دعت الأمينة العامة لمنظمة العفو الدولية، أنييس كالامار، جميع الجهات الدولية الفاعلة وفي مقدمتها الاتحاد الأوروبي، إلى اتخاذ خطوات جادة لوقف الإبادة الجماعية التي ترتكبها إسرائيل ضد الفلسطينيين في قطاع غزة، سواء باستخدام الأسلحة العسكرية أو سياسات التجويع التي جعلت القطاع "خالٍ تماما من الطعام". ودعت كالامار هذه الجهات إلى الضغط على إسرائيل من أجل إدخال المواد الغذائية والمياه والأدوية إلى قطاع غزة، والعمل على محاسبة المسؤولين عن جرائم الإبادة الجماعية وجرائم الحرب.
ومنذ 2 مارس الماضي، أغلقت إسرائيل معابر القطاع أمام دخول المساعدات الغذائية والإغاثية والطبية والبضائع، ما تسبب بتدهور كبير في الأوضاع الإنسانية للفلسطينيين وفق ما أكدته تقارير حكومية وحقوقية ودولية. ويعد هذا الحصار أحد الأسلحة التي تستخدمها إسرائيل في حرب الإبادة الممنهجة التي تشنها منذ 7 أكتوبر 2023، بدعم أمريكي مطلق، وخلفت أكثر من 170 ألف فلسطيني بين شهيد وجريح، معظمهم أطفال ونساء، وما يزيد على 11 ألف مفقود. استشهاد 19 فلسطينيا وصباح اليوم واصلت قوات الاحتلال الإسرائيلي تصعيدها العسكري في قطاع غزة، حيث استهدفت مدفعيّتها المناطق الشمالية لمخيم النصيرات وسط القطاع، في وقت شنّت فيه الطائرات الحربية سلسلة غارات عنيفة على مناطق متفرقة. وأفادت وسائل إعلام فلسطينية بأن قصفًا جويًا استهدف شققًا سكنية في منطقة الكرامة بمدينة غزة، إضافة إلى منزل في بيت لاهيا شمالي القطاع، ما أسفر عن استشهاد 19 مواطنًا وإصابة 15 آخرين، في حين لا يزال عدد من الأشخاص في عداد المفقودين تحت الأنقاض. من جانبها، ذكرت قناة الأقصى الفضائية أن طائرات الاحتلال شنّت غارات مكثفة على مدينة غزة ومنطقة السلاطين غرب بيت لاهيا، بالتزامن مع قصف مدفعي عنيف على أطراف بلدة عبسان الكبيرة شرق خان يونس جنوبي القطاع، ما يزيد من مأساوية الأوضاع الإنسانية في ظل استمرار. توسيع الحرب إلى ذلك، ذكرت هيئة البث العامة الإسرائيلية (راديو كان) الاثنين نقلا عن مصادر مطلعة أن مجلس الوزراء الأمني برئاسة رئيس الوزراء بنيامين نتنياهو وافق على توسيع تدريجي للهجوم على حركة المقاومة الإسلامية الفلسطينية (حماس) في غزة. يأتي ذلك بعد يوم من إعلان رئيس أركان جيش الاحتلال الإسرائيلي إيال زامير أن الجيش بدأ بالفعل في إصدار عشرات الآلاف من أوامر الاستدعاء لقوات الاحتياط لتوسيع الحملة العسكرية في غزة بهدف احتلال القطاع وتهجير سكانه. ومنذ السابع من أكتوبر 2023، بدأت قوات الاحتلال الإسرائيلي عدوانا على قطاع غزة، أسفر عن استشهاد 52,535 مواطنا، أغلبيتهم من الأطفال والنساء، وإصابة 118,491 آخرين، في حصيلة غير نهائية، إذ لا يزال عدد من الضحايا تحت الركام وفي الطرقات، ولا تستطيع طواقم الإسعاف والإنقاذ الوصول إليهم.