نحلة تقتل ملياردير هندي وهذا ما قاله المتنبي

العرائش أنفو
توفي الملياردير الهندي سنجاي كابور، رئيس مجلس إدارة شركة "سونا كومستار" العالمية، عن عمر يناهز 53 عاما، إثر تعرضه لصدمة تحسسية حادة أدت إلى توقف القلب، وذلك بعد لدغة نحلة تعرض لها خلال مشاركته في إحدى مباريات الفروسية التي تشتهر بها طبقة الأثرياء في ويندسور بإنجلترا. وقعت الحادثة المفاجئة التي هزت أوساط المال والرياضة، في الثاني عشر من يونيو 2025، لتنهي حياة واحد من أبرز رجال الأعمال في الهند وصديق مقرب من العائلة المالكة البريطانية.
ووفقا للتقارير، ابتلع كابور نحلة عن طريق الخطأ أثناء المباراة، مما أدى إلى تلقيه لدغة مباشرة في فمه. وقد أفاد شهود عيان بسماعهم صرخة الضحية قبل أن ينهار على الفور. ورغم محاولات الإسعاف السريعة في موقع الحادث، إلا أن شدة رد الفعل التحسسي كان قاتلا، حيث أكد الأطباء لاحقا أن الوفاة نتجت عن تفاعل حساسي حاد أدى إلى نوبة قلبية مفاجئة.
ويعد كابور شخصية بارزة في عالم الصناعة، حيث ورث شركة "سونا كومستار" المتخصصة في قطع غيار السيارات عن والده، وقادها لتحقيق نجاحات عالمية واسعة. وقد قدرت مجلة فوربس صافي ثروته بحوالي 1.2 مليار دولار أمريكي وقت وفاته. وإلى جانب براعته في عالم الأعمال، كان كابور شغوفا برياضات الفروسية الخاصة بالنخبة، ومشاركا منتظما في الفعاليات الخيرية والملكية، مما وطد علاقته بأفراد العائلة المالكة، وتحديدا الأمير ويليام والأمير هاري.
وقد أثارت وفاته صدمة واسعة، حيث نعاه الأمير ويليام معبرا عن حزنه العميق لفقدان صديق مقرب، واصفا إياه بأنه "رجل كريم ومتفان وملتزم بدعم القضايا الخيرية". كما أصدرت شركته بيانا رسميا عبرت فيه عن حزنها لفقدان "قائد ذي رؤية"، مؤكدة أن شغفه وتفانيه كانا حجر الزاوية في هوية الشركة ونجاحها.
تسلط هذه الحادثة المأساوية الضوء على المخاطر الشديدة للحساسية المفرطة تجاه لسعات الحشرات. ويشير الخبراء إلى أن الحالة الطبية الطارئة الناتجة عن اللسعة يمكن أن تتطور في غضون ثوان، مسببة انخفاضا حادا في ضغط الدم وتضييقا في مجاري التنفس، وتتطلب تدخلا فوريا بحقن الأدرينالين.
هذا وتجسد حادثة الملياردير كابور حقيقة لطالما تأملها الفلاسفة والشعراء، وتلخصها حكمة المتنبي الخالدة التي تخطت العصور. فبينما تعددت أسباب الموت، يبقى هو النهاية الحتمية للجميع، سواء بسبب نحلة أو دفاعا عن قضية عادلة. وهو ما عبر عنه الشاعر بقوله: فطعم الموت في أمر حقير كطعم الموت في أمر عظيم.