تعيش ساكنة محيط مسجد "سر على بركة الله" بمدينة تيزنيت على وقع كارثة بيئية وصحية صامتة، حيث تتواصل عملية تدفق مياه الصرف الصحي (واد الحار) بشكل مكثف ومستمر في الوادي المحاذي للمسجد ، وذلك لليوم الثالث على التوالي دون توقف. ويُظهر المشهد، كما توثقه صور و فيديو موقع " تيزبريس "، تحول مجرى الوادي الطبيعي إلى مصبّ للمياه العادمة، وهو ما يشكل تهديداً مباشراً لسلامة البيئة وصحة السكان المجاورين، خاصة مع اقتراب فصل الشتاء وما قد يصحبه من تجمعات مائية. و يظهر الفيديو الذي يوثق لهذه الكارثة ، أن هذه المياه تحمل معها كميات كبيرة من الأوساخ ، مما يزيد من احتمال انتشار الروائح الكريهة وتكاثر الحشرات الناقلة للأمراض. و عاين موقع " تيزبريس " أن المشكلة لم تعد تقتصر على التلوث البيئي العام، بل وصلت إلى ازعاج للمصلين و تهديد مباشر لحياة الأطفال في الحي. فمع استمرار جريان المياه العادمة في الوادي، لوحظ لعب عدد من الأطفال الصغار بالقرب من هذه المياه الملوثة، بل وفي بعض الأحيان داخلها، جهلاً منهم بخطورتها. و يُطالب سكان الحي المجاور للمسجد بالتدخل بشكل عاجل وفوري لوقف هذا التدفق الملوّث، وتكليف فرق الصيانة المتخصصة التابعة للمكتب الوطني للكهرباء والماء الصالح للشرب (قطاع التطهير) أو الجهات المسؤولة محلياً، للعمل على تحديد مكان العطب وإصلاحه، وتنظيف الوادي من المخلفات قبل تفاقم الوضع. و في الوقت الذي تتجه فيه أنظار الساكنة نحو تحرك فعلي لوقف هذا السيل الملوّث، يبقى السؤال الإلحاحي: هل سننتظر حتى يغرق وسط المدينة في مياه الصرف الصحي قبل اتخاذ الإجراءات اللازمة؟