1. الرئيسية 2. المغرب الكبير لوموند: مطاردة شملت تفتيش المركبات ونشر حواجز عسكرية ومروحيات في العاصمة الجزائرية بعد فرار الجنرال "ناصر الجن" من الإقامة الجبرية نحو إسبانيا الصحيفة - إسماعيل بويعقوبي الأحد 21 شتنبر 2025 - 14:30 أحدث فرار الجنرال عبد القادر حداد، الملقب ب"ناصر الجن"، من الجزائر إلى إسبانيا على متن زورق للهجرة غير النظامية، زلزالا أمنيا واستخباراتيا مدويا، فالرجل الذي كان رهن الإقامة الجبرية منذ إبعاده عن منصبه كمدير عام للأمن الداخلي في ماي الماضي، بات يُنظر إليه كصندوق أسرار حساس يخشى النظام الجزائري أن يُفتح خارج حدوده. صحيفة "لوموند" الفرنسية كشفت أن العاصمة الجزائرية وضواحيها عاشت يومي الخميس 18 والجمعة 19 شتنبر على وقع استنفار أمني واسع، وُصف بأنه الأضخم منذ سنوات "العشرية السوداء" في تسعينيات القرن الماضي، حيث انتشرت قوات الأمن والجيش بشكل مكثف، نُصبت حواجز وأُغلقت شوارع وخضعت المركبات لتفتيش دقيق حتى من طرف عناصر بلباس مدني، وهو ما تسبب في شلل مروري خانق لساعات طويلة، فيما حلّقت المروحيات فوق سماء المدينة في مشهد عكس أجواء مطاردة لفارٍ شديد الخطورة. الجنرال الفار، الذي تولى قيادة جهاز الاستخبارات الداخلية بين يوليوز 2024 وماي 2025، أقيل بشكل مفاجئ رغم قربه من الرئيس عبد المجيد تبون، الذي كان أحد أبرز داعميه خلال حملته نحو ولاية رئاسية ثانية في شتنبر 2024، حيث أثار عزله وقتها الكثير من علامات الاستفهام بحكم موقعه الحساس وصلاته الوثيقة برأس السلطة. وعقب تنحيته، وُضع ناصر الجن رهن الاعتقال بالسجن العسكري في البليدة، ثم نُقل لاحقا إلى بشار غرب البلاد، قبل أن يُفرض عليه حجر منزلي في فيلا بحي دالي إبراهيم بأعالي العاصمة، غير أن المعني استطاع في ظروف غامضة الإفلات من رقابة مشددة، ما فجر صدمة قوية داخل هرم السلطة الجزائرية. صحيفة "لوموند" أشارت إلى أن عملية الهروب لم تكن لتتم دون "تواطؤات من داخل الجهاز الأمني"، في إشارة إلى حجم الانقسامات الحادة داخل النظام، وقد جاء الاجتماع الطارئ للمجلس الأعلى للأمن، الذي أعلنته وكالة الأنباء الجزائرية الرسمية دون تفاصيل، ليعكس حالة القلق القصوى التي ضربت دوائر القرار. ويُنظر إلى "ناصر الجن" داخل النظام كأحد أكثر رجاله إثارة للجدل، إذ ارتبط اسمه بملفات اختطاف واغتيالات طالت معارضين في الداخل والخارج خلال سنوات "العشرية السوداء"، كما ورد اسمه في تقارير تتعلق بمحاولات استهداف المعارض هشام عبود في إسبانيا، والناشط أمير بوخرص المعروف ب"أمير دي زاد" في فرنسا، في إطار محاولات النظام إسكات الأصوات المعارضة بالخارج. وتعيد التطورات الحالية إلى الأذهان سوابق الجنرال نفسه، الذي سبق أن لجأ إلى إسبانيا عقب إقالته من منصب أمني حساس قبل أن يعود لاحقاً لقيادة جهاز الاستخبارات الداخلية بعد وفاة رئيس الأركان قايد صالح، غير أن هروبه الأخير يطرح تساؤلات عميقة حول خلفياته ودلالاته، في ظل صراع داخلي محتدم أطاح بعدد من كبار الجنرالات والمسؤولين الأمنيين خلال السنوات الأخيرة.