أفاد موقع إلكونفدنسال الإسباني أن الجنرال الجزائري السابق عبد القادر حداد، المعروف بلقب "ناصر الجن"، فرّ على متن زورق سريع عبر البحر الأبيض المتوسط ليصل إلى أليكانتي بين 18 و19 سبتمبر، في خطوة أثارت جدلاً واسعاً داخل الأوساط السياسية والعسكرية الجزائرية. الجنرال حداد (62 عاماً) كان قد عُيّن على رأس المديرية العامة للأمن الداخلي في يونيو 2024 قبل أن تتم إقالته بعد أقل من عام. أعقب ذلك سجنه في البليدة وبشار، ثم وضعه قيد الإقامة الجبرية في العاصمة بانتظار محاكمة لم تُعلن تفاصيلها.
وأوضح حداد، وفق ما نقله الصحافي الإسباني إغناسيو سامبريرو، المختص في الشأن المغاربي، أن فراره جاء لأنه كان "متيقناً" من تعرضه للتصفية الجسدية قبل المثول أمام القضاء، مؤكداً أن وفاته كانت ستُقدَّم ك"انتحار". وذكر التقرير أن حداد يعرف إسبانيا جيداً، حيث يمتلك عقارات وكان قد لجأ إليها سابقاً هرباً من عمليات تطهير داخل الجيش. وبحسب سامبريرو، فإن سقوطه الأخير قد يكون مرتبطاً بفتحه تحقيقات حساسة في قضايا فساد طالت مقربين من السلطة. أثار هروبه حالة استنفار أمني في الجزائر العاصمة شملت نشر حواجز وتفتيش المنازل والسيارات وتحليق مروحيات، فيما اكتفت وكالة الأنباء الجزائرية بالإشارة إلى اجتماع للمجلس الأعلى للأمن دون ذكر الأسباب. ويأتي هذا التطور في وقت يقبع فيه نحو 200 ضابط رفيع، بينهم ثلاثون جنرالاً، في السجون الجزائرية، بحسب تقديرات صحافية.