بدا سعد الدين العثماني قلقا من التطورات الأخيرة في مالي. لم يجد وزير الخارجية والتعاون من تعبير حول ما يجري في بلد تربطه روابط قوية بالمغرب غير القول إن « التطورات الأخيرة مقلقة» مضيفا أن «المغرب على اتصال متواصل مع الحكومة المالية ومستعد لمساعدتها في كل ما تطلبه». ولم يفوت وزير الخارجية والتعاون الذي كان في اتصال هاتفي مع «الأحداث المغربية» ، يوم الجمعة ،التأكيد على دعم المغرب لجهود المصالحة والحل الدبلوماسي ، وقال «نحن مع جهود المصالحة التي قام بها رئيس دولة بوركينافاصو«. وعن مشاركة المغرب في أية قوة دولية للتدخل العسكري في مالي، قال العثماني «إن المغرب ينتظر الموقف الذي سيصدره مجلس الأمن الدولي في هذا الإطار»، مضيفا أنه لحد الآن لم يطلب منا المشاركة في قوة دولية من عدمها»، مشيرا في الوقت ذاته إلى أن « مالي لم تطلب أية مساعدة عسكرية بل فقط مساعدة سياسية واقتصادية ومالية والتكوين ومساعدة إنسانية بالخصوص«. بعيدا عن الرباط، أعلن الرئيس الفرنسي فرانسوا هولاند يوم الجمعة، والذي طلب رئيس مالي ديونكوندا تراوري الخميس مساعدة عسكرية من بلاده أن «فرنسا سترد (..) حصرا في إطار قرارات مجلس الأمن الدولي على طلب سلطات مالي مساعدة عسكرية لوقف زحف الحركات الإسلامية المسلحة»، حسب ما أوردته فرانس بريس، وقال هولاند خلال توجيهه تهانيه بالسنة الجديدة للسلك الدبلوماسي «أقولها أمامكم، نحن أمام عدوان واضح يهدد كيان مالي«. مجلس الأمن الدولي برئاسة السفير الباكستاني مسعود خان، اجتمع على عجل أول أمس الخميس، وحث على نشر بعثة دولية بقيادة أفريقية في مالي بشكل عاجل للتباحث لوقف زحف الجماعات الإرهابية بعد سيطرتها على مدينة كونا قرب موبتي، حيث قتلت 20 عسكريا من القوات المالية، ووقع 10 جنود في الأسر، فضلا عن غنائم بينها 11 سيارة رباعية الدفع، و5 مدرعات، بل سيطرت على قاعدة سيفاري العسكرية الواقعة على بعد حوالي 50كلم من مدينة كونا، وهي المقر المرتقب للجبهة الأمامية في قوات غرب إفريقيا التي يتوقع أن تشارك في العمليات المرتقبة ضد الجماعات المسلحة في أزواد. بيان مجلس الأمن جدد دعوة «أعضاء مجلس الأمن الدولي للمساعدة في حل الأزمة في مالي، وخاصة تقديم المساعدة لقوات الأمن والدفاع المالية للحد من التهديدات التي تمثلها الجماعات الإرهابية والمجموعات المرتبطة بها». وأيضا « نشر لبعثة الدعم الدولية بقيادة أفريقية في مالي»، بالإضافة إلى «وضع خارطة طريق سياسية متفق عليها، تتضمن إجراء مفاوضات جادة مع الأطراف المالية غير المتطرفة في الشمال وتؤكد على الاستعادة الكاملة للحكم الديمقراطي». بعد استيلائها على مدينة كونا، قالت المصادر الإعلامية الموريتانية، إن قوات من حركة أنصار الدين يقودها كل من ابراهيم بنا، والعباس أغ انتالا، وقائد سرية الأنصار في تنظيم القاعدة ببلاد المغرب الإسلامي عبد الكريم التاركي ، تحاصر عناصر من الحركة الوطنية لتحرير أزواد في مدينة شبرش الواقعة قبالة مدينة تنزواتين الجزائرية، والتي كانت الحركة قد أنهت مؤتمرا فيها يوم أمس، وأضاف أن قوات أنصار الدين طلبت من عناصر الحركة الوطنية لتحرير أزواد تسليم أسلحتهم، مؤكدة أنه لا خيار أمامهم إلا تسليم الأسلحة أو مواجهة اكتساح عناصر أنصار الدين للمدينة، وأضاف أن الحركة لم تعد تسمح بوجود سلاح خارج سيطرة ما تسميه الشرعية في أزواد. أوسي موح لحسن