أعلن رئيس الوزراء الأسترالي أنتوني ألبانيزي الإثنين أن بلاده ستعترف بدولة فلسطين خلال الجمعية العامة للأمم المتحدة في سبتمبر، وذلك عقب سلسلة من الخطوات المماثلة من عدد من الدول. وقال ألبانيزي للصحافيين في كانبيرا إن "حل الدولتين هو أفضل أمل للبشرية لكسر دوامة العنف في الشرق الأوسط ووضع حد للنزاع والمعاناة والجوع في غزة".
وأضاف "لا يمكن للسلام إلا أن يكون مؤقتا ما لم تتحقق دولتان إسرائيلية وفلسطينية دائمتان". وقال إن "أستراليا ستعترف بحق الشعب الفلسطيني في دولة له. سنعمل مع الأسرة الدولية على تحويل هذا الحق إلى واقع". وجاء قرار رئيس الحكومة العمالية عقب إعلان عدد من البلدان بما فيها فرنسا وبريطانيا وكندا عزمها على الاعتراف بدولة فلسطين، في ظل الحرب المتواصلة منذ 22 شهرا بين إسرائيل وحماس في قطاع غزة المدمر والمحاصر. وأكد ألبانيزي أنه تلقى ضمانات من السلطة الفلسطينية بأن "حماس لن يكون لهم أي دور في أي دولة فلسطينية مقبلة". وأشار إلى أن "هناك فرصة سانحة هنا، وستعمل أستراليا مع المجتمع الدولي لاغتنامها". وتشتد الضغوط الدولية على الحكومة الإسرائيلية لإيجاد تسوية للنزاع في ظل أزمة إنسانية خطيرة دفعت سكان القطاع البالغ عددهم حوالى 2,4 مليون نسمة إلى شفير المجاعة. وكان الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون أعلن في نهاية يوليو عزمه على الاعتراف بدولة فلسطين خلال الدورة الثمانين للجمعية العامة للأمم المتحدة في سبتمبر، على أمل حض دول أخرى على الإقدام على مثل هذه الخطوة. دفع دولي وبعد أيام، أعلنت كندا بدورها عزمها على الاعتراف بدولة فلسطين، فيما أكدت المملكة المتحدة أنها ستقوم بذلك في سبتمبر إذا لم تتّخذ إسرائيل "خطوات حيوية" بينها الموافقة على وقف إطلاق نار في قطاع غزة. وباتت 75% من الدول ال193 الأعضاء في الأممالمتحدة تعترف بدولة فلسطين التي أعلنتها القيادة الفلسطينية في المنفى عام 1988، من بينها حوالى عشر دول أعلنت اعترافها منذ اندلاع الحرب في غزة. وفي أواخر يوليو، دعت أستراليا و14 دولة غربية أخرى من بينها فرنساوكندا، الأسرة الدولية إلى الاعتراف بدولة فلسطين. بدورها، أعلنت نيوزلندا المجاورة لأستراليا الإثنين أنها ستدرس حتى سبتمبر اتخاذ مثل هذا القرار. وإذ ندد وزير الخارجية النيوزيلندي وينستون بيترز ب"الكارثة الإنسانية" في غزة، قال "نعتزم تقييم المسألة والتحرك بموجب المبادئ والقيم والمصالح الوطنية لنيوزيلندا"، مشيرا إلى أن بلاده ستعلن قرارها بهذا الصدد في الأممالمتحدة في سبتمبر. وقبل ساعات من إعلان ألبانيزي، انتقد نتانياهو توجها دوليا "معيبا" و"مخيبا للأمل"، مؤكدا أن اعتراف بلدان بدولة فلسطينية "لن يجلب السلام" بل "الحرب". وانتقد سفير إسرائيل في أستراليا أمير ميمون قرار كانبيرا، فكتب على مواقع التواصل إن "أستراليا تعزز موقع حماس، وهي مجموعة تعتبرها منظمة إرهابية، وتضعف في الوقت نفسه قضية الذين يعملون من أجل وضع حد للعنف وتحقيق سلام حقيقي ودائم". وأكد أن "هذا القرار لن يغير الواقع على الأرض". واندلعت الحرب في القطاع إثر هجوم غير مسبوق لحماس في السابع من أكتوبر 2023، أسفر عن مقتل 1219 شخصا في إسرائيل، معظمهم من المدنيين، وفق تعداد لوكالة فرانس برس يستند إلى بيانات رسمية. وأسفرت الهجمات والعمليات العسكرية الإسرائيلية منذ بدء الحرب في غزة عن مقتل 61430 شخصا على الأقل، غالبيتهم من المدنيين، بحسب وزارة الصحة التي تديرها حماس في قطاع غزة، وهي أرقام تعتبرها الأممالمتحدة موثوقة.