23 يونيو, 2016 - 02:18:00 على الرغم من كون المملكة المغربية لازال حريصة على تحسين علاقاتها مع طهران، قامت -مؤخراً- بمساندة البحرين في قرارها القاضي بإسقاط الجنسية عن أهم معارض شيعي لها، وهذا الموقف يأتي ليذكر المغرب بمدى صعوبة إجراء دبلوماسية ذات ملامح متغيرة في منطقة الخليج. وهو يعلن عن تأييده المطلق لدولة البحرين، بعدما قررت إسقاط الجنسية عن المرشد الروحي للشيعة في إيران، يؤكد المغرب أنه رهينة لمواجهة كبرى بين السعودية وإيران، أهم بلدين ثيوقراطيين في منطقة الخليج. واتهمت المنامة المرشد الروحي، آية الله الشيخ عيسى أحمد قاسم، ب"تأسيس تنظيمات تابعة لمرجعية سياسية دينية خارجية، ولعب دور رئيسي في خلق بيئة طائفية متطرفة، والعمل على تقسيم المجتمع تبعاً للطائفة وتبعًا لأوامره"، في إشارة إلى إيران. المغرب يساند البحرين واختار المغرب بعد الاحتقان الذي عرفته العلاقات بين الشيعة ودولة البحرين، الذي ترجع بوادره إلى سنة 2009، مساندة إمارة البحرين، ليعبر عن دعمه بشكل كامل "لكافة الإجراءات القانونية والإدارية والأمنية التي أقدمت عليها مملكة البحرين مؤخرًا لصون وحدتها الوطنية وحماية أمنها واستقرارها"، كما جدّد مساندته للجهود التي وصفها ب" الصادقة والمخلصة" التي تبذلها مملكة البحرين، من أجل تعزيز أسس الحوار الوطني وتقوية صرح البناء الديمقراطي وترسيخ الاستقرار والتماسك بين مكونات شعبها. وبهذا تكون المملكة المغربية قد خلق عداوة أخرى مع النظام الإيراني، الذي سبق وأن شرعت في نسج علاقات معه منذ تنصيب السفير الإيراني، محمد تقي الدين مؤيد، الذي باشر مهامه بالرباط شهر يونيو 2015، بعدما عرفت علاقات البلدين جموداً دبلوماسياً، على إثر وصف إيران للبحرين ب"الإقليم الإيراني"، ومنذ ذلك الوقت ونظام آية الله يحاول إعادة المياه إلى مجاريها مع المغرب، الذي لم يبعث، إلى حدود الساعة، بسفيره إلى طهران. "الحل الوسط" أمر صعب وهو متوخ الحذر، مهد المغرب إلى علاقات ودية مع دولة إيران على الساحة الدولية وذلك في أعقاب التوقيع على الاتفاق النووي، والشيء الذي أكد هذا الانفتاح هو تعامل المملكة المغربية بحياد إزاء الأزمة الأخيرة التي نشبت بين إيران والسعودية، بعدما قررت هذه الأخيرة إعدام الشيخ الشيعي، نمر النمر، بعدما اتهمته في قضايا متعلقة بالإرهاب. تلاها استقبال الوزيرة المنتدبة لدى وزير الخارجية، مباركة بوعيدة، لنائب وزير الشؤون الخارجية لإيران، أمير عبد الهيان، من أجل تعزيز العلاقات. لكن الجولة الملكية الأخيرة لدول الخليج شهر أبريل الماضي، أظهرت أن سياسة "الحل الوسط" في علاقات المغرب بإيران والسعودية، تعتبر عمليا "مستحيلة"، خصوصاً وأن هاتين القوتين تتسابقان على الهيمنة الإقليمية على منطقة الخليج، وقد ضمن الملك محمد السادس للدول السنية مساندته لها، بحيث دعاها للتوحد لمواجهة المخططات الهادفة إلى ضرب استقرارها. بتصرف عن مجلة "جون أفريك"