أعربت وزارة الخارجية التونسية في بيان لها اليوم ٬عن "استنكارها وعميق استيائها" إزاء أحداث العنف التي تعرضت لها أمس الجمعة٬السفارة الأمريكية بالعاصمة التونسية٬ مؤكدة "ثقتها التامة في أن علاقات الصداقة والتعاون" القائمة بين تونس والولايات المتحدةالأمريكية "لن تتأثر" بهذه الأحداث. وأكدت الوزارة أن السلطات الأمنية التونسية "ستظل حريصة على تأمين كافة مقرات السفارات والبعثات الأجنبية بتونس٬ولن تتوانى في اتخاذ كل التدابير اللازمة للحفاظ على أمنها وسلامة موظفيها بحكم التزامها التام بتعهداتها وفقا لمقتضيات القانون الدولي والأعراف المعمول بها في هذا المجال"،وفق وكالة الأنباء المغربية. وكانت حشود من المتظاهرين٬أغلبهم من المحسوبين على التيار السلفي المتشدد المحتجين على الفيلم المسيئ للرسول الأكرم ٬ قد قاموا أمس بهجوم على السفارة الأمريكية واشتبكوا مع قوات الأمن التي تصدت لهم بإطلاق الرصاص في الهواء واستعمال الغاز المسيل للدموع ٬مما أسفر عن مقتل شخصين من المتظاهرين وإصابة 50 بينهم 22 من رجال الأمن٬ حسب بيان لوزارة الداخلية. وتمكن عدد من المتظاهرين من اقتحام السفارة والدخول إلى بهوها ٬حيث تم إحراق عدد من السيارات وتكسير زجاج النوافذ ٬ كما قاموا بتخريب جزئ من المدرسة الأمريكية القريبة من السفارة بحي ضفاف البحيرة الراقي جنوب شرق العاصمة. واعتبرت وزارة الخارجية في بيانها أن "مثل هذه التصرفات اللا مسئولة لا تمت بصلة لشعب تونس المتجذر في هويته العربية الإسلامية"٬ مؤكدة "حرص تونس على ضرورة التزام كل الأطراف باحترام المقدسات الدينية ورموزها". وكان الرئيس التونسي٬ المنصف المرزوقي قد ندد في كلمة للشعب التونسي ليلة أمس ٬ بالجماعات المتشددة التي اتهمها بالوقوف وراء أحداث الهجوم على السفارة الأمريكية. واعتبر أن هذه الجماعات٬ في إشارة إلى التيار السلفي الذي أصبح يقف وراء العديد من أحداث العنف التي عرفتها تونس في الفترة الأخيرة ٬ "تجاوزت الخط الأحمر" ٬ داعيا الحكومة إلى "تحمل مسئولياتها كاملة" في وقف ما وصفه بíœ"الخطر الداهم الذي أصبح لا يهدد فقط الحقوق والحريات وإنما علاقاتنا الدولية وصورة تونس في الخارج ومصالحها الحيوية". *تعليق الصورة: النيران تتصاعد من السفارة الأمريكية فى تونس.