أعلنت عائلة وأصدقاء المناضل المغربي سِيون أسيدون، أن الشرطة القضائية باشرت تحقيقا تحت إشراف النيابة العامة حول الملابسات التي أدت إلى دخول أسيدون في حالة غيبوبة، بينما أكد الطاقم الطبي المشرف أن حالته الصحية "مستقرة لكنها جد حرجة"، وفق ما جاء في بلاغ صحفي صدر يوم 17 غشت الجاري. وقد أثار الوضع الصحي الحرج للمناضل المغربي سِيون أسيدون، المعروف بدفاعه المستميت عن حقوق الإنسان وبنشاطه في حركة المقاطعة وسحب الاستثمارات وفرض العقوبات "بي دي إس" في المغرب، حالة من القلق، بعدما تم العثور عليه في حالة غيبوبة داخل منزله بمدينة المحمدية يوم الاثنين 11 غشت 2025. وأفاد بلاغ صحفي أصدره أصدقاء مقربون منه وأفراد من أسرته يوم 17 غشت الجاري أن "أسيدون عُثر عليه جالسا فاقدا للوعي لكنه يتنفس بصعوبة، ما استدعى تدخلا طبيا عاجلا بعد استئذان السلطات القضائية لفتح باب منزله في حضور الشرطة".
وجاء في البلاغ، الذي توصل موقع لكم بنسخة منه، أن غياب أسيدون أثار الشكوك منذ عطلة نهاية الأسبوع، حيث لم يرد على أي مكالمات هاتفية خلافا لعادته المعروفة بإبقاء هاتفه مشغلا على مدار الساعة، كما تخلف عن مواعيد عمله وعن لقاءاته المقررة مع رفاقه في حركة "بي دي إس" فضلا عن غيابه عن الوقفة التضامنية مع الشعب الفلسطيني التي نُظمت بمدينة طنجة يوم الأحد 10 غشت. وأوضح البلاغ أن "السيارة الشخصية لأسيدون كانت مركونة أمام منزله بالمحمدية، ما زاد من حيرة أصدقائه ودفعهم إلى الاستعانة بالشرطة والنيابة العامة لكسر باب بيته والاطمئنان على وضعه". وبحسب المعطيات الطبية التي أوردها نفس المصدر، فقد أظهرت الفحوص الأولية بعد نقله إلى مصحة بالمحمدية وجود "ورم دموي في الدماغ ناتج عن نزيف مع رضوض دماغية خطيرة، بالإضافة إلى إصابة رئوية ذات طابع التهابي"، وهو ما استوجب إخضاعه فورا لعملية جراحية عاجلة في الليلة الفاصلة بين 11 و12 غشت من أجل تخفيف الضغط الدماغي. وأشار البلاغ إلى أن المناضل سِيون أسيدون وُضع في قسم الإنعاش تحت التنفس الاصطناعي، فيما خضع لعلاج بالمضادات الحيوية لمحاصرة الالتهاب الرئوي، بعد موافقتنا". لكن الوضع لم يستقر طويلا، إذ قرر الفريق الطبي المشرف نقله يوم الأربعاء 13 غشت إلى مؤسسة استشفائية متخصصة بمدينة الدارالبيضاء، حيث لا يزال يرقد إلى حدود الساعة في العناية المركزة. ونقل البلاغ عن الطاقم الطبي قوله إن "الحالة مستقرة لكنها تبقى جد حرجة، ولا مجال للتفكير في أي تدخل جراحي إضافي حاليا"، مبرزا أن العلاج يقتصر على الرعاية المركزة والأدوية المضادة للالتهابات، مع الإبقاء على التنفس الاصطناعي. وأضاف البلاغ: "الأطباء لا يستطيعون في الوقت الراهن إصدار أي توقعات أو تحديد مآلات هذه الوضعية، إذ يظل كل شيء مرتبطا باستجابة الجسد للعلاجات". وأكد البلاغ ذاته أن "الظروف والملابسات التي أدت إلى هذه الوضعية المأساوية ما تزال غير واضحة، والتحقيقات التي تباشرها الشرطة القضائية تحت إشراف النيابة العامة هي الكفيلة بتوضيح الصورة"، داعيا إلى الإسراع في نشر نتائج البحث "درءا لكل التكهنات التي تحيط بالقضية" ومشيرا إلى أن "الرأي العام الوطني والدولي يتابع هذه القضية بقلق كبير وبكثير من التساؤلات".