر مجلس النواب والمستشارين في لقاءات دراسية حول التوثيق العدلي والعصري وساهم بفعالية وهمة عالية في النضال من أجل مراجعة وتعديل القانون المنظم لخطة العالة حيث عرف عهده إخراج القانون 16.03 الذي اعتبر في حينه خطوة أولية وهامة في مسار تجديد المهنة وتم فيه لأول مرة الاعتراف بالهيئة الوطنية للعدول إطار هيكليا لتمثيل العدول والدفاع عن حقوقهم.
عرف المرحوم البوريني بجرأته في الحق وجهره عاليا بمطالب السادة العدول مدافعا عنها في كل المحافل وعلى رأسها وزارة العدل بكل ثبات واستماتة.
فاللهم ارحم فقيدنا الغالي واغفر له ما قدم وما أخر واجزه عن كافة العدول وأسرة التوثيق العدلي لما قدم من تضحيات وخدمات، واجعل ذلك في ميزان حسناته، اللهم أبدله دارا خيرا من داره وأهلا خيرا من أهله، وعوضنا فيه خيرا يا رب العالمين.