تمكنت فرقة خاصة تابعة لمديرية الأمن الوطني، مساء الثلاثاء الماضي من إيقاف مواطن أجنبي من إسبانيا، يشتبه في انتمائه إلى شبكة دولية لتهريب المخدرات، وذلك بعد تعرض طائرته الخفيفة لعطب تقني، أدى إلى سقوطها في منطقة قروية تقع على بعد حوالي 12 كيلومترا من القصر الكبير. وكانت أجهزة الأمن تلقت بلاغا عن سقوط طائرة خفيفة يشتبه في استخدامها من طرف بارونات تهريب المخدرات إلى أوربا، وبعد الانتقال إلى مكان الحادث تبين أن سائقها لاذ بالفرار نحو وجهة مجهولة. وعاينت الشرطة العلمية والتقنية آثار احتراق شديد أتى على جزء كبير من الطائرة، ما يرجح فرضية إقدام صاحبها على إضرام النيران فيها للتخلص من أشياء مشبوهة كانت على متنها. وبناء على بعض الوثائق والمقتنيات، تمكنت مصالح الشرطة العلمية والتقنية من رفع بصمات ربان الطائرة، كما صادرت حاجيات تخصه لفائدة البحث، فيما انطلق ضباط من فرقة الشرطة القضائية للبحث عن الربان الهارب، وبعد عدة عمليات تمشيطية وأبحاث مكثفة، تمكنت من محاصرته في مدينة القصر الكبير، وألقت القبض عليه. وبعد اقتياده إلى البحث، صرح بأن الطائرة المحطمة تخصه، لكنه أكد أنه كان بصدد نزهة فقط، ولا علاقة له بالاتجار في المخدرات أو تهريبها من المغرب إلى أوربا. وكشف مصدر مطلع أن المتهم عجز عن الإدلاء بوثيقة واحدة تفيد توفره على ترخيص بالإقامة أو السياحة داخل التراب الوطني، ما استدعى من النيابة العامة بالمحكمة الابتدائية بالقصر الكبير وضعه تحت تدابير الحراسة النظرية، وتعميق البحث معه. وتحاول الشرطة القضائية، بتنسيق مع مصالح الشرطة العلمية والتقنية، الوصول إلى معلومات من شأنها إثبات تهمة تهريب المخدرات إلى الأجنبي الموقوف، وترتيب الجزاءات القانونية اللازمة. يشار إلى أنها ليست المرة الأولى التي تقع فيها حوادث سقوط طائرات مخصصة لتهريب المخدرات من الشمال إلى أوربا، إذ سبق لأجهزة الأمن والدرك أن عثرت على العشرات منها محطمة في مناطق نائية. وأحيانا تقلع طائرات مروحية محملة بكميات فوق العادة من المخدرات.