أهاب رئيس الحكومة المغربية عبد الإله ابن كيران بالدول الأوروبية الاستفادة من التحولات التي شهدتها بلدان الضفة الجنوبية لحوض المتوسط لتقييم نظرتها والسياسات التي نهجتها سابقا اتجاه هذه البلدان٬ داعيا إلى نسج علاقات أكثر توازنا وعدلا بين الضفتين. وذكر بيان صحفي لرئاسة الحكومة٬ اليوم الأحد٬ بثته وكالة الأنباء الرسمية، أن ابن كيران أبرز٬ في المداخلات التي ساهم بها في أشغال القمة الثانية لرؤساء دول وحكومات منتدى الحوار 5 + 5 التي انعقدت يومي 5 و6 أكتوبر الجاري في العاصمة المالطية لافاليت٬ الأهمية التي يوليها المغرب لهذا الحوار الذي من شأنه أن يمكن بلدان ضفتي المتوسط من التغلب على مشاكلها الداخلية وخلق فضاء مشترك للعيش الكريم يسوده التفاهم والتعاون ويتم فيه احترام طموحات مختلف شعوب المنطقة في التمتع بالحرية والعدالة وتحقيق الديمقراطية. كما دعا ابن كيران دول اتحاد المغرب العربي إلى مزيد من التقارب والاندماج٬ معربا عن الأمل في أن يتم تحقيق وحدة اقتصادية في ما بينها تمكن من تطوير الحوار مع الضفة الشمالية في إطار أكثر مؤسساتية مما هو عليه في الوقت الحاضر. وأضاف أن الأزمة الاقتصادية الحالية تشكل فرصة لمراجعة السياسات الاقتصادية والأنماط التنموية المتبعة في اتجاه يراعي الموارد المتاحة ويؤمن مستقبل الأجيال القادمة٬ مشيرا إلى أن الأوضاع الجديدة في المنطقة نتيجة الربيع الديمقراطي العربي تشكل هي الأخرى فرصة لتصحيح الاختلالات السياسية في اتجاه مزيد من الديمقراطية والعدالة الاجتماعية. وبخصوص الهجرة وأمن المنطقة واستقرارها ومواجهة المخاطر المستجدة وخاصة على مستوى الساحل والصحراء٬ قال رئيس الحكومة إن هذا الموضوع "يقتضي منا جميعا ومن شركائنا الأوربيين خصوصا٬ مزيدا من الدعم لسياسات التحول نحو الديمقراطية وتعزيز حقوق الإنسان٬ حيث أظهر الربيع الديمقراطي العربي أن تمكين الشعوب من تحقيق اختياراتها من شأنه أن يدفع التيارات الموسومة بالتشدد إلى المشاركة السياسية ودعم الاستقرار". ودعا ابن كيران٬ يضيف البيان٬ إلى تشجيع سياسات التعاون الاقتصادي والتكامل المطلوب لتحقيق التنمية المنشودة لهذه الدول وتمكينها من توفير فضاء آمن للعيش الكريم لشعوبها يجذبها للاستقرار بها ويغنيها عن اللجوء للهجرة٬ منبها في الوقت ذاته إلى ضرورة التفكير في مقاربة مندمجة لحل هذه المعضلات تشمل بلدان الأصل والعبور والوجهة عوض الاقتصار على البعد الأمني فقط. وتضمن جدول أعمال القمة مناقشة العديد من القضايا وخصوصا التطورات التي عرفتها المنطقة والمداخل الجديدة للدفع بها نحو مزيد من الوضوح والتقدم٬ والحوار المؤسساتي بين ضفتي المتوسط٬ والوضع في الشرق الأوسط ومسلسل السلام٬ وكذا قضايا الأمن والساحل والهجرة والأزمة الاقتصادية والتغيرات المناخية والأمن الغذائي والطاقي. وعرفت القمة الثانية لرؤساء دول وحكومات منتدى الحوار 5 + 5٬ التي انعقدت دورتها الأولى سنة 2003 بتونس٬ حضور الرئيس الفرنسي فرنسوا هولاند ورؤساء حكومات إسبانيا وإيطاليا والبرتغال ومالطا من ضفة شمال المتوسط٬ والرئيس التونسي منصف المرزوقي والرئيس الموريتاني محمد ولد عبد العزيز ورئيسي الحكومتين المغربية والجزائرية ورئيس البرلمان الليبي من ضفة جنوب المتوسط إضافة إلى رئيس المفوضية الأوروبية والأمين العام لاتحاد المغرب العربي والأمين العام للاتحاد من أجل المتوسط. *تعليق الصورة: عبد الإله بنكيران، رئيس الحكومة المغربية.أرشيف.