على وقع قرع الطبول والموسيقى، طالب بضعة آلاف من المحتجين -الذين تجمهروا وسط لندن بجانب ساعة بيغ بن الشهيرة- الحكومة البريطانية بحماية الخدمات الصحية، وحذروا من المصادقة على قانون جديد يستهدف من يعالجون على نفقة "الخدمات الصحية الوطنية"، والعاملين في الرعاية الصحية. وكان هؤلاء قد قاموا -فور سماعهم لدقات ساعة بيغ بن عند تمام الواحدة ظهرا- بالاستلقاء أرضا فوق جسر ويستمنستر، حيث ارتدى معظمهم ملابس الأطباء والممرضين وخدمات الإسعاف الملطخة بالدماء. واحتل الآلاف جسر ويستمنستر -الذي يعد واحدا من معالم لندن الأشهر- في محاولة أخيرة لإلغاء مشروع قانون تخفيض الرعاية الاجتماعية الحكومية. ويستشف من الشعارات المكتوبة على اللافتات أن هذه الجموع تعتبر الإصلاحات المزمعة تهديدا غير مقبول. وجاء هذا التحرك قبل أيام من التصويت النهائي في مجلس اللوردات على مشروع القانون المثير للجدل، الذي يقول المحتجون إنه يستهدف من يعالجون على نفقة "الخدمات الصحية الوطنية"، والعاملين في الرعاية الصحية. ويصر المتظاهرون على طلبهم بعدم المصادقة على مشروع القانون المذكور، ويطالبون بالحد من فصل العاملين في الرعاية الصحية، وبإعطاء الأولوية لعلاج الحالات المرضية المزمنة والمعقدة. الصوت العالي وتعليقا على هذه القضية، قال الناطق الرسمي باسم "العمل المباشر لمناهضة التقشف" بيل لوسمان للجزيرة نت، إن تمرير هذا القانون سوف يمثل مخاطر غير مقبولة على الخدمات الصحية الوطنية. اللافتات حذرت من التلاعب بالنظام الصحي البريطاني (الجزيرة نت) وأضاف أن حركته أجرت اتصالات مع النقابات والمنظمات غير الحكومية وغيرها من جماعات العمل المباشر، وتبين أن الجميع يحرص على دعم الاحتجاجات بكل الوسائل، بما في ذلك توفير وسائل النقل من مناطق أخرى من المملكة المتحدة للمتظاهرين. وأقر لوسمان بأن من شأن هذا التحرك أن يحدث اضطرابا، ويوقف حركة المرور، إلا أنه رأى أن "لذلك ما يبرره، إذ إن من يريد إنقاذ الخدمات الصحية الوطنية يتعين عليه الصراخ بصوت عال"، على حد تعبيره. ونبه في هذا الصدد إلى أن المتظاهرين سوف يحافظون على اتصال وثيق مع مستشفى "سانت توماس" لضمان تحرك سيارات الإسعاف بشكل سريع. والتقت الجزيرة نت كذلك بالطبيب روجرز وودمان، فحذر -في حديث معها- من تأثير هذا القانون على المرضى الذين يعانون الأمراض المزمنة. وأوضح وودمان أنه يتوقع استغلال الشركات الخاصة -في حال دعوتها لإدارة المستشفيات والمرافق الطبية- لمرض الناس من أجل تحقيق مزيد من الأرباح، لهذا السبب "سوف أكون على الجسر لأتمكن عندما يسألني أطفالي عما حدث لخدمة الصحة الوطنية -على الأقل- من أن أقول لهم إنني فعلت ما في وسعي". من جانبها، قالت الممرضة في مستشفى بشمال لندن إنجيلا هيلي للجزيرة نت، إن الحكومة كانت قد خدعت جميع الهيئات الطبية الرئيسية التي تكافح لإلغاء مشروع القانون. واعتبرت أن حكومتها تصغي فقط إلى شركات الرعاية الصحية الخاصة، التي تجمع المليارات باستغلال أمراض الناس، مشيرة إلى أن مشروع القانون المقدم حاليا لم يكن مدرجا على القوائم الانتخابية."وما من أحد منا صوت لصالح هذا المشروع، وعندما يتبين للناس تجاهل الحكومة الصارخ للديمقراطية، فمن حقهم المشاركة في العصيان المدني، وهذه هي فرصتنا الأخيرة لإنقاذ النظام الصحي الوطني"، على حد تعبير هيلي.